في مفهوم الجيوستراتيجي تبقى الجغرافية ومدى صلاتها مع الجوار ومع المسطحات المائية مصدر تهديد متجدد وكذلك مصدر اهمية ومنفذاً لموارد عديدة وجسراً لبنا شراكات وعلاقات تعاون وعلاقات ذات بعد استراتيجي .. لذلك فان هذا الموقع الحيوي بقدر ما هو نعمة ومصدر خير فانه في ذات الوقت مصدر نقمة ولعنة قائمة إذ يتحول إلى مصدر قلق ومحط أطماع متعددة ومن أكثر من اتجاه .

. وتاريخ هذه المنطقة حافل بصراعات ومشكلات عديدة , والاحداث شاهدة على دموية تلك الصراعات وبشاعة تلك التهديدات العظيمة .

البحر الأحمر .. المنفذ والمجرى الملاحي الدولي والاطلالة عليه وضع حسابات عديدة على الدول المشاطئة عن هذ البحر الذي يصل المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط , بل انه رابط بين ثقافات عديدة واستراتيجيات شتى بين الثقافة الصينية والهندية والفارسية وبين الثقافة العربية وثقافة أوروبا المتعددة مروراً بالثقافة والحضارة العربية والاسلامية والثقافة الافريقية .. أي ان اهتزاز في هذه المنطقة الجغرافية الخطيرة والمهمة يحدث اهتزازات ارتدادية خطيرة على مستوى العلاقات الدولية والاقليمية .. ولهذا فان الثقل الامريكي قد ألقى بتوازنه وتفرعاته إلى هذا المجرى الملاحي وأثار مشكلات عديدة بدءاً من المشكلات التي تتفاعل من القرن الافريقي وكذا في التحديات المائية للسودان ومصر وكذا احداث اضطرابات خطيرة في اليمن التي هي رابطة الجغرافية ورابطة الجيوسياسية في هذه المنطقة الحيوية بما تعنيه من سياسات واستراتيجيات ومن تحديات .. والمشكلة الابرز ان واشنطن قد حركت مفاعيل الخليج باتجاه البحر الأحمر ودفعت بالسعودية والامارات لتخوض حرباً بالوكالة واثارة الفتن العديدة في هذه المنطقة ومن يستقرئ واقع الحرب العدوانية ضد اليمن يصل إلى هذه المؤكدات ان اليمن مقرر له أن يعيش لسنوات قادمة غارقاً في تحديات ومشغولاً بالأسافين الامريكية والصهيونية التي صنعت وليس بالإمكان سهولة الانعتاق منها لأسباب عديدة ..

وأبرز هذه الاسباب :

ان اليمن القوي والمتحكم بالمجرى الملاحي وباب المندب وخليج عدن هو الخط الذي يواجه تل أبيب . أن اليمن لا ينبغي أن يشهد استقراراً وان يحقق تنميته وأن يستقل بقراره .. ان اليمن المتطور والقوي يمثل خطراً واضحاً للتوجهات والاستراتيجيات الامريكية والصهيونية .. أن اليمن يمثل ثقلاً كبيراً يمكن أن يصبح دولة مؤثرة من الصعب تقويضه وخاصةً في عدائه للصهيونية . ان معاناة اليمن ستبقى قائمة للضغط على الانظمة العربية في الجزيرة العربية من أجل التطبيع مع الصهاينة. ان الثروة الكامنة تحت مياه البحر الأحمر هي ثروة مغرية ومحفزة للكثير من الاطماع الجديدة ..

لذا من الاهمية بمكان أن تتم دراسة الابعاد الحقيقية لهذه الازمات وهي سلسلة متواصلة تبتغيها مطابخ مخابراتية عديدة سواء في الاقليم أوفي المحيط الدولي التي لن تجد ضالتها الا بإلقاء المزيد من النيران على هذه الحرب العدوانية وعلى ابتداع  أساليب تتويه واشكال صراعات قبلية ومجتمعية بحيث تظل تغذي بعضها حتى تصل إلى إحداث أكبر ضرر وأكبر شرخ في السلم الاجتماعي يضمن استدامة الصراعات الصغيرة الملتهبة حتى يتسنى للقوى النافذة فرض إرادتها واملاءاتها وهذا يظهر في تعدد البناء المليشاوية وفي تعدد الولاءات وفي تنامي الخدمات المسلحة للكثير من الاحداث .

ونخلص إلى ان الحرب العدوانية حتى لو تم تجميدها بهدن هشة لن يسمح بإيجاد حلول مناسبة لمشاكلها .. والدليل انشاء المليشيات المسلحة وخلق التناقض والصراع الدامي فيما بينها وهذا على المدى القريب , وعلى المدى البعيد كما أن ادارة الثروة الوطنية تعاني من اشكاليات عديدة سواء في استخراجها أو في تصريفها أو في استثمارها وادارتها في الحاضر وفي المستقبل المنظور والمستقبل البعيد .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: البحر الأحمر هذه المنطقة

إقرأ أيضاً:

“البحر الأحمر” تستعرض في تقريرها السنوي إنجازاتها لدعم السياحة

أعلنت الهيئة السعودية للبحر الأحمر عن حزمة من المنجزات النوعية التي حققتها خلال عام 2024م، في إطار جهودها لتنظيم وتطوير قطاع السياحة الساحلية في المملكة، وتمكينه من تحقيق الريادة إقليميًا وعالميًا، وذلك من خلال إصدار التراخيص واللوائح والأنظمة، وتأهيل الكوادر الوطنية، وإطلاق مبادرات تحفيزية، وتوسيع الشراكات الاستراتيجية مع القطاعين الحكومي والخاص.
وتصدر هذه الإنجازات إصدار 28 ترخيصًا سياحيًا ساحليًا للأنشطة والمنشآت المرتبطة بالسياحة الساحلية، وإطلاق أول لائحة تنظيمية لليخوت السعودية، بما يعزز من تنظيم هذا النشاط السياحي البحري المتنامي، ويهيئ البيئة التنظيمية الداعمة له.
أخبار متعلقة خدمات "سدايا".. منظومة تقنيات متقدمة لخدمة ضيوف الرحمنبينها الشرقية.. 64 فرصة استثمارية زراعية واعدة في 8 مناطق .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } “البحر الأحمر” تستعرض في تقريرها السنوي إنجازاتها لدعم السياحةممارسات عالمية
كما قامت الهيئة بإصدار أربعة أكواد فنية وطنية تُعد الأولى من نوعها في المملكة، وتهدف إلى تطوير البنية التحتية للمنشآت السياحية الساحلية وفقًا لأفضل الممارسات العالمية، وتلبية المتطلبات التشغيلية والتنظيمية في هذا المجال الحيوي.
وفي جانب تعزيز المعرفة الجغرافية والبيئية، أنتجت الهيئة بالتعاون مع الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية 15 خريطة عالية الدقة، تُسهم في دعم عمليات التخطيط السياحي الساحلي، وتحديد المواقع الاستراتيجية للأنشطة والمشاريع، بما يدعم تطلعات المستثمرين والجهات المعنية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } “البحر الأحمر” تستعرض في تقريرها السنوي إنجازاتها لدعم السياحةكفاءات وطنية
وضمن جهودها في تمكين الكفاءات الوطنية، عملت الهيئة على تأهيل 1011 سعوديًا وسعودية في مجالات السياحة الساحلية، من خلال برامج متخصصة وشراكات مثمرة مع وزارة السياحة، وذلك بهدف رفع مستوى الجاهزية المهنية ودعم سوق العمل بكوادر وطنية متمكنة.
وفي مجال الرقابة والامتثال، نفذت الهيئة أكثر من 130 زيارة امتثال للمواقع الساحلية التي تشمل مشغلي المراسي البحرية السياحية والوكلاء الملاحيين السياحيين، للتحقق من التزامهم باللوائح والمعايير، وضمان حماية البيئة البحرية واستدامتها، تماشيًا مع توجهات الدولة نحو السياحة البيئية المستدامة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } “البحر الأحمر” تستعرض في تقريرها السنوي إنجازاتها لدعم السياحةأول منتج وطني
أطلقت الهيئة خلال عام 2024 أول منتج وطني للتغطية التأمينية على الأنشطة السياحية الساحلية بالتعاون مع هيئة التأمين، لتوفير حماية متكاملة للمستفيدين والعاملين في هذا القطاع، بما يعزز الثقة ويشجع على الاستثمار.
كما أبرمت الهيئة 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع جهات من القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي، بهدف توسيع نطاق التعاون وتكامل الأدوار في تطوير السياحة الساحلية.
وفي تقريرها السنوي لعام 2024، سلطت الهيئة السعودية للبحر الأحمر الضوء على هذه الإنجازات النوعية، التي تُجسد حجم التقدم الذي أُحرز خلال عام واحد فقط، والتزامها الراسخ بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي السياحة الساحلية مكانة بارزة ضمن منظومة التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة.ثلاث جوائز
كما تضمن التقرير توثيقًا لحصول الهيئة على ثلاث جوائز محلية وإقليمية وعالمية، شملت جائزة السياحة اليابانية، وجائزة تطبيق الخرائط الملاحية للوجهات السياحية الساحلية، وجائزة أفضل جهة سياحية لعام 2024، وهي مؤشرات تعكس الاعتراف الدولي بجهود الهيئة ودورها المتنامي في القطاع.
وأكد التقرير أن هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – وما يحظى به قطاع السياحة الساحلية من اهتمام بالغ، إلى جانب عزيمة أبناء وبنات الوطن العاملين في هذا القطاع الحيوي، وسعيهم المتواصل لترسيخ مكانة المملكة كوجهة سياحية ساحلية عالمية رائدة.

مقالات مشابهة

  • بعد غارات إسرائيلية.. إعلان هام من ميناء الحديدة
  • “البحر الأحمر” تستعرض في تقريرها السنوي إنجازاتها لدعم السياحة
  • رعب في البحر الأحمر.. قائد مدمّرة أمريكية يكشف لحظة الخوف الأولى تحت نيران اليمن
  • بسبب الهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر.. قائد “هاري ترومان” يدفع ثمن الفشل الأمريكي أمام اليمن
  • وكالة: مقتل 5 من عناصر تنظيم القاعدة بغارة أمريكية جنوب اليمن
  • وزير الخارجية يستعرض انعكاسات خفض التصعيد في البحر الأحمر على الملاحة
  • تداول 15 ألف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • معادلة البحر الأحمر
  • الغردقة تحتفي بـ 100 متعافٍ جديد من الإدمان في مركز العزيمة
  • الكشف عن خطة تستهدف تركيا وأذربيجان.. والدول التي تقف وراءها