ركزت قيادات ميليشيات الحوثي- ذراع إيران في اليمن، في تصريحاتها على وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي على قضية "دفع المرتبات من إيرادات النفط الحكومي" من أجل الهروب من مأزق الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة منذ نحو شهر.

ويزور وفد من ميليشيات الحوثي برئاسة القيادي محمد عبدالسلام، العاصمة السعودية الرياض منذ أيام، بمرافقة وفد من الوساطة العُمانية من أجل استكمال نقاشات رامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية وإيقاف الحرب الدائرة منذ سنوات.

وسعت القيادات الحوثية إلى استغلال هذه الزيارة لإخماد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي يقودها المعلمون والمعلمات منذ أكثر من شهر للمطالبة بصرف المرتبات بعد انكشاف جميع الحجج التي كانت تروج لها الميليشيات لإيقاف صرفها.

وبشر القيادي الحوثي المعين في منصب رئيس وكالة سبأ في صنعاء نصر الدين عامر أبناء المناطق الخاضعة لسيطرتهم أن ما يدور حاليا من نقاشات بالرياض يتركز على الملف الإنساني المتضمن المرتبات، ورفع القيود عن مطار صنعاء والمطارات والموانئ اليمنية عموماً، وما يخص الإيرادات لمصلحة المرتبات، والأسرى، وغيرها من المواضيع ذات البعد الإنساني، على حد وصفه.

وأشار عامر أنه "إذا تم تجاوز الملف الإنساني ستكون هناك نقاشات في بقية الملفات التي لا يمكن أن تناقش قبل الملف الإنساني، وإذا لم يكن هناك تقدم في الملف الإنساني فلا نقاشات في المجالات الأخرى ـ في إشارة واضحة على أن الحوثيين يركزون فقط على المرتبات وليس السلام.

تقرير صادر عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، كشف أن نقاشات وفد ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، المنعقد منذ أيام في العاصمة السعودية الرياض هدفها الرئيسي تقاسم إيرادات النفط لدفع المرتبات المنقطعة في مناطق سيطرة الجماعة.

وأصدرت الوكالة تقريراً بعنوان "اليمن.. انعدام الأمن الغذائي الحاد"، قال إن أجندة المفاوضات تركزت على استئناف صادرات النفط من الموانئ البحرية التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، وتوسيع الرحلات الجوية من مطار صنعاء، وإعادة توحيد العملات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية وحكومة صنعاء.

وأشارت الوكالة إلى أن المناقشات تركزت بشكل كبير على "دفع رواتب القطاع باستخدام عائدات النفط المصدرة من الموانئ الحكومية، مضيفة إنه على الرغم من كون ذلك "خطوة إيجابية"، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن أي تقدم ملموس”.

التقرير تناول الكثير من المواضيع التي تهدد الأمن الغذائي ومستوى تقديم المساعدات الإنسانية خصوصا في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية. وكذا التوقعات المتصاعدة في تفاقم الأزمة الإنسانية مع تقليص الكثير من البرامج الإغاثية بسبب نقص التمويل.

وبحسب التصريحات المتناقلة فإن قضية تقاسم عائدات تصدير النفط الخام احتلت رأس أجندة الزيارة الحوثية في الرياض، حيث يصر الوفد الفصل في هذا البند قبل الانتقال إلى باقي البنود المطروحة على طاولة النقاشات. 

ومنذ عام ظل ملف المرتبات محور خلاف شديد بين طرفي الحكومة والميليشيات الحوثية التي تحاول صرف مرتبات موظفيها من إيرادات النفط بعيدا عن باقي الإيرادات التي تسيطر عليها خصوصا إيرادات ميناء الحديدة والمنافذ الجمركية والضريبية.

وبحسب المعلومات الواردة فإن النقاشات في الرياض تبحث الآليات المتاحة لإدارة العائدات الحكومية وإنفاقها في ظل انقسام المؤسسات النقدية والمالية بين صنعاء وعدن، وكذا مسألة إعادة توحيد هذه المؤسسات، إضافة إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف اليمنية فيما يتعلق بتوريد العائدات وإدارة البنك المركزي اليمني.

وتتهرب الميليشيات الحوثية من إبداء أي التزامات تجاه مواضيع النقاشات المطروحة وتكتفي فقط بالترويج لما تسعى إلى تحقيقه من خلال تواجد وفدها في الرياض.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الملف الإنسانی إیرادات النفط فی الریاض

إقرأ أيضاً:

الحوثي - القاعدة- الإخوان.. ثلاثي شر يستهدف أمن واستقرار أبين

أحبطت القوات الجنوبية، هجومًا إرهابيًا واسعًا  هو الثالث من نوعه خلال أيام نفذه تنظيم القاعدة على مواقعها العسكرية في وادي عومران بمحافظة أبين، جنوبي اليمن. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التحالفات الخطيرة بين الميليشيات الحوثية وجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية، بهدف زعزعة استقرار الجنوب وتأجيج النزاعات المحلية.

وتشير المؤشرات العسكرية والأمنية إلى أن تنظيم القاعدة عمد خلال الفترة الأخيرة إلى إعادة هيكلة عملياته، وإعطاء الأولوية للتحالف مع ميليشيات الحوثي، فيما يبدو تحالفًا تكتيكيًا يهدف إلى استغلال قدرات التنظيم الإرهابي في ضرب الجنوب واستهداف القوات المسلحة، وإعادة ترتيب موازين القوى لصالح الحوثيين والإخوان في المنطقة. 

واستخدم التنظيم طائرات مسيرة مسلحة قصيرة المدى، وأسلحة خفيفة، وأجهزة متفجرة يدوية الصنع، بالإضافة إلى بنادق قنص حصل عليها عبر مهربين مرتبطين بمليشيات الحوثي، وفق تقارير أممية.

وأوضحت القوات الجنوبية، في بيان رسمي، أن الهجوم استهدف أحد المواقع العسكرية في وادي عومران بمديرية مودية شرقي أبين، إلا أن وحدات الكتيبة الرابعة في اللواء الثاني دعم وإسناد تمكنت من إفشال الهجوم بفضل يقظة المقاتلين وجهوزيتهم العالية. ولاذت العناصر الإرهابية بالفرار نحو شمال الوادي دون أن تحقق أيًا من أهدافها، فيما أصيب جندي خلال عملية التصدي، ولا تزال الوحدات العسكرية تواصل عمليات التمشيط والملاحقة لتأمين الوادي بالكامل.

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب، أن العمليات العسكرية مستمرة لرصد تحركات العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم الثالث الذي ينفذه تنظيم القاعدة ضد القوات الجنوبية في وادي عومران خلال أيام قليلة، ويأتي بعد يوم واحد من استهداف القياديين أبي عبيدة الحضرمي وأنيس الحاصلي في ضربة أمريكية شرقي مأرب.

ويشدد المراقبون العسكريون على أن محاولات تنظيم القاعدة تعزيز تحالفه مع الحوثي والإخوان تعكس استراتيجية مشتركة للضغط على الجنوب وإعادة تموضع القوى الإرهابية، بعد خسائر التنظيم في المعاقل التقليدية، ما يحتم على القوات الجنوبية مضاعفة جهودها في مواجهة التهديدات المركبة والمتشابكة. 

ويؤكد البيان العسكري الرسمي أن هذه التحركات الإرهابية هدفها خلط الأوراق واستهداف القوات المسلحة الجنوبية، في وقت يتزايد فيه دور هذه القوات في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق المحررة من أبين وحماية المدنيين من تهديد الإرهاب.

وتواصل القوات الجنوبية ووحدات أمنية حكومية بأبين عملياتها العسكرية ضد عناصر القاعدة، مما أفقد التنظيم الإرهابي السيطرة على أبرز معاقله التقليدية، ودفعه إلى تعزيز تحالفاته التكتيكية مع الحوثي لتعويض خسائره البشرية واللوجستية. 

وتؤكد القيادة العسكرية الجنوبية أن الحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب وحماية المدنيين يشكلان أولوية قصوى، وأن أي محاولة للنيل من هذا الأمن سيتم التصدي لها بحزم.


مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط: الرياض ترفض استنساخ نموذج الحوثي عبر تحركات الانتقالي في حضرموت.. عاجل
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • دبلوماسي سابق: روسيا ترفض شرعية زيلينسكي للهروب من المفاوضات
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • محترف الهلال في مأزق الاستبعاد… هل يدفع نونيز ثمن الإصابات المتكررة؟
  • صحيفة سعودية تهاجم الانتقالي وتتمسك بالوحدة اليمنية وتؤكد: الرياض تسعى لرؤية تعالج جذور الأزمة
  • العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • الحوثي - القاعدة- الإخوان.. ثلاثي شر يستهدف أمن واستقرار أبين
  • النائب العام يكشف عن آلاف المرتبات والجوازات المستندة إلى أرقام وطنية مزوّرة