الاستماع لوجهة النظر الأخرى.. مودرن دبلوماسي يطرح حلا للأزمة الروسية الأوكرانية
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
إذا كانت هناك أي فرصة لإنهاء هذه الحرب الدموية والمدمرة في أوكرانيا، حيث يتم إنفاق مليارات الثروات، وحيث تتطور تحالفات عسكرية جديدة مسؤولة عن إطالة أمد الخسائر في الأرواح، فيجب على المرء أن يفكر في موقف الجانب الآخر ورؤية الأحداث من زاوية الشخص الآخر.
هكذا يتحدث تحليل لموقع "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أن حل الصراع الروسي الأوكراني وإنهاء الحرب، يكمن في القدرة على رؤية وجهة نظر الطرف الآخر.
ويقول التحليل: "الطريقة الوحيدة على وجه الأرض للتأثير على الدول المتعارضة هي تحديد ما يسعى إليه كل زعيم وإظهار كيفية تحقيقه، وبدلاً من الإدانة التي لا تنتهي لبعضنا البعض، يجب أن نفهم ونكتشف سبب قيامهم بما يفعلونه".
ويضيف: "هذا أكثر فائدة وإثارة من النقد الذي لا يولد إلا الاستياء بدلا من التسامح، وربما مستوى من التعاطف".
ويلفت التحليل إلى أنه "من المهم أن نفهم أن مناطق دونباس التي تم ضمها مؤخراً في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم هي أوطان تاريخية لكل من روسيا وأوكرانيا على مدار قرون من الحرب والاضطرابات السياسية وتحول السيطرة".
وبالتقدم سريعًا إلى عام 1918، سيطرت القوات الموالية لجمهورية أوكرانيا الشعبية على أجزاء من دونباس بمساعدة حليفتها الألمانية، ثم في عام 1932، مات ملايين الأوكرانيين جوعا عندما صادر الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين أراضيهم.
اقرأ أيضاً
روسيا وأوكرانيا.. لا أحد يريد وقف الحرب ولكن البدائل أسوأ
وشهدت الحرب العالمية الثانية مزيدًا من الاضطرابات، عندما احتلت ألمانيا المنطقة للحصول على الموارد والعمل القسري حتى أعاد هجوم الجيش الأحمر في عام 1943 منطقة دونباس إلى الاتحاد السوفيتي.
وبحلول عام 1959، كان هناك 2.5 مليون روسي يعيشون في دونباس، مما أدى إلى إصلاحات تعليمية ومحاولات للقضاء على اللغة الأوكرانية.
وفي الآونة الأخيرة، انهار الاقتصاد خلال التسعينيات حيث تصاعدت الانقسامات.
ومنذ ذلك الحين، سعي الأوكرانيين إلى توثيق العلاقات مع الغرب، مع استيلاء الانفصاليين الروس على المباني الحكومية الرئيسية وإعلان الجمهورية.
علاوة على ذلك، فإن التاريخ وراء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم لا يخلو من الاضطرابات.
وومع تهديد حلف شمال الأطلسي بالتوسع في أوكرانيا بعد نشر أنظمة الصواريخ في بولندا ورومانيا على مسافة قريبة من المدن الروسية، اتخذ الرئيس فيلاديمير بوتين قرارًا يتعلق بالأمن القومي، بضم شبه جزيرة القرم.
كما أن سيفاستوبول، المدينة الساحلية في شبه جزيرة القرم، حيث يستقر أسطول البحر الأسود الروسي، هي ميناء استراتيجي يقوم بدوريات على طرق الشحن من روسيا ونهر الدون إلى تركيا وجنوب شرق أوروبا.
اقرأ أيضاً
بلومبرج: نقل الحرب الأوكرانية إلى داخل روسيا خطأ إستراتيجي سيدفع ثمنه العالم
واستعادت روسيا شبه جزيرة القرم من ألمانيا في عام 1944، وبعد عقد من الزمان قام رئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف بتسليم شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، في ذكرى مرور 300 عام على ضم روسيا لأوكرانيا.
ومن المفهوم أن بوتين استعاد شبه جزيرة القرم وسكانها الناطقين بالروسية، حيث لن يسمح لقاعدة سيفاستوبول البحرية بالوقوع تحت سيطرة حلف شمال الأطلسي.
ويلفت التحليل إلى أن "الحرب الحالية في أوكرانيا تعد لحظة محورية أخرى في تاريخ طويل ومضطرب، ستتم إضافتها إلى قائمة طويلة من الصراعات الإقليمية التي أصبحت الآن تحتوي على العنصر العالمي الإضافي المتمثل في زحف حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع قيام الغرب بقيادة الولايات المتحدة بإدخال نفسه في الصراع الذي أعقب ذلك".
ويتساءل التحليل: "ماذا تريد أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي؟، وهل تريد سحب روسيا قواتها العسكرية من الأراضي الأوكرانية، وتسعى في الوقت نفسه للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وسط تأكيدات بأن روسيا لن تغزوها في المستقبل؟"
ويضيف كذلك متسائلا على الوجه المقابل: "ماذا تريد روسيا ورئيسها بوتين؟، وهل تريد ألا توجد أنظمة أسلحة هجومية أمريكية في دول شرق الناتو تهددها، والتي لا تختلف عن الصواريخ السوفيتية المنصوبة في كوبا وعلى بعد دقائق من السيطرة على المدن الأمريكية الكبرى؟".
ويتابع: "هل تريد ألا يكون هناك توسع لحلف الناتو ليشمل أوكرانيا، حيث سيطرق الحلف باب موسكو؟، وهل تريد معالجة رفاهية ومستقبل العرقية الروسية في جميع أنحاء دونباس والحفاظ على السيادة على شبه جزيرة القرم التي كانت تحت السيطرة الروسية منذ ما يقرب من عقد من الزمن، ولم تكن نقطة خلاف رئيسية قبل الحرب في أوكرانيا؟، وهل تريد أيضا رفع العقوبات المفروضة عن روسيا؟".
اقرأ أيضاً
تحليل: روسيا وأوكرانيا نحو مواصلة الحرب في المستقبل المنظور
ويواصل التحليل تساؤلاته، ولكن هذه المرة عماذا تريده أوروبا في هذا الوقت من الصراع؟، وهل إنهاء هذه الحرب والعودة إلى قدر أكبر من السلام والأمن في القارة، والتغلب الخوف المستمر من استخدام الأسلحة النووية في المنطقة؟.
ويزيد: "أم تريد أوروبا التدفق الحر للطاقة من روسيا لتوفير احتياجاتهم، والتأكيدات بأن روسيا ليس لديها أي نوايا أخرى لتصعيد الحرب إلى دول الاتحاد الأوروبي المجاورة؟".
وعن الولايات المتحدة، تساءل التحليل: "ماذا يريد الرئيس الأمريكي جو بايدن؟، هل يريد توسع الناتو ليشمل أوكرانيا، أم يريد محاكمة بوتين وإزالته، وتدمير القوات الروسية، وهل هو على استعداد لإنفاق مئات المليارات من الدولارات لتمويل استمرار القتال حتى آخر صمود أوكراني".
وأمام ذلك يعلق التحليل: "ربما يكون من الافتراض بعض الشيء تقديم حلول لما يسعى إليه كل طرف".
هذه الحلول يلخصها التحليل في أنه "لا توجد عضوية في حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا في المستقبل القريب، وستتم مراجعتها بعد 10 سنوات، إلا أن التحاقها فوري إذا قررت روسيا إعادة الغزو، فالعضوية ليست مستبعدة".
ومن الحلول أيضا، انسحاب كامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية الشرقية في دونباس، على أن يتم نشر قوة أمنية تابعة للأمم المتحدة، وتشرف على استفتاء إقليمي خلال 3 سنوات لتحديد ما إذا كان سكان دونباس يريدون البقاء في أوكرانيا أو أن يصبحوا جزءًا من روسيا.
اقرأ أيضاً
جيوبوليتيكال: معضلة الانتصار في الحرب الروسية الأوكرانية والكابوس
ويضيف التحليل معددا الحلول: "لا بد من تلبية احتياجات أوروبا من الطاقة من خلال تخصيص نسبة من عائدات النفط والغاز الروسية كتعويضات لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في أوكرانيا".
ويتابع: "كما يجب إزالة أنظمة الصواريخ الهجومية في رومانيا وبولندا التي تواجه المدن الروسية في جداول زمنية منظمة، لتتزامن مع الاصطفاف الروسي في الحزمة الإجمالية".
ومن أهم الحلول أيضا، وفقا للتحليل، هو بذل جهد دولي لإعادة بناء أوكرانيا بقيادة فرنسا والسعودية واليابان وتركيا، مع إعطاء الأولوية لشحنات الحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية، بما في ذلك الإشراف على تخفيض العقوبات ليتزامن مع انحياز روسيا وسلوكها.
وسيشمل ذلك، بالطبع وفق التحليل، إلغاء مذكرات الاعتقال الصادرة بحق بوتين، على أن تبقى شبه جزيرة القرم ضمن الأراضي الروسية.
وأمام هذه الحلول، يقول التحليل: "ينبغي لكل طرف أن يستفيد من المفاوضات، وعلينا أن نبين ما يمكن تحقيقه وما يمكن تجنبه".
ويضيف: "يمكن لكل من زيلينسكي وبوتين أن يخرجا بالانتصارات"، لافتا إلى أن "قادة هذا الصراع سوف يرحلون وحيدين، وربما محتقرين في التاريخ إذا لم يتمكنوا من الاتفاق على طريق للمضي قدماً".
اقرأ أيضاً
بعد عام من التوتر.. الفائزون والخاسرون في الحرب الروسية الأوكرانية
ويتابع موجها حديثه لأطراف الصراع: "إن توبيخك وتهديدك وفضحك وتكرار موقفك النهائي دون فهم وجهة النظر المعاكسة، لن يوقف هذه الحرب".
ويشير التحليل إلى فشل زعماء العالم عندما سمحوا لهذا الصراع بالتصاعد والخروج عن نطاق السيطرة، لكن، "لا تزال لدينا الفرصة للتحرك قبل أن تخرج هذه الأزمة عن نطاق السيطرة، وتنتشر بشكل أكبر تحت تهديد الحرب النووية".
ويزيد: "ابقوا على نفس الطريق، ولن نكون إلا حمقى في التاريخ، وفشلاً كبيراً للجيل المقبل بسبب الألم والأموال المهدرة التي كان من الممكن تخصيصها لحلول تتعلق بالفقر والمجاعة والمحتاجين حقاً، في أسوأ الظروف مثل هذه".
ويحذر التحليل بالقول: "يمكننا أن نختار الاستمرار في استخدام كلماتنا اللاذعة كسلاح، وإغراق مسرح الحرب بالدمار الشامل، ومشاهدة الشباب والصبية وهم ينقعون التربة بدمائهم على مجاثمنا من بعيد".
قبل أن يضيف: "أو يمكننا نتقدم للأمام لرؤية الأشياء من خلال عدسات الجانب الآخر وفهم ما يريده كل جانب".
ويختتم التحليل بالقول: "لن يبدو من المعقول أن يخشى الناس أن يقولوا شيئًا معقولًا قبل أن تنهار البشرية جمعاء".
اقرأ أيضاً
كيف كشفت الحرب الروسية الأوكرانية شخصيات بوتين المتعددة؟
المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا أوروبا بوتين زيلنيسكي الحرب الروسية الأوكرانية تصعيد الروسیة الأوکرانیة حلف شمال الأطلسی شبه جزیرة القرم فی أوکرانیا اقرأ أیضا من روسیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب شريك.. عبدالمنعم سعيد: روسيا والصين خارج الحرب الإيرانية الإسرائيلية
كتبت- داليا الظنيني:
أكد المفكر السياسي الدكتور عبدالمنعم سعيد أن كلًا من روسيا والصين لن يتدخلا بشكل مباشر في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، واصفًا موقفهما بـ"الصفر".
وأوضح "سعيد"، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد"، أن الصين لا تتدخل في أي حرب ما لم تتأثر بها بشكل مباشر، وقد تكتفي بإرسال السلاح فقط، بينما روسيا منشغلة بحربها في أوكرانيا.
وشدد "سعيد"، على أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وافق على ضرب إيران في هذا التوقيت، رغم ادعائه بأنه "بطل للسلام"، مؤكدًا أن ترامب "كاذب ولا يكف عن الكذب".
وذكر، أن تصريحات ترامب "مجرد كلمات فارغة"، وأن قاعدته الانتخابية تقوم على "الكلام فقط"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة شريك فعلي في الحرب وشاركت في خطة الخداع"، مبينا أن ترامب يدعم إسرائيل "لإذلال دول المنطقة.
وأشار الدكتور عبدالمنعم سعيد، إلى أن إسرائيل لم تكن لتهاجم بهذا الشكل إلا بعد حصولها على موافقة أمريكية.
وتابع : "أمريكا سترتكب في نظر التاريخ أخطاء كبيرة في الشرق الأوسط"، معتبرًا أن القضية الفلسطينية هي الخاسر الأكبر من هذا التصعيد لأنها "تم تهميشها" في ظل الحرب الإيرانية.
وأكد أن إيران "تُعد دولة وطنية حقيقية، ولديها طبقة تعليمية كبيرة، وفي حالة الحرب يتوحد الناس حول النظام"، مستشهدًا بما حدث في مصر خلال حرب الاستنزاف من التفاف شعبي كبير.
واكمل : ما يحدث في المنطقة هو "نتيجة طبيعية لما حدث في 7 أكتوبر"، لافتًا إلى إمكانية حدوث "مفاجآت كبرى"، من بينها "انقلاب في الرأي العام الإسرائيلي". وأكد أن إسرائيل وإيران لديهما "قدرات على الصمود".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن اغتيال المرشد الإيراني سيكون "ضربة قوية للنظام"، لكن إيران تملك "قدرة على الإحلال والتغيير بسرعة". وتوقع أن طهران "سترد بقوة لأنها حصلت على صواريخ من دول داعمة".
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور عبدالمنعم سعيد الحرب الإسرائيلية على إيران الرد الإيراني ترامب شريك في الحرب روسيا والصين خارج الحرب الحرب الإيرانية الإسرائيلية برنامج على مسئوليتيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
ترامب شريك.. عبدالمنعم سعيد: روسيا والصين خارج الحرب الإيرانية الإسرائيلية
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
33 22 الرطوبة: 39% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك