الحياة السياسية في اليمن بعد نكبة 21 سبتمبر .. صراع النهوض في زمن التعثر والخذلان.. تقرير خاص
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تحولت اليمن خلال العقود الثلاثة الماضية الى مركز نشط للحياة السياسية بكل توجهاتها، وبرزت التجارب السياسية للاحزاب السياسية اليمنية بشكل ملفت ومبهر للمنطقة، وتحولت تلك التجربة الى مادة ناقشتها وتحدثت عنها الصحافة الغربية والعربية.
حتى جاء عام النكبة 2014 ، وهو العام الذي تعرضت فيه التجربة السياسية في اليمن والعملية السياسية الى اكبر عملية اغتيال غادر قامت بها المليشيات الحوثية.
حيث اختفت مظاهر الحياة السياسة بعد اليوم المشؤوم " 21 سبتمبر 2014" . حيث مارسة جماعة الحوثي الإرهابية أكبر عملية تجريف للحياة للسياسة في اليمن. ومع دخول تلك المليشيا المسلحة للعاصمة صنعاء.
قامت بهاجمت مؤسسات الدولة ومكاتبها الحكومية ، واجتاحت مقار الأحزاب السياسية، ونهبت وسائل الاعلام وصادرتها. لم تكتف بذلك بل حاصر رمز الدولة وعنوانها وقامت بمحاصرة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في منزله بالعاصمة صنعاء وحاصرت الحكومة ورئيسها، وشنت حملات واسعة لملاحقة السياسيين والناشطين واختطفت المئات منهم وعلى رأسهم السياسي البارز محمد قحطان والذي ما زالت تخفيه حتى الآن.
ما قبل النكبة:
انفتحت اليمن بشكل واسع على أداء وحضور ومناشط كل القوى والأحزاب والمكونات السياسية في البلاد خلال "المرحلة الانتقالية" التي تلت ثورة الشباب 11 فبراير 2011، .
حيث ضم الحوار الوطني الشامل كافة القوى السياسية اليمنية وطرحت كل القضايا اليمنية للنقاش والبحث عن حلول سلمية عادلة لها برعاية الدولة ودعم الدول الراعية للانتقال السلمي للسلطة في اليمن.
* إغتيال آمال الشعب:
شكل الانقلاب الحوثي على السلم والحياة السياسية مرحلة غادرة قضت على آمال الشعب في الانتقال للمستقبل المنشود. لم تكتف بذلك بل ذهب الى أبعد من ذلك، واتجهت نحو تجريف الحياة السياسة والهوية وفرض سلطة أحادية تمجد الولاية وحكم السيد، وما تزال تحاول إعادة اليمن لنظام الحكم الإمامي في البلد بدلاً عن الجمهورية والنظام الجمهوري.
ما بعد نكبة 21 سبتمبر بعد الانقلاب الاسود اختلف المشهد السياسي في اليمن كلية وباتت بنادق المليشيات وعناصرها المسلحة التي تزحف نحو المدن والأرياف هي سيدة الموقف،. في ذات الوقت كانت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية تنزح نحو الخارج ومناطق المقاومة خصوصاً في تعز ومأرب وعدن.
وفي تصريح خاص لمارب برس يقول أحمد حسين البكري وكيل محافظة عمران إن "ما تعرضت له اليمن يعتبر كارثة دمار شامل للإنسان والبنيان لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري والإنساني، أما الحياة السياسية فقد انتهت وألغيت تماما".
ومن جانبه قال رئيس مركز البلاد للدراسات والاعلام حسين الصوفي لمارب برس "المليشيا الحوثية جاءت بذهنية انتقامية من ثورة 26 سبتمبر، وعقيدة الإمامة العنصرية، وفوق ذلك تحولت إلى ذراع إيراني صرف، وهو ما دفعها لشن حرب همجية ضد الشعب اليمني والدولة اليمنية والجيران، وحولت اليمن إلى جغرافيا تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وعندما اندلعت الحرب طغى صوت البندقية على صوت السياسة، فحين تحضر الرصاصة تغيب السياسة، والتعقيدات التي تؤزم الوضع تثبت أن العقلاء في هذه الجماعة يكاد يكون صفرا، فالعقل السياسي لديهم مفقود وهو ما يطيل أمد الحرب".
من ناحيته وصف الصحفي هشام التميمي ما حدث "بأنه تجريف كامل للحياة السياسية بعد أن كان الحوار الوطني قد وضع خارطة طريق لليمن نحو المستقبل عبر الحوار والعمل السياسي والسلمي". مضيفا بأن "السياسة في اليمن مشلولة بحكم الحرب وقد جعلت اليمن مفتوحة على أجندات دولية شتى، بينما ارتفع صوت القوة العسكرية على الأرض، وتعرضت الأحزاب السياسية لزلزلة كبيرة كان من نتائجها نزوح أغلبها قياداتها خارج اليمن وبعضها تعرض للانقسام، أبرزها انقسام حزب المؤتمر الشعبي العام".
*مشهد السياسة الراهن*
بعد مرور تسع سنوات من النكبة ترفض مليشيا الحوثي ممارسة أي نشاط سياسي لأي شخص أو حزب أو مكون سياسي في مناطق سيطرتها وتواجه ذلك بالتنكيل والإلغاء، باستثناء مشاركة صورية لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء لإضفاء صورة مختلفة عنها أمام الخارج والداخل اليمني، بعد أن شعرت بفداحة فقدانها الحامل السياسي بإقصاء وإعدام زعيم المؤتمر صالح وأمينه العام الزوكا. يتحدث أحمد البكري لمارب برس " عن واقع الحياة السياسية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بالقول "لا يعترف الحوثيون بأحزاب ولا يؤمنون بتعدد ولم يتركوا للحريات حتى أسماءها، سواء حرية التفكير والتعبير أو حرية التجمع والتجمهر أو حرية الكلام والتظاهر بل يجرمون حتى حرية المشاعر والشعائر، ويجبرون الناس بمعتقداتهم الباطلة وأفكارهم الزائفة ورؤاهم العفنة وقيمهم الكهنوتية المتخلفة والخلاصة أن مناطق سيطرة المليشيا تعيش كارثة ودمار شامل لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري".
في الجهة الأخرى ما زالت القوى والأحزاب السياسية اليمنية والحكومة تواجه الكثير من التحديات لعودة وإعادة الحياة السياسية لصدارة المجريات، بما فيها احلال السلام عبر حل سياسي من خلال المبادرات الإقليمية والدولية التي ما زالت تطرح حتى الآن وتواجه بتصعيد الحرب من قبل مليشيا الحوثي..
حسب تعبير البكري. فيما تواجه المكونات الحزبية حسب حسين الصوفي "صعوبة في ممارسة العمل السياسي بشكل كلي وشامل في المناطق المحررة التي تقع ضمن سيطرة الحكومة الشرعية نتيجة استمرار الحرب والتدخلات الخارجية في الشأن اليمني والتداخل الدولي والإقليمي الذي يفرض نفسه على الوضع في اليمن.
وعزا الصحفي التميمي ذلك إلى "عدم توفر بيئة مواتية في المناطق المحررة لعودة النخب السياسية بما فيها قيادات الأحزاب السياسية لممارسة عملها من داخل اليمن، الأمر ذاته ينطبق على مجلس النواب والشورى وبقية الهيئات والمؤسسات والسلطات بما فيها الحكومة التي ما زالت تعمل من داخل وخارج البلاد". )
العودة والتعافي*
يمكن وصف الحالة الحوثية سياسيا بأنها "حالة ميؤوس منها فيما يخص عودة الحياة السياسية في مناطق سيطرتها حيث ترفض أي صوت لا يتفق مع رأي الجماعة وتوجهها بل وتعتبره خيانة وخدمة (للعدو) -حد وصفها - وتعمل على اختطاف وقتل من يعارضها في كثير من الأحيان".
وما يزال محمد قحطان شاهد على فداحة الجرم المليشاوي حسب عناوين الجوهرة الإلكترونية التي انطلقت في ذكرى اختطاف قحطان في 4 أبريل الماضي. غير أن صنعاء شهدت مؤخرا حراكا قويا فشل الحوثيون في احتوائه، يومها شن رئيس المؤتمر في صنعاء صادق أمين أبو رأس هجوما حادا على ما وصفه بقيادة الدولة من داخل الكهوف والطيرمانات، ودعا الى توفير رواتب الموظفين أو منحهم شيكات برواتبهم منذ العام ٢٠١٦ حتى اليوم. خطاب صادق أبو راس الذي ألقاه في ٢٤ أغسطس وسط اجتماع حاشد لقيادات المؤتمر الذين احتشدوا للاحتفال بالذكرى 41 لتأسيس الحزب بحضور شيخ مشائخ حاشد ونائب رئيس البرلمان السابق حمير الأحمر وقيادات مؤتمرية كبيرة…
كما قوبل ذلك الخطاب بموجات تهديد وغضب عنيف تصدره مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين خلال خطاب وجهه الأخير من صعدة، كما انطلقت بموازاته حملات موجهة ضد أبو رأس والمؤتمرات قادها ناشطو المليشيات الحوثية وقياداتها. نحو تكتل واسع*
على الجانب الآخر قال علي الجرادي رئيس دائرة الإعلام بحزب الإصلاح في مقال له بعنوان "المقاومة في صنعاء" ، ظهرت بعده عدة حملات إلكترونية من قبل ناشطي الحزبين المؤتمر والإصلاح في مناطق سيطرة ونفوذ الحكومة الشرعية..
وتشهد مناطق الشرعية حالة من التعافي النسبي تشهده الأحزاب السياسية ومن ذلك إحياء المناسبات السنوية للأحزاب السياسية وآخرها إحياء ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام الـ 41، وال 33 لتأسيس حزب الإصلاح في محافظتي تعز ومأرب وعدد من المحافظات، وحظيت بتفاعل واسع من قبل السياسيين والمهتمين. وتنطلق الدعوات باستمرار لتوحيد القوى والأحزاب في مواجهة الانقلاب الحوثي من قبل الأطراف السياسية اليمنية والتي كان آخرها دعوة البرلماني عن حزب الإصلاح الأستاذ عبدالرزاق الهجري عبر قناة اليمن الفضائية بمناسبة ذكرى تأسيس حزب المؤتمر ال 41، حيث أشار وأشاد في نفس الوقت بتشكيل التكتل الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية الذي ضم 14 حزباً داعياً لتوسيع هذا التحالف، كما وجه دعوة للأحزاب للعودة والعمل داخل البلد وتجاوز كل خلافات الماضي واستلهام تجارب الشعوب والأمم الأخرى التي تجاوزت تحديات مماثلة.
دعوة اليدومي لتحالف جديد*
يمكن اعتبار الحوار الذي استمر شهرا كاملاً في الرياض ضم شخصيات وقوى ومكونات حضرمية ونتج عنه اعلان مجلس حضرموت الوطني في يونيو 2023، وكذا انعقاد مؤتمر حوار مماثل لأبناء شبوة في العاصمة المؤقتة عدن نهاية العام الماضي، عودة لمنطق الحوار والسياسة لترتيب حاضر ومستقبل هذه الأقاليم بعد أن ارتفع صوت السلاح والقوة العسكرية خلال السنوات الماضية لفرض أجندة خاصة لا تمثل استحقاقات أبناء الأقاليم الشرقية والجنوبية.
على صعيد المواقف السياسية للأحزاب دعا زعيم حزب الإصلاح محمد اليدومي في كلمته بذكرى تأسيس الحزب الثالثة والثلاثين في ١٣ سبتمبر الجاري لتشكيل تحالف سياسي عريض يضم الأحزاب والمكونات بما فيها المكتب السياسي للمقاومة الوطنية والمجلس الانقالي .
الدعوة حركت الوسط السياسي والاعلامي والشعبي، حسب متابعين، وكشفت عن مهمة يواجهها حزب الإصلاح في ميدان سياسي يبدو مهيأ الآن أكثر من أي وقت مضى لعودة الفعل السياسي لضمان قوة الأطراف المكونة لجسد الشرعية المعترف بها في معركة المصير لاستعادة الدولة وسيادة الوطن.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الأحزاب السیاسیة السیاسیة الیمنیة الحیاة السیاسیة حزب المؤتمر السیاسیة فی حزب الإصلاح الإصلاح فی فی الیمن بما فیها فی مناطق ما زالت من قبل
إقرأ أيضاً:
منى الشاعر: تجربة المدينة المنورة بالعهد النبوي نموذجاً في النهوض بالأمة
أوضحت د. منى الشاعر، أن تجربة المدينة المنورة في العهد النبوي تُعتبر نموذجاً يُستفاد منه في جهود النهوض بالأمة، حيث إن تحقيق الأهداف الإصلاحية لا يتوقف عند حدود الزمن، بل يعتمد على الفعل والعمل الدؤوب، كان مجتمع المدينة يتسم بتنوع ديني وفكري واجتماعي واقتصادي، حيث كان يتكون من عناصر متباينة تمثل تحديات كبيرة تتطلب سياسة حكيمة، فقام النبي مُحمَّد ﷺ بتأسيس أسس لدولة متماسكة من خلال بناء المسجد، والمآخاة بين المسلمين، وكتابة وثيقة تحدد العلاقات مع الآخرين، خاصة مع اليهود، وساهمت المبادئ التي وضعها النبي في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، مما يجعل من الممكن تكرار هذه التجربة للنهوض بالأمة اقتصادياً اليوم، فعند وصول النبي ﷺ إلى المدينة، واجه مجتمعاً معقداً يستدعي نهجاً دقيقاً لتحقيق الوَحدة، وكانت المؤاخاة التي أبرمها بين المهاجرين والأنصار أساسية في التغلب على الفتن، وتعزيز العدالة والمساواة.
وأضافت أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، خلال اللقاء الأسبوعي من البرامج الموجهة للأسرة: كان للتجارة والزراعة دور كبير في تشكيل بنية المدينة الاقتصادية، كان المهاجرون يعملون في التجارة، وهو ما ساهم في تعزيز الاقتصاد، حيث لم يكن لدى أهل المدينة سوى الزراعة وسوق بني قينقاع، ومثال ذلك سيدنا عبد الرحمن بن عوف الذي اختار العمل في التجارة ليعزز من دخله، كما أثر فرض الزكاة والصدقات في بناء مجتمع متكافل، حيث أسهمت إقامة السوق الإسلامية على مبادئ الأمانة والصدق في تعزيز الاقتصاد، بينما كانت الأسواق الأخرى قائمة على الاحتكار والغش، وفي المدينة المنورة خطط النبي ﷺ لنظام اقتصادي إسلامي متكامل، حيث مهدت الهجرة الطريق لتأسيسه، هذا النظام يمكن أن يكون نموذجاً يُحتذى به في النهوض بالاقتصاد اليوم إذا توفرت الإرادة والعزيمة.
وفي ذات السياق ذكرت د. دينا سامي، أن النبي ﷺ عندما وصل هو والمهاجرون إلى المدينة، وضع نظاماً اقتصادياً إسلامياً كان للهجرة دور رئيس فيه، وأصبح هذا النظام أساساً يمكن أن تستند إليه الأمة في سعيها للنهوض، كان المجتمع آنذاك يتألف من عناصر متنوعة ومتباينة دينياً وفكرياً واجتماعياً واقتصادياً، مما جعله مجتمعاً معقداً يتطلب سياسة مدروسة لتحقيق الوحدة بين المسلمين، فكان أول ما قام به النبي ﷺ هو وضع الأسس المهمة للدولة، والتي تضمنت بناء المسجد، وإقامة روابط الأخوة بين المسلمين، وكتابة وثيقة تحدد العلاقات مع الآخرين، خاصة مع اليهود، فالمؤاخاة التي أبرمها النبي ﷺ، سواء كانت فردية أو جماعية، كانت قائمة على مبدإ التكافل، مما ساهم في تجاوز الفتن الداخلية وإقامة العدالة والمساواة بين الناس، الأمر جعل المجتمع المسلم متماسكاً، حيث امتزجت أرواح أفراده وجماعاته.
وتابعت مدرس التفسير وعلومه بجامعة الأزهر: لقد أسهم مبدأ الإخاء في توفير الغذاء والمأوى، وكان للمهاجرين دور بارز في التجارة، بينما كانت المصادر الاقتصادية لأهل المدينة محدودة بالزراعة وسوق بني قينقاع، وأدى تنظيم السوق الإسلامية إلى تقويض أي تحالف بين قريش واليهود ضد النبي ﷺ، مما دعا المسلمين للاعتماد على أنفسهم، كما حرص النبي ﷺ على توفير السلع الأساسية التي كانت تحت سيطرة اليهود، مما أتاح للمسلمين التنافس في فعل الخير،على سبيل المثال، عندما دعا النبي ﷺ لشراء بئر رومة، اشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه وجعلها سقاية للمسلمين.
وأوضحت د. حياة حسين العيسوي، أنه رغم التحديات الداخلية مثل المنافقين واليهود، والخارجية المتمثلة في مؤامرات المشركين وأتباعهم، التي كانت تهدف إلى عرقلة نمو الدولة الإسلامية الناشئة، فقد كانت هناك خطة واضحة وأهداف محددة للرسول ﷺ، شهدت المدينة المنورة بعد الهجرة تغييرات كبيرة في وضعها الاقتصادي، فكانت قبل الهجرة تعتمد على الزراعة، خصوصًا زراعة النخيل، بينما كانت التجارة تحت سيطرة القبائل اليهودية، مع قدوم المهاجرين من مكة، الذين كانوا تجارًا في الغالب، ظهرت حاجة ملحة لإعادة هيكلة الاقتصاد لتلبية احتياجات المجتمع المسلم المتنامي، فوضع النبي ﷺ ملامح الوضع الاقتصادي بعد الهجرة والتي كان من أبرزها: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والتي كانت من أهم الخطوات التي اتخذها النبي ﷺ، فقد آخى بين المهاجرين الذين تركوا أموالهم في مكة والأنصار الذين كانوا يمتلكون الأراضي والخيرات، إلى جانب تنمية الزراعةن فقد شجع النبي ﷺ على إحياء الأراضي البور وزراعتها، مما زاد من الإنتاج الزراعي في المدينة وإنشاء سوق المدينة المنورة، وتنويع الأنشطة الاقتصادية، لتصبح المدينة المنورة مركزًا تجاريًا بفضل خبرة المهاجرين في التجارة، مما أنعش الحركة التجارية، وتطبيق الزكاة ونظام التكافل الاجتماعي فأصبحت الزكاة فريضة أساسية، مما ساعد في إعادة توزيع الثروة ودعم المحتاجين وتعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وبشكل عام، تحول الوضع الاقتصادي في المدينة بعد الهجرة من الاعتماد الكبير على الزراعة تحت سيطرة فئة معينة إلى اقتصاد أكثر تنوعًا وعدلاً، يعتمد على الزراعة والتجارة مع تطبيق المبادئ الإسلامية التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية للمجتمع.