سواليف:
2025-05-15@18:26:55 GMT

#لغتنا_الجميلة

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

#لغتنا_الجميلة

#لغتنا_الجميلة د. #هاشم_غرايبه

للقرآن الكريم فضل عظيم على اللغة العربية، فالبيان القرآني معجز لقول البشر، ولولا أن الله تعالى جعل العربية بهذه السعة والقوة، ما تمكنت من حمل كلامه، ويثبت ذلك مايراه من يتقن عدة لغات (من بينها العربية)، من فارق هائل في حمل المعاني المرادة، بين القرآن بلغته العربية، وبين الترجمات الى لغات أخرى.


وذلك لأن الله جل وعلا أراد أن يبهر قريشا بكتابه الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، ويخرس ألسنتهم المعروفة بالفصاحة والبلاغة، فيوقنوا أنه ماكان للبشر الإتيان به، لذا فهو كلام الله حقا.
لهذا فالإعجاز البياني كان أهم إعجازات القرآن، ويلمسه من يعرف العربية في كل آية بلا استثناء، فكل من لا يراه فهو عمي القلب ولو كان بصره سليما، لذلك لا جرم أن يحشره الله يوم القيامة أعمى.
سأتناول جانبا واحدا من ذلك البيان، من خلال إطلالة على اللغة المستعملة في الحض على بر الوالدين.
أولاً: في قوله تعالى “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا” [الإسراء:23]، قرن بين عبادته وأمر محدد من الأعمال الصالحة وهي الإحسان الى الوالدين، لبيان أنها واجب مثل عبادته وليست اختيارا.
1 – الخطاب هنا عام موجه الى البشر جميعا، وليس للمؤمنين فقط، بدليل استعمال تاء المخاطب مع الفعل المضارع (تَعْبُدُوٓاْ)، والتي تفيد أيضا الاستمرارية والمداومة.
2 – واستخدامه تعالى لصيغة (ربك) في الإشارة الى ذاته العلية وليس (الله)، لأن الربوبية تفيد التربية والرعاية وتهيئة لوازم الحياة للإنسان، وفعل الوالدين الى ابنهما هو كذلك، بينما الألوهية تعني الإيجاد والقيادة والسيطرة، وهذه لا تناسب صفة الوالدين.
3 – كما أن استعمال صيغة إستثناء النفي جاءت للحصر، فلو جاءت (اعبدوا الله)، لكان من الممكن تفسيرها بعبادة الله وعبادة غيره معه.
4 – استخدام (الباء) وليس (الى) مع لفظة الوالدين، مع أن الإحسان يكون عادة الى الشخص وليس به، جاءت لتفيد الالتصاق والقرب الحميم، لكي يكون الإحسان ليس مجرد عطاء وتلبية طلبات، بل عن محبة وحنان وإشعار الوالدين بأن هذا الإحسان ليس عن تفضل ولا كرم، بل هو من الذات الى الذات.
والدليل على أن هذا المعنى مقصود، أنه جاء في كل المواضع في كتاب الله بهذه الصيغة: “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” [الأنعام:151]، “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا” [العنكبوت:8]، “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” [النساء:36]، “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” [البقرة:83].
ثانيا: في دلالات استعمال القرآن للفظة الوالدين والأبوين، فمع أنهما يدلان على المعنى ذاته، لكن (الوالدين) لغويا هي مثنى مشترك للوالد والوالدة الأب، و(الأبوين) هي مثنى مشترك للأب والأم، وفي اللغة العربية إذا شمل المذكر والمؤنث في اللفظة، يقدم المذكر، لذلك يقال (الوالدان) وليس (الوالدتان) مع أن الأم هي التي تلد وليس الأب.
1 – من ضمن ما كرم الله به الإنسان عن سائر مخلوقاته هو ذلك الرابط القوي الدائم بين الأبناء وأبويهم، ففي الكائنات الحيوانية ليس هنالك من رابط مع الأب بل مع الأم ولفترة قصيرة، تنتهي حين يتدبر الأبناء أمورهم.
2 – نلاحظ استخدام الوالدين عندما يكون فضل الأم أسبق لأنها هي التي تحمل وتلد وترضع، وسمي الوالد والدا مع أنه لا يلد لأنه يكون اليه الانتساب ودوره في التهيئة والعناية والرعاية والتكفل بتدبير المعيشة.
3 – في القرآن كله، إذا كان الموضع فيه حض على البر جاءت الصيغة بالوالدين، لأن فضل الأم هنا أسبق، ولذلك جاء في الحديث الشريف حينما سأل رجل رسول الله ﷺ: من أحق الناس بحسن صحبتي؟، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك”[متفق عليه].
أما في باقي المواضع مثل آيات المواريث والإخبار فجاءت بصيغة الأبوين، فقد جاء في سورة النساء قوله تعالى: “وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ”،- كما جاء في سورة الكهف: “وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: جاء فی

إقرأ أيضاً:

النائب الأول لرئيس الوزراء يتفقد العمل في البرنامج الوطني لرعاية المتشردين بأمانة العاصمة

يمانيون/ صنعاء تفقد النائب الأول لرئيس الوزراء، العلامة محمد مفتاح، سير العمل في البرنامج الوطني لرعاية وإيواء المتشردين “المرضى النفسيين غير المصحوبين”، في المركز الرئيسي “الإحسان” بأمانة العاصمة.

وخلال الزيارة، التي رافقه فيها رئيس الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، قدّم المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لرعاية وإيواء المتشردين على الرزامي، شرحًا عن الأعمال المنفذة في تجهيز مركز “الإحسان” المتضمنة معدات طبية ولوجستية وإيوائية وعلاجية.

واطلع العلامة مفتاح وأبو نشطان، ومعهما قيادات بوزاراتي الشؤون الاجتماعية والعمل، والاتصالات، على الإجراءات المتبعة في أخذ المتشردين من الشوارع في أمانة العاصمة، واستقبالهم في مركز الإحسان، وما يُقدّم له من خدمات طبية وإيوائية.

وأشاد النائب الأول لرئيس الوزراء، بجهود البرنامج الوطني لرعاية المتشردين، ودعم هيئة الزكاة ووزارتي الاتصالات والصحة، لتجهيز وتشغيل المركز الرئيسي “الإحسان” كنواة أولى للعمل الإنساني، الذي يوليه قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، اهتماما خاصا.

وأكد العمل وفق خطط وأولويات محددة ومعايير موضوعية في أخذ المتشردين من الشوارع، بحيث يكون المعيار الأول للذين يخشى من أفعالهم إحداث أضرار بالمارّة، خصوصا الأطفال والنساء، أو على الممتلكات، والمعيار الثاني لمن فقدوا القدرة على الحفاظ على أدنى معايير النظافة الشخصية، والعجز والضعف في توفير احتياجاتهم من مأكل ومشرب، وكبار السن.

مقالات مشابهة

  • قصة حياة أقدم محفظة للقرآن بالمنيا .. الشيخة محاسن
  • وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
  • العلامة مفتاح يتفقد العمل في البرنامج الوطني لرعاية المتشردين بالأمانة
  • النائب الأول لرئيس الوزراء يتفقد العمل في البرنامج الوطني لرعاية المتشردين بأمانة العاصمة
  • هل يجوز الحج عن الوالدين في حجة واحدة وبأيهما أبدأ ؟.. الإفتاء توضح
  • والي الخرطوم يوجه بتأهيل وتشغيل مستشفى الوالدين التخصصي لطب العيون أم درمان
  • من هم «أولو الأمر»؟ .. دار الإفتاء تُوضّح مدلول الآية الكريمة من سورة النساء
  • القراءة.. نهضة العقول وتقدم الشعوب
  • حكم من يصلي في الركعة الأولى بسورة الناس.. أمين الفتوى يوضح
  • أبو الغيط: الأمين العام عليه أن يأخذ في حساباته مصلحة الجامعة العربية وليس دولة واحدة