أكد مراقبون أن ما وصفوه بـ"زلزال صنعاء" الذي فاجأ الجميع عشية ويوم السادس والعشرين من سبتمبر الجاري، أفشل أخبث مخطط لمخلفات الإمامة الكهنوتية ممثلة بعبدالملك الحوثي وجماعته، يستهدف الجمهورية اليمنية ومكتسبات الثورة الخالدة.

وقال المراقبون إن الحوثي كان يخطط لتعديل اسم الجمهورية اليمنية، إلى الجمهورية الإسلامية اليمنية على غرار جمهورية إيران، وإلغاء الدستور والقانون اليمني، لحين تجهيز دستور إمامي يقدس السلالة الفاجرة ويلغي حقوق الشعب اليمني الإنسانية.

كما كان المخطط الحوثي يستهدف تحت مسمى "التغيير الجذري"، تغيير العلم الجمهوري وإزالة اللون الأسود الذي يرمز إلى تخلص اليمنيين من ماضي الإمامة الظلامية، وإضافة اللون الأخضر، الذي يرفعه الحوثيون في مناسباتهم الطائفية.

وبحسب المراقبين، فإن المليشيات الحوثية كانت تسعى لحشد مليوني كبير في ميدان السبعين بصنعاء، تحت مسمى تفويض "قائد الثورة" وتقصد به الكهنوت عبدالملك الحوثي، لإجراء تغييرات جذرية في مسمى الدولة وعلمها الوطني ودستورها وقانونها وكل مكتسبات الثورة الخالدة 26 سبتمبر.

اقرأ أيضاً صحفي سعودي يعلق على القصف الحوثي للحفل العسكري بمناسبة ثورة 26 سبتمبر بمحافظة صعدة أول تعليق للعميد طارق صالح على انتفاضة صنعاء سبتمبر ضد إهانة الحوثي لعلم الجمهورية شاهد لحظة إقدام القيادي الحوثي ”المتوكل” على قتل الطبيب اليمني ”السامعي” داخل حرم مستشفى حكومي ”فيديو” المقالح يخاطب المليشيا: المدسوس هو من نزع العلم الوطني لامن رفعه مسؤول حكومي: انشقاق ضباط مع دبابات عسكرية عن مليشيات الكهنوت الحوثي وانضمامهم لإحدى مناطق الشرعية أول تعليق من هيئة الطيران الأردني على تلويح طيران اليمنية بوقف رحلاتها من صنعاء إلى عمّان توعد بالرد..الجيش اليمني يعلن مقتل جندي وإصابة آخرين بهجوم للمليشيا على احتفال سبتمبري في صعدة (صور) المليشيا توقع قتلى وجرحى بصفوف المحتفلين بالثورة اليمنية في صعدة وتعتدي على آخرين في الحديدة (فيديو) إنطلاق منافسات الدوري اليمني لكرة القدم جنيف..ندوة حقوقية تطالب بوقف إنتهاكات المليشيا بحق نساء وأطفال اليمن بدء تركيب ألواح أكبر محطة طاقة شمسية في اليمن الحكومة اليمنية تصدر أول بيان بشأن تراجع زعيم المليشيا عن ”التغييرات الجذرية”

وكان من بين مخطط الحوثي، حل البرلمان ومجلس الشورى ورئاسة الوزراء، وإجراء تعيدلات بمسميات المحافظات اليمنية، وتعديل اسم ميدان السبعين إلى ميدان المولد النبوي، أو ميدان الصماد.

وكانت مصادر مطلعة قالت للمشهد اليمني في وقت سابق، إن إهانة العلم الجمهوري وتمزيقه ومصادرته بتلك الصورة المستفزة في شوارع صنعاء وإب، كانت بتوجيهات من عبدالملك الحوثي نفسه، لقياس ردة فعل الشارع اليمني، قبل إعلان ما يسمى بالتغيير الجذري، لكن ردة الفعل اليمنية كانت صادمة للمليشيات الكهنوتية التابعة لإيران.

وأكد المراقبون أن ردة الفعل المزلزلة من قبل الشارع اليمني، وخروج عشرات الآلاف في صنعاء وأضعافهم في محافظة إب، لرفع العلم اليمني والتنديد بإهانته وتدنيسه، والاحتفال بثورة 26 سبتمبر، افشلت المخطط الحوثي، وضربت عبدالملك الحوثي في مقتل، ما دفعه لتأجيل إعلان ما كان معد مسبقًا باسم التغييرات الجذرية.

وكانت مصادر مقربة من الحوثيين، كشفت للمشهد اليمني في وقت سابق، أن مليشيات عبدالملك الكهنوت، بدأت بإجراء تغييرات في ميدان السبعين وتنفيذ خطة لهدم النصب التذكاري للجندي المجهول، تحت غطاء توسعة الميدان لكنها تحاول طمس آخر رمزية للثورة اليمنية ٢٦سبتمبر 1962م وللثورة التي اطاحت النظام الأمامي الكهنوتي المتخلف .

وقامت المليشيات بإغلاق الميدان قبل موعد "المولد النبوي" بأكثر من أسبوع، تمهيدًا لإعلان "التغييرات الجذرية" من وسط الميدان، عبر بث مباشر لزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، لكن الخروج السبتمبري العظيم في صنعاء، وضعف الحضور في فعالية المليشيات "المولد النبوي"، أفشل ذلك المخطط.

وذكرت المصادر ان الخطة تبدأ مرحلتها الأولى بتوسعة الميدان من جهة الجنوب والشمال والشرق في الأراضي الزراعية المحيطة بدار الرئاسة وجامع الصالح ومعسكر المنصة والذي كان مخصص للحماية الرئاسية خلال العروض العسكرية في ميدان السبعين لذر الرماد في العيون للهدف الأكبر .

وأكدت المصادر ان الخطة تشمل تهيئة الناس بالتوسعة وتغيير إسم الميدان من " ميدان السبعين "وطمس رمزية الإسم الأول والتي تشير إلى صمود الثوار لسبعين يوما خلال مواجهة القوى الأمامية عام 1968م والتي حاول خلالها الاماميون حصار صنعاء والقضاء على النظام الجمهوري لكن الأخير إستطاع هزيمة الاماميون رغم قلة اعداد المقاتلين الجمهوريين بقيادة اللواء حسن العمري وكثرة القوى الأمامية وهزيمتها والتي كان يقودها قاسم منصر خلال سبعين يوما من القتال.

وبحسب المصادر نفسها فإن الخطة تشمل هدم تمثال الجندي المجهول والاعمدة التي بجانبه الستة والتي ترمز إلى أهداف الثورة وكتابة 26 بالخرسانة الاسمنتية كرمز ل 26 سبتمبر 1962م والابقاء فقط على ضريح صالح الصماد الذي يرمز للمليشيا الحوثية.

وكان محللون سياسيون أكدوا أن الخروج العفوي الحاشد لجماهير سبتمبر وأكتوبر في أمانة العاصمة صنعاء، خلال الساعات الماضية، هو زلزال حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هز أركان مخلفات الإمامة الكهنوتية.

وأكدوا في تعليقهم على الانتفاضة الشعبية الغاضبة التي شهدتها صنعاء، احتفالا بالعيد الـ 61 لثورة اليمنيين الخالدة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، أن ذلك الخروج الجمهوري المشرف أربك كل حسابات السلالة العنصرية البغيضة، بعدما استفزت اليمنيين ووصلت أياديها القذرة لتنديس العلم اليمني المقدس.

وقال المحللون في حديث لقنوات تلفزيونية، تابعهم المشهد اليمني، أن مليشيات عبدالملك الحوثي الكهنوتية تحشد المواطنين في مناطق سيطرتها منذ شهور طويلة لفعاليات طائفية، مسخرة لذلك كل إمكانيات الدولة التي نهبتها، لكنها وبلحظة لا تتوقعها، ضاعت كل جهودها واختلطت جميع أوراقها.

وأضافوا أنه ما أن دخلت الدقيقة الأولى لليلة السادس والعشرين من سبتمبر العظيمة، حتى تدفق الناس إلى الشوارع بشكل عفوي وخرجت الحشود تلقائيا ما هز أركان السلالة الفاجرة وهي ترى ذلك الزخم الجماهيري السبتمبري الكبير، بعد أن كان شيطان فارس قد وسوس لها بأن الشعب قد خضع للأمر الواقع وتخلى عن جمهوريته المقدسة.

واندلعت مواجهات عنيفة بين المليشيات الحوثية والشباب المحتفلون بالثورة في جولة ريماس بمنطقة حدة، بعدما قامت مليشيات الكهنوت الحوثي المتخلف بمصادرة الأعلام الوطنية وإطلاق الرصاص الحي على المحتفلين لتفريقهم.

وفي حين كانت عناصر المليشيات تصرخ شعارها المستورد من إيران: "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل"، كان زئير الشباب اليمني يصدح في كل أرجاء العاصمة: "جمهورية جمهورية .. بالروح بالدم نفديك يا يمن".

وتتواصل حالة الاحتفالات الشعبية بأمانة العاصمة صنعاء، وارياف المحافظة والقبائل المحيطة، والمحافظات الأخرى، ابتهاجا بالثورة الخالدة التي نقلت اليمنين من العبودية إلى الحرية، ومن العنصرية إلى المساواة، ومن الظلمات إلى النور، ومن الخرافة إلى الحقيقة، ومن الجهل والتخلف إلى العلم، ومن حكم الفرد إلى حكم الشعب. ومن جحيم وسجن الإمامة إلى جنة ورحاب الجمهورية.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: عبدالملک الحوثی میدان السبعین

إقرأ أيضاً:

تحليل: الإعلان الاسرائيلي حول معبر رفح بالون اختبار لتغيير الاتفاق حسبما يريد "نتنياهو"

غزة - خاص صفا

مرة أخرى يعود الخلاف بين مصر و"إسرائيل" حول موضوع تهجير الفلسطينيين من غزة، والذي تقف أمامه مصر سدًا منيعًا، مجددًا، بقضية معبر رفح البري، الذي حاولت "إسرائيل" أن تتخذه غطاءً لضغوط تريدها في هذه المرحلة، وقف محللون سياسيون.

وأعلن المنسق لأعمال حكومة الاحتلال الاسرائيلي أمس الأربعاء، أن معبر رفح البري سيُفتح خلال الأيام القادمة للمغادرين فقط إلى مصر، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون بالتنسيق مع مصر وبتواجد فرق أوروبية.

وسرعان ما نفى مصدر مصري مسؤول أي تنسيق لفتح المعبر، مؤكداً رفض مصر فتح المعبر إلا في كلا الاتجاهين وبدون قيود على حركة الغزيين.

ويقول المختص السياسي طلال عوكل لوكالة "صفا"، "إن الخلاف يعود بين مصر وإسرائيل مجددًا، على موضوع تهجير أهل غزة إلى مصر وهو هدف إسرائيلي واضح منذ بدايه العدوان".

ويرى أن الرفض المصري الحازم، يعود لغياب الثقة بمدى استعداد "إسرائيل" للالتزام بخطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، التي ينص البند الثاني عشر منها على حق الفلسطينيين بحرية الحركه في الاتجاهين مغادرة وعوده بدون قيود.

 ويؤكد عوكل أن "نتنياهو سيواصل التلاعب بالخطة وإفشالها".

ولكنه يستطرد "لكن المسؤولية تقع على عاتق الرئيس الأمريكي الذي عليه التدخل ح إسرائيل، بالالتزام".

وإن لم يتدخل "ترامب"، فإن الخطة ستكون في مهب الريح، ويتوقع عوكل، تدخله والضغط على "نتنياهو"، وبالرغم من ذلك فإن هذا لا يعني أن "نتنياهو" سيكف عن محاولاته لإفشال الخطة، بحسبه.

ضغط باتجاه تغيير الاتفاق

من جانبه، يقول المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي عماد عواد "إن الإعلان الاسرائيلي يشير إلى النية لتسهيل خروج الفلسطنيين، بمعنى أنها لم تتخلى عن مشروعها خلال الحرب، وهو تمهيد الطريق لإمكانية تهجير الفلسطنيين أو جزء كبير منهم".

ويضيف "أيضًا هذا الإعلان جاء للضغط على الجانب المصري، من أجل أن تتخذ صيغة مخالفة، فإسرائيل تعلم أن مصر سترفض، وبالتالي ستذهب لتحميلها المسؤولية أمام الأطراف الأخرى خاصة الولايات المتحدة".

ويرى أن "إسرائيل" تريد أن يكون هناك ضغط باتجاه صيغة جديدة فيما يتعلق بمعبر رفح، بمعنى أن يكون هناك مراقبة معينة أو نسب دخول وخروج معينة، وأن تبدأ العملية فقط باتجاه الخروج فقط، وليس الدخول، وهي تحاول الوصول لتفاهم معين من أجل ذلك".

ويشير إلى أن "إسرائيل" أعطت صورة دعائية، أنها ليس لديها مشكله في فتح معبر رفح، لكن هي أيضًا كأسلوب للضغط على الجميع، وفق عواد.

ويكمل "حينما تعلن بهذا الشكل عن نية فتح المعبر، وتعلن عن مشاريع في مناطق تسيطر عليها، هي تريد أن تغير باتفاق وقف إطلاق النار، رغم أنه جاء على مقاسها، لكنها لا تعدم الحيل والوسيلة".

أهداف تمديد المرحلة

ويجزم بأن "إسرائيل" تريد من خلال استمرار الضغط في كل الاتجاهات، أولاً "إطالة أمد المرحلة الحالية كما هي أكبر فترة ممكن، من حيث الواقع الإنساني السيء والضغط على الفلسطينيين، وأن يبقى الاحتلال لحين مجيء حكومة إسرائيلية جديدة وانتخابات، لأن هذه قضايا مهمة بالنسبة لـ"نتنياهو".

وثانياً-حسب عواد- فإن "نتنياهو يستخدم ملف غزة في إطار ترتيب الملف الفلسطيني، وحسم الصراع مع الفلسطينيين في تجاه مختلف.

ويوضح "في الضفة يعمل بجد وتسارع لبنود أهداف اليمين المتطرف، وفي القطاع يعمل لعل وعسى أن يكون هناك ترتيب آخر فيه، كاستمرار احتلال أجزاء منه ضمن تفاهم معين، ووجود قوة دولية فقط في المناطق على الخط الأصفر، والدفع باتجاه فرض المزيد من الضغط الإنساني على الغزيين برغم أن حماس لا تزال موجودة".

وكما يقول "بالتالي، نحن نتحدث عن رغبة إسرائيلية حقيقية في اتجاه صيغ جديدة فيما يتعلق بكل شي، بما فيها معبر رفح".

ويبين أن "إسرائيل" ومن خلال بالون الإختبار هذا ضغطت الجميع باتجاه أن يكون المعبر مفتوح للمغادرين، وأنه في حال فتحه للقادمين يجب أن يكون بنسب وأعداد معينة لأن هدفها التهجير، ووجود نوع من الرقابة هي تحددها.

وثالثاً، يؤكد عواد أن "إسرائيل" تريد ضبط القضية بمسألة مَنْ من الدول يجب أن تستقبل جزء من الغزيين، وبالتالي فإن على مصر أن تسمح للغزيين للمغادرة إلى أين شاءوا، وفق المخطط الاسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. جماعة الحوثي تبدأ محاكمة موظفي المنظمات الأممية بمزاعم "التجسس"
  • طارق صالح: استعادة الجمهورية مرهونة بهزيمة الحوثي وتحرير صنعاء
  • رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق يكشف تفاصيل وتداعيات اغتيال «الغشمي»
  • رئيس الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية الأسبق يتحدث عن اغتيال "الغشمي" وتداعياته السياسية
  • رئيس الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية الأسبق يتحدث عن "عام العواصف" في الجنوب
  • رئيس الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية الأسبق: ما حدث بحق "الشعبي" حماقة.. وأجندات خارجية وراء الصراعات
  • رئيس الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية الأسبق: معلومات مغلوطة أدت لوضع "الشعبي" تحت الإقامة الجبرية
  • رئيس الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية الأسبق يكشف مُلابسات استقالة "الشعبي" في يونيو 1969
  • طارق صالح يطالب جميع القوى والمكونات السياسية وفي مقدمتها المجلس الانتقالي لتوحيد الجهود وقيادة معركة التحرير وهزيمة جماعة الحوثي
  • تحليل: الإعلان الاسرائيلي حول معبر رفح بالون اختبار لتغيير الاتفاق حسبما يريد "نتنياهو"