كتبت "الشرق الاوسط": تتابع السفارة الأميركية في بيروت عن كثب التحقيقات بالاعتداء الذي تعرضت له في 20 الشهر الحالي، حين أقدم أحد الشبان على إطلاق النار باتجاه مدخل السفارة، وقال بالتحقيقات معه إنه قام بذلك رداً على «تعامل قاسٍ معه خلال إيصاله إحدى الطلبيات»، كونه يعمل بإحدى شركات الدليفري.
ويؤكد مسؤول في السفارة أن واشنطن «تثق بتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية، وبكل ما تعلنه وتعتقد أنه من المبكر الوصول إلى نتائج نهائية بما خص الاعتداء»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن التهاون مع المسائل المتعلقة بالموضوع الأمني».

وينظر المسؤول الأميركي الذي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» بحسرة للوضع اللبناني الحالي ولعدم قدرة المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية بعد نحو عام كامل رغم الصعوبات والتحديات الجمة التي تواجه لبنان، وبخاصة على الصعيد المالي والاقتصادي. وهو يرى وجوب الدعوة لجلسة رئاسية بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس، مؤكداً أن واشنطن «لا تدعم مرشحاً أو شخصية معينة، وتدعو اللبنانيين للاختيار بحكمة». ويضيف: «المسار الصحيح للنهوض بالبلد يبدأ بانتخاب رئيس، ومن ثم تشكيل حكومة ليتفعل عندها عمل مجلس النواب وتقر الإصلاحات اللازمة».
ويستغرب المصدر: «كيف أنه بعد عامين على وضع صندوق النقد الدولي لائحة من الإصلاحات التي يتوجب على لبنان القيام بها، لا تزال اللائحة على ما هي عليه»، مشدداً على أنه «لا بديل عن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي»، قائلاً: «هناك كثير من المستثمرين والشركات الخاصة تنتظر توقيع الاتفاق مع صندوق النقد كي تأتي للعمل في لبنان».
ويعد المصدر أن «الأفق اللبناني غير مسدود على الصعيدين المالي والاقتصادي»، لافتاً إلى أن «هناك إشارات حياة في الاقتصاد يجب الاستفادة منها والبناء عليها»، مشيراً إلى أن «قطاع الغاز والنفط من القطاعات الواعدة، لكن أي مردود منها لا يجب أن يكون بديلاً عن الإصلاحات».
وعما إذا كان سيتم سلوك مسار الترسيم البري قريباً مع إسرائيل بوساطة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، يقول المصدر: «هو سمع هنا وجهات نظر المسؤولين اللبنانيين وذهب إلى إسرائيل ليستمع إلى وجهة نظر الطرف الآخر، وبالتالي إذا كان هناك جدية في مقاربة الملف من قبل الطرفين ورغبة فعلية بالوصول إلى اتفاق، فعندها يكون ذلك ممكناً، وإلا فإن لدى هوكشتاين مشاغل كثيرة نتيجة منصبه الجديد ككبير مستشاري الرئيس الأميركي».
ويجزم المصدر بأنه «لا توجه أميركياً لمعاقبة لبنان بسبب عدم انتخاب رئيس من خلال وقف المساعدات الأميركية للجيش»، ويعدّ أن ما نقل مؤخراً عن مندوبة واشنطن في اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني بربارة ليف في هذا الشأن عار عن الصحة تماماً، وهو يهدف لإحداث شرخ بين الولايات المتحدة الأميركية وشركائها اللبنانيين، «وعلى رأسهم الجيش اللبناني القوي الذي نحن فخورون بالتعاون معه».
ويشير المصدر المسؤول في السفارة إلى أنه «لا توجه لاستقدام مزيد من الأموال لهذا الغرض، خصوصاً أنه عندما طلبنا هذه الأموال قلنا إنها ستستخدم لدعم المؤسسة العسكرية على أن تقوم القوى السياسية بالإجراءات والإصلاحات اللازمة لتنهض مجدداً بالاقتصاد وترفع رواتب العناصر والضباط. لكن هذا لم يحصل ولم يتم إنجاز أي شيء في هذا المجال... فعلى أي أساس نطلب مزيداً من الأموال لتمديد العمل بهذا البرنامج؟»، ويضيف: «نحن سعيدون بأننا ساعدنا عناصر الجيش في تأمين احتياجاتهم الرئيسية في ظل الأزمة لكننا حزينون لكون البرنامج وصل إلى نهايته، ولم يقُم المسؤولون اللبنانيون باجتراح الحلول اللازمة».
وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإنه مع نفاد مبلغ 72 مليون دولار الأميركي سيتم اللجوء لمساعدة قدمتها دولة قطر للغرض نفسه أي دعم رواتب العسكريين، إلا أن هذه المساعدة لن تكفي وقتاً طويلاً. ويؤكد المصدر الأميركي المسؤول أن «انتهاء هذا البرنامج لا يعني إطلاقاً وقف المساعدات الأميركية للجيش لدعمه وتقويته»، لافتاً إلى مساعدات وصلت إلى القوات البحرية، كما مساعدة أساسية تقدمها واشنطن في مجال ضبط الحدود البرية منذ سنوات، قائلاً: «نحن نستمر في هذه المهام، ونعتقد أن لبنان واللبنانيين قاموا بعمل إنساني غير اعتيادي ورائع بمساعدة واستقبال اللاجئين السوريين، ونحن والمجتمع الدولي نقدر ذلك بعكس ما يروج كثيرون، ونقول للبنانيين لستم وحدكم والمجتمع الدولي إلى جانبكم».
ويعدّ المصدر، رداً على سؤال، أن الاتهامات التي يوجهها البعض للجيش وقائده بالتلكؤ في ضبط الحدود للتصدي لموجة النزوح الجديدة، «تندرج بإطار تسجيل النقاط السياسية والشعبوية، خصوصاً أن الجميع يعي أن الحدود اللبنانية - السورية طويلة ومتداخلة، وليس من السهولة ضبطها بالكامل في ظل القدرات والإمكانات الحالية للجيش اللبناني».


المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

المؤتمر: زيارة الرئيس اللبناني للقاهرة تؤكد عمق العلاقات ودور مصر المحوري في دعم لبنان

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون إلى القاهرة ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمثل محطة استراتيجية مهمة في مسار العلاقات المصرية اللبنانية، وتعكس حرص البلدين على مواصلة التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، وتعميق التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

وأكد فرحات أن هذه الزيارة جاءت في توقيت بالغ الدقة، في ظل ما يشهده الإقليم من توترات متصاعدة، خاصة في الجنوب اللبناني، وما يفرضه العدوان الإسرائيلي على غزة من تداعيات أمنية وإنسانية تطال دول الجوار لافتا إلى أن اللقاء بعث برسائل دعم قوية للبنان، مفادها أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، ستظل داعمة للدولة اللبنانية، للحفاظ على استقراره وسيادته ووحدة مؤسساته الوطنية.

وأشار إلى أن مصر كانت دائما في مقدمة الداعمين للبنان، سواء من خلال المساندة السياسية في المحافل الدولية أو عبر المساعدات الإنسانية والمساهمة في إعادة الإعمار، وهو ما يعكس ثبات الموقف المصري وحرصه على وحدة وسيادة الدول العربية دون تدخل خارجي.

وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر  أن كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك، حملت دلالات سياسية قوية، أبرزها التأكيد على ضرورة تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، ورفض انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، الأمر الذي يتسق مع الموقف المصري التاريخي الداعم للشرعية الدولية، ويؤكد على التزام مصر الثابت بأمن وسلامة الأراضي العربية.

ونوّه فرحات إلى أن اللقاء عكس أيضا توافقا في الرؤية بين القاهرة وبيروت تجاه عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وضرورة وقف العدوان على غزة، ورفض محاولات التهجير، والدعوة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وهو ما يعزز مكانة مصر كقوة داعمة للسلام العادل والشامل في المنطقة.

وشدد أستاذ العلوم السياسية علي أن زيارة الرئيس اللبناني تمثل نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتفتح آفاقا واسعة للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار الإقليمي وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة في الأمن والتنمية.

طباعة شارك حزب المؤتمر الرئيس اللبناني الرئيس عبد الفتاح السيسي العدوان الإسرائيلي غزة

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يستقبل الرئيس اللبناني | صور
  • الرئيس اللبناني: لا سلام دون انسحاب إسرائيل الكامل من أراضينا
  • الرئيس السيسي يبحث مع نظيره اللبناني استعادة الاستقرار الإقليمي
  • المؤتمر: زيارة الرئيس اللبناني للقاهرة تؤكد عمق العلاقات ودور مصر المحوري في دعم لبنان
  • المؤتمر: زيارة الرئيس اللبناني للقاهرة تجسد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين
  • الرئيس السيسي يستقبل نظيره اللبناني في قصر الاتحادية
  • الرئيس اللبناني يزور مصر
  • الرئيس اللبناني: أشكر مصر وشعبها ورئيسها .. فيديو
  • الرئيس اللبناني يكشف علاقته بحزب الله.. فيديو
  • الرئيس اللبناني للشعب: لانملك عصا سحرية ولدينا إصرارا على الإصلاح