الجزيرة:
2025-05-31@18:33:27 GMT

هل تفوق مسلسل كريستال على عروس بيروت والثمن؟

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

هل تفوق مسلسل كريستال على عروس بيروت والثمن؟

رغم مرور نحو شهرين على بدء عرض مسلسل "كريستال"، فإنه نجح في الحفاظ على صدارة "ترند" منصات التواصل الاجتماعي طوال تلك المدة، مُحققا نسب مشاهدة مرتفعة ومتأرجحا بين المرتبة الأولى والثانية للأعمال الأكثر مشاهدة. فما السر وراء كل تلك الجلبة؟

"كريستال" مسلسل لبناني مكون من 90 حلقة، بدأ عرضه في يوليو/تموز الماضي، وهو من بطولة محمود نصر، وباميلا الكيك، وستيفاني عطاالله، ولين غرة، ورولا حمادة، وأنجو ريحان، وخالد شباط، وإياد أبو الشامات، وبلال مارتيني.

أما الإخراج فقام به التركي هاكان أرسلان في حين شارك بكتابة السيناريو والحوار كل من لبنى مشلح ومي حايك.

المسلسل مُقتبس من دراما تركية من موسمين عُرضت بين عامي 2014 و2016 بعنوان "حرب الورود"، وحظى مشاهدات عالية على منصة "شاهد". وتدور الأحداث حول مصممة أزياء شهيرة يتوفى والدها، مما يضطرها إلى العودة للوطن ورعاية شقيقها المريض للحصول على الميراث، وهناك تعاود اللقاء بطبيب التجميل صديق طفولتها وحب حياتها الأول.

غير أن وقوع ابنة البستاني في حب الطبيب ومبادلته لها المشاعر يُشعل نيران الغيرة بصدر البطلة الثرية، وسرعان ما تتأجج المنافسة قبل أن تتعقد الأمور أكثر وتمر الشخصيات بتغييرات جذرية تقلب كل شيء رأسا على عقب.

جاءت أحداث "كريستال" مشوقة للجمهور رغم كثرة عدد الحلقات. (مواقع التواصل الاجتماعي) ليست المرة الأولى لكنها الأفضل

فوجئ الجمهور في العام 2019 باختيار المسلسل التركي "عروس اسطنبول" لتعريبه باسم "عروس بيروت"، وهو العمل الذي جاء من بطولة ظافر العابدين وكارمن بصيبص وحقق نجاحا طوال 3 مواسم كان آخرها في 2021.

وهو ما شجع المنتجين على تكرار التجربة وتعريب عدة مسلسلات تركية أخرى وكانت النتيجة عدة أعمال درامية مثل مسلسل "ع الحلوة والمرة" المأخوذ عن "في السراء والضراء" وهو الذي لعب بطولته دانا مارديني ونيكولا معوض وباميلا الكيك، ومسلسل "ستيليتو" المُقتبس عن "جرائم صغيرة" وهو بطولة جماعية نسائية من نصيب كاريس بشار، وديمة قندلفت، وندى أبو فرحات، وريتا حرب، وقيس شيخ نجيب، وسامر المصري.

كما تم تعريب مسلسل "الثمن" الذي لم يحقق النجاح ذاته، وهو من بطولة كل من باسل خياط ورزان جمال ونيكولا معوض واقتبست أحداثه من "ويبقى الحب" أحد أشهر المسلسلات التركية.

ويعد "كريستال" خامس تجارب تعريب الدراما التركية مؤخرا، ويبدو أن منتجيه استفادوا من سلبيات الأعمال السابقة وحاولوا تداركها بدليل نسب المشاهدة المرتفعة وتفاعل الجمهور مع الأحداث بصورة يومية، حتى إن الكثير من المشاهدين شرع بتتبع أخبار المسلسل التركي "حرب الورود" في محاولة لاستباق الأحداث ومعرفة ما ستؤول إليه الأمور، وهذه بعض مقومات النجاح التي سمحت لـ "كريستال" بالتربّع على عرش المشاهدات.

تسكين الأدوار

بالرغم من أهمية ومحورية الأبطال الأساسيين بالعمل، فإن قصة المسلسل مُتخمة بالعديد من الحكايات الفرعية والأبطال الثانويين، ولهذا كان لا بد من التدقيق باختيار طاقم الممثلين. وبالمقارنة بين "كريستال" و"حرب الورود" أتت النتيجة لصالح المسلسل اللبناني الذي تفوق غالبية نجومه بالأداء، وهو ما لم يتحقق بالكثير من التجارب العربية السابقة.

وإن كان لقب الأفضل حسب رأي النقاد والجمهور جاء من نصيب الممثل السوري الشاب خالد شباط الذي يلعب دور شقيق البطلة، المُصاب بمتلازمة "أسبرغر" – إحدى اضطرابات طيف التوحد-، وإتقانه لمحاكاة أعراضها من صعوبة الكلام والحركة بشكل طبيعي والتصرف بعاطفة طفل صغير.

وفي سبيل إجادة الدور صرح شباط بأنه شاهد 8 أفلام يعاني أبطالها من الاضطراب نفسه، كذلك قابل طفلا يُعاني من متلازمة "أسبرغر" وهو الأمر الذي أودى به بالنهاية إلى الانهيار العصبي ونوبات البكاء الحادة بسبب تأثره بما شاهده، قبل أن يُترجّم كل ذلك على الشاشة بطريقته الخاصة.

سرد درامي مثير

رغم طول عدد الحلقات، جاءت أحداث العمل تشويقية ومثيرة في حين تميز السرد الدرامي بالتصاعد الحاد، خاصة في ظل المفاجآت والتغيرات شبه التامة التي تعرّض لها الأبطال، إذ مرّ غالبيتهم بمواقف استدعت منهم التحوّل 180 درجة وهو ما اتفق مع ثيمة الحب والانتقام، مما زاد الحبكة إثارة وجعل الأحداث غير متوقعة وبالتالي حافظ على شعبية العمل وضاعف قاعدته الجماهيرية حلقة بعد أخرى.

خطوط درامية عديدة وشائكة

عادة ما تكون تلك النوعية من المسلسلات عامرة بالخطوط الدرامية النمطية وشبه المُهلهلة  لملء فراغ 90 حلقة أو أكثر، لكن أن تأتي جميعها دسمة وثرية ومتقاطعة بإتقان هذا هو ما ميز مسلسل "كريستال" الذي تضمن ثنائيات عديدة لم يتشابه أي منها في شيء رغم أن بعض الأبطال كانوا أطرافا في أكثر من ثنائية.

تغيير النهايات

المتابع للمسلسلات العربية السابقة والمأخوذة عن فورمات تركية سيجد صانعيها يميلون لتغيير النهايات لضمان مفاجأة المتفرج وعدم إصابته بالإحباط. مما جعل المشاهدين غير قادرين على توقع ما سيجري بالحلقات القادمة حتى هؤلاء من سبق لهم متابعة المسلسل التركي "حرب الورود" وبالتالي ضمن استمرار المتابعة حتى آخر لحظة.

عاب بعض المشاهدين على مسلسل "كريستال" بُعْد بعض أحداثه عن الواقع. (مواقع التواصل الاجتماعي) العيب القاتل

على الرغم من كل المميزات السابق ذكرها، وقع مسلسل "كريستال" في خطأ قاتل هو ابتعاد الأحداث عن الواقع، فتلك الحكايات التي يرويها العمل أقرب إلى الروايات الرومانسية التي يقرأها المراهقون بالصغر، فهي لا تُشبه المجتمع العربي عموما ولا اللبناني أو السوري على وجه الخصوص، مما جعل المشاهدين يسخرون مما يتابعونه بسبب عدم منطقيته مع كامل اعترافهم بجاذبية الثيمة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المزيريب.. نحيب المياه الغائرة وأطلال بحيرة كانت عروس الجنوب السوري

درعا- وأنت تنطلق من مدينة درعا باتجاه الريف الغربي، وبعد أن تسير 11 كيلومترا في طريق تحفّه أشجار الكينا من جانبيه وكأنها صبايا واقفة بشموخ للترحاب بك، تصل بك الدرب إلى حيث كانت بحيرة "المزيريب" تلمع كمرآةِ عروس، وأمواجها الرقراقة تداعب النسائم المسائية التي تمر على وجوه المصطافين فتنعشهم بقبلاتها، وتفيض بمائها لتروي العطاش في محافظتين كاملتين درعا والسويداء.

لكن يصدمك أن البحيرة التي كانت ميدانا لأنواع الأسماك الوفيرة غدت بستانا مزروعا بمحاصيل الخضراوات الموسمية. فأين هي البحيرة التي كانت روح المكان؟ لا تجد إلا الأطلال ولا تسعفك القصائد وأنت واقف تملؤك الغصة وأنت تراها قد أفلت عن الدنيا.

في السنوات الأخيرة، كانت البحيرة تعاني ما يشبه النزاع، فكانت تجف صيفا لكنها تعود إلى الانبثاق من قلب الأرض مع الشتاء الذي يغذي ينابيعها، لكنها اليوم ما عادت كذلك وكأنك تسمع نحيبها على إعلان وفاة بحيرة كانت ذات يوم ملاذا للصيادين، ومزارا للمتنزهين، ومصدرا للري والشرب، فطويت صفحتها وأعلن عن وفاتها المؤسفة.

بحيرة المزيريب في ريف درعا الغربي كانت متنفسا سياحيا ومزارا للعائلات السورية (سانا) نبض حياة

لم تكن بحيرة المزيريب مجرد مسطح مائي بطول كيلومترين وعرض نصف كيلومتر، بل كانت نبض حياة كاملة، ومثلت موردا إستراتيجيا لمحافظة درعا، فكانت الدخل السياحي الأكبر إلى جانب بصرى الشام، كما مثلت واحة للتوازن البيئي المانع من هجوم التصحر الناعم على الأرض الحورانية.

كما كانت الخزان الذي يسقي البشر والحيوان والأرض في عموم المنطقة، وكانت تصل مياه ينبوعها الرقراق الصافي -الذي كان من أعذب مياه الشرب في سوريا كلها- إلى محافظة السويداء عبر مشروع رسمي لري وجر المياه تم إنجازه بداية تسعينيات القرن الماضي.

وكأن هذا المشهد فيه تجسيد للسياسات المجحفة التي أنهكت البلاد من النظام السابق، ففي الوقت الذي كانت تشرب فيه السويداء مياه ينابيع المزيريب العذبة، كانت البلدة محرومة من الشرب من ينابيعها فيسقى أهلها من آبار ارتوازية حفرتها مؤسسة الريّ لتقديم مياه الشرب للبلدة، وكانت هذه الآبار لا تكفي حاجتهم وعرضة للجفاف المستمر فكان ينطبق على البلدة بأجلى صورة قول طرفة بن العبد:

إعلان

كالعيس في البيداء يقتلها الظّما.. والماء فوق ظهورها محمولُ

تحولات جذرية

منذ عام 2011 ومع انطلاقة الثورة السورية، شهدت بحيرة المزيريب تحولات جذرية بسبب انهيار المؤسسات الحكومية وانشغال النظام بمؤسساته في قمع الشعب الثائر.

وأخذ الماء يفر منها كما لو أنه يعلن الإضراب عن الخدمة مشاركا في ثورة مرت عليها سنون بالغة القسوة، فانخفض منسوب المياه تدريجيا، حتى دخلت البحيرة في مرحلة النزاع منذ صيف 2017، فتحولت إلى مشهد موسمي هش لا يستمر حضوره إلا في الربيع ولا يمتد إلا على مدى بضعة أسابيع.

ولست بحاجة إلى جهد كبير في التفتيش عن السبب، فأكثر من 4 آلاف بئر حُفرت عشوائيا في محافظة درعا، تجاوز أكثر من 200 منها الخطوط المغذية مباشرة لأم النبع التي تغذي بحيرة المزيريب، وكل هذا كان حفرا بلا أدنى تخطيط، أزاح عروق الماء عن مساراتها، وشق باطن الأرض بحثا عن قطرة من أجل سقاية المزارع المحيطة بالبلدة من كل جانب غير آبه بعواقب الجفاف، فكانت كمن قتل الأم للحفاظ على حياة الجنين فقطع الحبل السري عن الجنين فماتا معا.

ويقول موظف سابق بمديرية الري إن الحفر العشوائي قطع شرايين البحيرة، وغيّر خريطة التغذية الجوفية، فماتت المزيريب عطشا، وبدل حفر البئر بترخيص بعد دراسة تأثيراته من حيث موقع البئر وغزارتها، أصبح غصن زيتون يهتز في يد "خبير شعبي" هو البوصلة الوحيدة لتحديد موضع الحفر دون إدراكٍ لفداحة العواقب.

مخاطر الآبار

مع تراجع المياه وجفاف النبع؛ توقفت محطات الضخ وجفت الحقول وأُجبر المزارعون على اللجوء لبدائل مكلفة، فلك أن تتخيل أن تكلفة تشغيل مضخة بئر واحدة لا تتم إلا بوقود يُباع بأسعار فلكية، فالبئر التي كانت منقذا مؤقتا، تحولت إلى عبء دائم، وأداة أخرى في مسلسل استنزاف المخزون المائي والمالي للناس.

وعلى ضفاف بحيرة المزيريب كانت الحركة التجارية مزدهرة، فترى صيادي السمك، وباعة المثلجات والآيس كريم والسمك، وأصحاب القوارب الحديدية والبلاستيكية قد وجدوا جميعا في البحيرة مصدرا للرزق. أما اليوم، فالمحال خاوية على عروشها، والسمك يُستورد من الساحل أو من أرياف حماة حيث نهر العاصي، ولا سياحة تزين الربيع بصخب العائلات والأطفال.

إعلان

إن مأساة بحيرة المزيريب ليست سوى مرآة لواقع المياه في سوريا بأكملها، فما يجري هناك، جرى لينابيع وبحيرات أخرى في المحافظة. فلم تعد بحيرة العجمي موجودة ولا شلالات تل شهاب وزيزون بقي لها أثر، ويجري الأمر كذلك بصمتٍ في ينابيع حماة، وفي سهول الغاب، وعلى ضفاف الفرات.

وما لم تُصغ الآذان لنداء الأرض، وما لم تُردم الآبار المخالفة وتُعاد هيكلة إستراتيجيات إدارة الموارد، فإن الخطر القادم أعظم، فالماء ليس مجرد مورد، إنه الحياة. وبحيرة المزيريب شاهد عدل على ذلك.

مقالات مشابهة

  • لا أحد ينام في الإسكندرية .. ماذا حدث ليلا لـ عروس المتوسط؟ (صور وفيديو)
  • هزة أرضية وألسنة نار وعنف مفاجئ.. أبرز الأحداث العالمية التي تصدرت العناوين اليوم!
  • شوف الشخصيات المسيطرة على شاشة الأحداث المهمة هذا الأسبوع
  • عطا الله: الأحداث الأخيرة في ليبيا لها طابع واحد هو تهاوي السلطة المركزية  
  • أطباء كرواتيون يفنّدون أخطاء مسلسل هاوس
  • كنت وش السعد.. ياسر جلال يحيي ذكرى وفاة حسن حسني
  • عادل عوض لـ“الفجر الفني”: "سعيد بمشاركتي في التحكيم.. و”كريستال” أجمل تجربة استعراضية في السينما")
  • بدء تصوير المسلسل الشبابي السعودي المصري جَدَّ جَديد
  • المزيريب.. نحيب المياه الغائرة وأطلال بحيرة كانت عروس الجنوب السوري
  • عروس تُغادر زفافها لتشارك الفرح مع مطربها المفضل في القاعة المجاورة