"كلما سعت للتقدم".. مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
سلط كِبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي.
في مقاله بصحيفة (الجمهورية)، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إن قوى الشر لم تتوقع ما حققته مصر من إنجازات ونجاحات غير مسبوقة، وتحويل مصر من الفوضى والانفلات إلى أعلى درجات الأمن والاستقرار، ناهيك عن إجهاض مؤامرة إسقاطها وتعطيل المخطط، ثم امتلاك القوة والقدرة والثبات والثقة في مواجهة التحديات والأزمات والتهديدات وصعودها المتنامي في مجال التنمية المستدامة والتقدم.
وقال الكاتب - في مقاله بعنوان (كلما سعت للتقدم.. حاولوا كسر قدميها) - أن نجاح مصر ونجاتها من براثن المؤامرة أصاب قوى الشر بالجنون، لذلك تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتعطيل مسيرة مصر نحو التقدم، محاولات متلاحقة لضرب المشروع الوطني المصري نحو القوة والقدرة والبناء والتنمية والتقدم في بناء دولة حقيقية حديثة تتبوأ مكانها ومكانتها الطبيعية المستحقة.
وأشار إلى أن هناك تحديات وتهديدات كثيرة واستهدافات وحملات ضارية من الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتحريض تشنها قوى الشر والتي يجب أن يعيها ويدركها جيدا المواطن المصري، ويقرأ أهدافها الخبيثة وأسبابها، والتي تتمثل في نجاح مصر وتعاظم قوتها وقدرتها وتحولها إلى دولة الفرص، وانتقالها من طريق الأزمات والمعاناة، ونجاتها بإرادة شعبها وقيادتها من السقوط واستثمارها في موقعها الجغرافي الفريد، وتوديعها لمرحلة السكون والفرجة خلال العقود الماضية على عالم وإقليم يتقدم ويتطور، رغم أن مصر لديها من الفرص والمزايا وعوامل التقدم بما يفوق الجميع.
سبب جنون قوى الشروأضاف الكاتب أن سبب جنون قوى الشر وشنها حربا وحملات ضارية ضد مصر هو أن فيها قيادة وطنية عصية على الخضوع والانكسار، لديها طموح بلا حدود لتحقيق أهداف وتطلعات الوطن والمواطن، وعدم رضا هذه القيادة أن تبقى مصر في دائرة المرض والأزمات والمعاناة، بالإضافة إلى دخول مجال المنافسة العالمية في مجالات كثيرة سواء التجارة العالمية واللوجيستيات من خلال منظومة عصرية تتمثل في تطوير 15 ميناء بأحدث المعايير والمواصفات العالمية، وإنشاء العديد من المسارات والممرات اللوجيستية والموانئ البرية والجافة، وامتلاك بنية تحتية عصرية وشبكة طرق ونقل حديثة على رأسها القطار السريع الذي يربط كافة ربوع البلاد وموانئها ترتكز جميعا وتتعانق مع قناة السويس بعد إنشاء القناة الجديدة وتطوير القطاع الجنوبي لتصبح بالفعل أهم ممر ملاحي في العالم في مجال التجارة العالمية واللوجيستيات، ثم الطاقة وتصديرها، ثم جذب الاستثمارات حتى حازت مصر على النصيب الأكبر منها وجاءت في الترتيب الأول عام 2022 في جذب الاستثمارات في الشرق الأوسط، ثم امتلاكها للقوة والقدرة على حماية أمنها القومي ومصالحها وثرواتها وحقوقها، بالإضافة إلى ما ينتظرها من مستقبل واعد.
ونبه الكاتب إلى أن حالة من الرعب انتابت قوى الشر، بسبب صعود مصر-السيسي واستعادتها لقوتها وريادتها بفضل قيادة وطنية شريفة تمتلك الرؤية والإرادة والشموخ، ومن فرط نجاحاتها وإنجازاتها باتت هدفا مباشرا لحملات قوى الشر.
وأكد أن الجميع يدرك أن أساس وعمود مشروع مصر الوطني للبناء والتقدم غير المسبوق، والذي توفرت له عوامل النجاح في تجربة ملهمة، وأيضا عوامل الحماية، بسبب حكمة القائد ونجاحه في العبور بسفينة الوطن إلى بر الأمن والأمان والاستقرار وعدم استدراجه لمقامرات أو تهور، ولكن حكمته أحبطت كل هذه المحاولات الشرسة والمتلاحقة.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن قوة هذا الوطن وصلابته في قيادة استثنائية، عرفت الطريق إلى الوطن القوي والقادر، منحت المصريين الثقة والقدرة على النجاح، وتحويل الأزمات إلى إنجازات، بما حققته خلال التجربة الملهمة، لذلك يبقى السيسي سرا من أسرار التقدم والشموخ والقوة والقدرة المصرية، ولك أن تعرف ذلك عندما تسأل نفسك كنا فيه وبقينا فين؟ كنا نصارع الضياع والسقوط، فأصبحنا ننافس على المقدمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قوى الشر
إقرأ أيضاً:
الكاتب الإنسان.. ما سر التعاطف الواسع مع صنع الله إبراهيم في مرضه؟
قبل أكثر من عقدين، تصدر اسم الكاتب المصري صنع الله إبراهيم واجهة الأحداث محليا وعربيا عندما رفض، لدواع سياسية، جائزة أدبية مرموقة، وها هو اليوم يعود للواجهة لكن هذه المرة، لدواع إنسانية، من سريره في المستشفى.
وأثارت الواقعة الأولى التي تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول عام 2003 جدلا سياسيا واسعا خاصة أن صنع الله إبراهيم برر رفضه لجائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية باعتبارات سياسية تتعلق بالحريات والديمقراطية وبالأوضاع في فلسطين وهاجم مصر لأنها "دولة تمارس التعذيب، وتقمع حرية التعبير، وتفرض الحصار على الثقافة الحقيقية".
منذ تلك الواقعة المشهودة، زاد اسم صنع الله إبراهيم تداولا وحضورا في المشهد الأدبي والثقافي المصري والعربي من خلال أعمال روائية تعتبر امتدادا لمشروعه الذي بدأ مع "تلك الرائحة" (1966) وتواصل مع "نجمة أغسطس" (1974) و"اللجنة" (1981) و"ذات" (1992) وغيرها.
وقبل أسابيع قليلة، عاد اسم صنع الله إبراهيم وهو يقترب من عقده التاسع (ولد عام 1937)، بقوة لساحة التداول إعلاميا وواقعيا من سرير في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة بعد أن نقل إلى هناك لتلقي العلاج من أثار كسر في الحوض ونزيف في المعدة ومضاعفات أمراض أخرى متصلة بالتقدم في السن.
ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية تضج بسيل من عبارات التعاطف والتضامن والتقدير والإشادات بصنع الله إبراهيم، حيث دعا كثيرون لإيلائه ما يستحق من عناية تليق بمقامه الأدبي وبمواقفه السياسية وقربه الدائم من نبض المجتمع سواء في حياته الخاصة أو في كتاباته ومواقفه المشتبكة مع محيطه المصري والعربي.
وعلى خلفية ذلك الطارئ الصحي، استدعى إعلاميون وكتاب من مصر وخارجها في تدويناتهم ومقالاتهم مواقف خاصة مع صنع الله إبراهيم سجلوا فيها مدى تواضع الرجل وصدقه واتساق مواقفه السياسية ورسالته الأدبية وحياته الشخصية المتسمة بالبساطة والتواضع، ووصفه الكثيرون بـ"الكاتب الإنسان".
إعلانوكتب الروائي العراقي علي بدر أن "قصة هذا الكاتب العظيم الذي يرقد الآن في المستشفى لا تتلخص فقط في رواياته ولا في سجنه، بل في قدرته العجيبة على أن يظل ثابتا في زمن التقلب، وعلى أن يبقي الكلمات مسننة، نافرة، غير قابلة للهضم. هذا هو صنع الله إبراهيم لم يكن يسعى إلى أن يحب، بل إلى أن يقلق، وهذا أعظم ما يمكن أن يفعله كاتب في هذا العالم الكسول".
وفي نفس المنحى، دون الكاتب المصري باسل رميسيس على فيسبوك أن من يحبون صنع الله إبراهيم، لا يحبونه بسبب رواياته أو لأن عمله الأدبي يفتح العيون ويحفز على التفكير أو بسبب مواقفه السياسية من قبيل رفض جائزة الرواية العربية، بل لأنه (صنع الله إبراهيم) خليط من كل ذلك ولأنه يعبر عن "حالة المثقف المتسق والفنان الحقيقي في نفس الوقت".
واتسعت موجة التعاطف مع صنع الله إبراهيم في محنته الصحية إلى الدوائر الرسمية، إذ زاره وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو للاطمئنان على حالته الصحية، عقب عملية جراحية لتركيب مفصل صناعي ودعا له باستعادة عافيته "ليواصل عطاءه الثقافي والفكري الذي أثرى به الساحة الأدبية لعقود".
مساحات من الغيابوتعليقا على هذا التضامن الواسع مع صنع الله إبراهيم، قال الناقد الأدبي السوري هيثم حسين إن الدعوات للالتفات إليه الآن لا تعبر عن تعاطف عابر بقدر ما تكشف عن مساحات من الغياب، عن مسؤوليات تركت تتراكم، وعن مؤسسات لم تكن يوما في موضع الفعل والمسؤولية. حين يصبح التفاعل بديلا عن الرعاية، ويصير النداء الثقافي بديلا عن السياسة الثقافية، يتحول الكتاب إلى جزر معزولة".
وأضاف هيثم حسين أن عودة اسم صنع الله إبراهيم إلى التداول فجأة، تكشف عن "الحاجة القديمة إلى صوت من طينته، إلى كتابة لا تبحث عن تسوية، ولا تراكم مجدا هشا.. صنع الله إبراهيم كان، وما يزال، مشروع مساءلة، وموقفا أخلاقيا وإنسانيا لا يخضع للاستهلاك، ولا يرتضي التواطؤ أو المداهنة".
إعلانوعن مكانة الرجل في السياق الثقافي العربي، قال هيثم حسين، في حديث مع الجزيرة نت، إن "صنع الله إبراهيم من القلائل الذين يتعرف بهم تاريخ الرواية العربية على ملامحه المتقلبة، لا يختصر في سيرة ولا يقاس بحجم التغطيات. هو أحد الذين نقلوا الكتابة من حيز الحكاية إلى حيز الاشتباك، من السرد المطمئن إلى السرد الكاشف الذي يفتح الأعين على الندوب".
وساق المتحدث نماذج من أعمال صنع الله إبراهيم، بينها "بيروت… بيروت"، و"ذات"، و"تلصص" وقال إنها "تخرق السائد، تمضي في الزواريب والحطام، لا لتأريخ ما حدث، بل لتفكيك آلياته وخباياه، وتكشف عن ملامح أخرى من مشروعه، حيث التوغل في ما هو شخصي كي يكشف عن العام، والرواية بوصفها فعلا سرديا مقاوما".
وعن التحام مؤلف "اللجنة" مع الواقع، يرى الناقد هيثم حسين أن صنع الله إبراهيم "لم يكتب الواقع كما يراد له أن يروى، لكنه نبشه وفتت لغته ونظامه، واجهه متلبسا بأقل أدوات الزينة. وحين تنقل الكتاب بين الأنواع والموضات والترضيات، ظل وفيا لذلك الهاجس العميق؛ أن تكون الكتابة في موقع المواجهة، لا في مقعد الشرح".
وإلى جانب التعاطف الإنساني، شكلت هذه الوعكة الصحية، مناسبة لإعادة تسليط الضوء على أعمال صنع الله إبراهيم وعلى مواقفه السياسية منذ محنته في السجن (1959-1961) في غمرة الاعتقالات التي شنها نظام الرئيس جمال عبد الناصر في أوساط الشيوعيين، وما عاناه لاحقا في ظل حكم الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك.
وعن الدور التأسيسي لصنع إبراهيم في معمار الرواية العربية، قال الروائي السوري فواز حداد إنه "في استعادة صنع الله إبراهيم، يمكن القول، ليس جيلنا الذي تلا جيله مدينا له فقط، وإنما الأجيال التالية أيضا، سواء في رواياته أو مواقفه".
إعلانويرى حداد، في تصريح للجزيرة نت أن صنع الله إبراهيم "فتح منافذ كانت مغلقة في وجه الرواية، بدأها في روايته الأولى "تلك الرائحة" التي قرأها اللبنانيون والسوريون قبل المصريين، لأنه منعت في مصر، ونشرت في عدد خاص في مجلة "شعر"، وكانت في الستينيات تمثل التجريب والحداثة في الأدب".
وأضاف حداد أن اتجاه صنع الله إبراهيم في الكتابة الروائية تبلور في "اللجنة" بأجوائها الكافكاوية، لجهة النقد السياسي والاجتماعي، الذي تجلى بشكل رئيسي في تشريح هيمنة الدولة الأمنية وفضح آليات التسلط، ومن الجانب السردي تمردت الرواية على الشكل التقليدي للرواية العربية، وتدفقت باقي أعماله توغلا في الواقع بالاستعانة بمادة وثائقية، كسر من خلالها تابوهات السياسة والجنس.
صنع الله إبراهيم الإنسانوإلى جانب الاهتمام بصنع الله إبراهيم الكاتب، توقف كثيرون عند صنع الله إبراهيم الإنسان في مسكنه وفي ملبسه وفي باقي مناحي حياته الشخصية في الشارع وفي الحافلة وفي غيرها من المواقف التي تصوره شخصا عاديا يمشي في الأسواق ويشبه مرتاديه.
وفي السياق استعاد الصحفي المصري خيري حسن أجواء مقابلة صحفية عام 2007 مع صنع الله إبراهيم في بيته الذي "يقع على أطراف حي مصر الجديدة -بالقرب من شارع جسر السويس- شرق القاهرة.. في الدور السابع بدون أسانسير.. الشقة متوسطة قد لا تزيد على 80 متر تقريبا".
وردا على زميله المصور الذي استغرب كيف أن كاتبا كبيرة يعيش في شقة متواضعة وسبق له أن رفض جائزة تبلغ قيمتها المالية حوالي 24 ألف دولار، كتب خيري حسن أن صنع الله إبراهيم "لو أراد أن يسكن في المنتجعات السياحية لسكن. ولو أراد السكن في فيلا لسكن. ولو أراد أن يسكن في شقة 500 متر لسكن. لكنه رفض كل ذلك (ليسكن) في قلب وعقل وضمير مصر التي أحبها وكتب وأخلص في حبها".