دائما ما يرتبط اسم «دانيال» في ذهن الشخص بأنه مجرد اسم، يطلق على الأشخاص منذ لحظة ولادتهم، إلا أن الغريب في الأمر أن هذا الاسم أطلق على إحدى العواصف أو الأعاصير الجوية، التي شهدتها دولة ليبيا، منذ ساعات ماضية، أسفرت عن مقتل وفقد الآلاف من المواطنين سواء من ليبيا أو غيرها، وهو ما أعاد إلى أذهان المصريين أشهر اسم «دانيال» مر عليها، والسر في أحد الأفلام المصرية.

العاصفة «دانيال»

«دانيال» هو الاسم الذي أطلق على العاصفة أو الإعصار الذي ضرب ليبيا، وحسب ما أوضحته الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن اسم «دانيال» أو غيره من المسميات تطلق على الأعاصير وحدها دون غيرها، وتكون هذه الأسماء طبقا لجدول تضعه منظمة الأرصاد العالمية لأكثر المناطق التي تتعرض للأعاصير خاصة المحيطات، إذ تقوم كل دولة أو منطقة بترشيح مسمى للإعصار، والخروج بقائمة من الأسماء التي تمت الموافقة عليها قبل بداية كل موسم للأعاصير.

«دانيال».. الرجل الإسرائيلي في «فيلم أولاد العم»

هذه العاصفة التي تحمل اسم «دانيال» أعادت إلى الأذهان فيلم ولاد العم، والعديد من التعليقات، عن هذا الاسم وخاصة شخصية شريف منير، الذي جسد دور إسرائيلي يحمل الاسم ذاته «دانيال»، ومهمته التى قام بها في مصر، وهى اختطاف زوجته المصرية وأبنائه عن طريق البحر لإرسالهم إلى إسرائيل، والتي كانت تعتبر أشهر قضية في عرض الفيلم، وبعد اختطاف الزوجة المسلمة المصرية إلى إسرائيل، قام مصطفى الضابط بالمخابرات المصرية، والذى أدى دوره الفنان كريم عبد العزيز بالذهاب إلى تل أبيب بعد رحلة شاقة لإنقاذ المرأة المصرية التى قامت بدورها الفنانة منى زكى، وبعد شخصية «دانيال» في فيلم ولاد العم، تعد العاصفة هي ثاني أشهر «دانيال» في مصر.

حداد في البلاد 3 أيام 

حداد في البلاد 3 أيام، وتنكيس الإعلام، أعلنت عنهما الحكومة الليبية أمس، وذلك في الوقت الذي جرى إعلان مدينتي رقة والدرنة منكوبتين، في ظل العاصفة دانيال التي ضربت ليبيا المطلة على البحر الأبيض المتوسط بعد أيام من مرور العاصفة باليونان، فضلا عن إعلان انقطاع الكابل البحري للإنترنت الذي يربط ليبيا بأوروبا نتيجة العاصفة «دانيال» الذي ضرب البلاد، مخلفا نحو 5000 قتيل وأكثر من 10 آلاف مفقود، بحسب قناة «العربية» الإخبارية مساء اليوم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دانيال العاصفة دانيال إعصار دانيال إعصار ليبيا ليبيا ولاد العم

إقرأ أيضاً:

مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ.. نحن والآخر

فوزي عمار

 

فجوة الواقع مع اللغة والمناهج التعليمية لدينا تمثل فجوة الإنسان بين تاريخه والزمن الذي يعيش فيه، وفي التعليم العربي يدرس الطالب أمجاد صلاح الدين وبطولات خالد بن الوليد لكنه عندما يخرج في الشارع فإنِّه يرى المسؤول السارق والخانع والمنبطح والكذابين، في تناقض بين التاريخ والواقع!

تتحدث المناهج عن الشورى والديمقراطية فيجد الطالب في الواقع الرئيس الذي لا يتغير! هذا لا يحدث في تعليم الغرب لأنَّ التلميذ يدرس أبطال الموسيقى الجاز والروك والرياضين الذين يجدهم في الشارع أمامه. هذا أيضا ينطبق على بعض دروس اللغة، فالتلميذ الذي يدرس الشعر العربي يحفظ التلميذ (مُكِرٍ مفر مقبل مدبر معًا // كجلمود صخر حطه السيل من علٍ)، لكن التلميذ لا يعرف ولا يجد في الشارع كلمات مثل: مكر، مفر، جلمود!

اللغة مُهمة وجزء من هوية شاملة، لكن طريقة تدريسها بالشكل الحالي أدت إلى فقدانها، فمن منا اليوم يجيد اللغة العربية وهي لغة ديننا الحنيف لغة القرآن الكريم، بسبب تأخر المناهج وصعوبتها.

التلميذ في ألمانيا يدرس تاريخ المرسيدس، والفرنسي تاريخ البيجو، والأمريكي تاريخ الفورد والكاتربيلير، ويجدها أمام بيته ويركبها في الوصول للمدرسة.

بينما التلميذ العربي يقرأ (الخيل والليل والبيداء تعرفني // والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، لكنه يجد أمام بيته سيارة تويوتا وأخرى هيونداي ولا يقرأ تاريخها في المدرسة. ويدخل إلى الأسواق يجد أنواعاً عديدة من الجبن والشوكولاتة لا يتعلم صناعتها وأسماءها في المدارس؛ بل يدرس لغة منفصلة عن الواقع، العشرات والمئات من الكلمات التي لم تعد متداولة اليوم والتاريخ الذي لا يجده التلميذ في الحياة حوله.

لذلك الفجوة بين الواقع والتاريخ اليوم هي العمر الذي يفصلنا عن مواكبتنا للعصر خاصة بعد تجدد المناهج في العالم من الذكاء الاصطناعي والروبوت والبيانات الضخمة والتجارة الإلكترونية.. وغيرها من مظاهر حياة يومية لا يجدها التلميذ في المنهج الذي يدرسه اليوم.

وما لم نردم هذه الفجوة بمناهج حديثة سنظل كمن يطيل النظر إلى الماضي ولكنه ينسى المستقبل ويهين الحاضر.

ليس المطلوب إلغاء دراسة صلاح الدين أو عمر بن الخطاب؛ بل تحويل دراستهم من بطولات مجردة تُحفظ إلى دروس في القيادة، وإدارة الدولة، والعدل الاجتماعي، والابتكار العسكري والإداري في زمانهم.

إنَّ سد الفجوة بين مناهج التعليم والواقع ليس ترفًا فكريًا، بل هو شرطٌ أساسيٌّ للبقاء والمنافسة في عالمٍ يتسارع بلا هوادة.

ولذلك وجب اليوم تطوير المناهج وربط التعليم بالواقع وتطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين وإصلاح مناهج التاريخ بدل التمجيد إلى الانتماء الفاعل وتقيم المناهج بانتظام لضمان أنها تتوافق مع احتياجات المجتمع.

الأجيال القادمة لا تحتاج أن تعيش في متحفٍ من الماضي المجيد؛ بل تحتاج إلى جذورٍ راسخةٍ في تراثها تُغذيها، وأجنحةً قويةً من المعرفة والمهارات المعاصرة تحلق بها نحو آفاق المستقبل.

آن الأوان لأن نُقدم لتلاميذنا تاريخًا يتنفس في حاضرهم، ولغةً تتحدث عن عالمهم، ومعرفةً تمكنهم من تشكيل غدهم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ.. نحن والآخر
  • العالم شهد ثاني أشهر ماي الأكثر حرارة على الإطلاق
  • بعد عام و 5 أشهر فقط من زواجه الأول.. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ زوجته الحسناء وجمهوره ويعقد قرانه على إبنة فنان جماهيري شهير والزوجة الأولى تطلب الطلاق
  • طهران تستجيب للقاهرة وتحذف اسم خالد الاسلامبولي من شوارعها
  • مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ (نحن والآخر).
  • الاسم (حكومة متخصصة)
  • تاركًا وراءه رضيعًا.. وفاة أحد مصابي عاصفة الإسكندرية متأثرًا بإصابته
  • بلكونة سقطت على السيارة.. وفاة أحد مصابي عاصفة الإسكندرية بعد 10 أيام
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • عاصفة استوائية تتحول إلى إعصار قبالة سواحل المكسيك