محمد عبلة في حواره لـ «صدى البلد»: احترق مرسمي وفقدت أعمال عشرين عاما
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
يعتبر الفنان محمد عبلة أول فنان تشكيلي مصري يحصل على وسام معهد جوته الألماني.
ويعد “عبلة” أحد أبرز الفنانين التشكيليين في الوطن العربي حاليا، لما قدمه طوال مسيرته الفنية من أعمال استطاع من خلالها أن يحفر اسمه من نور وسط الساحة الفنية.
وأجرى “صدى البلد” حوارا مع "عبلة"، كشف خلاله عن استعداده لمعرض فني جديد في نوفمبر المقبل، وإلى نص الحوار:
في البداية.
. هل سنرى معرضا جديدا للفنان محمد عبلة خلال الفترة المقبلة؟
الآن أنا أستعد لمعرض في شهر نوفمبر سيكون في القلعة، واسمه "حوار العرب" سيجمع مجموعة من الفنانين العرب من أقطار مختلفة، سأقدم به مجموعة من الأعمال الجديدة.
كيف ترى الفن التشكيلي في مصر في الوقت الحاضر؟ وهل هناك دعم حقيقي للشباب؟
الفن التشكيلي في مصر منتعش ولكن ليس بسبب الدعم، هو منتعش بسبب وجود أجيال جديدة ووجود معارض أكثر من السابق، هذا ما ينعش الفن أن تزيد المساحة للفنانين لكي يعرضوا أعمالهم.
فهناك شباب كُثُر مُحتكون بالعالم ويتواصلون معه بسبب الإمكانيات التكنولوجية الحديثة، وهذا شيء جميل لأن الفن في الوقت الحالي به جزء كبير مرتبط بالعلم والتواصل، ولكن الدعم قليل من الدولة بسبب الظروف الاقتصادية بالطبع فا الدعم الأكبر يمكن أن يكون عن طريق الدولة.
ماذا تغير في شخصية محمد عبلة مع وصوله لسن السبعين؟
الإنسان عامة يتعلم من التجارب، ووصولك لسن السبعين يعني أنك مررت بالعديد من التجارب والخبرات التي تؤثر في شخصيتك.
في الماضي كنت أسافر بكثرة وأتحرك في جميع أنحاء العالم، والآن أصبحت أكثر هدوءاً ومستقرا في مصر أكثر، وبدأت أميل للعزلة والقراءة أكثر؛ هي أشياء تُغير الشخصية، مع الوقت الإنسان يكتسب خبرات جديدة، ولكن ما زلت أسافر وأحتك بالعالم.
كيف أثرت خلفيتك الثقافية المصرية على أسلوبك الفني؟
الفن هو دائما انعكاس لشخصية الفنان؛ وما يُكون شخصية الفنان هي ثقافته وبيئته وخبراته والمنطقة التي نشأ فيها من العالم؛ ولذلك كل ما هو مصري أنا عايشته وعصارته يؤثر في.
أسلوبي الفني مستمد من ثقافتي، وثقافتي الفنية تأثرت جدا بالفن المصري القديم والفن الشعبي، ولأني درست في أوروبا فقد تأثرت بالفن الغربي أيضا، ولكن لأني فنان لحد كبير فأنا أرسم حياتي أرسم ما أُعَيشه، وستجد فني يحتوي على كثير جدا من القصص والحكايات والتي لها علاقة بمصر هذا شيء طبيعي أن الثقافة والبيئة تؤثر في الفنان.
ما كان المشروع الأكثر تحديا بالنسبة لك؟
يوجد في حياتي محطات مهمة، ففي عام 1998 واجهني أكبر تحدٍ عندما احترق مرسمي؛ وفقدت أعمال عشرين عاما، فكان لا بد أن أبدأ من جديد وأستمر في الفن، ومحطة مهمة أخرى عندما بدأت أرسم القاهرة وكيف أرسمها بشكل مختلف وأعبر عن القاهرة التي أعيشها وليس القاهرة المتخيلة؛ ولذلك رسمت القاهرة مرات عديدة في معارض مختلفة.
ومن المشاريع المهمة أيضا عندما كنت مهتما بالبيئة والنيل والتلوث، قمت بعمل مجموعة من الأعمال والمشاريع الفنية التي تحث الناس على تأمل واقعهم وأن ينظروا للبيئة التي يعيشون بها وكيف أن علاقتهم بالبيئة تؤثر بالبيئة نفسها.
ما الرسالة التي تأمل أن ينقلها فنك إلى الجمهور؟
أهم رسالة أحب أن أنقلها ويفهمها الناس من أعمالي هي فكرة تأمل الواقع، أن تتأمل الحياة ولا تجعلها تمر أمامك مروك الكرام فهذه رسالتي طول الوقت.
أنا أحب أن يكون فني معبرا عن واقعي وحياتي وأن يحتوي على رسالة أمل في الحياة، وكذلك أحاول أن أجعل الناس يحبوا الفن من خلالي، يحبون الفن بمعنى أن يتأملوه ويحبون الفن بمعنى أن يعملوه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفنان محمد عبلة حوار العرب محمد عبلة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاتها.. زينب صدقي "البرنسيسة الأرستقراطية" التي أضاءت المسرح والسينما وغادرت بصمت
في مثل هذا اليوم، 23 مايو، رحلت عن عالمنا واحدة من أعمدة الفن المصري الكلاسيكي، الفنانة زينب صدقي، التي امتد عطاؤها لعقود من الزمن تركت خلالها بصمة لا تُنسى في السينما والمسرح ورغم اعتزالها الأضواء في سنواتها الأخيرة، ظلت ذكراها حاضرة في قلوب الجمهور الذي أحب أداءها الراقي وأدوارها المتميزة، خصوصًا في تجسيد شخصية الأم الأرستقراطية.
نستعرض في هذه السطور أبرز محطات حياتها، من نشأتها وبداياتها الفنية، إلى أعمالها الخالدة، وحياتها الخاصة، وحتى لحظة الوداع الأخيرة.
نشأة أرستقراطية وموهبة مبكرةوُلدت زينب صدقي، واسمها الحقيقي ميرفت عثمان صدقي، في 15 أبريل 1895، وسط أسرة ذات أصول تركية عريقة كانت تقطن حي الزمالك الراقي في القاهرة. تلقت تعليمها في مدارس أجنبية راقية، وكان لبيئتها الراقية أثر كبير في تشكيل ملامح شخصيتها الفنية، حيث كانت تجيد عدة لغات وتتمتع بثقافة واسعة.
منذ نعومة أظافرها، أظهرت ميولًا فنية واضحة، الأمر الذي شجعها على دخول مجال التمثيل في وقت كانت فيه المرأة لا تزال تناضل لإثبات مكانتها على خشبة المسرح.
انطلقت في مشوارها الفني عام 1917 من بوابة المسرح، حيث عملت مع فرق كبيرة مثل فرقة جورج أبيض، وفرقة عبد الرحمن رشدي، ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي (مسرح رمسيس) حيث تألقت في أدوار الفصحى الكلاسيكية، مثل "مجنون ليلى" و"كليوباترا".
رحلة فنية حافلة بين المسرح والسينمالم تقتصر مسيرة زينب صدقي على المسرح فقط، بل امتدت إلى عالم السينما في فترة ازدهارها، وقدمت أكثر من 55 فيلمًا على مدار مشوارها الفني.
تنوعت أدوارها بين الأم الأرستقراطية والسيدة الراقية، وهو ما ساعد في ترسيخ صورتها كرمز للأناقة والفخامة.
من أبرز أفلامها:
• ست البيت (1949)
• عزيزة (1955)
• الجريمة والعقاب (1957)
• الزوجة 13 (1962)
• إسكندرية ليه (1978)
• لابيلور (1983)
تميزت زينب صدقي بأسلوب تمثيلي رصين، وكانت تُتقن اللغة العربية الفصحى، ما جعلها محط أنظار كبار المخرجين والكتّاب، خصوصًا في الأعمال التاريخية والمسرحية.
حياتها الخاصةرغم شهرتها ونجاحها، لم يكن لزينب صدقي نصيب كبير في الاستقرار العاطفي. فقد تزوجت مرة واحدة فقط، لكن هذا الزواج لم يستمر سوى ستة أشهر، لتقرر بعدها ألا تخوض تجربة الزواج مجددًا.
ومع ذلك، لم تحرم نفسها من مشاعر الأمومة، فتبنت طفلة يتيمة تُدعى "كوثر حسن عباس"، وأطلقت عليها اسم "ميمي صدقي"، أحاطتها بحنان ورعاية كبيرة، ووفرت لها أفضل تعليم حتى أصبحت طبيبة ناجحة، لتثبت أن الأمومة ليست بيولوجية فقط، بل قلب يحتضن ويربي.
نهاية هادئة لحياة صاخبة بالعطاءفي سنواتها الأخيرة، ابتعدت زينب صدقي عن الفن والأضواء، وعانت من ظروف مالية صعبة جعلتها تبيع مقتنياتها الخاصة، وحتى المقبرة التي كانت قد اشترتها لنفسها. ورغم ذلك، رفضت أن تتوسل أو تعود للساحة الفنية طلبًا للمساعدة، محتفظة بكرامتها وكبريائها حتى اللحظة الأخيرة.
رحلت عن عالمنا في 23 مايو 1993، عن عمر ناهز 98 عامًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا غنيًا ومكانة كبيرة في قلوب عشاق الفن الكلاسيكي.
إرث فني خالد لا يُنسىكانت زينب صدقي رمزًا للأناقة والموهبة والانضباط، ونجحت في تقديم نموذج للمرأة الفنانة القادرة على الجمع بين الجمال والموهبة والثقافة.
وُصفت بـ "ملكة جمال مصر" في الثلاثينيات، وظلت حتى وفاتها تجسيدًا للأصالة والرقي في الأداء.
وفي ذكرى رحيلها، نستحضر سيرتها كواحدة من رائدات الفن في مصر، ممن صنعن المجد في زمن الفن الجميل، وتُعد قصتها من قصص النجاح التي تلهم الأجيال القادمة.