كتب- محمد غايات:

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحليلاً جديداً سلَّط من خلاله الضوء على "الذكاء الاصطناعي"، موضحاً أنه تغلغل في حياة المواطنين بشكل تدريجي، بدءًا من الهواتف الذكية إلى القيادة الذاتية للسيارات، واستحوذت تطبيقاته، مثل ChatGPT وCopilot وStable Diffusion وغيرها، على خيال الشعوب في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل تطبيقاته الكثيرة، حيث يمكن لأي مستخدم تقريبًا استخدامه في التواصل والإبداع، ويمكن لأحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي تنفيذ مجموعة من المهام الروتينية، مثل إعادة تنظيم البيانات وتصنيفها، لكن قدرة تلك التطبيقات على كتابة النصوص وتأليف الموسيقى وغيرها هي التي تصدرت عناوين الأخبار.

نتيجة لذلك، تتنافس مجموعة أوسع من أصحاب المصلحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتأثير على مختلف الأعمال التجارية والمجتمع.

وذكر مركز المعلومات أن التقديرات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث تغييرات شاملة في الاقتصاد العالمي، فوفقًا لتقارير "جولدمان ساكس"، بدأت أدوات الذكاء الاصطناعي تشق طريقها إلى الأعمال التجارية والمجتمع، وقد تؤدي إلى زيادة بنسبة 7٪ (أو ما يقرب من 7 تريليونات دولار) في الناتج المحلي الإجمالي العالمي وزيادة نمو الإنتاجية بمقدار 1,5 نقطة مئوية على مدى السنوات العشر القادمة، ووفقاً لتقرير صادر عن "ماكنزي" في يونيو 2023، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تحقق عوائد اقتصادية إجمالية في حدود ما يقرب من 2,6 تريليون دولار أمريكي إلى 4,4 تريليونات دولار أمريكي سنويًّا عند تطبيقها في مختلف القطاعات.

وعلى الرغم من عدم اليقين الكبير بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي، فإن قدرته على إنشاء محتوى لا يمكن تمييزه عن المخرجات التي صنعها الإنسان، وكسر حواجز الاتصال بين البشر والآلات، تعكس تقدمًا كبيرًا له تأثيرات اقتصادية كلية كبيرة محتملة.

وقد أشار التحليل إلى تأثر أربعة قطاعات بالذكاء الاصطناعي، هي خدمة العملاء والتسويق والمبيعات وهندسة البرمجيات والبحث والتطوير، بنحو 75% من القيمة الناتجة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقا لتقرير "ماكنزي" في يونيو الماضي، كما يعد القطاع المصرفي من القطاعات التي من المتوقع أن تتأثر بشكل إيجابي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين مهمة إدارة المخاطر، مثل إعداد التقارير المطلوبة وجمع البيانات. أما بالنسبة للعلوم الطبية، فيستعد الذكاء الاصطناعي لتقديم مساهمات كبيرة في اكتشاف الأدوية وتطويرها. وسيكون تأثير الذكاء الاصطناعي واضحا في قطاع تجارة التجزئة والسلع الاستهلاكية، وقد تصل العوائد إلى قيمة تتراوح بين 400 مليار دولار إلى 660 مليار دولار سنويًّا.

تتنافس الشركات الأمريكية على توظيف المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث إن بعضها على استعداد لدفع رواتب ضخمة لتوظيف أفضل المواهب، كما تتسابق الشركات في صناعات مثل الترفيه وغيرها للاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي من خلال استمالة علماء البيانات والمتخصصين في التعلم الآلي. ونتيجة لذلك، تؤدي زيادة الطلب على تلك النوعية من الموظفين إلى زيادة رواتبهم، ويدفع هذا الشركات إلى زيادة عروضها للمتقدمين لتجنب الخسارة أمام المنافسين، وتقوم بعض الشركات ببناء خبراتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال التعيينات وبرامج التدريب الداخلية.

وفي سياق متصل، تمتلك تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية -وغيرها من التقنيات- القدرة على أتمتة أنشطة العمل التي تستهلك من 60% إلى 70% من وقت الموظفين حاليًا، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية العمل بشكل كبير في جميع مناحي الاقتصاد، فمن المتوقع أن يتسبب الذكاء الاصطناعي في نمو إنتاجية العمل بنسبة تتراوح ما بين 0,1% و0,6% سنويًّا حتى عام 2040، كما يمكن لأتمتة العمل أن تضيف من 0,2 إلى 3,3 نقاط مئوية سنويًّا لنمو الإنتاجية. ومع ذلك، سيحتاج العمال إلى الدعم لتعلم مهارات جديدة.

وعلى الجانب الآخر، أشار الاقتصاديون في جولدمان ساكس إلى أنه قد يكون للموجة الجديدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي تأثير كبير على أسواق التوظيف حول العالم، ويمكن للتحولات في هيكل سوق العمل الناجمة عن هذه التطورات أن تعرض ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل للأتمتة. مشيرين إلى أن نحو ثلثي المهن الأمريكية معرضة لدرجة معينة من الأتمتة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهذا لا يعني تزايد معدلات البطالة عالميًّا، فقد وجدت دراسة حديثة أجراها الخبير الاقتصادي "ديفيد أوتور" أن 60٪ من عمال اليوم يعملون في مهن لم تكن موجودة في عام 1940، وهذا يعني أن أكثر من 85٪ من نمو العمالة وتطورها خلال الثمانين عامًا الماضية تفسره التكنولوجيا.

وذكر التحليل أنه في العالم النامي، يقدم الذكاء الاصطناعي مساهمات كبيرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، ويتم نشره لاستهداف الإغاثة الإنسانية ومعالجة آثار تغير المناخ، فبدعم من برنامج الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية في إفريقيا، نشر "ACET" (المركز الإفريقي للتحول الاقتصادي) مؤخرًا تقريرًا يستكشف إمكانات الحكومات الإفريقية لاستخدام حلول الذكاء الاصطناعي لتوجيه السياسات المالية والنقدية، وقد أشار التقرير إلى أنه بالرغم مع وجود الفرص فإن هناك حاجة ملحة لبناء المعرفة والقدرات.

وفي المقابل، فقد يواجه استخدام الذكاء الاصطناعي لصنع السياسات الاقتصادية في إفريقيا عددًا من التحديات، منها توافر البيانات والمعلومات، وبالتالي من المرجح أن يساعد القطاع الخاص في هذه المهمة من خلال توفير بيانات، مثل: الاتصالات الهاتفية، وبيانات المواقع الجغرافية، وبيانات العملاء، حيث ستكون مجموعات البيانات الكبيرة الموجودة التي يمتلكها القطاع الخاص ضرورية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في السياسات المالية والنقدية بشكل فعال.

وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى المقال الذي نشرته صحيفة "الإيكونومست" والذي يُسلِّط الضوء على الاهتمام البريطاني بتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ فبحلول عام 2030 -وفقًا لرئيس الوزراء "ريشي سوناك"- ستكون بريطانيا "قوة عظمى في العلوم والتكنولوجيا"، وغرض رئيس الوزراء البريطاني هو استفادة بريطانيا من الفرص المزدهرة التي توفرها الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي، حيث أثار الذكاء الاصطناعي اهتمام التقنيين والمستثمرين، كما يقول "سوناك": أن بريطانيا ستسخر إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحفيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك فهو يرى "أن الإمكانات غير العادية للذكاء الاصطناعي تستهدف تحسين حياة الناس".

كما تمتلك بريطانيا بالفعل بعض المزايا؛ فهي موطن لعدة شركات ذكاء اصطناعي رائدة، معظمها في لندن، على وجه الخصوص Google DeepMind، ولديها جامعات متطورة، وترحب بالعمال الأجانب ذوي المهارات العالية الذين تحتاجهم شركات الذكاء الاصطناعي، ولديها وفرة في البيانات والإمكانات.

وأشار التحليل إلى وجود بعض التحديات التي تواجه بريطانيا في مسعاها، أبرزها الهيمنة الأمريكية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي تمثل جذبًا ثابتًا لرأس المال والأشخاص والأفكار، كما تهيمن الشركات الأمريكية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

واختتم التحليل قوله بأن السنوات القادمة ستكون بمثابة رحلة تتميز بالابتكار السريع والتطورات التكنولوجية المتلاحقة التي تجبر على إعادة ضبط الفهم بتأثير الذكاء الاصطناعي على العمل والحياة ككل؛ لذا من المهم فهم الظاهرة بشكل صحيح؛ نظرًا لسرعة انتشار الذكاء الاصطناعي، وبالتالي فإن تسريع التحول الرقمي مع استمرار تأهيل وتدريب القوى العاملة، أصبح ضرورة ملحة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: قائد فاجنر متحور كورونا بريكس تنسيق الجامعات فانتازي سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة مركز المعلومات معلومات الوزراء الذكاء الاصطناعي تقنیات الذکاء الاصطناعی إلى زیادة من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلامة الحمادي.. رحلة تميز في الذكاء الاصطناعي

خولة علي (أبوظبي) 
سلامة جمال الحمادي، طالبة في الصف العاشر بمدارس التكنولوجيا التطبيقية، مفعمة بالطموح والتطلع نحو المستقبل، شغفها العميق بعالم الذكاء الاصطناعي يدفعها لاستكشاف آفاق هذا المجال المتقدم والمتغير باستمرار، ومن خلال انضمامها إلى مركز «ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا» التابع لمؤسسة «ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين»، تسعى سلامة إلى توسيع مداركها العلمية وصقل مهاراتها التقنية، مدركةً أهمية الذكاء الاصطناعي في تشكيل المستقبل.
نقطة تحول  
في عام 2021، انضمت الحمادي إلى مؤسسة «سجايا فتيات الشارقة»، حيث شاركت في برامج وورش عمل متعلقة بالعلوم والتكنولوجيا، وفي عام 2023، كانت من ضمن المشاركات في برنامج «المدير التنفيذي للعلوم» الذي أطلقته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. وتخلل البرنامج رحلة إلى الكويت لمدة 12 يوماً، وكانت هذه التجربة بمثابة نقطة تحول، حيث اكتشفت خلالها شغفها العميق بالتكنولوجيا والهندسة، ما دفعها للاستمرار في استكشاف هذا المجال بشغف أكبر.
تطوير مهارات 
اكتسبت الحمادي مهارات متنوعة في مجالات التصميم والبرمجة، فضلاً عن تركيب وصنع الروبوتات، والعمل بروح الفريق، حيث أصبحت قادرة على التعاون بفعالية مع الآخرين لتحقيق الأهداف المشتركة.  
كل هذه المهارات أهلتها للتعامل مع التحديات التقنية المتقدمة بثقة وحماس، ما يعكس شغفها المستمر بالابتكار والتعلم.

مشاريع مبتكرة  
قدمت الحمادي العديد من المشاريع المبتكرة داخل الدولة وخارجها، وكان من أبرزها مشروع Type1 - Blackout، وهو جهاز مبتكر مخصص لمرضى السكري والزهايمر، يتم ربط الجهاز الصغير بمعصم اليد، وفي حال تعرض المريض لنوبة أو فقدان الذاكرة، يُرسل الجهاز رسالة تحذيرية إلى أفراد العائلة المسجلة أسماؤهم فيه، ما يتيح لهم التدخل وتقديم المساعدة أو طلب الإسعاف. وفي أغسطس 2024، قدمت مشروعاً يهدف إلى مساعدة الأطفال في تحسين أدائهم الدراسي، إلى جانب تطوير مهاراتهم في الإلقاء والمحادثة، مما يعكس شغفها بالابتكار وخدمة المجتمع.
برامج ومسابقات 
بعد انتهاء مشاركتها في برنامج «المدير التنفيذي للعلوم»، تم ترشيحها للمشاركة في مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023، لتحقق المركز الثاني على مستوى الدولة، كما انضمت إلى برنامج VEX V5، أكبر مسابقة عالمية للروبوتات، وفازت فيها بجائزة الإبداع في السنة الأولى. واستمرت الحمادي في المشاركة بالعديد من البرامج والمسابقات، مثل «الأمن السيبراني»، «مشروع العربة المريخية»، ومسابقات متعلقة بالروبوتات، وكان آخر هذه المشاركات برنامج «نواة»، الأول من نوعه، الذي امتد لمدة 10 أيام.

أخبار ذات صلة «تريندز» يستضيف اجتماع اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري أبوظبي.. مستقبل الاستدامة والتقنيات الناشئة

مشاركات أوسع 
تتطلع سلامة الحمادي إلى توسيع مشاركاتها على نطاق أكبر وأوسع، سواء محلياً أو عالمياً في مجال علوم الفضاء والذكاء الاصطناعي، وهدفها أن تصبح مهندسة ذكاء اصطناعي ورائدة فضاء في المستقبل، سعياً لخدمة وطنها الإمارات، التي لا تدخر جهداً في دعم المواهب وتمكينها في شتى المجالات.
إنجازات  
حققت الإماراتية سلامة الحمادي العديد من الإنجازات من خلال مشاركتها في برامج وفعاليات متنوعة، حيث نالت الميدالية الذهبية في مسابقات «مستكشف ربع قرن» و«العربة المريخية» عام 2024، و«مبرمج 50» و«رُبع قرن والعالم» 2023، بالإضافة إلى مسابقة NBD عام 2022. كما حصلت على الميدالية الفضية في عدد من الفعاليات والمسابقات، منها: المنتدى الدولي للاتصال الحكومي ضمن مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي 2023، مسابقة «سابق بالهيدروجين» 2023، ومسابقة «وادي السيليكون لتطوير التطبيقات» 2024. وحصدت أيضاً الميدالية البرونزية في الأمن السيبراني من أكاديمية اتصالات عام 2023.

مقالات مشابهة

  • بابا الفاتيكان يحذّر: الذكاء الاصطناعي تحد للبشرية
  • مجموعة زين تعقد ورشة عمل “البيانات والذكاء الاصطناعي” في عمّان
  • الذكـاء الاصطناعـي «الخـارق» لـم يولـد بعـد!
  • تراجع عمليات البحث في سفاري لأول مرة بسبب الذكاء الاصطناعي
  • سعر ومواصفات موبايل هونر 400 برو.. يدعم الذكاء الاصطناعي
  • مركز التأمين الصحي الوطني يحتفل بتخريج الدفعة الأولى من البرنامج المتخصص في البيانات والذكاء الاصطناعي
  • الثقافة والمعلوماتية وسؤال الذكاء الاصطناعي
  • ندوة علمية بعبري تبحث استشراف أدوار الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال
  • سلامة الحمادي.. رحلة تميز في الذكاء الاصطناعي
  • خبراء جوجل يشددون على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني