سكان درنة المنكوبة يطالبون بإجابات بعد الفيضانات المدمرة
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
بنغازي "أ.ف.ب ":بعد أسبوع من الفيضانات المميتة التي اجتاحت ليبيا، يريد الناجون في درنة إجابات: لمَ بقيت طلبات إصلاح السدّين المنهارين حبرا على ورق ومن سيساعدهم في مواجهة أخطار الأوبئة؟ وقال عبد القادر العمراني لوكالة فرانس برس من سريره في أحد مستشفيات بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي "قبل عامين، كان يحدث تسرب في السد الكبير عندما يكون نصف ممتلئ.
وقل الرجل البالغ من العمر 48 عاما والذي رأى جثث ستة من أحبائه تجرفها المياه في مدينته المدمرة، "كان يمكن تجنّب آلاف الوفيات". وأضاف أن المسؤولين الذين لم يقوموا بالإصلاحات "يتحمّلون مسؤولية الوفيات".
بعد تظاهرة شارك فيها مئات السكان، قرر رئيس حكومة شرق البلاد أسامة حماد الاثنين حل المجلس البلدي في درنة وطلب فتح تحقيق.
وبالمثل، حمّل عز الدين مفتاح (32 عاما) القابع في العناية المركزة السلطات المحلية المسؤولية.
وقال الموظف في القطاع الخاص الذي نجت عائلته من الفيضانات، إنه "خطأ المسؤولين الذين لم يقوموا بعملهم وتركوا السدّين ينهاران".
وحوّلت موجة المد التي تلت انهيار السدَّين قلب المدينة البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة إلى كومة من الوحل مشطتها فرق الإنقاذ لانتشال الجثث والجرافات لحفر مدافن جماعية.
وقال العمراني "بعد كل هذا الموت أصبحت البلاد موحدة أخيرا، وهبّ الجميع لمساعدتنا" مبديا اقتناعه بأن "درنة ستكون قضية تستحق الدفاع عنها".
لكن من أجل تحقيق ذلك، قال ناجٍ آخر يقبع في سرير مجاور لم يرغب في كشف اسمه "نحن نحتاج إلى دولة".
وأوضح هذا الرجل البالغ 53 عاما والذي ضرب رأسه "في السقف بعدما ملأت مياه الفيضانات غرفة المعيشة" أن هناك حاجة إلى "المليارات وإلى شبكة صرف صحي جديدة"، معربا عن امتنانه "للمجتمع المدني".
لكن تدخل الدولة يشكّل تحديا في ليبيا التي تعمّها الفوضى والانقسامات منذ سقوط معمر القذافي عام 2011 وتتنافس على السلطة فيها حكومتان.
وأضاف الرجل "انتقلت ليبيا من مشكلة إلى أخرى، لكننا الآن في حاجة إلى دولة لأن درنة مدمرة وما زال 70 ألف شخص مهددين بالأوبئة هناك".
وتابع الخمسيني الذي ينتظر الخضوع عملية جراحية بعد إصابته بالتهابات في يديه وساقيه المكسورتين بسبب السباحة في مياه الصرف الصحي "لا يستطيع الناس شرب الماء أو الاغتسال بها، كيف سيتدبّرون أمورهم؟".
وقال إن أحدا لم يتخيّل أن يجتاح مثل هذا "التسونامي" درنة.
في المساء "تلقينا تنبيها يفيد بأن مستوى سطح البحر سيرتفع، فأخذت زوجتي وأطفالي الأربعة للاحتماء مع أهل زوجتي في الجبال المطلة على المدينة".
وعندما عاد بمفرده إلى درنة، طلب المشورة من السلطات المحلية التي أكدت له أن منزله ليس في المنطقة المهددة، وفق ما روى.
وبعدها، حدث كل شيء بسرعة كبيرة، كما قال العمراني مضيفا "الوفيات والمفقودون وتدمير درنة، كل هذا وقع بين الساعة الثالثة والرابعة والنصف صباحا".
فجأة، غمرت المياه منزله الواقع قرب أحد السدَّين المنهارين. قفز من شرفة وتسلّق شجرة ثم تمكّن من الوصول إلى الجبل.
وعندما انحسرت المياه أخيرا، لم يكن هناك "أي مبنى أو شجرة أو حياة، لم يكن هناك إلا الجبل... لقد عشت نهاية العالم، من دون مبالغة".
وأضاف "نجوت من أسوأ كابوس مرعب في العالم". وعندما وجد عائلته بعد ساعة ونصف ساعة من المشي بين الحطام والجثث "اعتقدوا أنهم رأوا شبحا، كانوا شبه متأكدين من أنني ميت".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
“بعد دخول الفيضان”.. وادي الأردن تؤكد: سد الوحيدي آمن
#سواليف
أكد مدير #سد_الوحيدي في محافظة #معان، صهيب العبيات، أن السد يعمل بكفاءة عالية، وأنه لم تسجل أي مشكلات فنية أو خطورة خلال الحالة الجوية التي شهدتها المحافظة السبت، مشيرا إلى أن كوادر سلطة وادي الأردن كانت حاضرة في الموقع منذ لحظة دخول #الفيضان، وتابعت تطورات الوضع باستمرار.
وقال العبيات، الأحد، إنه جرى إبلاغ الجهات المعنية ودار المحافظة والأجهزة الأمنية فور دخول الفيضان إلى السد، فتم التعامل مع الحالة وفق الأصول، مؤكدا أن السد آمن ويعمل ضمن المعايير الفنية المعتمدة، إذ يتكون من عدة عناصر تشمل بحيرة السد وجسمه والمفيض والمهرب.
وبين أن فيضان السد تراوح بين 40 و60 مترا مكعبا في الثانية، في حين تبلغ الطاقة الاستيعابية للسد نحو 750 ألف متر مكعب، وأن امتلاء البحيرة لا يدعو إلى القلق نظرا لوجود قدرة كافية للمفيض والمهرب على استيعاب كميات إضافية من المياه وتصريفها خارج بحيرة السد.
مقالات ذات صلة الاحتلال قتله تحت التعذيب.. حملة لاستعادة جثمان الطبيب عدنان البرش 2025/12/07وأوضح أن هذه الكمية، التي بلغت بين 40 و60 مترا مكعبا في الثانية، كانت في ذروتها، قبل أن تنخفض حدة #السيل الداخل إلى البحيرة تدريجيا.
وأضاف أن سد الوحيدي، الذي أنشئ عام 2011 ويقع في محافظة معان، تبلغ طاقته الاستيعابية 750 ألف متر مكعب، ويهدف أساسا إلى درء مخاطر الفيضانات عن المدينة وزيادة التغذية الجوفية للآبار في المنطقة والاستفادة من مواردها المائية.
وأشار إلى رفع كفاءة السد خلال السنوات الماضية وتعزيز ديمومته لحماية المواقع المجاورة وضمان السلامة العامة، فتم إنشاء حوض تهدئة وجدار استنادي في منطقة المهرب، إلى جانب تنفيذ مهرب حجري وعمل أكتاف من السلاسل الحجرية للتخفيف من كمية التدفق الخارجي من المفيض وتنظيم خروج المياه باتجاه منطقة ما يعرف بـ”جسر الشامية”، بما يضمن عدم حدوث أي مخاطر.
ولفت النظر إلى تنفيذ أعمال صيانة وإنشاءات في الموقع بتكلفة بلغت نحو 100 ألف دينار من موازنة سلطة وادي الأردن، إضافة إلى مشاريع نفذت بالتعاون مع جهة مانحة، وهي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، شملت سلاسل حجرية وحوض تهدئة وفلترا حصويا بتكلفة تقارب 350 ألف دينار.
وتابع أنه جرى أيضا تنفيذ أعمال مصدات حجرية في المنطقة العلوية للسد، بهدف التخفيف من كمية المياه الداخلة إلى البحيرة وتنظيم تدفقها، بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي – سلاح الهندسة الملكي، والسفارة السويسرية، ما أسهم في رفع مستوى الحماية وتعزيز السلامة في محيط السد.