بوابة الوفد:
2025-05-15@15:59:41 GMT

إنها قناة السويس!

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

هذا كلام ليس لدغدغة المشاعر، أو الضحك على الذقون، بالعكس هو حديث فيه من التحذير أكثر من التبشير.. ولكن.  باختصار ولمن فى قلبه ضعف نطمئنه فنقول إن قناة السويس أكبر من أن يهددها أى محاولات للمنافسة من قبل أى مشروع من هنا أو هناك. مناسبة هذا الطرح المخاوف التى أثارتها فكرة مشروع الممر الاقتصادى بين الهند والخليج وأوروبا والذى أعلن عنه ولى العهد السعودى محمد بن سلمان خلال قمة العشرين.

بالطبع المشروع المزمع ليس الوحيد وإنما هناك مشاريع أخرى فى الأفق بل وفى الخيال، يحلم البعض بتنفيذها ليل نهار، لدرجة أننا لم نعد قادرين على اللحاق بمتابعة هذه المشاريع من «فين لفين».. فقد تعددت الوجهات والهدف واحد .. إيجاد بديل لقناة السويس، فمن روسيا إلى إسرائيل إلى دول الخليج.. وصولًا إلى الولايات المتحدة بالدعم أو التخطيط، الكل يسعى والكل يعود بـ«خفى حنين» وسيعود بهما إن شاء الله طالما بقيت مصر متنبهة لهذا الأمر وتعمل على تجاوزه.

وإذا كنت لست خبيرًا فنيًا، وإذا كنت أرغب أن أنأى بنفسى عن الجدل البيزنطى بشأن مشروع توسعة قناة السويس، فإن هذا المشروع بعد سنوات من تنفيذه ربما مثل إشارة إلى العالم بأن مصر مصممة على أن تبذل كل ما تملك من أجل أن تظل القناة على قائمة الممرات الرئيسية للتجارة العالمية. وفى تصورى– وأقول تصورى لأننى لا أملك من الحقائق ما يدعم هذا التصور – إن مشروع القطار السريع من العين السخنة إلى العلمين يأتى فى هذا السياق أكثر من كونه مشروعًا لاستيعاب حركة ركاب. وإذا علمت أن المشروعات البديلة تتضمن بشكل أساسى مثل هذه الفكرة – السكك الحديدية –  أمكن لك أن تستوعب هذا الطرح. 

أسمع صوتًا وكلامًا وهمسًا عن أن ذلك يأتى فى إطار الأولويات المقلوبة للدولة، بتغليب المشروعات طويلة الأمد على تلك القصيرة. وأقول وارد طبعا أن نختلف حول الأولويات ووارد أن تكون بعض أولوياتنا الحالية غير موفقة، ولكن هناك أولويات أتصور أنها يجب أن تترك لصانع القرار فى إطار الرؤية الإستراتيجية للدولة وليس النظام، وهناك فرق كبير بين الاثنين لمن يتحدثون بلغة المؤيدين والمعارضين.

وحتى لا نبتعد فى الحديث كثيرًا، فإن مؤدى ما أقول وخلاصته أن مصر الرسمية منتبهة للمخاطر المحدقة بقناة السويس، ومنتبهة أكثر لحقيقة أنها ربما تأتى من الأصدقاء قبل الخصوم. غير أن الموضوعية فى الحديث ربما تقتضى الإشارة إلى بعدين مهملين، ولا نقول غائبين فى الرؤية الحالية بشأن التحديات المستقبلية لوضع القناة وأهميتها للاقتصاد المصرى وكذا أهميتها الجيو- سياسية للدولة المصرية ذاتها. البعد الأول يتمثل فى تطوير وضع الاقتصاد المصرى بشكل يقلل من نسبة مساهمة عائدات قناة السويس – أيا كانت قيمتها الآن وتصل فى بعض التقديرات الى 7 مليارات دولار –  فى هذا الاقتصاد، وهذا يتطلب معالجة مشكلات هيكلية ليس هنا مجال التفصيل أو الحديث بشأنها.

البعد الثانى يتمثل فى إحياء فكرة تنمية إقليم منطقة القناة لتقديم خدمات لوجيستية متنوعة تتجاوز تلك المتعلقة بكون القناة ممرًا مائيًا عالميًا فقط. ولا أبالغ إذا قلت أو أعربت عن اعتقادى إن المخطط موجود والإمكانية قائمة.  غير أن  الإنصاف والصراحة مع الذات تقتضى الإقرار بأن هذا البعد تتجاذبه أو تتقاذفه الأحوال، لكن النتيجة النهائية المتعلقة بوضعه تشير إلى أنه فى طور النسيان أو فى حالة كمون.. بهذا يمكن لنا أن نقول بملء فينا وبأعلى صوت عندنا: إنها قناة السويس.. يا عالم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبد الرازق إنها قناة السويس تأملات الولايات المتحدة قناة السویس مشروع ا

إقرأ أيضاً:

السمدوني: الحوافز والتخفيضات خطوة ضرورية لجذب خطوط الشحن وتشجيع العودة لمسار القناة

قال الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، إن الاجتماع الأخير الذي عقدته هيئة قناة السويس مع ممثلي كبرى الخطوط والتوكيلات الملاحية العالمية يعكس إدراكًا حقيقيًا من الهيئة للتحديات التي تواجه صناعة النقل البحري حاليًا، وسعيًا جادًا نحو تقديم حلول عملية وفعالة لجذب مزيد من السفن للعودة إلى الممر الملاحي الأهم عالميًا.

وأضاف السمدوني أن تأكيد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، على جاهزية الهيئة لتقديم حزمة شاملة من الخدمات البحرية واللوجستية، بالتزامن مع تحسن المؤشرات الأمنية في البحر الأحمر، يمثل تطورًا إيجابيًا قد يسهم في إعادة التوازن لحركة التجارة العالمية بعد فترة من التوترات والاضطرابات.

وأشار إلى أن مقترحات ممثلي شركات الشحن العالمية بتقديم حوافز مؤقتة وتخفيضات مدروسة على رسوم العبور، خاصة للسفن العملاقة وسفن الخطوط الطويلة، تمثل خطوة هامة يجب البناء عليها بسرعة وفاعلية، خصوصًا في ظل المنافسة القوية من ممرات بديلة ومحاولات بعض الدول جذب حركة الشحن العالمية بعيدًا عن القناة.

كما دعا السمدوني إلى الإسراع في التنسيق مع شركات التأمين العالمية لإعادة تقييم أقساط التأمين المرتفعة المفروضة على السفن العابرة في منطقة البحر الأحمر، مؤكدًا أن تقليل هذه التكلفة سيكون عامل جذب حاسم لاستعادة ثقة خطوط الشحن وتشجيعها على العودة إلى المسار الطبيعي عبر قناة السويس.

وأوضح أن ما تشهده هيئة قناة السويس من تطور نوعي في مشروعات تطوير المجرى الملاحي والأسطول البحري، إلى جانب انفتاحها على شراكات دولية، يمثل ركيزة قوية لتعزيز مكانة مصر كمركز لوجستي إقليمي وعالمي، داعيًا مجتمع الأعمال البحري وشركات الشحن إلى دعم هذا التوجه وتكثيف التعاون مع الهيئة لتخطي التحديات الراهنة وتحقيق المصالح المشتركة.

وأكد السمدوني أن القطاع الخاص، ممثلًا في شركات النقل الدولي واللوجستيات، يجب أن يكون شريكًا رئيسيًا في تنفيذ الرؤية المستقبلية لتطوير قناة السويس، مشددًا على أهمية إشراك الشُعب النوعية المتخصصة في صياغة السياسات والإجراءات الجديدة، لما تمتلكه من خبرات عملية ورؤية ميدانية تضمن أن تكون القرارات المتخذة منسجمة مع احتياجات السوق وقادرة على تحقيق نتائج ملموسة في زمن قصير.

اقرأ أيضاًمدبولي: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس محرك رئيسي لجذب الاستثمار الأجنبي

متحدث الوزراء: زيارة مدبولي لقناة السويس تؤكد التطور الاستراتيجي للمنطقة الاقتصادية

مقالات مشابهة

  • باستثمارات 60 مليون دولار.. رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع عقد مشروع لإنتاج مواد التغليف
  • حزب البناء الوطني يزور قناة المملكة
  • قناة عبرية: الأمريكيون يمارسون ضغوطا هائلة على إسرائيل وحماس لإنجاز صفقة
  • قناة عبرية: اليمن يُكبّد الكيان خسائر بمليارات الدولارات ويدخل قطاعاته في شللٍ متصاعد
  • “قناة السويس”: ندرس تقديم خصم بين 12% و15% على رسوم العبور
  • أزمة قناة السويس
  • أسامة ربيع: مرور السفن الكبرى عبر القناة في الفترة الحالية رسالة طمأنة للجميع
  • السمدوني: الحوافز والتخفيضات خطوة ضرورية لجذب خطوط الشحن وتشجيع العودة لمسار القناة
  • مصر تدرس تقديم خصم بين 12 و15% على رسوم عبور قناة السويس
  • عباس يقرر رفع الحظر عن عمل قناة الجزيرة في الضفة الغربية