أكد رئيس مكتب التمثيل التجاري المصري بشنغهاي الوزير المفوض عادل زهران، أن مصر من الممكن أن تستفيد من مغادرة صناعات محددة للصين مستقبلاً، مثل صناعة المنسوجات والأجهزة المنزلية، بتعميقها وتوطينها.

وقال زهران، خلال الندوة التي نظمتها لجنة الصناعة بجمعية رجال الأعمال المصريين، اليوم الخميس، عن اتفاقية البريكس بحضور رئيس جهاز التمثيل التجاري يحيي الواثق بالله - إن الاقتصاد الصيني يواجه حاليًا العديد من التحديات سواء داخلية أو خارجية، موضحًا أن العديد من الدول مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تعمل من الحد من قيام الصين بتطوير بعض التكنولوجيات المتقدمة.

وأضاف أنه في مجال الاستثمارات كانت الشركات الصينية تحصل على التكنولوجيا من خلال الاستحواذات على شركات أمريكية وأوروبية؛ الأمر الذي حد من خبراتهم، مشيرًا إلى أن الصادرات الصينية شهدت تراجعًا؛ نتيجة لانخفاض الطلب العالمي المرتبط بارتفاع أسعار الفائدة وتراجع القوى الشرائية للأسواق الرئيسية للصين مما دفع الشركات الصينية إلى خفض أسعار منتجاتها.

ولفت إلى أنه خلال الفترات الماضية كانت بعض المقاطعات المحلية تقوم بضخ استثمارات من خلال البنوك المحلية لكن بسبب تضخم الديون وجهت الحكومة بتقليل الاقتراض مما أثر على استثمارات تلك المقاطعات.

 

تابع أن الصين كانت تعتمد بشكل كبير على عدد السكان كثروة بشرية، لكن خلال السنوات الماضية بدأت أعداد المواليد تتناقص.

من جانبه، قال رئيس المكتب التجاري ببكين الوزير المفوض أحمد زكي، إن الصين تسعى إلى الاستفادة من قوتها الاقتصادية؛ فهي تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم، لتحويل دورها الاقتصادي إلى دور سياسي إقليمي قيادي سواء في قارة آسيا أو في القارة الإفريقية التي تنظر إليها كمصدر رئيسي للثروات الطبيعية لسلاسل الإمداد، سواء الموارد الأساسية أو المعادن الثمينة كالذهب.

وأكد حرص الصين التوسع في عدد الدول المنضمة لتجمع البريكس بعد إجراء دراسة كافية، منوهًا أنه حتى الآن لا توجد مفاوضات على إنشاء منطقة تجارة حرة لكن قد يحدث ذلك في المستقبل.

وأضاف أن الصين ترغب بشدة في زيادة حصة اليوان في مدفوعات التجارة الدولية، لافتًا إلى أنه يتم استخدام نظام المدفوعات باليوان "CIDS" من خلال البنك الصناعي الصيني الذي افتتح فروعًا له في روسيا وهو يتيح للشركات الروسية فتح حسابات باليوان للتحويل.
وتابع أنه يتم التعامل أيضًا باليوان في سداد المدفوعات من الصين إلى البرازيل، التي تعد من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للسلع الزراعية والحبوب والصين باعتبارها أكبر تكتل سكاني فهي تستورد منها الحبوب (جزء للاستهلاك وجزء لدعم الاحتياطي)، لافتًا إلى أن حجم التجارة بين الصين الهند والبرازيل تجاوز 180 مليار دولار.

وشدد على أن هناك توجهًا صينيًا لتويقع اتفاقيات مع دول مثل مصر لسداد جزء من المدفوعات باليوان، مضيفا أن بنك التنمية الصيني أتاح نحو 8 مليارات يوان للبنوك التجارية لتمويل التجارة البينية بين الدولتين، وكذلك حتى تستفيد الشركات الصينية المستثمرة داخل مصر في تمويل احتياجاتها الاستيرادية حيث إن أغلب السلع يتراوح فيها نسبة المكون المحلي من 35 إلى 40% وفيما تصل نسبة المستورد إلى 60% الأمر الذي سيجذب استثمارات صينية، ويقلل الضغط على الدولار، منوها بأن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين في 2022 بلغ 18 مليار دولار؛ منها 17 مليار دولار صادرات صينية لمصر.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصين والدول الأفريقية تشق الطريق يدًا بيد نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي

بقلم ليو جيان القائم بأعمال سفارة الصين لدى ليبيا

انعقد اجتماع المنسقين على المستوى الوزاري لتنفيذ نتائج قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في مدينة تشانغشا الصينية يوم 11 يونيو 2025، وبعث فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ وفخامة رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو رسالة التهنئة كل على حدة بهذه المناسبة الهامة، وقام معالي السيد وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية بتلاوة رسالة التهنئة للرئيس شي جينبينغ، ثم ألقى الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع.

سلط الرئيس شي جينبينغ في رسالته الضوء بشكل معمق على أهمية التضامن والتعاون بين الصين والدول الأفريقية، معلنا عن مزيد من الإجراءات الهامة التي ستتخذها الصين لتوسيع الانفتاح والتعاون مع الدول الأفريقية، بما فيها منح 53 دولة أفريقية لها علاقات دبلوماسية مع الصين معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، ذلك من خلال التشاور والتوقيع على الاتفاقية الثنائية للشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة، إضافة إلى توفير مزيد من التسهيلات للدول الأفريقية الأقل نموًا لتعزيز قدرتها على التصدير إلى الصين.

وتستعد الصين للعمل مع الدول الأفريقية على تنفيذ “أعمال الشراكة العشرة”، وخاصة تعزيز التعاون في المجالات المحورية مثل الصناعات الخضراء والتجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني والعلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وإلخ، وتعميق التعاون في الأمن والمال وسيادة القانون وغيرها من المجالات، بما يدعم التنمية العالية الجودة للتعاون الصيني الأفريقي.

تقدم رسالة الرئيس شي جينبينغ إرشادا هاما للجانبين الصيني الأفريقي للعمل المشترك على دفع عجلة التحديث وبناء المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في كل أجواء في العصر الجديد.

أكد وزير الخارجية وانغ يي أن الصين والدول الأفريقية بصفتهما القوة الركيزة للجنوب العالمي، تقفان معا إلى الجانب الصحيح من التاريخ وتقودان اتجاه تقدم العصر، ويعمل الشعب الصيني على المضي قدما في بناء دولة قوية وتحقيق النهضة العظمية للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، بينما تشهد القارة الأفريقية اليوم يقظة جديدة، وتتقدم بثبات نحو أهداف التحديث التي رسمتها “أجندة عام 2063” للاتحاد الأفريقي.

سينجح الشعب الصيني والشعوب الأفريقية في شق الطريق يدًا بيد نحو إحراز الإنجازات المرموقة في عملية التحديث، وتحقيق التطور المزدهر لأعمال التحديث للجنوب العالمي، بما يساهم مساهمة أكبر في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وأصدر الاجتماع “إعلان تشانغشا بين الصين والدول الأفريقية حول تدعيم التضامن والتعاون للجنوب العالمي”، إيذانا للعالم بأن الصين والدول الأفريقية ستبذل جهودا مشتركة لبناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي.

أقيمت الدورة الرابعة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي بمدينة تشانغشا في الفترة ما بين يومي 12 و15 يونيو، حيث جذب ما يقارب 4700 شركة صينية وأفريقية وأكثر من 30 ألف زائر من الجانبين، مما يعكس حماس الدول الأفريقية في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين.

في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، يحافظ الاقتصاد الصيني على زخم النمو الجيد، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 18 تريليون دولار أمريكي عام 2024 بزيادة 5%، وسجل في الربع الأول من عام 2025 نموًا بنسبة 5.4%، كما تجاوز حجم التجارة الخارجية الصينية 43 تريليون يوان الصيني عام 2024، محافظة على مكانتها كأكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 15 سنة على التوالي، ومهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية، فإن باب الانفتاح الصيني سيُفتح على نحو أوسع.

منذ نهاية عام 2024، منحت الصين 43 دولة أقل نموًا في العالم معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، وفتحت “ممرات خضراء” للمنتجات الزراعية المستوردة من الدول الأفريقية، بما يساعد على ظهور متزايد من المنتجات الأفريقية العالية الجودة في السوق الصينية في المستقبل، وتعمل الصين على إجراء التعاون الفني وتدريب الكوادر مع دول الجنوب العالمي للمساهمة في تطوير الصناعات في هذه الدول، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

في المقابل، تحاول بعض الدول استخدام التعريفات الجمركية كأداة لتقويض النظام الاقتصادي والتجاري الدولي القائم، والإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى. كما خفضت بشكل أحادي وبكمية هائلة المساعدات التنموية الموجهة لأفريقيا، مما يجعل الدول الأفريقية عرضة للمزيد من الصعوبات الاقتصادية والتحديات التنموية، ويشكل عرقلة خطيرة في عملية التحديث لدول الجنوب العالمي.

يمر عالمنا اليوم بتغيرات لم نشهدها منذ مائة عام، كلما ازدادت حدة تشابك التغيرات والاضطرابات الدولية، كلما ظهرت الحاجة الملحة لتضامن الصين والدول الأفريقية لمعارضة ممارسات التنمر، والدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين، والدعوة إلى التعددية الحقيقية والتجارة الحرة العالمية، بما يصون بحزم مصالح الدول النامية بشكل مشترك،

يمثل عدد السكان في دول الجنوب العالمي 85% من عدد سكان العالم الإجمالي، وتتجاوز مساهمتها في الاقتصاد العالمي أكثر من 40%، ويتفوق معدل النمو الاقتصادي للاقتصادات النامية على نظيراتها المتقدمة، الأمر الذي يجعل الجنوب العالمي قوة لا يُستهان بها في المعادلة الاقتصادية العالمية.

لن يعود النظام الدولي أبدا إلى “قانون الغابة” حيث القوي يعتدي على الضعيف، ما دامت دول الجنوب العالمي تقف متوحدة صفا، وتظهر عزمها في رفض الأحادية والحمائية، فلن يكون للهيمنة والتنمر موطئ قدم.

تشهد العلاقات الصينية الليبية اليوم تطورا سليما ومستقرا، ويتميز التعاون الثنائي بإمكانيات هائلة، وتزداد الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وتمت إقامة الشراكة الإستراتيجية بينهما، وتلعب الصين دورا إيجابيا بناء في دعم الحل السياسي للملف الليبي.

وتعمل الصين بنشاط على دفع التعاون العملي الثنائي، حيث تدعو الشخصيات الليبية من الأوساط المختلفة لزيارة الصين والمشاركة في المعارض، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك. كما نظمت الصين دورات تدريبية متخصصة حول التحول الرقمي والتقنية الطبية وغيرها، لتعزيز بناء القدرات في البلاد.

وتعد الصين من أهم شركاء التجارة لليبيا، حيث تنتشر المنتجات الصينية في كل بيت ليبي. وتتطلع الشركات الصينية إلى المساهمة في عملية التنمية وإعادة الإعمار في ليبيا بعد استتباب الأمن والاستقرار في البلاد، وستعمل الصين بكل جدية على متابعة تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه بين قادة البلدين ونتائج منتدى التعاون الصيني الأفريقي، والالتزام بمبادئ المعاملة المتكافئة والتعاون المشترك والفوز المشترك، وترجمة “أعمال الشراكة العشرة” على أرض الواقع في ليبيا في وقت مبكر، والتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، بما يعود بالفوائد الحقيقية على الشعبين، ويدفع عملية التحديث في كلا البلدين، ويساهم باستمرار في تحقيق النهوض والتقدم للجنوب العالمي.

 

 

الوسومالصين ليبيا

مقالات مشابهة

  • التمثيل التجاري ينجح في جذب استثمارات تركية جديدة بقيمة 38 مليون دولار للقنطرة غرب
  • التمثيل التجاري يستعرض إجراءات تسجيل الأدوية المصرية في السوق الزامبي لدعم الصادرات الدوائية لأفريقيا
  • انتشار أمني بمحيط السفارة الالمانية في بغداد بعد دعوات للتظاهر أمامها
  • رئيس جهاز التمثيل التجاري يعقد اجتماعًا تنسيقيًا مع رؤساء المكاتب التجارية بالدول العربية
  • الصين ودول آسيا الوسطى تتعهدان بدعم التعددية
  • شقّ الصين والدول الأفريقية يدا بيد الطريق نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي
  • الصين والدول الأفريقية تشق الطريق يدًا بيد نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي
  • الزراعة تطلق مشروعين لتصنيع “البطاطا نصف المقلية “
  • الخارجية الصينية: على الدول ذات النفوذ على إسرائيل اتخاذ إجراءات فورية لتهدئة التوترات
  • عبر مصر او الأردن.. سفارة الصين في تل أبيب تطالب مواطنيها بسرعة مغادرة إسرائيل