لماذا تتركز كمائن المقاومة في عبسان الكبيرة بخان يونس؟
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
أثار تصاعد عمليات المقاومة في مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، خاصة في المنطقة الشرقية منها، تساؤلات بشأن الأسباب والعوامل التي ساعدت المقاومة على تنفيذ عمليات وكمائن نوعية.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري حاتم كريم الفلاحي إن خان يونس من أكبر محافظات القطاع، وهي ذات رقعة جغرافية كبيرة، ويعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها تشكل موقعا جيوسياسيا لفصائل المقاومة من حيث الإمكانيات والقدرات العسكرية.
ووفق الفلاحي، فإن عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال منتصف مايو/أيار الماضي- ترتكز على منطقتين رئيسيتين في قطاع غزة هما منطقة الشمال وخان يونس جنوبا.
لكن عمليات المقاومة تركّزت في الأسابيع الأخيرة على المحور الشرقي من خان يونس، وتكررت على وجه التحديد في منطقة عبسان الكبيرة لأسباب عدة هي:
طبيعة المنطقة الجغرافية في عبسان الكبيرة تصلح لنصب الكمائن بشكل كبير. تموضع المقاومة دفاعيا في هذه المنطقة يختلف عن بقية المناطق الأخرى. هناك انطباع بأن المقاومة قادرة على تنفيذ عمليات بالمنطقة من دون إيقافها إسرائيليا.وعبسان الكبيرة هي قرية فلسطينية تقع إلى الشرق من خان يونس، ويربط بعض المؤرخين سكانها بـ"قبيلة عبس"، التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وبلغ عدد سكانها عام 2023 حوالي 31.5 ألف نسمة.
وتعرضت عبسان -التي تبلغ مساحتها نحو 16 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع)- في جميع الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع لعمليات تدمير واسعة، من خلال القصف الجوي والمدفعي، فضلا عن التوغلات البرية.
وأوضح الخبير العسكري أن فصائل المقاومة في حرب العصابات لا تتموضع دفاعيا في منطقة محددة وإنما في مجاميع عسكرية صغيرة.
وتتنقل هذه المجاميع الصغيرة من منطقة إلى أخرى حسب الإمكانية والقدرة والموقع الجغرافي -حسب الفلاحي- رغم أن جيش الاحتلال يضغط على خان يونس ويتقدم من شرقها وشمالها وجنوبها.
إعلان
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الاثنين، تدمير دبابة ميركافا وجرافة إسرائيلية من نوع "دي 9" شرقي خان يونس، وقالت إن تدمير الميركافا جاء بالاشتراك مع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكذلك، أعلن الجناح العسكري للجهاد الإسلامي إيقاع مقاتليه قوة إسرائيلية راجلة في كمين محكم داخل منزل تحصنت بداخله شرقي خان يونس يوم 28 يونيو/حزيران الماضي.
وأوضحت السرايا أن المنزل تم تفخيخه بعبوات مضادة للأفراد والتحصينات، في حين هرعت قوات النجدة إلى المكان قبل الاشتباك معها بالأسلحة الرشاشة وقذائف "آر بي جي".
وفي ضوء هذه التطورات، تدخل الطيران المروحي الإسرائيلي بكثافة نارية ودخانية "لإنقاذ من تبقى من جنوده على قيد الحياة"، وفق السرايا.
والأحد الماضي، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 30 ضابطا وجنديا قُتلوا في قطاع غزة -بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة- منذ استئناف إسرائيل الحرب في 18 مارس/آذار الماضي.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة هآرتس أن 20 جنديا إسرائيليا قُتلوا في القطاع خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عبسان الکبیرة خان یونس
إقرأ أيضاً:
الرئاسة الفلسطينية تحذّر من توسيع عمليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة
حذّرت الرئاسة الفلسطينية من المخاطر الجسيمة لتهديد الاحتلال الإسرائيلي بالقيام بأكبر عملية نزوح للفلسطينيين في قطاع غزة، تمهيدًا للقيام بعملية عسكرية جديدة مدمرة، مطالبة الإدارة الأمريكية بإجبار الاحتلال على وقف هذه التهديدات، وتحقيق وقف إطلاق النار.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: “إن هذه التحركات الإسرائيلية تؤكد سعيها الواضح إلى إفشال كل المساعي الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار ووقف الحرب”.
وحذّر أبوردينة في الوقت ذاته من أيّة سياسة قد تؤدي إلى ضم أراضٍ في الضفة الغربية ضمن أي توجه كان، لأن ذلك يعني المزيد من الحروب، وعدم الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن أي توجهات لا تلبي حقوق الشعب الفلسطيني وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، سيكون مصيرها الفشل.