في الوقت الذي يواجه سوق النشر عربياً مشكلة إحجام شريحة من القراء عن الكتب الورقية خاصة من فئة الشباب، ونادراً ما تتم طباعة كتاب عدة مرات، صدرت حديثاً عن منشورات تكوين ودار الرافدين ضمن سلسلة مرايا، طبعة جديدة (الرابعة) من كتاب "ترميم الذاكرة" للكاتب والباحث البحريني الدكتور حسن مدن،مما يؤكد مقولة الجيد يفرض وجوده.

وتصدرت غلاف الكتاب صورة شخصية للمؤلف وهو في عمر مبكر، لم يتجاوز فيه 15عاماً، ويشار إلى أن الدكتور مدن يكتب مقالة صحفية يومية في صحيفة الخليج الإماراتية منذ عام  1996، ولغاية اليوم، وفي عام 2008 منح جائزة تريم عمران الصحفية التقديرية تقديراً لعطائه الثقافي وتميزه.. واختارته المنظمة العالمية للعلوم والثقافة والتربية عضواً في لجنة تحكيم جائزة الشارقة للثقافة العربية، كما اختير عضواً في لجان تحكيم جوائز مرموقة، بينها "جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية".

وقد سبق وأن صدرت للدكتور حسن مدن المؤلفات التالية: "حداثة ظهرها إلى الجدار"، الذي تأهل للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الأخيرة، في فرع التنمية وبناء الدولة، و"الثقافة في الخليج – أسئلة برسم المستقبل"، و "مزالق عالم يتغيّر"،  و"لا قمر في بغداد"، و"تنوّر الكتابة"، و"الكتابة بحبر أسود"، و"للأشياء أوانها"، و"يوميات التلصص"، و "زهرة النيلوفر"، و"خارج السرب" وغيرها.

وفي تصريح خاص لـ24 أوضح الدكتور حسن مدن "أن (ترميم الذاكرة) سيرة ذاتية، كتابة سردية متواصلة وليست مقالات، صدرت الطبعة الأولى منها عام 2008"، مبيناً أنه كتبها على فترات، فقد بدأ كتابة المسودة الأولى في عام 2004 ثم عاد إليها لاحقاً وأنجزها في عام 2008، واشتملت على محطات من حياته، منذ الطفولة وحتى وقت صدور الطبعة الأولى من الكتاب، وأنه يفكر في استكمال كتابة جزء آخر مستقبلاً من سيرته الذاتية، بعد إنجاز مشاريعه الكتابية الحالية".

ويقول الدكتور مدن في كتابه "ترميم الذاكرة": "حين نكون في المكان الذي نحبه ونألفه فإننا نكتفي بأن نعيش فيه، إننا لا نتذكره ولا نكتب عنه إلّ عندما نكون بعيدين عنه، سيرة المكان لا تُنجز ولا تُكتب إلا في مكان خارجه، إنك لن تستطيع أن تصف المكان وأنت فيه، لأنك إذ تكون داخله لا تكاد تلحظ تفاصيله ودقائقه التي تتآلف معها وتلمسها كل ساعة أو تمر عليها كل يوم، إننا لا نصف ما نرى، إنما ما نتذكر، إن الذاكرة هي من يصف، هي التي تعيد صوغ تشكيل الأشياء بعد أن نصبح على مسافة كافية منها، تلك المسافة الضرورية لإشعال الحنين إليها."

أما الناشر فقد ذكر في كلمته على غلاف الكتاب: "يكتب حسن مدن سيرته (ترميم الذاكرة) فيحولها إلى سيرة للكتابة نفسها، إذ يتتبع قبل الذاكرة طرق وأساليب تشكلها، فيمزج بين صورة ما كان، وتخطيط كيف يكون، مستحضراً في الوقت ذاته عوالمه المتعددة كقارئ ومتأمل، ولا ينسى أبداً أن يشحن كل ذلك بشغفه ودهشته وأسئلته التي تجعل مما يكتب حالة من القلق الجميل الذي لا يركن إلى معنى محدد في المشهد الذي يستذكره، يبدأ رحلته بالعودة من المنفى إلى الحنين للوطن، لكنه يتلاعب بالزمن، فيعود أكثر إلى زمن الطفولة والمدرسة، ثم يقفز نحو الصحافة، أو المدن، المقاهي أو الأحداث، في بلدان شتى، وفي كل ذلك لا يفارقه شغف التفكيك والاكتشاف والبحث، إنه يعيد ترميم ذاكرته من خلال كتابة أجزاء منها، والترميم هنا يحدث بأدوات الكاتب الملمّ بمادته، اللغة التي ينقلها معه في أي زمن شاء، فيعيدها طفلة حين يكون طفلاً، ويقفز بها نحو الحكمة حين تصقله التجارب، ويشحنها بقلق الشباب واندفاعه، وفي هذا الترميم يحظى القارئ بعوالم من السرد الشيّق الذي تملأ الأسئلة شقوقه، وتزين المعرفة والاطلاع الواسع للكاتب سطحه الخارجي".

وقد قدم العديد من الأدباء والنقاد قراءاتهم حول كتاب "ترميم الذاكرة" ومنهم الشاعر مهدي سليمان الذي كتب مقالاً قال فيه: "يظل الكاتب مدن يستدعي المشهد كله.. كيف عاد للوطن، كيف استقبل، كيف عاد إلى المنزل، كيف شاهد المنزل الذي غادره منذ 25 عاماً، ولكنه على الرغم من ذلك لا يتخلى عن دور الرائي، إنه لا ينظر للأمر على أساس أنه راوية يروي لنا أحداث مرت به، بل هو ينظر إلى الأحداث من داخله هو، داخله المليء جداً والمتعب جداً والصبي جداً أيضاً، ولذلك فهو يذهب أعمق في التفكير بالكتابة عوضاً عن التذكر بالكتابة، يقول: (نحن لا نختبر الزمن إلا في ما يتركه من آثار على الأجساد والوجوه، خارج ذلك نحن لا نعثر على أثر لهذا الزمن، لا نمسك به) ويبدو أن هذا هو غرضه من هذا الترميم للذاكرة، إنه لا يريد أن يرى آثار هذا الزمن، إنه يريد أن يمسك به".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

25 مدينة أمريكية مهددة بالغرق.. خطر الاختفاء قادم| ما القصة؟

تحذيرات متزايدة من خطر غرق 25 مدينة أمريكية خلال السنوات المقبلة، وفقاً لدراسة حديثة كشفت عن تهديد يطال مناطق حضرية بارزة، من بينها مدينة هيوستن التي قد تواجه اختفاءً محتملاً.

هبوط الأرض مشكلة تتفاقم

الدراسة التي نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ، تؤكد أن التغير المناخي والنمو السكاني يسهمان في تفاقم مشكلة هبوط الأرض، التي لا تقتصر تداعياتها على المناطق الساحلية وحسب، بل تمتد أيضاً إلى المدن الداخلية حيث يؤدي استخراج المياه الجوفية والتوسع الحضري إلى انزلاق بطيء للأرض.

بعد قرار لجنة التظلمات | الأهلي يغرد منفردا في صدارة جدول دوري نايل.. وهذا موقف الزمالك وبيراميدزنجل الأسطورة.. ماذا حدث فى أول مبارة لابن رونالدو؟

وأشارت الدراسة إلى أن هذا الانزلاق الأرضي يشكل تهديداً للبنية التحتية، بما في ذلك المباني والجسور وشبكات الصرف الصحي، كما يقلل من قدرة الطبقات الأرضية على الاحتفاظ بالمياه ويزيد من مخاطر الفيضانات ويؤدي إلى تشكل حفر عميقة.

تقنيات الرادار لقياس مستوى الأرض

وتوصي الدراسة بضرورة التعامل بجدية مع هذه الظاهرة المتفاقمة، لاسيما في ظل استخدام تقنيات الرادار لقياس مستوى الأرض، والتي تعتمد على إرسال نبضات ميكروويف وقياس الزمن المستغرق لارتداد الصدى، مما يساعد على رصد الانخفاضات الأرضية.

وفي إطار التحليل، تعاون ليونارد أوهنين من مرصد "لامونت دوهيرتي للأرض" بجامعة كولومبيا مع فريق من باحثي جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، حيث حللوا بيانات الأقمار الصناعية "سنتينل-1" خلال الفترة من 2015 إلى 2021، ووجدوا أن 25 مدينة أمريكية من بين 28 مدينة رئيسية أظهرت هبوطاً ملحوظاً في الأرض بدلاً من الارتفاع.

هبوطاً يزيد عن 4 ملم سنوياً

وكانت مدن تكساس، هيوستن، فورت وورث، ودالاس من بين الأكثر تضرراً، حيث سجلت هبوطاً يزيد عن 4 ملم سنوياً، فيما انخفضت بعض أجزاء هيوستن بأكثر من 10 ملم سنوياً، مما ينذر بمخاطر جسيمة على مستقبلها.

وألقت الدراسة الضوء أيضاً على مدن عالمية أخرى تواجه نفس الأزمة، مثل جاكرتا التي تنخفض بمعدل 15 سم سنوياً، ما دفع الحكومة الإندونيسية لنقل العاصمة إلى نوسانتارا.

وفي طهران، يتسبب الجفاف وسوء إدارة المياه في هبوط يصل إلى 31 سم سنوياً، مما دفع الرئيس الإيراني لطرح فكرة نقل العاصمة.

وبحسب التقرير، تواجه الصين أيضاً أزمة مشابهة، حيث يتعرض ما يقرب من نصف مدنها للهبوط الأرضي، بما فيها بكين. أما مدينة مكسيكو فقد صنفت ضمن المناطق الأكثر عرضة للانزلاق.

تزايد الجفاف وذوبان التربة الصقيعية

وتحذر الدراسة من أن الاحترار العالمي سيؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة، مع تزايد الجفاف وذوبان التربة الصقيعية وارتفاع منسوب البحار، ما يجعل أزمة الغرق العالمية تهديداً قائماً لملياري شخص حول العالم.

طباعة شارك التغير المناخي المناخ التغيرات المناخية مدن تغرق غرف مدن أمريكية

مقالات مشابهة

  • 25 مدينة أمريكية مهددة بالغرق.. خطر الاختفاء قادم| ما القصة؟
  • البشري يطلع على سير العمل بمشروع ترميم شارع فلسطين بالحديدة
  • أكبر 10 محطات كهرباء في الوطن العربي.. عملاقة الطاقة التي تقود 5 دول نحو المستقبل
  • أوعى تجرب..حبوب السعادة قد تجرك للحبس أو فقدان الذاكرة
  • تحذيرات من طقس خطير قادم في السودان
  • بالفيديو الكاتب "البيشي" لـ "ياهلا بالعرفج": المشي حماني من الكرش وأغلب المقالات والمنشيتات أصيغها وأنا أمشي
  • “أسس ترميم المخطوطات والوثائق” ورشة تخصصية في بينالي الفنون الإسلامية
  • عاجل || ترمب يصل الدوحة قادمًا من الرياض
  • ترامب يصل إلى الدوحة قادمًا من الرياض
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)