اليوم 24:
2025-12-14@12:43:13 GMT

"جنرالات" العدالة والتنمية.. لماذا ينسحبون؟

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

نشر الدكتور أحمد الريسوني يوم الجمعة 08.09.2023 مقالا بعنوان “جنرالات الحزب… لماذا انسحبوا؟” متحدثا عن القيادات السابقة لحزب العدالة والتنمية التي لم تنسحب فقط من العمل السياسي بل حتى من العمل الفكري والدعوي، هذه القيادات التي كانت بالأمس القريب تتصدر الواجهات السياسية، وتحظى بمواقع المسؤولية والصدارة كوزراء أو برلمانيين أو رؤساء مجالس منتخبة، والتي كانت تبرر صمتها وهي في تلك المناصب بواجب التحفظ أو بالخوف من عرقلة برامجها ومشاريعها، وكان الأستاذ الربسوني وغيره ينتظر من هؤلاء أن يحافظو على مواقع الصدارة في متابعة الشأن السياسي والتفاعل معه بعد خروجهم من مواقع المسؤولية، أو على الأقل الإسهام في مراكمة التجربة في القطاعات التي كانوا يتحملون فيها المسؤولية والكشف عن العراقيل التي واجهتهم فيها.

لو كان يعي هؤلاء أن تجربتهم السياسية ليست تجربة أشخاص بل تجربة مؤسسة حزبية اسمها العدالة والتنمية لجال هاؤلاء المغرب طولا وعرضا، شمالا وجنوبا، متحدثين عن تجربتهم السابقة في التدبير مع عموم أعضاء الحزب والمواطنين، وذلك لتحقيق التراكم المطلوب والاستفادة من الأخطاء والتجارب السابقة، أو على الأقل لاقتسموا جزءا من يومياتهم في مقالات وتحليلات في أفق كتابة مذكرات مفيدة للأجيال القادمة. إلا أنه للأسف عكس ذلك وقع فكل ذهب لحال سبيله حاملا معه مساره وأخباره، كما لو أنه استطاع خوض تلك التجربة بسبب مهاراته وإمكانياته الذاتية، وليس لأنه كان يركب سفينة اسمها العدالة والتنمية أوصلتها نضالات أعضاء الحزب وتعاطف المواطنين لمواقع المسؤولية. هذا مع العلم أنه بعد خروجهم من مواقع المسؤولية طفت على السطح أزمات كثيرة كأزمة الماء والتضخم والطاقة وغلاء الأسعار وفشل مشاريع التنمية في العالم القروي وكان الأجدر أن تكون لهم مساهمة مهمة في إغناء النقاش وتنوير الرأي العام حول هذه القضايا والملفات التي كانوا يدبرونها ،إلا أنهم آثروا صمت أهل القبور، وبصمتهم ذلك تركو الحكومة الحالية تتجرأ عليهم أكثر فأكثر وتتهم الحكومات السابقة بأنها المسؤولة عن أزمات اليوم دون أي رد من هؤلاء الذين كانوا يوما ما يتبوؤون مواقع الصدارة في المجالس.

إن هذا الصمت هو دليل على الانسحاب كما لاحظ ذلك عن حق د.الريسوني، ودليل ذلك هو ما جرى هلى إثر البيان الأخير للأمانة العامة.
قبل أيام قليلة صدر بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، يناقش الدروس المستفادة من الزلزال الاخير الذي ضرب المغرب، وكان ما كان من ردود الفعل..
لكن المثير في هذه الردود هو ردة فعل بعض هؤلاء الجنرالات الذين تبين لنا أنهم لم ينسحبو من المشهد، بل كانو يتحينون الفرصة للتخلص من عبئ الانتماء لحزب سياسي لم تعد رياح السياسة البئيسة في البلد تخدمه، هؤلاء النماذج الذين يتحملون المسؤولية الكبرى في ما آل إليه الحزب، لم تكن لهم الشجاعة للقيام بنقد ذاتي والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها سواء في التدبير الحزبي أو في مواقع المسؤولية، واليوم يقفزون من فوق السفينة، فقط لأن بلاغ الامانة العامة لم يكن محل رضا جهات معينة.
لا يدري هؤلاء الجنرالات أن جزءا كبيرا من الرأي العام الحزبي والوطني لم يكن مقتنعا بحكومة تشكلت ضدا على روح الإرادة الشعبية واستهلكت جزءا من رصيد ومصداقية الحزب وبددته في قرارات لم تنل رضا قواعد الحزب من قبيل عار التوقيع على الاتفاق الثلاثي من طرف رئيس الحكومة والحزب آنذاك د. العثماني، لم تكن قواعد الحزب مطمئنة لسياسة الصمت على جرائم قمع الصحافة وحرية التعبير، وانطلاق مسلسل الإجهاز على المكتسبات الديمقراطية…) فهزيمة الثامن من شتنبر لم تكن إلا تحصيل حاصل لسنوات طلّق فيها جنرالات الحزب السياسة واعتنقو التدبير الجاف المعزول عن التواصل مع الجماهير.

هؤلاء الذين قادوا الحزب بعد 2017، أداروا انتخابات 8 شتنبر بطريقة كشفت عن حجم الضعف والهشاشة التي تسكن عقولهم، إلى درجة أنهم باتوا مقتنعين أن هزيمة الثامن من شتنبر كانت نتيجة لممارسات غير ديمقراطية شابت الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية التي جرت في يوم واحد، إلا أن المصيبة هي أنهم عجزو عن فضح هذه الممارسات، والطعن في العملية الانتخابية واكتفو بوصف نتائج الانتخابات بأنها غير مفهومة.
ومع ذلك صبرت قواعد الحزب ولم تطالب بالمحاسبة، واكتفت بتغيير القيادة بعدما قدمت القيادة السابقة استقالتها، إلى أن فوجئنا بواحد من هذه الجنرالات الذي لم يسمع له رنين في المرحلة السابقة يدون في صفحته على الفايسبوك استقالته من الحزب، فقط لاختلاف في التقدير مع مضامين بلاغ قيادة الحزب تعليقا على الزلزال!!
متى كانت الاستقالة لمثل هذه الأسباب؟ لقد صبر آلاف المناضلين ولم يقدموا استقالتهم من الحزب بعد أن أوصلته القيادة السابقة إلى ما وصل إليه، ومنهم الوزير السابق اعمارة!!
كان بعض الفضلاء يقترحون مبادرة صلح بين قيادات الحزب لطي صفحة الماضي، لكن الذي يظهر أن بعضهم ينظر لانتمائه الحزبي كعبئ ينبغي التخلص منه عند أقرب فرصة..
إن أي مبادرة لطي جراح الماضي ينبغي ان يسبقها نقد ذاتي حقيقي مشفوع بإرادة حقيقية لاستنتاج ما ينبغي استنتاجه من مراجعات.

اليوم وبفضل لله لا زال في حزب العدالة والتنمية بكل أجياله أناس فضلاء يقرون بالأخطاء المرتكبة ويعتذرون عنها ويعبرون عن استعدادهم في المساهمة في بناء المستقبل على أسس متينة علمية وفكرية بعيدا عن نزعات وحسابات شخصية لا زالت تنخر النفوس حتى بعد مرور أربعة عقود من الزمن.

رسالتنا من هذا المقال هو أن لا خير ينتظر ممن ليست لديهم الشجاعة والقدرة على الاعتراف بأخطائهم، وهم جزء من الأزمة التي تعيق تطور حزب العدالة والتنمية وتمنعه من انطلاقة جديدة ومتجددة.. والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة

نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.

وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:

1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة. 

وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.

وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم. 

وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.

محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر. 

وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة. 

ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.

وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة. 

الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس. 

وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته. 

وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.

ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ. 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو  مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • «المصل واللقاح» يحذر: الإنفلونزا هذا الموسم أكثر شراسة من الأعوام السابقة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • المصل واللقاح: الإنفلونزا الموسم الحالي أكثر شراسة من المواسم السابقة
  • «الخلية»
  • إجتماع يناقش أسباب تعثر المشاريع في خطط محافظة صنعاء السابقة
  • هل يستطيع حزب العدالة والتنمية المغربي إعادة بناء نفسه؟ رأي من الداخل
  • نجل خالدة ضياء يستعد للعودة من المنفى لخوض انتخابات بنغلاديش
  • "الخريجي" يؤكد أهمية الثقة والحوار والتنمية في صنع السلام
  • واشنطن تحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة لإزالة الدمار في غزة