كشفت هيئة الإذاعة الكندية عن اتصالات تم جمعها بشأن مقتل هارديب سينغ نيجارو مع تصاعد الضغوط على كندا لنشر أدلة على جريمة اغتيال خارج الحدود الإقليمية على أراضيها، وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه من المعتقد أن الحكومة تمتلك معلومات استخباراتية تربط مسؤولين ودبلوماسيين هنود بعملية القتل.

وذكرت هيئة الإذاعة الكندية يوم الخميس، أن من بين كنز المعلومات التي تم جمعها في التحقيق الذي استمر لعدة أشهر في مقتل هارديب سينغ نيجار، اتصالات شملت مسؤولين هنود، بما في ذلك دبلوماسيون هنود يعملون داخل كندا.

وزعمت مصادر متعددة للأمن القومي أن المسؤولين الهنود لم يشككوا في هذه المزاعم في اجتماعات مغلقة مع المسؤولين الكنديين. ولم تتمكن صحيفة الغارديان من التحقق بشكل مستقل من تقارير سي بي سي.

وفي الأسابيع الأخيرة، سافر رئيس وكالة الاستخبارات الكندية ومستشار الأمن القومي والاستخبارات إلى الهند في محاولة للحصول على تعاون دلهي في مقتل نجار، وهو ناشط سيخي بارز قُتل بالرصاص في موقف للسيارات في يونيو.

ويأتي الكشف عن الإذاعة الوطنية الكندية وسط ضغوط داخلية متزايدة لنشر المزيد من المعلومات حول "الادعاءات الموثوقة" التي حددها لأول مرة رئيس الوزراء جاستن ترودو في البرلمان في وقت سابق من هذا الأسبوع. ولم يؤكد ترودو أن حكومته ستشارك الأدلة.

وفي حديثه للصحفيين في الأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس، قال ترودو إنه لا يسعى إلى تصعيد الخلاف بين البلدين ودعا الهند إلى التعاون مع السلطات الكندية “لكشف الحقيقة” وراء القتل.

وقال: "نحن لا نتطلع إلى إثارة المشاكل أو التسبب فيها، لكننا لا لبس فيها بشأن سيادة القانون ولا لبس فيها بشأن حماية الكنديين والدفاع عن قيمنا". "ولهذا السبب ندعو حكومة الهند إلى العمل معنا لإنشاء عمليات لكشف حقيقة الأمر والسماح بتحقيق العدالة والمساءلة".

وقال كبير مستشاري الأمن القومي في الولايات المتحدة إن هذه المزاعم كانت "مسألة مثيرة للقلق" للبيت الأبيض، وإن المسؤولين يجرون محادثات مع نظرائهم الهنود.

وقال جيك سوليفان للصحفيين: "ليس هناك استثناء خاص تحصل عليه مقابل أفعال كهذه". "بغض النظر عن الدولة، سنقف وندافع عن مبادئنا الأساسية وسنتشاور أيضًا عن كثب مع حلفاء مثل كندا أثناء متابعتهم لإنفاذ القانون والعملية الدبلوماسية".

وتم تقديم بعض المعلومات الاستخبارية إلى كندا من أحد حلفائها والعديد من أعضاء قيادة العيون الخمس - وهي شبكة لتبادل المعلومات الاستخبارية تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا - وقد طرحوا القضية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا. مودي في قمة مجموعة العشرين الأخيرة في نيودلهي، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.

وتصاعد الخلاف أكثر يوم الخميس عندما أعلنت الهند تعليق إجراءات الحصول على التأشيرات في كندا، مما أدى إلى وقف خطط سفر الآلاف، بما في ذلك عدد كبير من المغتربين.

وقال أريندام باغشي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، في مؤتمر صحفي: “أنتم على علم بالتهديدات الأمنية التي تواجهها قنصلياتنا في كندا”. "لقد أدى هذا إلى تعطيل أدائهم الطبيعي. وبناءً على ذلك، فإن لجنتنا العليا وقنصليتنا غير قادرين مؤقتًا على معالجة طلبات التأشيرة. وسنقوم بمراجعة الوضع بشكل منتظم."

وبدا أن نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند ترفض الإجراءات الانتقامية المماثلة، وقالت "الأمر لا يتعلق بالجيوسياسة. يتعلق الأمر بكندا، وسلامة الكنديين في كندا. وقالت للصحفيين إن الأمر يتعلق بسيادة القانون.

وقد رفضت الهند هذه المزاعم ووصفتها بأنها "سخيفة"، وفي الأيام القليلة الماضية، انخرطت الدولتان في طرد كبار الدبلوماسيين.

وأشار باغشي إلى أن كندا هي المكان الذي "يتم فيه التغاضي سياسيا عن العناصر المرتبطة بالجريمة المنظمة، المرتبطة بالإرهابيين أو الانفصاليين أو المتطرفين الذين يعملون بحرية، ويبدو أنهم يتمتعون بحرية الحركة".

نقلًا عن "الأنشطة المتزايدة المناهضة للهند وجرائم الكراهية التي يتم التغاضي عنها سياسيًا"، قامت الهند بتحديث نصائح السفر الخاصة بها إلى كندا، محذرة مواطنيها المقيمين والمسافرين في البلاد من اتخاذ "الحذر الشديد".

تتضمن التحذيرات التي أصدرتها كندا لرعاياها المسافرين إلى الهند تحذيرات من "تهديد وقوع هجوم إرهابي في جميع أنحاء البلاد".

وأعلن الجانبان أنهما سيعلقان أيضًا محادثات تجارية تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، والتي أشار مسؤولون في كل من الهند وكندا في السابق إلى أنها على وشك الانتهاء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كندا ناشط سيخي

إقرأ أيضاً:

ناشط إغاثي: قطاع غزة يقترب من الوصول لحالة المجاعة الكبرى

لا زالت حرب التجويع الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة متواصلة، حيث يتم منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية سواء عبر البر أو عبر البحر إلى القطاع، كذلك هناك إغلاق مُشدد للمعابر.

وحذرت المنظمات الدولية من تفاقم المجاعة وموت الألاف بسببها، وطالبت هي ونشطاء في العمل الإغاثي بضرورة تسريع إدخال المساعدات والمواد الغذائية.

ولمعرفة واقع العمل الإغاثي وتأثير الحصار على تفاقم المجاعة في القطاع، التقت "عربي21" بـ الناشط الاغاثي الدكتور عثمان الصمادي، والذي قال إن "حالة التجويع الحالية تقريبا اقتربت من أن تصل لمرحلة المجاعة الكبرى".

وأكد الصمادي لـ"عربي21"، أن الحد الأدنى من عدد الشاحنات المطلوب إدخالها يوميًا للقطاع هو 500- 600 شاحنة، وبشرط أن تحتوي على (طعام، ماء، دواء، وقود)".

وأوضح أنه "يجب إدخال المساعدات بشكل عاجل، مع تأمينها أمنيا لضمان وصولها لمحتاجيها"، مؤكدا أنه "لا غنى عن دور مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بالشأن الإنساني".

وتاليا نص الحوار:
إلى أي مرحلة وصلت حرب التجويع في غزة؟ وهل يمكن اعتبارها أو وصفها بالمجاعة الكبرى؟
التجويع في غزة وصل إلى مراحل كارثية للغاية، وأصبح يُصنّف من قبل منظمات إنسانية مثل أطباء بلا حدود، وSave the Children، وOCHA، بأنه "مجاعة جماعية" (Mass Starvation).

ورغم أن تصنيف "المجاعة الكبرى" (Famine) وفق نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) يتطلب معايير تقنية مثل معدل وفيات يومي ≥ 2 لكل 10,000 شخص، وأن يعاني أكثر من 30 في المئة من السكان من سوء تغذية حاد، وأن يكون وصول الغذاء شبه منعدم لدى ≥ 20 في المئة من السكان.

إلا أن التقارير الأخيرة تشير إلى تجاوز هذه العتبات فعليًا في بعض مناطق غزة، خصوصًا في الشمال، مع وجود وفيات يومية لأطفال بسبب الجوع، وانهيار شامل لنظام الغذاء.

ولذلك من الضروري أن تقوم المؤسسات الدولية المسؤولة عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والإنسانية، وأن تُعلن بشكل صريح وعلني أن ما يحدث في غزة هو حالة مجاعة كبرى مكتملة الأركان، استنادًا إلى الأدلة الميدانية والمؤشرات الكمية الموثقة.



كم يحتاج قطاع غزة من مساعدات غذائية حاليًا؟
بحسب بيانات برنامج الأغذية العالمي WFP و مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA، فإن الحد الأدنى المطلوب يوميًا 500- 600 شاحنة مساعدات (طعام، ماء، دواء، وقود).

اكن حاليا لا يدخل إلا 28- 30 شاحنة  فقط يومياً، أي أقل من 10 في المئة من الحاجة، ومن أجل سد الفجوة الغذائية وحدها، القطاع بحاجة إلى ما يعادل 60,000 طن شهريًا من المواد الغذائية الأساسية، وهذا يتطلب أكثر من 5,000 شاحنة شهريًا.

هل هناك تواصل مع الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية لإدخال مساعدات؟
نعم، هناك تواصل دائم وضغط سياسي وإنساني، سواء من خلال، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، والاتحاد الأوروبي من خلال ECHO (المساعدات الإنسانية)، وأطراف عربية ومنظمات دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي والأونروا.

ولكن من الضروري لفت الانتباه إلى أن هذا الضغط لم يتحول لأداة فاعلة ذات جدوى، لأنه لم يحتوي على عقوبات  اقتصادية و عسكرية و عزلة سياسية للاحتلال، و بالتالي فإن الاكتفاء بالخطابات و التنديد في ظل الموت الجماعي للغزيين يُعد وسيلة غير فاعلة.

ولكن رغم ذلك، العقبة الأساسية تبقى القيود الإسرائيلية المشددة على المعابر، وتقييد الوصول الإنساني، وخاصة في الشمال، كما أن عدم وجود ضمانات أمنية يجعل المنظمات مترددة في توزيع المساعدات داخل مناطق الاشتباك.

هل لدى دول مثل فرنسا والأردن نية لتكرار عمليات الإنزال الجوي التي قامت بها سابقا؟
الأردن قام بأكثر من 50 عملية إنزال جوي (بعضها بالتعاون مع فرنسا والإمارات)، لكن لم يتم الإعلان رسميًا عن استمرار الخطة في الوقت الحالي، أما فرنسا فقد نفّذت إنزالات إنسانية محدودة، لكنها الآن تميل أكثر إلى الضغط الدبلوماسي.

لكن يجب معرفة أن الانزالات الجوية باهظة التكاليف ومحدودة التأثير، ولا يمكن لها أن تحل محل إدخال المساعدات البرية الشاملة، ولكنها تُستخدم كوسيلة ضغط أو دعم رمزي عند تعذر الوصول البري.



كيف يمكن تقديم إغاثة عاجلة تنقذ الأرواح بسرعة؟ وهل يمكن ذلك بمعزل عن الأمم المتحدة؟
يجب، أولا، فتح المعابر البرية (خاصة كرم أبو سالم ومعبر الشمال زيكيم) بشكل فوري و بكامل طاقتها الاستيعابية، ثانيا، تأمين ممرات آمنة لتوزيع الغذاء داخل غزة، وثالثا وهو الأهم، عودة الآلية السابقة لتوزيع المساعدات عن طريق الأونروا.

ولمواجهة المجاعة بفعالية، يجب أن تستند الجهود إلى ثلاث ركائز رئيسية، أولا الكمية، يجب زيادة عدد الشاحنات الغذائية والدوائية لتتجاوز 500 شاحنة يوميًا، بما يتوافق مع تقديرات الحد الأدنى للحاجات اليومية لسكان القطاع.

وثانيا النوعية، وذلك عبر ضمان توفير سلال غذائية متوازنة تستند إلى مؤشرات مثل مقياس استهلاك الغذاء (FCS)، مع احتواء السلة على البروتينات، الحبوب، البقوليات، الزيوت، ومنتجات الألبان وفقًا لأوزانها النسبية في تقييم الأمن الغذائي.

أما الركيزة الثالثة وهي آلية الإدخال والتوزيع، يجب إصلاح آلية إدخال المساعدات لتكون عبر معابر مفتوحة باستمرار، وتوزيعها بشكل عادل من خلال جهات محلية موثوقة وتحت رقابة مستقلة تضمن الشفافية ومنع التلاعب أو الاحتكار.

بالمحصلة لا يمكن الاستغناء عن آلية التوزيع عبر الأمم المتحدة ومنظماتها و هنالك تجربة دموية ماثلة أمامنا تمثلت بمصائد الموت المدعوة زورا بـ"مؤسسة غزة الإنسانية".

مقالات مشابهة

  • ناشط إغاثي: قطاع غزة يقترب من الوصول لحالة المجاعة الكبرى
  • تقارير إعلامية: معبر رفح يعمل بكامل طاقته.. ومصر تواصل إدخال المساعدات
  • تقارير إعلامية: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة الطويري جنوبي لبنان
  • غزة.. 100 غارة إسرائيلية ومقتل 25 فلسطينيا
  • انهيار مبانٍ ومقتل ومحاصرة مدنيين إثر انفجار بريف إدلب (صور)
  • وزراء يطالبون رئيس الحكومة البريطانية بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين
  • المحكمة الكندية تُدين هشام جيراندو بالسجن في قضية ابتزاز الأستاذ حنين
  • الداخلية عن محاولة حرق مول في بغداد: لا أدلة حتى الآن ضد المتهمتين
  • رئيس الوزراء الباكستاني يؤكد استعداد بلاده لعقد حوار مثمر مع الهند
  • رايتس ووتش تتهم الهند بطرد بعض مواطنيها المسلمين لبنغلاديش وتصف الأمر بالخطير