دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الآونة الأخيرة، تقدّم العديد من المسافرين بطلب لشركات السياحة الكبرى لإعداد رحلات خالية من الكحول، أو ما يعرف باسم "السفر الرصين" (Sober travel).

ويبدو أن مطالبهم أُجيبت، إذ أنّ العديد من العلامات التجارية الكبرى في مجال السفر، من فنادق "حياة" إلى "شركة الرحلات البحرية النرويجية"، لا تقدم تجارب خالية من الكحول فحسب، بل تروّج لها أيضًا.

ورغم وجود مسافرون يتجنبون المشروبات الكحولية بالفعل لأسباب متنوعة، مثل الالتزام الديني أو أسباب متعلقة بالصحة، إلا أن حركة "الفضول تجاه الامتناع عن الكحول" المتنامية امتدت إلى قطاع السياحة، غالبًا كجزءٍ من صيحة أكبر نحو العافية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعزة 3 ملايين حالة وفاة سنويًا إلى استهلاك الكحول. ويصل هذا العدد إلى ذروته بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، مع بلوغ نسبة الوفيات الناجمة عن الكحول بطريقة أو بأخرى 13.5% على مستوى العالم.

تطبيقه على أرض الواقع

وتقدّم شركة "We Love Lucid"، وهي شركة سفر متخصصة في توفير تجارب خالية من الكحول مقرّها المملكة المتحدة، نموذجًا محتملاً لجيلٍ جديد من المسافرين الراغبين بأن يظلوا متيقظين أثناء رحلاتهم، ولكن لا ينتمون إلى أي برنامج تعافي معين.

وتشرح مؤسِّسة الشركة لورين بيرنيسون: "منذ البداية، اخترت عدم استخدام كلمات مثل الإدمان والتعافي على الموقع الإلكتروني الخاص بي، وحملات التسويق، لوقوع هناك الكثير من الأشخاص ضمن هذا التصنيف".

والعديد من المشاركين في رحلات الشركة لا يعتبرون أنفسهم مدمنين على الكحول، ولا يقولون إنّهم في مرحلة التعافي.

اكتشفت بيرنيسون أنّه عندما أقلعت عن استهلاك المشروبات الكحولية، أصبح لديها فجأة المزيد من الدخل لإنفاقه على الكثير من التجارب الأخرى.

وأثناء زيارتها لمدينة روندا الإسبانية، التي تبعد حوالي 65 ميلاً شرق مالقة، خطرت ببالها فكرة: إذا كانت قد وجدت السفر دون استهلاك الكحول ممتعًا ومفيدًا للغاية، ألن يعجب آخرون بهذه التجربة أيضًا؟

الآن، تنظم شركة "We Love Lucid" رحلات جماعية إلى وجهات أقل جذبًا للسياح مثل روندا، حيث انقلت بيرنيسون في عام 2019.

ويمتلأ جدول الرحلة اليومي بتجارب مثل مشاهدة المعالم السياحية، والتجديف بقوارب الكاياك، وحصص الطهي.

تشارك العلامات التجارية الكبرى للمشروبات الكحولية حتّى بهذه الصيحة، إذ تقوم بعض أكبر شركات البيرة في العالم، مثل "Asahi"، و"ImBev"، بتسويق مشروباتها الخاصة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكحول، أو التي تخلو منها.

وقالت جين باتشيلور، الرئيسة التنفيذية لشركة المشروبات غير الكحولية "Kin Euphorics"، لشبكة CNN في عام 2019 إنّ "الفضول الرصين أمر حقيقي"، مشيرةً إلى أنّها اعتقدت لفترةٍ طويلة أن الخيارين الوحيدين لقضاء أمسية هما الخروج لشرب الكحوليات، أو البقاء في المنزل وعدم القيام بأي شيء.

والآن، تلبي الحانات الخالية من المشروبات الكحولية في جميع أنحاء الولايات المتحدة احتياجات جمهور جديد، مع تقديم مشروبات لذيذة وزاهية، وفرصًا للتواصل الاجتماعي.

وفي بعض الحالات، لم يكن إنشاء منتج "سفر رصين" بناء على رغبة العملاء، بل الموظفين.

ويقول ديون دي فيلييه، الذي يدير شركة السفر المخصصة "Safari Guru"، إن أحد موظفيه سجل دخوله إلى مركز صحي للتعامل مع مشكلة استهلاك الكحول تفاقمت بسبب ظروف جائحة "كوفيد-19".

وشجّع ذلك دي فيلييه في التفكير بالتحدي الذي قد يشعر الشخص به أثناء القيام برحلات السفاري.

ويقول: "عندما تذهب في رحلة سفاري، يتمتّع كل نزل بحانة. لذا ما نحاول فعله هو إزالة هذا العنصر من التجربة، ووضع مشروبات ملونة أخرى بدلاً من ذلك، وتثقيف الموظفين حول تقديم الكوكتيلات اللذيذة التي لا تحتوي على الكحول".

ونظرًا لتقديم "Safari Guru" بالفعل رحلات مخصصة بشكلٍ كبير، أشار دي فيلييه إلى أنّه كان من السهل البدء في تقديم رحلات سفاري خالية من المشروبات الكحولية.

وبالنسبة له، كان الجزء الأكثر أهمية هو الحفاظ على جميع العناصر التقليدية لرحلات السفاري، مع استبدال بعض تقاليد الشرب.

"يناير الجاف"

وأطلقت منظمة "Alcohol Change" غير الربحية في المملكة المتحدة حملة "يناير الجاف" في عام 2013.

كان المفهوم بسيطًا، وبعد انقضاء شهر ديسمبر/ كانون الأول الممتلئ بالاحتفالات، يمكن للناس قضاء الشهر التالي في الامتناع عن استهلاك الكحول كوسيلة للتخلص من السموم، والتمتّع بصحة جيّدة مرة أخرى في العام الجديد.

وبحسب بيانات شركة "CGA" التي تبحث في صيحات الطعام والشراب، اختار نسبة 35% من الأمريكيين الذين تجاوزوا السن القانوني للشرب المشاركة في "يناير الجاف" عام 2022.

وتقدم حملة "يناير الجاف" للعلامات التجارية والمستهلكين على حدٍ سواء فرصة تجربة أسلوب حياة خالٍ من الشرب دون الالتزام الكامل.

ولأول مرة، أجرت سلسلة فنادق "حياة" تجربة أطلقت فيها قائمة من الموكتيلات لشهر "يناير الجاف" في عدد من فنادقها في الولايات المتحدة. وعندما أثبتت التجربة نجاحها، عمّقت العلامة التجارية التزامها، وأنشأت برنامج "Zero Proof Zero Judgment"، ونشرته في جميع أنحاء البلاد.

وأوضحت مديرة عمليات الحانات وأسلوب الحياة لدى فنادق "حياة"، ميراندا بريدلوف، لـCNN:"بينما تلقينا طلبات للحصول على مشروبات غير كحولية قبل فترة طويلة من بدء هذه الصيحة، أدركنا من خلال الاستماع إلى ضيوفنا وزملائنا، أن هناك طلبًا حقيقيًا على الخيارات التي تسمح بعلاقة أكثر وعيًا مع الكحول".

قد يكون السفر الرصين اتجاهًا كبيرًا في قطاع السياحة حاليًا. لكن بالنسبة للبعض، قد يتحوّل الأمر لأسلوب حياة.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المشروبات الکحولیة من الکحول خالیة من

إقرأ أيضاً:

تركيا تحذر مواطنيها من السفر إلى السودان

حذرت وزارة الخارجية التركية مواطنيها من السفر إلى السودان إلا للضرورة داعية المتواجدين هناك إلى ضرورة توخي الحذر.

وفي وقت سابق أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"  أن قصفاً جوياً استهدف بلدة "أولد فنجاك" بمقاطعة فنجاك في ولاية أعالي النيل شمالي جنوب السودان، أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عشرين آخرين، إضافة إلى تدمير المستشفى الوحيد في المنطقة، إلى جانب صيدلية كانت تقدم خدمات أساسية للسكان المحليين.

وأكدت المنظمة أن الانفجار الأول نتج عن قنبلة ألقيت على الصيدلية، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، فيما تسببت قنبلة أخرى أُلقيت عبر طائرة مسيّرة بأضرار جسيمة للمستشفى المجاور.


وأشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن المستشفى المستهدف كان يُعدّ الملاذ الطبي الوحيد لأكثر من 110 آلاف نسمة في مقاطعة فنجاك، حيث كانت الرعاية الصحية تعاني أصلًا من نقص حاد في الإمكانيات. وتسبب تدميره في شلّ كامل للقدرة الصحية في المنطقة، مما يهدد بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم يتم التدخل سريعًا.

وحتى لحظة نشر البيان، لم تُعرف هوية الجهة المسؤولة عن الهجوم أو دوافعها، فيما لم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومة أو الجيش رغم محاولات وكالة "رويترز" الوصول إليهم.

وتأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لجنوب السودان، الذي يعيش على وقع هدوء نسبي منذ توقيع اتفاق السلام في عام 2018، بعد حرب أهلية دامية دامت خمس سنوات بين أنصار الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار.

إلا أن الأوضاع بدأت تتدهور مؤخرًا مع تصاعد الخلافات السياسية، خصوصًا بعد توقيف مشار في مارس الماضي بتهم تتعلق بمحاولة تنفيذ تمرد، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة النطاق من إمكانية عودة القتال إلى البلاد.


ورغم استمرار اتفاق السلام رسميًا، تشير المعطيات الميدانية إلى حالة من الهشاشة الشديدة في التوازن الأمني والسياسي، حيث حذّرت جهات دولية من خطورة الأعمال العسكرية غير المعلنة، خاصة في المناطق النائية. ويُخشى أن تمثل مثل هذه الهجمات مؤشراً على تصدع الاتفاق الهش، بما قد يعيد البلاد إلى مربع العنف، خاصة إذا ثبت تورط أي من أطراف النزاع السابق.

السودان.. ميليشيا الدعم السريع تستهدف بورتسودان بطائرات مسيرةمجلس الأمن يمدد مهمة حفظ السلام في جنوب السودانسفير مصر بـ روسيا: الرئيسان سيبحثان الأوضاع في السودان وليبيا وسوريا لتعزيز استقرار المنطقةغارات جوية جديدة على شرق وجنوب السودانالسودان.. مسيرة تستهدف القاعدة الرئيسية للجيش في وسط بورتسودانتطور خطير.. هجوم بطائرة مسيرة على فندق كبير بالعاصمة الإدارية بالسودان طباعة شارك تركيا السودان أطباء بلا حدود جنوب السودان وزارة الخارجية التركية

مقالات مشابهة

  • الهيئة القومية لسلامة الغذاء تتعاون مع الصناعات الغذائية للحد من استهلاك السكر في مصر
  • هيئة السلامة والصناعات الغذائية يتفقان على مبادرات لترشيد استهلاك السكر
  • هيئة سلامة الغذاء: نبحث سبل ترشيد استهلاك السكر في إطار صحي وتشريعي
  • أوكيو للابتكار يطلق 13 شركة ناشئة في قطاع الطاقة
  • نائب اقترع بجواز السفر... أين بطاية هويّته؟
  • هل تغيير زيت المحرك مبكرًا يخفض استهلاك البنزين؟ الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد!
  • تركيا تحذر مواطنيها من السفر إلى السودان
  • «الجديد»: «المركزي» يحاول تحقيق قدرا معقولا من الإفصاح والشفافية
  • دبي تعتمد «المباني الذكية» لترشيد استهلاك الطاقة والمياه
  • العلاج بالفنّ.. اتجاهٌ نحو آفاق أوسع وأكثر شمولاً