الخليج الجديد:
2025-05-31@03:22:03 GMT

ماذا الذي تبحث عنه إسرائيل في ليبيا؟

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

ماذا الذي تبحث عنه إسرائيل في ليبيا؟

ماذا الذي تبحث عنه إسرائيل في ليبيا؟

في نوفمبر 2021 زار صدام، نجل حفتر، إسرائيل بهدف طلب المساعدة العسكرية للقوات التي يقودها والده.

تم اللقاء بتنسيق مسبق مع "الدوائر السياسية العليا" في طرابلس ولم يكن ناتجًا عن مبادرة شخصية من المنقوش.

تسعى إسرائيل لتوظيف اتصالاتها مع الأطراف الليبية لمنع إيران من الحصول على موطئ قدم في ليبيا بشكل يهدد مصالح تل أبيب.

سارع كوهين إلى الكشف عن اللقاء بدون التنسيق مع الليبيين من أجل التدليل على تحقيق حكومته إنجازات على الصعيد الخارجي.

ثمةإرث من العلاقات السرية تربط إسرائيل بحكومة خليفة حفتر شرق ليبيا، وبمستوى أقل مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

تحاول إسرائيل توظيف علاقاتها بليبيا للتخلص من اتفاق ترسيم الحدود المائية التي توصلت إليه حكومة "الوفاق الوطني" برئاسة فايز السراج مع تركيا.

اتفاق ترسيم الحدود البحرية التركية الليبية منح تركيا مساحة من المياه كان مقررا أن يمر عبرها أنبوب الغاز الذي كان سينقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.

* * *

أثارت الكشوفات التي قدمها وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، حول اللقاء الذي جرى في روما الأسبوع الماضي بينه وبين وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، وبمشاركة وزير الخارجية الإيطالي، إنطونيو تاجاني، ردود فعل غاضبة من قبل الجمهور في ليبيا. هذا الغضب دفع رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إلى اتخاذ قرار بإقالة المنقوش من منصبها.

وفي المقابل، فقد وجهت المعارضة ووسائل الإعلام الإسرائيلية انتقادات شديدة لكوهين الذي سارع إلى الكشف عن اللقاء بدون التنسيق مع الليبيين من أجل التدليل على تحقيق حكومته إنجازات على الصعيد الخارجي.

وقد بررت المحافل الرسمية الإسرائيلية ذلك بأن اللقاء الثلاثي تم بتنسيق مسبق مع "الدوائر السياسية العليا" في طرابلس وأنه لم يكن ناتجًا عن مبادرة شخصية من المنقوش. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، عن تلك المحافل قولها إن اللقاء بين كوهين والمنقوش كان من المفترض أن يكون مجرد حلقة في مسار يهدف، مستقبلاً، إلى التطبيع الكامل بين الطرفين.

ورغم الردة الغاضبة التي اندلعت في ليبيا عقب الإعلان عن اللقاء بين المنقوش وكوهين، تبين وجود إرث من العلاقات السرية التي كانت تربط إسرائيل بالحكومة التي تدير منطقة شرق ليبيا، والتابعة لخليفة حفتر، وبمستوى أقل مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

تاريخ العلاقات الليبية الإسرائيلية

بعد إسقاط نظام حكم القذافي، سعت إسرائيل إلى الاتصال بالحكومتين اللتين تتنافسان على تمثيل الليبيين، في بنغازي، وحكومة طرابلس التي تحظى بالدعم الدولي.

وقد عملت إسرائيل على إدارة الاتصالات مع فرقاء الساحة الليبية عبر 3 قنوات رئيسة، وهي:

- القناة التي دشنها رفائيل لوزون رئيس "اتحاد يهود ليبيا".

- القناة التي دشنها مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء ترؤسه الحكومة السابقة.

- القناة التي أدارها جهاز الموساد.

وحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد نظم لوزون في يونيو/حزيران 2017 لقاءً، في جزيرة رودس اليونانية، بين وفدين من إسرائيل وليبيا. وضم الوفد الإسرائيلي:

غيلا غملئيل، التي كانت تشغل منصب وزيرة المساواة الاجتماعية وتشغل حاليًا منصب وزيرة الاستخبارات، وزير الاتصالات أيوب قر، نائب رئيس الكنيست يحئيل بار، يوف توف ساميا الذي كان قائدًا للمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال. وغملئيل وساميا ولدا لعائلتين هاجرتا من ليبيا.

ورأس الوفد الليبي وزير الإعلام والثقافة في حكومة الشرق الليبي عمر القويري.

وحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت"، فقد تحدث أحد أعضاء وفد حكومة الشرق الليبي خلال اللقاء عن "حق اليهود الليبيين بالعودة إلى ليبيا والحصول على تعويضات عن الممتلكات التي خسروها". وكما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فقد بارك رئيس "حكومة الإنقاذ" في طرابلس في ذلك الوقت خليفة الغويل اللقاء في رسالة بعث بها إلى المجتمعين.

أما على صعيد قناة الاتصال التي أدارها "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي، فقد أشرف عليها رونين ليفي، الضابط السابق في جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، والذي يشغل حاليًا منصب وكيل الخارجية. وحسب الصحيفة، فقد لعب سفير إسرائيل الحالي في ألمانيا رون فراوشر، الذي كان وكيلا للخارجية السابق أيضًا، دورًا مهمًا في بناء شبكة علاقات سرية مع الأطراف الليبية.

وقد كان من الواضح أنه حتى تشكيل حكومة وحدة الوطنية بزعامة عبد الحميد الدبيبة، تركزت الجهود الإسرائيلية على الاتصال برجل الشرق الليبي القوي خليفة حفتر. فقد كشفت صحيفة "هآرتس" في نوفمبر/تشرين الأول 2021 أن صدام (نجل حفتر) زار إسرائيل بهدف طلب المساعدة العسكرية للقوات التي يقودها والده. وأشار تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى أن حفتر يرتبط بعلاقة وثيقة بجهاز الموساد، المسؤول عن إدارة العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في الخارج.

وتدل تسريبات الصحافة الإسرائيلية -بعد الكشف عن لقاء كوهين المنقوش- أن إسرائيل عبر جهاز الموساد أجرت اتصالات مباشرة مع أطراف في حكومة عبد الحميد الدبيبة، وهو ما مهد الطريق للقاء الأخير بين كوهين والمنقوش.

ومما يدلل على الاتصالات، بين الموساد وحكومة الدبيبة، حقيقة أن قناة التلفزة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية كشفت مساء الأحد الماضي أن قيادة "الموساد" غاضبة جدا من كشف كوهين خبر لقائه بالمنقوش، على اعتبار أن هذا الكشف يمكن أن يؤثر على مستقبل العلاقات بين الجهاز وحكومة طرابلس.

ولكن إسرائيل التي تبدي حاليا حرصا على فتح قنوات اتصال مع الأطراف الليبية، عملت في الماضي عسكريا واستخباريا بشكل سري داخل ليبيا. فحسب ما ذكرته "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، فقد نفذ جهاز الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" ووحدة الكوماندوز البحري، المعروفة بـ "القوة 13" في ثمانينيات القرن الماضي عمليات سرية في عمق الأراضي الليبية لجمع المعلومات الاستخبارية، عبر زرع أجهزة تنصت، ونفذت مهام تهدف إلى إحباط عمليات كان تخطط لها جماعات فلسطينية وجدت على الأراضي الليبية وحظت بدعم النظام السابق.

المصالح الإسرائيلية في ليبيا

تهدف إسرائيل إلى تحقيق جملة من الأهداف الإستراتيجية والأمنية من خلال فتح قنوات الاتصال مع الفرقاء في الساحة الليبية. وإن أكثر ما أثار القلق في الدوائر الأمنية والعسكرية الإسرائيلية هو حقيقة أن ليبيا تحولت بعد سقوط نظام القذافي إلى مصدر رئيسي لتزويد حركات المقاومة في قطاع غزة بالسلاح، حيث كان يتم تهريب السلاح من ليبيا إلى مصر ومن ثم إلى قطاع غزة عبر سيناء. وحسب "هآرتس"، فقد طلبت إسرائيل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العمل على وقف تهريب السلاح الليبي إلى قطاع غزة.

في الوقت ذاته، تحاول إسرائيل توظيف علاقاتها بليبيا من أجل التخلص من اتفاق ترسيم الحدود المائية التي توصلت إليه حكومة "الوفاق الوطني" برئاسة فايز السراج مع تركيا. ويرجع ذلك إلى أن هذا الاتفاق منح تركيا مساحة من المياه كان من المقرر أن يمر عبرها أنبوب الغاز الذي كان سينقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.

وقد خلص عيران ليرمان، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ويشغل حالياً منصب نائب رئيس "معهد يروشليم للإستراتيجية والأمن" -في دراسة أعدها قبل عام ونصف العام- إلى استنتاج مفاده أنه يتوجب على إسرائيل توظيف علاقاتها مع الأطراف الليبية من أجل الدفع نحو التخلص من اتفاق تقسيم المياه الاقتصادية مع تركيا، لأن هذا الاتفاق يجعل تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا تحت رحمة أنقرة.

وحسب ليرمان، فإن إسرائيل مطالبة أيضاً بتوظيف اتصالاتها مع الأطراف الليبية لمحاولة منع إيران من الحصول على موطئ قدم في ليبيا بشكل يمكن أن يهدد مصالح تل أبيب. ووفقًا لليرمان، فإن كلا من حفتر والدبيبة معنيان بعلاقات مع إسرائيل انطلاقاً من افتراض مفاده أن الطريق إلى واشنطن يمر بتل أبيب.

ولكن من الواضح أنه، رغم سيل التسريبات حول الاتصالات السرية بين إسرائيل والفرقاء في الساحة الليبية، ليس بوسع تل أبيب تراكم الإنجازات على هذا الصعيد دون مساعدة من أطراف دولية وإقليمية أخرى، وذلك على اعتبار أن محدودية الموارد التي تحوزها إسرائيل تقلل من قدرتها على التأثير إستراتيجيًا في الساحة الليبية. فإسرائيل تعتمد بشكل أساسي على النفوذ الأميركي والأوروبي، وبشكل خاص الإيطالي، بالإضافة إلى ثقل أطراف عربية، مثل مصر والإمارات.

*د. صالح النعامي كاتب في الشأن الإسرائيلي

المصدر | الجزيرة نت

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ليبيا إسرائيل إيلي كوهين نجلاء المنقوش اليهود الليبيين حكومة الإنقاذ خليفة حفتر عبد الحمید الدبیبة الساحة اللیبیة جهاز الموساد فی لیبیا الذی کان من أجل

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد تصاعد لهجة الإتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل؟

يشهد الخطاب الأوروبي تجاه إسرائيل تحوّلًا ملحوظًا، مع تصاعد الإنتقادات جراء الهجمات المكثفة على غزة وسقوط أعداد كبيرة من المدنيين. اعلان

تشهد مواقفالإتحاد الأوروبي حيال إسرائيل تصعيدًا لافتًا في اللهجة، بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية الدامية في قطاع غزة، خلّفت مئات القتلى، ما دفع عواصم أوروبية بارزة إلى التعبير عن تململ متزايد إزاء سياسات حكومة بنيامين نتنياهو.

ألمانيا، التي لطالما شكلت أحد أبرز داعمي إسرائيل، خرجت هذا الأسبوع بموقف غير مسبوق، عبّر عنه المستشار فريدريش ميرتس، الذي أعلن أن بلاده لم تعد قادرة على فهم أهداف الحملة العسكرية الإسرائيلية، محذرًا من أنها قد تتوقف عن دعم الحكومة الإسرائيلية إذا استمرت الانتهاكات بحق المدنيين. وقال ميرتس إن "ما يتعرض له المدنيون في غزة لم يعد يُبرّر بمحاربة حماس".

وفي سياق مماثل، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الهجمات الأخيرة على البنى التحتية المدنية في غزة بأنها "بغيضة وغير متكافئة"، في تصريح وصفه دبلوماسي أوروبي بأنه "غير مسبوق" ويعكس تغيرًا في المزاج السياسي الأوروبي، مدفوعًا بتحول في الرأي العام.

Relatedبريطانيا توقع اتفاقاً للتعاون مع الإتحاد الأوروبي لتنظيم الخدمات الماليةأردوغان يشترط موافقته على انضمام السويد للناتو بإعادة مفاوضات عضوية الإتحاد الأوروبي هل تعتبر إسبانيا المؤيد الأكبر للفلسطينيين في الإتحاد الأوروبي؟

وفي مؤشر على تنامي هذا الاتجاه، حذر وزير الخارجية الألماني إسرائيل من تجاوز القانون الدولي، ملوحًا بإمكانية وقف تصدير الأسلحة التي قد تُستخدم في ارتكاب انتهاكات جديدة. كما أطلقت بروكسل مراجعة رسمية لمدى التزام تل أبيب ببنود اتفاقية الشراكة مع الاتحاد، وهي خطوة تدعمها 17 دولة من أصل 27، في وقت تستعد فيه الممثلة العليا للشؤون الخارجية كايا كالاس لعرض مقترحات في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين المقرر في 23 يونيو/حزيران.

لكن رغم تصاعد الضغط السياسي، يظل تعليق الاتفاق مع إسرائيل رهين الإجماع، وهو أمر يبدو صعب المنال في ظل الانقسام داخل التكتل، رغم أن الاتحاد الأوروبي يُعد الشريك التجاري الأكبر لتل أبيب، حيث بلغ حجم التجارة السلعية معها نحو 42.6 مليار يورو عام 2024.

وفي وقت تعتبر فيه دول كإسبانيا وبلجيكا وأيرلندا من بين الأصوات الأوروبية الأكثر انتقادًا لإسرائيل، وصل الخطاب البلجيكي إلى حدّ وصف العمليات الإسرائيلية بأنها "تشبه الإبادة الجماعية"، وهو توصيف يتكرر على لسان مسؤولين ومؤسسات دولية وحقوقية، بينما تواصل إسرائيل نفي هذه الاتهامات.

وفي ظل هذا المشهد المتقلب، تُطرح إمكانية الاعتراف الأوروبي الأوسع بالدولة الفلسطينية، خاصة مع سعي فرنسا إلى دفع هذا الملف قدمًا قبل مؤتمر دولي مرتقب في يونيو المقبل. ومع أن مفعول هذا الاعتراف قد لا يكون فوريًا، إلا أن مراقبين يرون فيه رسالة سياسية قوية مفادها أن إسرائيل لم تعد تتمتع بالغطاء الدولي الذي طالما وفّر لها هامشًا واسعًا في سياساتها تجاه الفلسطينيين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • ماذا بعد تصاعد لهجة الإتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل؟
  • بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على كفركلا.. ماذا أعلنت الصحة؟
  • حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعترف بخطورة هجمات قوات صنعاء
  • حكومة شرق ليبيا تهدد بوقف الإنتاج عقب اقتحام مزعوم لـمؤسسة النفط في طرابلس
  • ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟
  • إيران تخترق حكومة إسرائيل ومقربين من نتنياهو عبر واتساب .. تفاصيل
  • الداخلية تبحث تسهيل إيصال المساعدات للجالية السودانية في ليبيا
  • بليحق: الطرف الوحيد الذي يرفض تشكيل حكومة جديدة موحدة هو الدبيبة
  • جريح في الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت سيارة في العباسية