للكوارث جوانب مضيئة .. ليبيات يتطوعن لتكفين النساء من ضحايا إعصار درنة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
تسير بخطى تبدو ثابتة بردائها الأزرق مع فرقة من حوالي 20 من النساء الليبيات قدمن من مدن قريبة وبعيدة من درنة، لتكفين أخواتهن اللائي ينتشلهن رجال الإنقاذ من تحت ركام المباني المدمرة أو من البحر، بعد أن انتزعهن إعصار درنة المدمر الذي خلف آلاف الضحايا بين قتيل ومفقود.
ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء الليبية فإن السيدة رفضت الحديث إلا بشرط عدم الكشف عن هويتها لتقول "أنا هنا في درنة الشهيدة متطوعة لا أريد جزاء ولا شكورا".
وأضافت تلك السيدة الخمسينية قائلة "الفاجعة كبيرة كما ترون وأعداد الضحايا اللائي يتم انتشالهن ترتفع كل يوم"، لكنها لم تتماسك لكي تواصل الحديث مع (وال) لتجهش بالبكاء وتنصرف مسرعة للحاق برفيقاتها عند وصول جثمان جديد إلى المكان.
ورصد موفد وكالة الأنباء الليبية أن هؤلاء المتطوعات يغادرن مكان إقامتهن في مبنى بسيط في ضواحي المدينة - نجا إلى حد ما من السيول - ما بين الثامنة والتاسعة صباحا ولا يعدن إليه إلا قبل غياب الشمس بقليل.
يذكر أن هذا العمل التطوعي لتكفين ضحايا الكوارث من النساء، تشارك فيه المرأة الليبية لأول مرة وهو عمل قليلات جدا من يستطعن القيام به في ظروف الوفاة العادية فما بالك عند الكوارث وخاصة بعد تحلل الجثث.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
السيدة ذات الخواتم.. شاهد صامت على كارثة فيزوف المدمرة| إيه الحكاية؟
تُعد "السيدة ذات الخواتم" واحدة من أكثر الاكتشافات إثارة في مدينة هيركولانيوم الرومانية القديمة، والتي طمرها ثوران جبل فيزوف الكارثي عام 79 ميلاديًا، وكما هو حال جارتها الأشهر بومبي، فقد حُفظت هيركولانيوم تحت طبقات سميكة من المواد البركانية، مما وفر للعلماء نافذة فريدة للتعرف على تفاصيل الحياة اليومية والموت المفاجئ في الإمبراطورية الرومانية، وذلك وفقًا لما نشره موقع صحيفة (greekreporter).
عُثر على بقايا "السيدة ذات الخواتم" عام 1982، أثناء الحفريات الأثرية التي كشفت عن هياكل عظمية لحوالي 300 شخص على طول الواجهة البحرية للمدينة، تم تسميتها بهذا اللقب نظرًا لكمية الخواتم الذهبية والمجوهرات التي كانت لا تزال تزيّن جسدها عند اكتشافها، مما يُشير إلى أنها كانت امرأة ذات مكانة اجتماعية مرموقة، ربما من النخبة الرومانية الثرية.
مأوى تحوّل إلى فخ قاتلفي لحظة الكارثة، سعى سكان هيركولانيوم إلى الاحتماء في المراكب الحجرية على الشاطئ، على أمل النجاة من الثوران، لكنهم واجهوا تدفقات بركانية فتاتية بلغت حرارتها نحو 500 درجة مئوية، ما أدى إلى موتهم على الفور واحتراق أجسادهم بشكل شبه كامل، وعلى عكس بومبي، حيث دفن الرماد الجثث وحافظ على ملامحها، فإن ضحايا هيركولانيوم تعرضوا لحرارة شديدة أدت إلى تفحم المواد العضوية، تاركة وراءها هياكل عظمية محترقة.
محاولات نجاة أم تشبث بالمكانة؟وبحسب موقع صحيفة (greekreporter ) فقد تكون "السيدة ذات الخواتم" قد حاولت الفرار بثروتها، أو اعتقدت بإمكانية النجاة، حيث رأى بعض علماء الآثار أن مجوهراتها دليلاً على الرغبة في الحفاظ على المقتنيات الثمينة، أو قد تكون مجرد تمسك رمزي بمظاهر المكانة الاجتماعية حتى في لحظات النهاية.
ماذا تقول عظامها؟بناءً على تحليل هيكلها العظمي، يُقدر أن عمرها وقت الوفاة كان بين 45 و50 عامًا، ورغم وجود دلائل على التهاب مفاصل بسيط مرتبط بمنتصف العمر، فإنها كانت تتمتع بصحة جيدة نسبيًا، هذا يعزز من الصورة العامة عن نمط الحياة الذي عاشته، والذي اتسم بالراحة والوفرة.
انعكاس للحياة الرومانية الطبقيةتُقدم قصة هذه السيدة لمحةً نادرة عن سلوك الطبقات العليا في لحظات الأزمة، فحتى وسط الفوضى والموت، ظلت الزينة والمجوهرات حاضرة، شاهدة على براعة الحرفيين الرومان، وعلى البعد الرمزي العميق للذهب والمكانة في المجتمع الروماني.
هيركولانيوم.. مدينة ثرية أقل شهرة من بومبيكانت هيركولانيوم مدينة مزدهرة تقع على طول خليج نابولي، أقل شهرة من بومبي، لكنها لا تقل أهمية منها من الناحية الأثرية، وتُظهر المكتشفات فيها من (منازل فاخرة، وكتب، وأدوات) تفاصيل دقيقة عن الحياة الرومانية.
ومن أبرز الاكتشافات الحديثة في هيركولانيوم، مخطوطة يونانية قديمة تضررت أثناء الكارثة، نجح فريق من الطلاب المدعومين بالذكاء الاصطناعي في فك رموز أكثر من 2000 حرف منها، مما يعكس التقدم المتسارع في توظيف التكنولوجيا لخدمة علم الآثار.