(عدن الغد) خاص :

قال المحلل العسكري العميد خالد النسي ان الحوثيين يواجهون ضغط شعبي بعد فشلهم في إدارة المناطق التي يسيطرون عليها .
واضاف النسي ان الحوثيين يواجهون ضغط شعبي بعد فشلهم في إدارة المناطق التي يسيطرون عليها بسبب عمليات السلب والنهب والإتاوات التي يفرضوها على الناس تحت مسميات لا تنتهي مع توقف عملية صرف المرتبات منذ سيطرتهم على السلطة في سبتمبر ٢٠١٤ ، الحوثيين يتاكلون من الداخل.


واشار النسي الى ان الحديث عن عملية سياسية تنقذ هذه الجماعة الارهابية ستكون خطوة خاطئة سيدفع ثمنها الجميع

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

مثل شعبي وواقع معاصِر

 

 

 

صالح بن سعيد الحمداني

 

الأمثال الشعبية مرآة تعكس عقول الناس وتجاربهم وتختصر في كلمات قليلة معاني عميقة وحقائق إنسانية اكتسبتها الشعوب عبر المواقف والأحداث، ومن بين هذه الأمثال التي تحمل دلالات بعيدة المدى المثل العربي القائل "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ"، هذا المثل يُستخدم للدلالة على أن المظاهر لا تكفي وحدها لإثبات الكفاءة، وأن امتلاك الوسائل أو الأدوات لا يعني بالضرورة امتلاك المهارة أو القدرة الحقيقية.

وفي المعنى اللغوي والمجازي للمثل نجد أن الخيال في الثقافة العربية هو الفارس الذي يركب الحصان ويتقن فنون الفروسية وكان ينظر إليه؛ باعتباره رمزًا للشجاعة والمهارة والقيادة، أما ركوب الحصان في حد ذاته فلا يكفي ليجعل الإنسان فارسًا متمرسًا فالكثيرون قد يجلسون على ظهر الخيل لكن القليل منهم من يُتقن السيطرة عليه، ويستطيع خوض المعارك أو قطع المسافات في أصعب الظروف.

وعليه فإن المثل يُراد به أن الهيئة الظاهرة لا تكشف دائمًا عن الجوهر الحقيقي فليس كل من بدا في صورة الفارس أو لبس زي الفرسان يمتلك روح الفروسية وقدراتها. ولو نظرنا في أبعاد المثل الاجتماعية والثقافية فإنه ينطبق هذا المثل على كثير من جوانب الحياة اليومية، ففي المجتمع قد نرى أشخاصًا يتولون مناصب قيادية أو يحملون ألقابًا رنانة لكن أداؤهم العملي لا يرقى إلى مستوى تلك المناصب، كما نرى آخرين يتزينون بمظاهر الوجاهة والثراء غير أن جوهرهم يخلو من القيم والأخلاق التي تعكس أصالة الشخصية، ومن يحملون شهادات واقعهم وأفكارهم مختلف عن ثقافة ودرجة تلك الشهادة، وهذا المثل يوجّه رسالة إلى الناس بضرورة التفريق بين الظاهر والباطن وعدم الاغترار بالمظاهر الخادعة؛ سواء كانت مالًا أو منصبًا أو مظهرًا اجتماعيًا أو ثقافيًا وأدبيًا أو شهادة علمية أو مكانة مرموقة، فالجوهر يختلف عن المظهر.

يتجلى معنى المثل في مجالات العمل والمؤسسات أيضًا، فليس كل من حصل على شهادة علمية أو تقلّد منصبًا يستطيع أن يبدع أو يقود الآخرين نحو النجاح؛ فالشهادة مثل "الحصان" تمنح صاحبها وسيلة لكن "الخيَّال" الحقيقي هو من يُتقن توظيف معرفته ومهاراته ويترجمها إلى إنجاز ملموس وواقع في حياته يشهد عليه الآخرون.

وكذا الحال في المجال الفني مثلًا ليس كل من امتلك آلة موسيقية صار موسيقيًا بارعًا، وليس كل من حمل ريشة وألوانًا صار رسامًا، فالفن مثل الفروسية يحتاج إلى موهبة وممارسة وصبرٌ طويل ليصير الإنسان أهلًا لحمل اللقب.

وللمثل ذاته حكمة أخلاقية؛ فهو يُرشدنا إلى التحلي بالتواضع وإدراك أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أفعاله لا في مظهره، فالخيال لا يُعرف بفرسه الجميل فحسب، وإنما بمهارته في ترويضه وخوض المعارك به، وكذلك الإنسان لا يُقاس بملابسه ولا بألقابه؛ بل بما يقدمه من أعمال نافعة وما يظهره من أخلاق رفيعة.

في عصرنا الحديث نجد تطبيقات في حياتنا المعاصرة نجد هذا المثل صالحًا أكثر من أي وقت مضى، فقد أفرزت وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة "المظاهر الافتراضية"؛ حيث يَعرض كثير من الناس حياةً مترفةً مزيفةً وصورًا مُنمقةً توحي بالنجاح والتألق، بينما واقعهم مختلف تمامًا، وهنا يبرز المثل ليذكرنا بأن "ليس كل من ركب حصانًا خيَّال" أي ليس كل من بدا ناجحًا أو سعيدًا في صورته الافتراضية هو كذلك فعلًا. كما ينطبق المثل على ميدان الخطابة والثقافة والأدب أو غيرها؛ حيث يُمكن أن يتصدر المشهد من يملك الخطابة أو الحضور لكنه يفتقر إلى الحكمة والقدرة الحقيقية على خدمة وطنه ومجتمعه فالمسؤولية تحتاج إلى "خيَّال" متمرس يعرف كيف يقود لا إلى مجرد راكب حصان يُثير الغبار، المثل ينتقل بنا بين التراث والحاضر، فإن العرب قديمًا أدركوا أن الفروسية ليست مجرد ركوب خيل؛ بل منظومة قيم تشمل الشجاعة، والكرامة، والشهامة، والإقدام. واليوم نحن بحاجة إلى استلهام هذه الحكمة في ميادين الحياة الحديثة لندرك أن الموهبة والجد والاجتهاد هي ما يصنع التفوق الحقيقي لا مجرد امتلاك الأدوات أو إظهار المظاهر.

من هنا نجد أن المثل العربي "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ" يختصر رؤية إنسانية عميقة في كلمات قليلة؛ فهو يدعونا إلى عدم الانخداع بالمظاهر وإلى البحث عن الجوهر والقيمة الحقيقية للأشخاص والأشياء، كما يذكّرنا بأن الألقاب والأدوات لا تكفي لصناعة المجد؛ بل إن الجد والاجتهاد والإخلاص والمهارة هي التي تضع الإنسان في مكانه الصحيح، وهكذا يبقى هذا المثل صالِحًا لكل زمان ومكان مرشدًا لنا في حياتنا العملية والاجتماعية ليعلمنا أن الخيَّال الحقيقي يُعرف بالفعل لا بالقول أو المظهر.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إندونيسيا: تضرر أكثر من 10 آلاف مبنى بسبب الفيضانات
  • مثل شعبي وواقع معاصِر
  • الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
  • الكرملين: اختفاء “التهديد الروسي” من استراتيجية الأمن القومي الأمريكية أمر إيجابي
  • تعز: انفجار عبوة ناسفة قرب إدارة أمن يسيطر عليها المرتزقة
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • «الموارد المائية» تحذر السكان من الاقتراب لمناطق تجمع المياه
  • المشي يحسن المزاج ويبطئ التراجع الذهني: ما عدد الخطوات التي توصي بها الأبحاث؟
  • قافلة جامعة أسوان.. فحص 1000 طفل وتجهيز 600 حالة شفة أرنبية و240 عملية جراحية.. شاهد
  • “سيول ورياح وغبار”.. إدارة الأزمات تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي