معرض فني يترجم الحالة الجوهرية ويتصل بالبيئة العمانية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
يترجم الفنان أمجد السيابي في أول معرض فني له مفردة "التفرد" في سلسلة من التجارب توزعت بين أربعة عشر لوحة فنية ممثلة التفرد في تكون الحالة الفكرية والشاعرية للفنان، لكنه مع ذلك ورغم تفرد الحالة يؤمن السيابي أن أساليب الفن لدى الفنان تنتج بشكل عفوي دون تخطيط، وأنها رسالة نحو المعنى و التفكير بحالة "التفرد" والتي وضعها من خلال هذا المعرض في معايير ثلاثة: الأول معيار القيمة كون ما يميز الفن هو تفرده وجميع الفنانين يختلفون في أساليبهم فكل فنان بأعماله متفرد حسب تعبيره، أما المعيار الثاني فيتمثل في تفرد التكوين في الأعمال الفنية، ففي تكوينها الفني نجد المركزية والتفرد في العناصر و الأشكال، فخطوط الأعمال و إضاءتها تتمركز و تتمحور حول عنصر ما كالشمس أو القمر أو الانسان أو الحيوان أو الجماد، و المعيار الثالث بتمثل في الأحاسيس و المشاعر المتفردة لدى الإنسان وأفكاره التي تدور في أعماقه وتحتم عليه مشاعر معينة، وهذا ما اختزله السيابي في أعمال المعرض مع اتصال كل ذلك بالبيئة العمانية في مشاهد ليلية ونهارية من المدينة والقرية.
يحتضن مقهى "ريشيو" بالقرم المعرض الفني لأمجد السيابي منذ العشرين من الشهر الجاري وحتى الثاني من أكتوبر، ويقول السيابي عن تجربة إقامة معرضه الفني في مقهى: "إقامة معرض بداخل مقهى تجربة جديد اكتشفت من خلالها مقدار إقبال الناس و المجتمع للفن، جرت العادة أن تقام المعارض داخل متحف أو جاليري. أحببت أن أوسع دائرة الفن لتشمل الأماكن التي تشارك الناس فبها حياتهم اليومية حتى يكون الفن ملازما لهم في مختلف حالاتهم، و لا تقتصر فقط على المتاحف و المعارض الفنية.
وأضاف: كمعرض شخصي أول، أعتبر أن التجربة فاقت توقعاتي، فالحضور و العدد الكبير من المتفاعلين كان رائعا و في كل يوم من المعرض هناك زوار له، واكتشفت معهم زوايا نظر جديدة في كل عمل و قصص مختلفة لكل لوحة، وأسعدني أن الجميع أشاد بالتجربة، وأشعر أنها خلقت نوعا من الحراك الفني بين الفنانين والجمهور من مرتادي المقهى.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلادها.. زينات علوي “راقصة الهوانم” التي جمعت بين الأناقة والفن(تقرير)
تحل اليوم، الإثنين 19 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة والراقصة زينات علوي، التي وُلدت عام 1930، ولقّبت بـ”راقصة الهوانم” لما تميزت به من شياكة وأناقة على المسرح. لم تكن مجرد راقصة شرقية تقليدية، بل مزجت بين الرقي في الأداء والحضور الطاغي، لتصبح أيقونة فنية لها طابع خاص وسط نجمات زمن الفن الجميل.
نشأت زينات في مدينة الإسكندرية، وسط أسرة قاسية، عانت فيها من شدة والدها، مما دفعها إلى اتخاذ قرار مصيري بالهرب إلى القاهرة لتبدأ رحلتها الفنية، استقرت في شارع عماد الدين، معقل الفن والمسرح آنذاك، وهناك كانت البداية الحقيقية.
انضمت إلى كازينو بديعة مصابني، مدرسة الرقص الشرقي الأولى، وأصبحت واحدة من أبرز تلميذاتها. لم تمضِ فترة طويلة حتى أصبحت نجمة في سماء الرقص، وتنهال عليها العروض من كبار صناع الفن في مصر.
فنانة متعددة المواهب
لم تقتصر شهرة زينات علوي على الرقص فقط، بل اقتحمت عالم السينما وشاركت في أكثر من 50 فيلمًا، من أبرزها:
• الزوجة 13 (إلى جانب رشدي أباظة وشادية)
• إشاعة حب (ورقصها الشهير على “كنت فين يا علي؟”)
• البوليس السري
• رصيف نمرة 5
• موعد مع السعادة
• ارحم دموعي
• العائلة الكريمة
• الزوج العازب
• السراب (وكان آخر ظهور سينمائي لها)
اشتهرت بأسلوب فريد تمثل في مزجها بين التحطيب – أحد أشكال الفلكلور المصري – والرقص الشرقي، وهو ما منحها هوية خاصة على خشبة المسرح.
شهادة من أنيس منصور
الكاتب الكبير أنيس منصور خصّ زينات علوي بسطور من الإعجاب في كتابه “أظافرها الطويلة”، حيث قال:“زينات علوي أحسن راقصة بعد سامية جمال وتحية كاريوكا، لأن أداءها سهل وجميل، لا تبتذل، ولا تسعى لإثارة رخيصة، بل تقدم فنًا راقيًا باحتراف حقيقي.”
كانت على مقربة من دوائر المثقفين والكتاب، وهو ما أضفى عليها طابعًا خاصًا ومكانة فنية غير تقليدية.
نهاية حزينة لعمر من البهجة
في عام 1971، قررت زينات علوي اعتزال الفن نهائيًا، واختفت تمامًا عن الأضواء، حيث قضت السنوات السبع عشرة التالية في عزلة شبه كاملة، لم يعرف عنها أحد شيئًا، حتى جاء يوم 16 يوليو 1988، حين وُجدت متوفاة داخل شقتها، بعد ثلاثة أيام من رحيلها، في صمت يشبه صمتها الطويل بعد الاعتزال.
تراث لا يُنسى
رغم النهاية الحزينة، تبقى زينات علوي واحدة من العلامات المميزة في تاريخ الرقص الشرقي والفن المصري عمومًا. بحضورها الأنيق، وموهبتها الفطرية، وأسلوبها المميز، صنعت لنفسها مكانة خالدة بين راقصات وفنانات جيلها.