ما سر ثورة غضب الطبيعة على الشرق الأوسط؟ خبير جيولوجي يوضح
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
بغداد اليوم – متابعة
لا يمر 2023 كعام عادي على العرب، بعد أن باغتهم بكوارث طبيعية غير مألوفة في توقيتها وشدتها، وسجل حتى الآن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص في 3 دول منذ فبراير الماضي.
ويربط خبير جيولوجي بين هذه الكوارث "الغريبة"، وبين ما يراه "تغيرا في طبيعة الأرض" يحتاج إلى وقت للدراسة واستكشاف الأسباب، مشددا على أن تأخذ دول المنطقة الحيطة والحذر؛ تحسبا لحدوث أي كوارث أخرى مفاجئة.
زوّار الفجأة المرعبة
شهدت سوريا وليبيا والمغرب في أوقات مختلفة من العام زلازل وعواصف أودت بحياة الآلاف، وأصيب وتم فقد آلاف آخرين.
ففي 6 فبراير/ شباط الماضي، شهدت سوريا زلزالا بقوة 7.8 درجة بمقياس ريختر (مركزه تركيا المجاورة)، أسقط نحو 6000 قتيل وآلاف المصابين.
وبعد 6 أشهر، باغت زلزال آخر المغرب في 8 سبتمبر/ أيلول بقوة 7.2 درجة، أوقع حتى اللحظة أكثر من 2800 قتيل، بينما لا تزال جهود الإنقاذ قائمة حتى اللحظة.
في ليبيا، ضربت عاصفة "دانيال" الممطرة عدة مدن، خاصة في الشرق، وفيما لا يزال الحصر النهائي للضحايا غير واضح، تحدّث مسؤولون عنما بين 2000 و2800 قتيل حتى يوم أمس الثلاثاء، قضى بعضهم تحت المباني المنهارة، وجرفت السيول والفيضانات الآخرين، وسط اختفاء أحياء بكاملها تحت الماء في مدينتي درنة والبيضاء.
تغيّرات "محيّرة"
يصف الخبير في المسح الجيولوجي والتغيّرات المناخية حسين عبدالوهاب، هذه الكوارث بأنها "شيء نادر الحدوث"، فالمغرب "ليس منطقة نشطة للزلازل، وليبيا العواصف تأتيها ضعيفة أو متوسطة".
ويؤكد عبد الوهاب أن الأمر يدعو للحيرة، ومحاولا الوصول لتفسير سبب وقوع الكوارث الأخيرة، وبهذه الشدة، يقول: بالنظر لمنطقة الحوز المغربية (مركز الزلزال الأخير) فهي دائما تشهد تحرك صفيحتين أرضيتين بشكل متناقض، لكن هذه المرة حدث انحدار شديد ومفاجئ تسبب في هذه الكارثة، وهذا شيء نادر، ولم يحدث إلا مرتين خلال قرن، أما في ليبيا فهي دولة ساحلية، وغالبا ما تتعرض لنوات وأعاصير قادمة من أوروبا ومصحوبة بمنخفضات جوية، وكانت أوروبا هي من تشهد ذروة هذه الأعاصير، لكن من الغريب أن تصل لذروتها لداخل ليبيا.
وتابع: ما حدث في ليبيا أكبر بكثير من كونه عاصفة، والأصح أن نطلق عليه إعصارا مدمرا، إذًا، نحن أمام تغير حاد الآن في طبيعة الكوارث، والتي أصبحت كذلك أكثر حدة.
وبين أن، طبيعة الأرض باتت مختلفة تماما، وهيئات الأرصاد والمسح الجيولوجي حول العالم في حيرة مما يحدث، والفيضانات والرياح باتت تأتي في غير محلها، إذًا، هناك ضرورة للاستعانة بخبرات الدول التي تعرضت لمثل هذه الكوارث في أسرع وقت، واليابان وأميركا الأكثر خبرة في ذلك.
خسائر الكوارث الطبيعية
بلغ حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية في العالم، 120 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، حسب تقديرات شركة "سويس ري" لإعادة التأمين.
وكانت الكارثة الطبيعية الأعلى كلفة، هي الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/ شباط، وتسبب في خسائر فادحة بلغت 34 مليار دولار، تكبدت منها شركات التأمين 5.3 مليار.
لكن أكثر ما كبّد شركات التأمين هو العواصف الشديدة التي كلفتها 35 مليار دولار، من ضمنها 34 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.
المصدر: سكاي نيوز
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
إيران أم إسرائيل؟.. خبير يوضح لـ«الأسبوع» المستفيد الأكبر من حرب الـ 12 يومًا
وقف إطلاق النار.. أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن اتفاق لوقف إطلاق النار «كامل وشامل» بين إيران وإسرائيل، وذلك بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري الحاد بين الطرفين.
وقال ترامب عبر منصته «تروث سوشيال»: «على اعتبار أن كل شيء سيمضي كما هو مفترض، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الـ 12 يومًا».
القصف الإسرائيلي والأمريكي يؤخر البرنامج النووي الإيرانيمن جانبه، أكد أسامة حمدي، محلل الشؤون الإيرانية، أن القصف الإسرائيلي والأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، مثل نطنز وأصفهان وفوردو، من شأنه أن يؤخر تقدم البرنامج النووي الإيراني، لكنه لا يعني القضاء عليه بشكل كامل.
وقال «حمدي»، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»: «القصف الإسرائيلي والأمريكي على المنشآت النووية الثلاثة قد يؤخر المشروع النووي الإيراني، ولكنه لن يخرجه عن الخدمة بشكل نهائي، أو يوقف البرنامج النووي الإيراني، هو فقط يؤخره لسنوات ولكن لا يقضي على طموحات إيران النووية».
وأضاف «حمدي» أنه رغم الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الرئيسية لإيران، إلا أن هناك منشآت نووية أخرى غير معلنة لا تخضع للرقابة الدولية، لا تزال قيد العمل مثل مفاعل بوشهر الذي أنشأته روسيا ومفاعل أراك للماء الثقيل، مشيرًا إلى أن هذه المنشآت لم تتأثر بالقصف.
وتابع محلل الشؤون الإيرانية: «إيران استطاعت تحمل تبعات الضربات الإسرائيلية بفضل اتساع الجغرافيا الإيرانية، لكن بالنسبة لإسرائيل، التي جغرافيتها محدودة، فإن الضربات كانت ذات تأثير أعمق، وهذه الضربات أدت إلى كسر هيبة إسرائيل في المنطقة وضرب العمق الإسرائيلي، وهو ما سعت إيران لتحقيقه».
وأشار «حمدي» إلى أن هذه التطورات كسرّت الصورة التي لطالما صنعتها إسرائيل لنفسها بأنها غير قابلة للاستهداف، خاصة من قبل القوى الإقليمية.
إيران وفرض معادلة جديدة للردعوأوضح «حمدي» أن إيران استطاعت فرض معادلة جديدة للردع في المنطقة، قائلًا: «إيران كسرت معادلة القوة التقليدية في المنطقة، وأظهرت أن سماء طهران يمكن أن تقابل سماء تل أبيب. بمعنى آخر، استهداف سيادة إيران يقابلها استهداف سيادة إسرائيل»، مضيفًا أن إيران كانت المستفيد الأكبر من الحرب، لأنها استطاعت تحقيق إنجازات ميدانية وتغيير معادلة القوة في المنطقة.
الحرب تُنهي بتفاوض وفرض أوراق قوةوأشار محلل الشؤون الإيرانية، إلى أن أي حرب لا بد أن تنتهي بالمفاوضات، موضحًا أن الحرب تمنح الأطراف أوراق ضغط قوية عند التفاوض، قائلاً: «إيران لجأت لضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، ليس فقط لتوجيه رسالة، بل أيضًا لتعزيز موقفها خلال المفاوضات المقبلة، والاحتفاظ بقدرتها الصاروخية، واستئناف برنامجها النووي مع الحفاظ على وجودها الإقليمي».
واختتم «حمدي» بالقول إن الولايات المتحدة كانت واعية تمامًا للمخاطر التي قد تنجم عن حرب موسعة مع إيران، مشيرًا إلى أن أي مواجهة مع طهران ستستنزف قدرات أمريكا وتصب في مصلحة كل من روسيا والصين، وهو ما جعلها حريصة على إنهاء التصعيد في أقرب وقت.
وعلى مدار 12 يومًا، شهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق بين الجانبين، حيث قامت إسرائيل بضرب مواقع عسكرية ونووية إيرانية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.
في المقابل، ردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة استهدفت مناطق إسرائيلية عدة.
كما شاركت الولايات المتحدة في التصعيد من خلال شن غارات على منشآت نووية إيرانية.
وفي وقت لاحق، شنت إيران ضربات على قواعد عسكرية أمريكية في قطر والعراق، دون تسجيل إصابات، ليُعلن ترامب بعد ساعات وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل مفاجئ، ما ساهم في تهدئة الوضع في المنطقة.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية الإيراني: لا مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت الاعتداءات مستمرة
واشنطن: لا إصابات بين الأمريكيين والقطريين في هجوم إيران على قاعدة العديد
ترامب: لن أسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي