احتفلت المنظمة العربية للتنمية الزراعية، صباح اليوم، بالقاهرة بيوم الزراعة العرب 2023، تحت شــــعار " معاً لبناء نظم زراعية غذائية عربية مرنة وقادرة على الصمود وتحقيق الامن الغذائي"، وذلك برعاية ومشاركة السيد القصير وزير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبحضور د. ابراهيم الدخيرى رئيس المنظمة وبعض الوزراء العرب، وممثلي المنظمات والهيئات العربية والدولية وقيادات وزارات الزراعة في الدول العربية.

وخلال كلمته ، أكد القصير ان بناء النظم الزراعية الغذائية قد واجهته تحديات حادة ومتشابكة ومستمرة على المستوى العالمي والإقليمي بداية من أزمة كورونا ومروراً بالأزمة الروسية الأوكرانية، تفاوتت حدتها من أقليم لآخر ومن دولة إلى أخرى كما اتخذت عدة أشكال مختلفة، تمثل أهمها في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وزيادة الاضطرابات في سلاسل الأمداد والتوريد.

وأشار إلى أن المنطقة العربية تعتبر من أكثر المناطق المتأثرة سلباً بالتغيرات المناخية مما سبب انخفاضاً كبيراً في القدرة الإنتاجية للموارد الطبيعية وأحدثت خسائر كبيرة،  رغم أن نسبتها في الانبعاثات الكربونية تكاد تكون محدودة جداً.

وأضاف وزير الزراعة أن منطقتنا العربية خلال العقد المنصرم قد تعرضت لمجموعة من التطورات والمستجدات بالغة الأهمية وذات علاقة وتأثير على أوضاع الأمن الغذائي العربي وكان من أبرزها زيادة حدة مشكلة الندرة المائية وتفاقمها، وذلك وفق ما تعكسه مؤشرات مثل تطور نصيب الفرد من الموارد المائية المتاحة الذي يتراجع عاماً بعد آخر. كما ان هناك زيادة في حجم الطلب الكلي العربي على الغذاء متأثراً بالزيادة السكانية الكبيرة.

وأشار إلى أن الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي ارتكزت على الارتقاء بنسبة الاكتفاء الذاتي من خلال دعم القطاع الزراعي في الدول العربية، وهذا قد ظهر جلياً في اهتمام القادة العرب بملف الأمن الغذائي كداعم للأمن القومي العربي لذا نرى توجيه كل الاهتمام لهذا القطاع والمشتغلين فيه مع توفير الدعم الفعال والمستدام لصغار المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة باعتبارهم جزء كبير من الحل في دولنا العربية.

وقال القصير إنه في سبيل تحقيق الأمن الغذائي يجب الإهتمام والتركيز على المحاور التالية :

أولاً: الانتباه إلى قضية الزيادة السكانية وأهمية إيجاد آليات لتنظيمها والسيطرة عليها حيث تعتبر من أخطر القضايا التي تؤثر على مقدرة الدول العربية على تلبية احتياجات السكان من الغذاء في ظل الزيادة السكانية المضطردة.

ثانياً: البحث عن آليات تمويل محفزة ومبتكرة وميسرة تدعم النظم الزراعية والغذائية مع تدعيم التنمية الريفية والبدوية حتى تتمكن من تنفيذ عملية تحول شاملة تساعد على الوفاء بالمتطلبات الغذائية لشعوبنا العظيمة.

ثالثاً: التوسع فى التطبيقات التكنولوجية للزراعة الحديثة والاهتمام ببرامج الزراعة الذكية والرقمنة، مع الاهتمام بالتصنيع الزراعى كآلية لزيادة القيمة المضافة وتعظيم الأستفادة من الموارد الطبيعية.

رابعاً: تشجيع الاستثمارات في قطاع الزراعة مع ربط الاستثمارات الخارجية بخطط التنمية المحلية كموارد تمويلية للاستفادة منها في تحقيق الأمن الغذائي.

خامساً: أهمية توافر مؤشرات وبيانات جيدة عن حالة الأمن الغذائي لدولنا العربية والتي تساعد المنظمات والهيئات العربية المعنية كثيراً في تشخيص المشكلات بشكل حقيقي تمهيداً لوضع الحلول المناسبة لها، والخروج بدليل ارشادي للمبادئ التوجيهية لهذه النظم مع الأهتمام بأنظمة الأنذار المبكر.

سادساً: تشجيع إنشاء مراكز لوجستية وخطوط نقل للبضائع لزيادة التجارة البينية في الدول العربية. مع ايجاد آليات مرنة لتسوية عمليات تبادل السلع والخدمات بين دول المنطقة العربية.

وأضاف القصير، أن وزارة الزراعة المصرية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية قامت بعقد جلسة وزارية مشتركة للوزراء الزراعة العرب والافارقة أثناء يوم الزراعة والتكيف في مؤتمر الاطراف المعني بالمناخ بشرم الشيخ COP27 بهدف مناقشة الاجراءات والتدخلات الداعمة للتكيف بالمناطق الصحراوية ومناقشة التقنيات الحديثة اللازمة لدعم وتطوير القطاع الزراعي فضلا عن دعم الجهود المعززة لطلبات الدول النامية ومنها منطقتنا العربية والافريقية والزام الدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها بتمويل التدخلات المطلوبة لمجابهة مشكلة التغيرات المناخية، حيث كانت من أهم  مخرجات  تلك الجلسة الاتفاق علي تبني الابتكارات لمعالجة مشاكل المناخ والعمل علي إيجاد منصة للعمل الاقليمي لإنفاذ التزامات الدول المتقدمة والدعوة لمشروعات زراعية مبتكرة ووضع خارطة طريق لتمويل القطاع الزراعي وتفعيل الشراكة العربية الأفريقية وسائر الشراكات للاستفادة من الابتكارات ونتائج العلوم الحديثة.  

وفي نهاية كلمته، أكد وزير الزراعة على أهمية توحيد كل الجهود بهدف الوصول إلى آليات وقرارات وحزمة اجراءات تدعم بناء أنظمة غذائية وزراعية مستدامة من خلال تفعيل السياسات والمبادرات المعنية ببرامج دعم القطاع الزراعي العربي وزيادة الاستثمارات في قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة به، وافساح المجال أمام القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في تعزيز النظم الزراعية والغذائية لمنطقتنا العربية.
 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القطاع الزراعی الدول العربیة الأمن الغذائی

إقرأ أيضاً:

فشل نظرية المؤامرة

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

من شدة ما كانوا واثقين من حديث المؤامرة بين إيران والولايات المتحدة ودولة الاحتلال (إسرائيل) والإيمان بهذا، كدت أصدق وأثق في كلامهم، وهناك غيري كثر كادوا يصدقون هذه الهرطقات، وكان كثيرًا ما يبرز النقاش حول العلاقة المعقدة بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حتى اعتبر البعض بحكم معرفتهم العميقة وتحليلهم السياسي، أنَّ هذه الدول الثلاثة تشترك في مشروع مشترك ضد العرب!! وأنه من المستحيل أن تشن أمريكا أو إسرائيل حرباً على إيران، إلّا إن التطورات الأخيرة تكذب هذا المُعتقد وتثبت أنَّ إيران العدو الأبرز لهؤلاء المرتزقة وتُشير إلى وجود تصورات جديدة حول هذه العلاقة، وتطرح تساؤلات حول كيفية استمرار استخدام إيران كعدو أبدي في الخطاب العربي.

مع إيماننا العميق بأنَّ لإيران أجندتها وسياساتها وتوجهاتها مثلها مثل غيرها من الدول والحضارات والأمم، فتركيا مثلاً لديها أجندة لاستعادة الحكم العثماني وإيران صاحبة تاريخ عميق بحكم كونها تمثل الحضارة الفارسية، وهناك دول تحاول عودة هيمنتها ولديها أجندات لتحقيق ذلك، ومع ذلك يظل العرب متفرقين ومتشرذمين، ويلقون الكرة في ملاعب غيرهم، بدلًا من أن يقفوا مع بعضهم، متحدين ومؤمنين بعظم دورهم الحضاري؛ كأمة كبيرة تتفق في اللغة والدين والحضارة والجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد وغيرها الكثير. وللأسف يظل الحديث عند بعض العرب في مجالسهم وإعلامهم وعلمائهم عن إيران كعدو أبدي يتكرر بشكل مُستمر، فبينما يروج البعض لفكرة أن أمريكا وإسرائيل وإيران ينسقون معًا ضد العرب، يظهر الواقع عكس ذلك، فإيران تعتبر تهديدًا حقيقيًا للصهاينة؛ حيث تتمتع بقدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك برنامجها النووي الذي يُخيف تل أبيب، لذا فإن استمرار تصوير إيران كعدو مشترك قد يُساعد في توحيد المواقف العربية ضدها، لكنه في النهاية لا يعكس الحقائق على الأرض.

مع تزايد التوترات في المنطقة بدأت تظهر علامات على فشل النظرية القائلة بأنَّ أمريكا وإسرائيل لن تحاربا إيران؛ فالأحداث مثل اغتيال قاسم سليماني وتزايد الضغوط الاقتصادية على طهران تشير إلى أنَّ هناك استراتيجيات جديدة قد تعتمد، هذا الفشل في تصور العلاقة بين القوى الكبرى وإيران قد يدفع المطبعين والصهاينة العرب إلى البحث عن مخرج جديد.

بعد فشل النظرية السابقة قد يتحتم على المطبعين والصهاينة العرب إعادة تقييم العدو المشترك، والبحث عن مخرج جديد؛ فلم تعد إيران في تصوري تصلح لأن تكون متعاونة مع هذه الدول المارقة، ويمكن أن يتمثل المخرج الجديد أيضاً في إعادة صياغة الخطاب الإعلامي حول إيران، والخروج من كونها عدوة لدى البعض إلى كونها شريكة كدولة مسلمة، على أن يكون العدو الذي تتفق عليه الكلمة وتتوحد الصفوف في مواجهته هو العدو اللدود الذي أصبح مثله مثل مرض السرطان.

وعلى الدول الإسلامية والعربية الوقوف إلى جانب إيران لتبقى بُعبعًا مروعًا للصهاينة ومن على شاكلتهم؛ فهي تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وستظل هذه الأخيرة مستمرة في استخدام إيران كعدو لتبرير سياساتها العسكرية والأمنية، وستظل الخطابات التي تربط بين إيران والإرهاب قائمة، مما يسمح لهم بتعزيز التعاون مع الدول العربية التي تسعى لمواجهة هذا التهديد.

ستبقى إيران جزءًا أساسيًا من المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، ومع فشل النظرية السابقة التي ربطت بين أمريكا وإسرائيل وإيران كمشاريع مشتركة ضد العرب، فإنَّ المطبعين والصهاينة سيجدون أنفسهم مضطرين لتبني استراتيجيات جديدة، وربما ستظل إيران العدو الأبدي لدى البعض في المنطقة، لكن كيف سيستمر هذا الخطاب في التطور في ظل التحديات الجديدة التي تواجهها المنطقة سيكون هو السؤال الأهم في المستقبل.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الوزير التهراوي: محاربة الفساد في القطاع الصحي أمر ضروري لضمان استدامة الإصلاحات
  • د. ثروت إمبابي يكتب: تكامل الزراعة والصناعة.. مفتاح الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي
  • وزير الزراعة يبحث دعم التنمية الزراعية والأمن الغذائي في أفريقيا
  • وزير الزراعة يبحث مع خبيرين دوليين تعزيز استراتيجيات التنمية الزراعية والأمن الغذائي
  • فشل نظرية المؤامرة
  • الزراعة تؤكد التزامات مصر الوطنية في مجال مكافحة التصحر وتعزيز استدامة الأراضي
  • معاون وزير الزراعة يستعرض تحديات القطاع الزراعي السوري في ورشة للبنك الدولي بمصر
  • بركة: تحركات الجراد باتجاه المشاريع الزراعية الكبرى تهدد الأمن الغذائي
  • تموين الغربية يضبط أكثر من طن ونصف مواد غذائية فاسدة ومجهولة المصدر في قطور
  • الزراعة: تعزيز منظومة الأمن الغذائي الخليجي وتحقيق الاكتفاء الذاتي المستدام