تجميد الموازنة.. ما علاقة المال السياسي والانتخابات في تأخر تنفيذها؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
شفق نيوز/ أربعة أشهر مرت على إقرار قانون الموازنة العامة الاتحادية، إلا أنها لم تنفذ لغاية الآن، لأسباب عزاها مختصون إلى التأخر الذي حصل في تشريع القانون ومن ثم في إصدار تعليمات التنفيذ، بينما أرجعها آخرون إلى الخشية من استغلال أموالها في الانتخابات المحلية المقررة في 18 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وأقر العراق لأول مرة في تاريخه موازنة مالية لثلاث سنوات في مشروع قانون واحد، صوّت عليه البرلمان في حزيران/ يونيو الماضي، ودافعت الحكومة عن الخطوة بأنها تهدف لوضع خطط مشاريع مهمة في البلاد، إلى جانب تلافي مشكلة تأخر إقرار الموازنات المالية كل عام لعدة أشهر.
وبلغت موازنة العام الحالي والعامين المقبلين، وفقا لقانون الموازنة، 153 مليار دولار، بعجز متوقع يصل إلى 48 مليار دولار، وتم اعتماد سعر النفط بواقع 70 دولاراً للبرميل، حيث تشكل صادرات النفط العراقي أكثر من 96% من واردات العراق المالية.
وبعد مرور أشهر عدة على موعد إقرارها، لم تنطلق تخصيصات الموازنة الثلاثية على أرض الواقع لغاية الآن، ما فتح باب التكهنات والتساؤلات عن الأسباب وراء التأخر الحاصل في تنفيذ بنودها.
ما سرّ التأخير؟
وفي هذا السياق، قالت عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي، نرمين معروف، إن "قانون الموازنة أُقرَّ في شهر حزيران الماضي، وإلى أن صدرت تعليمات تنفيذها كان قد مضى أكثر من نصف السنة، لذلك عدم تنفيذ الموازنة يعود إلى التأخر في تشريع القانون، ومن ثم في اصدار تعليمات تنفيذها من قبل وزارتي المالية والتخطيط".
وأوضحت معروف، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "الحكومة استمرت بالصرف بنسبة 12/1 من موازنة العام الماضي، لذلك كان الإنفاق مقصوراً على الإنفاق الجاري الفعلي وكان الأكثر للرواتب".
وبينت أن "الحكومة تحتاج للصرف على المشاريع الاستثمارية في العام الحالي، بأن تقوم الوزارات والمحافظات، بإرسال خططها الخاصة بالمشاريع الاستثمارية، إذ أن إنفاق المشاريع الاستثمارية ليس مثل النفقات الجارية، بل تتضمن عدة مراحل من إعداد للخطط، وإقرارها، والموافقة على المشاريع في وزارة التخطيط، ومن ثم الإعلان عنها، لحين الموافقة على المشروع".
وأضافت أن "هذه المشاريع تموّل على دفعات وحسب نسب الإنجاز، وهذه تستغرق أشهر عدة، لحين يتم الصرف من الموازنة الاستثمارية على أرض الواقع، وهذا هو العائق الأول لعدم تنفيذ الجزئية الخاصة بالموازنة الاستثمارية في الموازنة الحالية".
أموال الموازنة
وعن مصير أموال الموازنة مع قرب انتهاء السنة، أوضحت معروف، أن "الأموال المخصصة للموازنة الاستثمارية تحوّل إلى السنة المقبلة المخصصة للمشاريع، فهذه لن تنتهي، وإنما يستمر الصرف على هذه المشاريع حتى بانتهاء السنة المالية".
وتابعت: "أما بالنسبة للأموال غير المنفقة للموازنة الجارية، فهذه في نهاية السنة تصبح أموالاً فائضة عن العام الماضي، وتدوّر إلى العام المقبل، وتُضاف إلى الأموال التي سوف تُخصص من موازنة العام المقبل، وهذا حسب قانون الموازنة وقانون الإدارة المالية".
وأشارت عضو اللجنة المالية، إلى أن "من المفترض قبل انتهاء العام الحالي، أن تقوم وزارة المالية عن طريق مجلس الوزراء، بإرسال جداول جديدة لتخمين إيرادات ونفقات العام المقبل، ولكن بنصوص القانون الحالي نفسها".
ولفتت معروف، إلى أن "النصوص الواردة في القانون التي هي 78 مادة قانونية، لن يتم تغييرها، وإنما فقط جداول الإنفاق والإيرادات المخمنة للسنة المقبلة، لذلك لا بد من إرسالها مرة أخرى إلى مجلس النواب للموافقة عليها، لتكون الحكومة قادرة على تنفيذ الموازنة للسنة المقبلة".
استغلال انتخابي
من جهته، ذكر السياسي العراقي، حليم سلمان، أن "رئيس الوزراء - بحسب التسريبات - وضع علامة (التجميد) لتدفق أموال الموازنة الثلاثية، وذلك لأسباب عدة منها الخشية من توظيف أموال الموازنة لتمويل انتخابات مجالس المحافظات".
وأضاف سلمان، لوكالة شفق نيوز، أن "هذا يُفسّر عدم ثقة الحكومة والإدارة العليا ووزارة المالية بالأطراف السياسية والحكومات المحلية التي من الممكن أن تستغل أموال الموازنة لصالح الانتخابات".
ونبه إلى أن "هذه الأسباب غير مُعلن عنها رسمياً، ولكن على ما يبدو أن هذا الأمر صحيح، ورغم إقرار الموازنة وصدور تعليماتها، الا أنه إلى الآن هناك تأخير في عملية إطلاق الأموال، ما يرجّح صحة ما ذهب إليه بعض السياسيين".
خسائر مالية
بدوره، رأى الخبير الاقتصادي، جليل اللامي، أن "حكومة السوداني تعمل الآن على جمع أموال قانون الدعم الطارئ الذي أقر في زمن الحكومة السابقة، من أجل تمويل بعض المشاريع التي فيها نسب إنجاز، بما أن المدة المتبقية من السنة لا تكفي لإعلان الحكومة عن المشاريع الجديدة وتنفيذها، أو استكمال المشاريع القديمة، كونها تعرضت إلى اندثار، وتغير في أسعار الكُلف التخمينية".
وأكد اللامي، للوكالة أن "تأخر إرسال تخصيصات الموازنة سيؤدي إلى فسخ العقود مع شركات عالمية ومحلية لتطوير المدن الجديدة والبنى التحتية للمحافظات، والذي سيكلف العراق خسائر كثيرة تعود بسبب الشروط الجزائية التي تم وضعها في العقود مع تلك الشركات".
وخلص إلى القول إن "الموازنة هي الناظم المالي الطبيعي لسير عمل المؤسسات والإدارات بكل مستوياتها المدنية والعسكرية، ولتجنب البلاد عشوائيات الصرف بنسبة 12/1، لذلك لا يوجد مبرر لتأخر تنفيذ بنود الموازنة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الحكومة العراقية الانتخابات العراقية الموازنة الاتحادية المال السياسي تنفيذ تعليمات الموازنة قانون الموازنة أموال الموازنة موازنة العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الحكومة» تبحث وضع حلول جذرية للأزمات المالية لـ ماسبيرو والصحف القومية
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، اجتماعاً لبحث إيجاد حلول جذرية للمُشكلات المالية في «ماسبيرو» والصحف القومية، وذلك بحضور المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وشريف الكيلاني، نائب وزير المالية للسياسات الضريبية، ورشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، وحمد الصادق، رئيس مصلحة الضرائب العقارية، وأحمد سيد، رئيس قطاع موازنات التنمية البشرية بوزارة المالية، وطه محمد محمود، رئيس القطاع الاقتصادي بالهيئة الوطنية للإعلام، وبمشاركة أحمد كجوك، وزير المالية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وفي مستهل الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى اهتمام الحكومة بحل مشكلات «ماسبيرو» والصحف القومية، انطلاقاً من إيمانها بأهمية دور هذه المؤسسات في نشر المعرفة والتنوير، والمُساهمة بأثر إيجابي فاعل في تشكيل الرأي العام وتنمية الوعي الثقافي والاجتماعي.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا الاجتماع يأتي في إطار عمل الحكومة على التوصل إلى حل جذري للمشكلات المالية التي تواجه كلتا الهيئتين "الوطنية للإعلام"، و"الوطنية للصحافة"، والمؤسسات التابعة لهما، بما يسهم في دفع الأداء وتحسين أوضاعهما الاقتصادية، الأمر الذي ينعكس على تطوير الأداء الصحفي والإعلامي، ويدفع نحو تعزيز الدور المنوط بهاتين الهيئتين والمؤسسات التابعة لهما.
وشدد رئيس الوزراء على أن الحكومة مُستعدة لطرح حلولٍ جدية وجذرية لمشكلات هاتين الهيئتين المالية، على أن يقترن ذلك بوجود رؤية حقيقية للتطوير، وإصلاح الأداء، وإعادة الهيكلة، وأن تكون الهيئتان قادرتين على استكمال أدوارهما دون العودة للاستدانة مرة أخرى، لنكون بذلك قد نجحنا في تنفيذ إصلاح حقيقي في الهيئتين والمؤسسات التابعة لهما.
وقال رئيس الوزراء: "اتخذت الحكومة إجراءات مُشابهة مع عددٍ من الهيئات التي كانت مُكبلة بالديون، ولكن بشرط أن تنجح هذه الهيئات في حوكمة الإدارة وتنمية مواردها واستدامة الإدارة الناجحة لها".
وخلال الاجتماع شرح كل من المهندس عبد الصادق الشوربجي، وأحمد المسلماني، ما يقوم به كل منهما في هيئته من إجراءات في سبيل تنمية الموارد، وترشيد الإنفاق، واستثمار الأصول، بما يُسهم في تحسين الوضع الاقتصادي، واستعرضا عدداً من الإجراءات التي تدفع نحو تحقيق المستهدفات الخاصة بتحسين الوضع الاقتصادي بكل هيئة.
وشهد الاجتماع استعراض موقف ديون كل من الهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، فيما يخص التأمينات والمعاشات والضرائب، ومقترحات حكومية للسداد، بما يسهم في وضع حلول جذرية لهذه الديون المتراكمة منذ سنوات، مع ضرورة الحوكمة وحسن الإدارة.
وطالب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في نهاية الاجتماع، رئيسي الهيئتين، بسرعة إعداد دراسة واضحة بالأرقام تتضمن كل ما يخص الإجراءات المالية بالمؤسسات الصحفية والإعلامية التابعة لهما، بما يُسهم في إصلاح الأوضاع الاقتصادية لهما، مؤكداً أن هناك مرونة من جانب الحكومة واستعداداً لدعم ومساندة هذه المؤسسات، لإقالتها من عثراتها المالية، لضمان استقرار أوضاعها الاقتصادية، وتنفيذ إصلاح مالي حقيقي، يسهم في تطوير الأداء الصحفي والإعلامي، وتعزير دور الهيئتين والمؤسسات التابعة لهما.
اقرأ أيضاًمدبولي يشهد فعالية الإعلان عن إنشاء مركز التجارة الإفريقي بالعاصمة الجديدة
رئيس الوزراء: إنشاء منطقة حرة أفريقية يدعم التكامل بين دول القارة
المركز الإعلامي لمجلس الوزراء: مصر تعزز إنتاج الغاز الطبيعي عبر شراكات استراتيجية مع كبرى شركات الطاقة