في سبيل الجمال.. أردنيات يلجأن للقروض البنكية من أجل "البوتوكس"
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
معيار الجمال أصبح يقارن بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن الصور قد تكون مفلترة ـ صورة رمزية
بعد أن باعت مصوغاتها الذهبية لم تجد عائشة س. وسيلة أمامها للحصول على حقن البوتوكس والفيلر إلا التقسيط عن طريق أحد البنوك الأردنية، سعيا وراء إخفاء تجاعيد وعيوب وجهها للحفاظ على ديمومة الشباب، بحسب وصفها.
وتقول عائشة (54 عاما)، التي تتقاضى راتبا تقاعديا من وظيفة حكومية سابقة لا يتجاوز 275 دينارا أردنيا (388 دولارا)، "غمرتني السعادة عندما وصلتني رسالة نصية من البنك تفيد بأنني أستطيع تقسيط فاتورتي في أحد مراكز التجميل ذات السمعة الجيدة مقابل سعر فائدة لا يتعدى الواحد بالمئة".
وتضيف أنها تحتاج إلى حوالي 450 دينارا كل أربعة أشهر للحصول على حقن البوتوكس والفيلر في عيادة الطبيب الذي اعتادت الذهاب إليه منذ سبع سنوات، لكنها لا تستطيع التوفير من راتبها التقاعدي الضئيل.
وتؤكد عائشة، وهي أم لأربع بنات وشاب، أنها لن تستطيع الاستغناء عن هذا الإجراء التجميلي الذي أصبح جزءا مهما من حاجاتها الضرورية ومتطلباتها الأساسية، وخاصة في زمن أصبح مقياس الجمال فيه هو الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.
الرجال لا يتفهمون حاجات النساء؟
وتبين أن زوجها لن يتفهم أن تجميل وجهها أصبح من الحاجات الأساسية ولذلك لن يساعدها بمبلغ مادي للذهاب لعيادة التجميل، كما هو حال ابنها الذي يعمل في مجال تسويق السيارات، وتضيف: "لو أن ابنتي لديها وظيفة بالتأكيد سوف تساعدني ماديا، فنحن النساء نفهم حاجات بعضنا".
من جانبها اتفقت غادة ض. (48 عاما) مع إحدى شركات التمويل، التي تتعامل مع مركز التجميل الذي تذهب إليه، من أجل تقسيط المبلغ الذي تحتاجه للحصول على الفيلر والبوتوكس. وتقول غادة، وهي أم لطفلين، إن "مركز التجميل باتفاقه هذا مع شركة التمويل قدم خدمة كبيرة لي بالتسهيل علي وخاصة أنه ليس لدي راتب شهري أعتمد عليه".
وتشير إلى أنها تدخر من المال الذي تحصل عليه من زوجها كمصروف شهري، إلى جانب المبلغ الذي تحصل عليه في المناسبات كعيد الأم أو عيدي الفطر والأضحى لمساعدتها في تسديد دفعات التمويل.
ويبلغ سعر حقن البوتوكس والفيلر الجيدة ما بين 120 إلى 200 دينار وفقا للعيادة أو الطبيب أو المركز أو المادة المستخدمة.
صور "مفلترة" ومقاييس جمال افتراضية
وتقول الدكتورة حنين أبو نصار أخصائية أمراض الجلدية والتجميل لرويترز إن تجميل الوجه باستخدام حقن البوتوكس والفيلر أصبح ضرورة وأولوية لدى الأردنيات، ولم يعد الأمر رفاهية. وتضيف "لم تعد قاعدة ‘الذي ما معه لا يلزمه‘ مطبقة .. وخاصة أن معيار الجمال أصبح يقارن بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي .. رغم أن الصور كلها مفلترة".
وتشير إلى أن السيدة أصبحت مستعدة للمغامرة بتعابير وجهها واللجوء إلى مراكز أسعارها رخيصة في سبيل الحصول على وسائل التجميل تلك والتخلص من علامات التقدم بالعمر.
وتضيف "تجميل الوجه بهذه المواد أصبح هوسا لدى النساء والعامل النفسي وتقبل الذات يؤثر بشكل كبير على الإقبال على تلك الإجراءات".
من جانبه يوضح الخبير الاقتصادي سليم أبو الشعر في حديث لرويترز كيف تغيرت الحاجات لدى بعض الناس وبالتالي تغير نمط الإنفاق لديهم. ويقول إن "كل شخص لديه تفضيلات معينة فما أراه كماليا قد يراه شخص آخر ضروريا بالنسبة له ولا يستطيع الاستغناء عنه".
ويرى أبو الشعر أن "استسهال موضوع الاقتراض واللجوء إلى الأقساط البنكية في كل الاحتياجات أمر خطير وقد تحدث أزمة ائتمانية وتعثر لدى العديد من المواطنين". ويشير إلى أن "التقسيط كان يقتصر في السابق على الضروريات للأشخاص مثل شراء منزل أو سيارة أو حتى الأدوات الكهربائية، إلا أن الناس أصبحوا ضعفاء أمام التسهيلات البنكية وأصبحوا يقسطوا حتى أمور الرفاهية".
ف.ي/ع.ج.م (رويترز)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: مقاييس الجمال الجمال الطبيعي الفيلر مراكز عمليات التجميل دويتشه فيله مقاييس الجمال الجمال الطبيعي الفيلر مراكز عمليات التجميل دويتشه فيله
إقرأ أيضاً:
ماذا لو أصبح ممداني عمدة لمدينة نيويورك؟
تساءل الكاتب الأميركي روس باركان عما سيحدث في نيويورك لو انتُخب المرشح المسلم زهران ممداني (33 عاما) عمدة لتلك المدينة الكبيرة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو أمر محتمل في نظر الكاتب ومن شأنه أن يفتح آفاقا جديدة لحكم التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي وأن يمثل اختبارا صعبا لليسار الأميركي.
ويتوقع باركان -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز- أن ممداني سيكون، بلا شك، أقوى سياسي يساري في أميركا إذا فاز بمنصب عمدة نيويورك، إذ سيكون مسؤولا عن أكبر قوة شرطة في أميركا، وعن أكبر منظومة تعليمية في البلاد، وعن ميزانية بلدية تجاوزت 110 مليارات دولار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فزغلياد: إطلاق حرب سرية على صادرات النفط الروسيةlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: كمين بيت حانون يكشف عن عبثية الحرب وتطور المقاومةend of listكما أنه سيكون المسؤول الأول في أكبر مدينة أميركية من حيث عدد السكان، وهي في غاية التنوع عرقيا ودينيا وإثنيا واجتماعيا وسياسيا، وهو أمر أربك عديدا ممن تولوا منصب العمدة في مدينة شهدت قبل أقل من عام تحولًا ملحوظًا نحو التصويت للرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وبعد الإقرار بأن ممداني كان مدير حملته الانتخابية عام 2018 عندما ترشح لعضوية مجلس شيوخ نيويورك، يعدّد الكاتب باركان التحديات التي تنتظر هذا الرجل في سبيل تنفيذ وعود حملته الانتخابية التي حظيت بشعبية واسعة.
ويتوقع الكاتب أنه بإمكان ممداني تجميد إيجارات الشقق المُخصصة للإيجار، لأن العمدة هو من يعين أعضاء المجلس الذي يتخذ هذا القرار. كما يُمكنه تمويل متاجر البقالة الخمسة التي تُديرها المدينة كما وعد في مقترح حملته، من خلال ميزانية البلدية، وربما بالشراكة مع سلاسل المتاجر القائمة ودعمها لخفض أسعار السلع هناك.
تحدياتفي المقابل، يرى باركان أن بعض الوعود الانتخابية لن تطبق فورا، إذ سيضطر ممداني للتفاوض مع هيئة النقل الحضرية الحكومية بشأن اقتراحه بجعل الحافلات مجانية، حتى لو لم تكن التكلفة الإجمالية لذلك القرار باهظة الثمن.
إعلانأما الوعد الانتخابي الذي يصعب تحقيقه على المدى القصير، حسب رأي الكاتب، فهو مجانية الرعاية الأولية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أسابيع و6 سنوات، لأن ذلك سيكلف ما يقدر بنحو 5 إلى 8 مليارات دولار سنويا، أما الزيادة في ضريبة الشركات التي يأمل ممداني أن تدفع ثمن البرنامج، فيجب أن توافق عليها الولاية.
كما سيجد ممداني في طريقه المجلس التشريعي لولاية نيويورك الذي يتمتع بنفوذ كبير في تسيير شؤون المدينة، ومن ثم فإن ممداني لا يمكنه رفع معدل الضريبة أو الحد الأدنى للأجور من دون موافقة الولاية.
كما لا يمكنه بناء أعداد كبيرة من وحدات الإسكان بأسعار معقولة من دون مساعدة من الولاية أو الحكومة الفدرالية أو مخططات إعادة تقسيم المناطق التي تسمح بقدر كبير من البناء بسعر السوق. وهو ما يعني عمليا أن ممداني لن يستطيع حل أزمة التشرد بسهولة.
وفي هذه الحالة، يتوقع باركان أن ممداني سيضطر إلى تقديم تنازلات هائلة لجماعات المصالح التي تطالب باستمرار بحصتها من الكعكة، وللعمال النقابيين الذين يريدون زيادات في الرواتب، وللمنظمات غير الربحية التي تتطلع لمزيد من التمويلات، هذا إلى جانب نخبة قوية من مطوري العقارات والممولين الذين لا يكنون له الود دائما.
ممداني محنك سياسيا وله قاعدة جماهيرية واسعة، ويتمتع بكاريزما فطرية تساعده في الحفاظ على تماسك تقدمه في الانتخابات، مما يؤهله لأن يصبح أصغر عمدة منذ قرن لهذه المدينة العملاقة والمتعددة الأوجه.
وعلق الكاتب على هذا الوضع بالقول إنه لو فاز ممداني في انتخابات الخريف، فإنه سيكون أول عمدة لنيويورك في العصر الحديث يواجه مثل هذه المعارضة العلنية الراسخة من الأثرياء، بعضهم يُخططون علنا لسحقه في الانتخابات المقبلة.
وعطفا على ذلك، يرى الكاتب أن ممداني لا يستطيع إلغاء الرأسمالية، ومن ثم فإن عليه أن يعمل على إعادة توزيع الثروة بين سكان المدينة وأن يجعل الحياة فيها أيسر قليلا، من دون المس بأغنياء المدينة وبمصالحهم وأعمالهم، كما أنه سيحتاج إلى كسب تأييد إدارة الشرطة.
وخلص الكاتب إلى أن ممداني محنك سياسيا وله قاعدة جماهيرية واسعة، ويتمتع بكاريزما فطرية تساعده في الحفاظ على تماسك تقدمه في الانتخابات، مما يؤهله لأن يصبح أصغر عمدة منذ قرن لهذه المدينة العملاقة والمتعددة الأوجه.