مثل شعبي وواقع معاصِر
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
صالح بن سعيد الحمداني
الأمثال الشعبية مرآة تعكس عقول الناس وتجاربهم وتختصر في كلمات قليلة معاني عميقة وحقائق إنسانية اكتسبتها الشعوب عبر المواقف والأحداث، ومن بين هذه الأمثال التي تحمل دلالات بعيدة المدى المثل العربي القائل "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ"، هذا المثل يُستخدم للدلالة على أن المظاهر لا تكفي وحدها لإثبات الكفاءة، وأن امتلاك الوسائل أو الأدوات لا يعني بالضرورة امتلاك المهارة أو القدرة الحقيقية.
وفي المعنى اللغوي والمجازي للمثل نجد أن الخيال في الثقافة العربية هو الفارس الذي يركب الحصان ويتقن فنون الفروسية وكان ينظر إليه؛ باعتباره رمزًا للشجاعة والمهارة والقيادة، أما ركوب الحصان في حد ذاته فلا يكفي ليجعل الإنسان فارسًا متمرسًا فالكثيرون قد يجلسون على ظهر الخيل لكن القليل منهم من يُتقن السيطرة عليه، ويستطيع خوض المعارك أو قطع المسافات في أصعب الظروف.
وعليه فإن المثل يُراد به أن الهيئة الظاهرة لا تكشف دائمًا عن الجوهر الحقيقي فليس كل من بدا في صورة الفارس أو لبس زي الفرسان يمتلك روح الفروسية وقدراتها. ولو نظرنا في أبعاد المثل الاجتماعية والثقافية فإنه ينطبق هذا المثل على كثير من جوانب الحياة اليومية، ففي المجتمع قد نرى أشخاصًا يتولون مناصب قيادية أو يحملون ألقابًا رنانة لكن أداؤهم العملي لا يرقى إلى مستوى تلك المناصب، كما نرى آخرين يتزينون بمظاهر الوجاهة والثراء غير أن جوهرهم يخلو من القيم والأخلاق التي تعكس أصالة الشخصية، ومن يحملون شهادات واقعهم وأفكارهم مختلف عن ثقافة ودرجة تلك الشهادة، وهذا المثل يوجّه رسالة إلى الناس بضرورة التفريق بين الظاهر والباطن وعدم الاغترار بالمظاهر الخادعة؛ سواء كانت مالًا أو منصبًا أو مظهرًا اجتماعيًا أو ثقافيًا وأدبيًا أو شهادة علمية أو مكانة مرموقة، فالجوهر يختلف عن المظهر.
يتجلى معنى المثل في مجالات العمل والمؤسسات أيضًا، فليس كل من حصل على شهادة علمية أو تقلّد منصبًا يستطيع أن يبدع أو يقود الآخرين نحو النجاح؛ فالشهادة مثل "الحصان" تمنح صاحبها وسيلة لكن "الخيَّال" الحقيقي هو من يُتقن توظيف معرفته ومهاراته ويترجمها إلى إنجاز ملموس وواقع في حياته يشهد عليه الآخرون.
وكذا الحال في المجال الفني مثلًا ليس كل من امتلك آلة موسيقية صار موسيقيًا بارعًا، وليس كل من حمل ريشة وألوانًا صار رسامًا، فالفن مثل الفروسية يحتاج إلى موهبة وممارسة وصبرٌ طويل ليصير الإنسان أهلًا لحمل اللقب.
وللمثل ذاته حكمة أخلاقية؛ فهو يُرشدنا إلى التحلي بالتواضع وإدراك أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أفعاله لا في مظهره، فالخيال لا يُعرف بفرسه الجميل فحسب، وإنما بمهارته في ترويضه وخوض المعارك به، وكذلك الإنسان لا يُقاس بملابسه ولا بألقابه؛ بل بما يقدمه من أعمال نافعة وما يظهره من أخلاق رفيعة.
في عصرنا الحديث نجد تطبيقات في حياتنا المعاصرة نجد هذا المثل صالحًا أكثر من أي وقت مضى، فقد أفرزت وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة "المظاهر الافتراضية"؛ حيث يَعرض كثير من الناس حياةً مترفةً مزيفةً وصورًا مُنمقةً توحي بالنجاح والتألق، بينما واقعهم مختلف تمامًا، وهنا يبرز المثل ليذكرنا بأن "ليس كل من ركب حصانًا خيَّال" أي ليس كل من بدا ناجحًا أو سعيدًا في صورته الافتراضية هو كذلك فعلًا. كما ينطبق المثل على ميدان الخطابة والثقافة والأدب أو غيرها؛ حيث يُمكن أن يتصدر المشهد من يملك الخطابة أو الحضور لكنه يفتقر إلى الحكمة والقدرة الحقيقية على خدمة وطنه ومجتمعه فالمسؤولية تحتاج إلى "خيَّال" متمرس يعرف كيف يقود لا إلى مجرد راكب حصان يُثير الغبار، المثل ينتقل بنا بين التراث والحاضر، فإن العرب قديمًا أدركوا أن الفروسية ليست مجرد ركوب خيل؛ بل منظومة قيم تشمل الشجاعة، والكرامة، والشهامة، والإقدام. واليوم نحن بحاجة إلى استلهام هذه الحكمة في ميادين الحياة الحديثة لندرك أن الموهبة والجد والاجتهاد هي ما يصنع التفوق الحقيقي لا مجرد امتلاك الأدوات أو إظهار المظاهر.
من هنا نجد أن المثل العربي "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ" يختصر رؤية إنسانية عميقة في كلمات قليلة؛ فهو يدعونا إلى عدم الانخداع بالمظاهر وإلى البحث عن الجوهر والقيمة الحقيقية للأشخاص والأشياء، كما يذكّرنا بأن الألقاب والأدوات لا تكفي لصناعة المجد؛ بل إن الجد والاجتهاد والإخلاص والمهارة هي التي تضع الإنسان في مكانه الصحيح، وهكذا يبقى هذا المثل صالِحًا لكل زمان ومكان مرشدًا لنا في حياتنا العملية والاجتماعية ليعلمنا أن الخيَّال الحقيقي يُعرف بالفعل لا بالقول أو المظهر.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أسعار ومواصفات سيارات هيونداي أكسنت RB في مصر
طرحت العلامة التجارية «هيونداي» طرازها الجديد هيونداي أكسنت RB موديل 2026، عبر 5 فئات بأسعار تبدأ من بقيمة 800 ألف جنيه في السوق المحلية.
ودعمت «أكسنت RB» بمحرك رباعي الأسطوانات سعة 1600 سي سي، ينتج قوة 125 «حصان» مع عزم أقصى للدوران 156 نيوتن/ متر.
التجهيزات والكماليات:وتتوفر هيونداي أكسنت RB «الفئة الأولى» ببعض المواصفات والتجهيزات، منها «نظام مانع تشغيل المحرك ضد السرقة - زجاج كهربائي - عجلة القيادة قابلة للامالة - مسند يد أمامي - إمكانية تعديل مقعد السائق فى 6 اتجاهات - مكيف هواء يدوي - مرايات جانبية كهربائية - زجاج فاميه خلفي - ريموت كنترول، وجنوط 14 بوصة».
وتحتوى طرازات «أكسنت RB»، الفئة الثانية، على نفس المواصفات والتجهيزات الموجودة بالفئة السابقة، إضافة إلى بعض الكماليات والتجهيزات الأخرى، ومنها «فتحة سقف - شاشة وسائط 7 بوصة، وغيرها».
كما زودت «الفئة الثالثة» بنفس المواصفات والتجهيزات الموجودة بالفئة السابقة، إضافة إلى بعض الكماليات الأخرى من بينها «وسائد هوائية - فرامل مانعة للانغلاق - مصابيح ضباب أمامية - جهاز تحديد المسافة الخلفية، مثبت سرعة، عجلة القيادة وناقل الحركة مكسو بالجلد - مقابض داخليه مطلاء من الكروم - جنوط 16 بوصة، وغيرها».
وتزيد الفئة الرابعة ببعض الكماليات الأخرى عن الفئة السابقة، ومن أبرزها «فتحة سقف، وغيرها».
وتقدم السيارة بنظام ترفيهي مكون من «عدد 4 مكبرات صوتية، راديو، عجلة القيادة متعددة الوظائف، مشغل صوت AUX، بلوتوث - مدخل USB، وغيرها».
أسعار هيونداي أكسنت RB موديل 2026سجل سعر الفئة الأولى «GL» نحو 800 ألف جنيه.
بلغ سعر الفئة الثانية «GL SR» نحو 830ألف جنيه
بينما بلغ سعر الفئة الثالثة «GL DAB+ABS» نحو 875 ألف جنيه.
في حين بلغ سعر الفئة الرابعة «GL DAB+ABS Plus» نحو 895 ألف جنيه.
بينما وصل سعر الفئة الخامسة GL HL 930 ألف جنيه.
اقرأ أيضاًبقوة 449 حصان.. الأداء الفني لـ سيارة شيري iCar V27 الـ SUV
بقوة 118 حصان.. سعر ومواصفات سيارة MG5 موديل 2026
سعر ومواصفات سيارة «كيوت» بديلة التوكتوك وطريقة الحصول عليها