اليوم 24:
2025-07-01@03:58:13 GMT

"جنرالات" العدالة والتنمية.. لماذا ينسحبون؟

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

نشر الدكتور أحمد الريسوني يوم الجمعة 08.09.2023 مقالا بعنوان “جنرالات الحزب… لماذا انسحبوا؟” متحدثا عن القيادات السابقة لحزب العدالة والتنمية التي لم تنسحب فقط من العمل السياسي بل حتى من العمل الفكري والدعوي، هذه القيادات التي كانت بالأمس القريب تتصدر الواجهات السياسية، وتحظى بمواقع المسؤولية والصدارة كوزراء أو برلمانيين أو رؤساء مجالس منتخبة، والتي كانت تبرر صمتها وهي في تلك المناصب بواجب التحفظ أو بالخوف من عرقلة برامجها ومشاريعها، وكان الأستاذ الربسوني وغيره ينتظر من هؤلاء أن يحافظو على مواقع الصدارة في متابعة الشأن السياسي والتفاعل معه بعد خروجهم من مواقع المسؤولية، أو على الأقل الإسهام في مراكمة التجربة في القطاعات التي كانوا يتحملون فيها المسؤولية والكشف عن العراقيل التي واجهتهم فيها.

لو كان يعي هؤلاء أن تجربتهم السياسية ليست تجربة أشخاص بل تجربة مؤسسة حزبية اسمها العدالة والتنمية لجال هاؤلاء المغرب طولا وعرضا، شمالا وجنوبا، متحدثين عن تجربتهم السابقة في التدبير مع عموم أعضاء الحزب والمواطنين، وذلك لتحقيق التراكم المطلوب والاستفادة من الأخطاء والتجارب السابقة، أو على الأقل لاقتسموا جزءا من يومياتهم في مقالات وتحليلات في أفق كتابة مذكرات مفيدة للأجيال القادمة. إلا أنه للأسف عكس ذلك وقع فكل ذهب لحال سبيله حاملا معه مساره وأخباره، كما لو أنه استطاع خوض تلك التجربة بسبب مهاراته وإمكانياته الذاتية، وليس لأنه كان يركب سفينة اسمها العدالة والتنمية أوصلتها نضالات أعضاء الحزب وتعاطف المواطنين لمواقع المسؤولية. هذا مع العلم أنه بعد خروجهم من مواقع المسؤولية طفت على السطح أزمات كثيرة كأزمة الماء والتضخم والطاقة وغلاء الأسعار وفشل مشاريع التنمية في العالم القروي وكان الأجدر أن تكون لهم مساهمة مهمة في إغناء النقاش وتنوير الرأي العام حول هذه القضايا والملفات التي كانوا يدبرونها ،إلا أنهم آثروا صمت أهل القبور، وبصمتهم ذلك تركو الحكومة الحالية تتجرأ عليهم أكثر فأكثر وتتهم الحكومات السابقة بأنها المسؤولة عن أزمات اليوم دون أي رد من هؤلاء الذين كانوا يوما ما يتبوؤون مواقع الصدارة في المجالس.

إن هذا الصمت هو دليل على الانسحاب كما لاحظ ذلك عن حق د.الريسوني، ودليل ذلك هو ما جرى هلى إثر البيان الأخير للأمانة العامة.
قبل أيام قليلة صدر بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، يناقش الدروس المستفادة من الزلزال الاخير الذي ضرب المغرب، وكان ما كان من ردود الفعل..
لكن المثير في هذه الردود هو ردة فعل بعض هؤلاء الجنرالات الذين تبين لنا أنهم لم ينسحبو من المشهد، بل كانو يتحينون الفرصة للتخلص من عبئ الانتماء لحزب سياسي لم تعد رياح السياسة البئيسة في البلد تخدمه، هؤلاء النماذج الذين يتحملون المسؤولية الكبرى في ما آل إليه الحزب، لم تكن لهم الشجاعة للقيام بنقد ذاتي والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها سواء في التدبير الحزبي أو في مواقع المسؤولية، واليوم يقفزون من فوق السفينة، فقط لأن بلاغ الامانة العامة لم يكن محل رضا جهات معينة.
لا يدري هؤلاء الجنرالات أن جزءا كبيرا من الرأي العام الحزبي والوطني لم يكن مقتنعا بحكومة تشكلت ضدا على روح الإرادة الشعبية واستهلكت جزءا من رصيد ومصداقية الحزب وبددته في قرارات لم تنل رضا قواعد الحزب من قبيل عار التوقيع على الاتفاق الثلاثي من طرف رئيس الحكومة والحزب آنذاك د. العثماني، لم تكن قواعد الحزب مطمئنة لسياسة الصمت على جرائم قمع الصحافة وحرية التعبير، وانطلاق مسلسل الإجهاز على المكتسبات الديمقراطية…) فهزيمة الثامن من شتنبر لم تكن إلا تحصيل حاصل لسنوات طلّق فيها جنرالات الحزب السياسة واعتنقو التدبير الجاف المعزول عن التواصل مع الجماهير.

هؤلاء الذين قادوا الحزب بعد 2017، أداروا انتخابات 8 شتنبر بطريقة كشفت عن حجم الضعف والهشاشة التي تسكن عقولهم، إلى درجة أنهم باتوا مقتنعين أن هزيمة الثامن من شتنبر كانت نتيجة لممارسات غير ديمقراطية شابت الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية التي جرت في يوم واحد، إلا أن المصيبة هي أنهم عجزو عن فضح هذه الممارسات، والطعن في العملية الانتخابية واكتفو بوصف نتائج الانتخابات بأنها غير مفهومة.
ومع ذلك صبرت قواعد الحزب ولم تطالب بالمحاسبة، واكتفت بتغيير القيادة بعدما قدمت القيادة السابقة استقالتها، إلى أن فوجئنا بواحد من هذه الجنرالات الذي لم يسمع له رنين في المرحلة السابقة يدون في صفحته على الفايسبوك استقالته من الحزب، فقط لاختلاف في التقدير مع مضامين بلاغ قيادة الحزب تعليقا على الزلزال!!
متى كانت الاستقالة لمثل هذه الأسباب؟ لقد صبر آلاف المناضلين ولم يقدموا استقالتهم من الحزب بعد أن أوصلته القيادة السابقة إلى ما وصل إليه، ومنهم الوزير السابق اعمارة!!
كان بعض الفضلاء يقترحون مبادرة صلح بين قيادات الحزب لطي صفحة الماضي، لكن الذي يظهر أن بعضهم ينظر لانتمائه الحزبي كعبئ ينبغي التخلص منه عند أقرب فرصة..
إن أي مبادرة لطي جراح الماضي ينبغي ان يسبقها نقد ذاتي حقيقي مشفوع بإرادة حقيقية لاستنتاج ما ينبغي استنتاجه من مراجعات.

اليوم وبفضل لله لا زال في حزب العدالة والتنمية بكل أجياله أناس فضلاء يقرون بالأخطاء المرتكبة ويعتذرون عنها ويعبرون عن استعدادهم في المساهمة في بناء المستقبل على أسس متينة علمية وفكرية بعيدا عن نزعات وحسابات شخصية لا زالت تنخر النفوس حتى بعد مرور أربعة عقود من الزمن.

رسالتنا من هذا المقال هو أن لا خير ينتظر ممن ليست لديهم الشجاعة والقدرة على الاعتراف بأخطائهم، وهم جزء من الأزمة التي تعيق تطور حزب العدالة والتنمية وتمنعه من انطلاقة جديدة ومتجددة.. والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

هؤلاء النواب انسحبوا من الجلسة

انسحب نواب تكتل "الجمهوريّة القويّة" و"الكتائب" وبعض نواب "التغيير" والمستقلين من جلسة مجلس النواب، بسبب عدم إدراج البند المتعلّق باقتراع المغتربين على جدول الأعمال.     عدوان     وفي هذا السياق، قال النائب جورج عدوان إنّ "كلّ قانون معجّل مكرّر كان يُوضع على جدول أعمال الجلسة، وهذه هي المرّة الأولى منذ 30 عاماً التي لم يُدرج فيها اقتراح قانون معجل مكرر وهو يتعلق باقتراع المغتربين".     وأضاف عدوان: "سألنا رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن سبب عدم إدراج القانون المعجّل المكرّر وكان السبب هو وجود إقتراحات عاديّة".   وتابع: "نحن بحاجة للتحضير للإنتخابات، وهناك مهل، وإنّ لم ننفّذ هذا التعديل اليوم فسنُواجه مشاكل في وزارتيّ الداخليّة والخارجيّة".     وأشار عدوان إلى أنّ "عدداً كبيراً من النواب من كتل مختلفة تبنوا اقتراحنا، والأمور كانت متوفّرة من أجل وضع هذا القانون على جدول الأعمال"، وقال: "نُريد تسريع التشريع لا أنّ نعطّله".     وأضاف: "الكثير من المحادثات أجريت بعد انتهاء الحرب، ونُطالب بأنّ تُطرح على المجلس النيابي لإطلاع جميع اللبنانيّين عليها".               مواضيع ذات صلة بعد انسحاب نواب كتلة القوات اللبنانية والكتائب وبعض نواب التغيير والمستقلين لايزال نصاب الجلسة التشريعية قائمًا Lebanon 24 بعد انسحاب نواب كتلة القوات اللبنانية والكتائب وبعض نواب التغيير والمستقلين لايزال نصاب الجلسة التشريعية قائمًا 30/06/2025 12:25:44 30/06/2025 12:25:44 Lebanon 24 Lebanon 24 انسحاب نواب الكتائب اللبنانية ولنواب التغييريين من الجلسة بعد رفض الرئيس نبيه بري إدراج مشروع قانون انتخاب المغتربين على جدول الأعمال Lebanon 24 انسحاب نواب الكتائب اللبنانية ولنواب التغييريين من الجلسة بعد رفض الرئيس نبيه بري إدراج مشروع قانون انتخاب المغتربين على جدول الأعمال 30/06/2025 12:25:44 30/06/2025 12:25:44 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتصام لأهالي الموقوفين الإسلاميين في محيط مجلس النواب قبيل بدء الجلسة التشريعية Lebanon 24 اعتصام لأهالي الموقوفين الإسلاميين في محيط مجلس النواب قبيل بدء الجلسة التشريعية 30/06/2025 12:25:44 30/06/2025 12:25:44 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة تشريعية الاثنين...تصويب على بري ومطالبة بالغاء بند النواب الستة من قانون الانتخاب Lebanon 24 جلسة تشريعية الاثنين...تصويب على بري ومطالبة بالغاء بند النواب الستة من قانون الانتخاب 30/06/2025 12:25:44 30/06/2025 12:25:44 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً تصعيد إسرائيلي متجدّد في لبنان.. ضغط على "حزب الله"؟! Lebanon 24 تصعيد إسرائيلي متجدّد في لبنان.. ضغط على "حزب الله"؟! 05:00 | 2025-06-30 30/06/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة تشريعية في البرلمان.. وتوقعات بمشادة سياسية Lebanon 24 جلسة تشريعية في البرلمان.. وتوقعات بمشادة سياسية 04:02 | 2025-06-30 30/06/2025 04:02:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عن لبنان... هذا آخر ما أعلنه وزير إسرائيليّ Lebanon 24 عن لبنان... هذا آخر ما أعلنه وزير إسرائيليّ 05:11 | 2025-06-30 30/06/2025 05:11:45 Lebanon 24 Lebanon 24 الجامعة اللبنانية تبني بالأفكار ما دمره العدوان (صورة) Lebanon 24 الجامعة اللبنانية تبني بالأفكار ما دمره العدوان (صورة) 05:08 | 2025-06-30 30/06/2025 05:08:08 Lebanon 24 Lebanon 24 متعاقدو التعليم يعتصمون: لا مساواة في الحقوق ولا تعديل يرعانا Lebanon 24 متعاقدو التعليم يعتصمون: لا مساواة في الحقوق ولا تعديل يرعانا 05:02 | 2025-06-30 30/06/2025 05:02:19 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة السياح والمغتربون يتجنبون سيارات الأجرة في مطار بيروت… ما الأسباب؟ Lebanon 24 السياح والمغتربون يتجنبون سيارات الأجرة في مطار بيروت… ما الأسباب؟ 09:30 | 2025-06-29 29/06/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إنفجار يهزّ واشنطن العاصمة... هذه المعلومات الأولية (فيديو) Lebanon 24 إنفجار يهزّ واشنطن العاصمة... هذه المعلومات الأولية (فيديو) 14:46 | 2025-06-29 29/06/2025 02:46:51 Lebanon 24 Lebanon 24 ضحّى بحياته لإنقاذ طفله.. هكذا قضى محمد غرقاً! Lebanon 24 ضحّى بحياته لإنقاذ طفله.. هكذا قضى محمد غرقاً! 06:57 | 2025-06-29 29/06/2025 06:57:57 Lebanon 24 Lebanon 24 إطلالة بيضاء تسرق الأضواء.. ملكة جمال لبنان السابقة تتألق بفستان ضيّق شاهدوا الصور Lebanon 24 إطلالة بيضاء تسرق الأضواء.. ملكة جمال لبنان السابقة تتألق بفستان ضيّق شاهدوا الصور 07:25 | 2025-06-29 29/06/2025 07:25:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قاسم يحسم النقاش مبكراً Lebanon 24 قاسم يحسم النقاش مبكراً 10:00 | 2025-06-29 29/06/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:00 | 2025-06-30 تصعيد إسرائيلي متجدّد في لبنان.. ضغط على "حزب الله"؟! 04:02 | 2025-06-30 جلسة تشريعية في البرلمان.. وتوقعات بمشادة سياسية 05:11 | 2025-06-30 عن لبنان... هذا آخر ما أعلنه وزير إسرائيليّ 05:08 | 2025-06-30 الجامعة اللبنانية تبني بالأفكار ما دمره العدوان (صورة) 05:02 | 2025-06-30 متعاقدو التعليم يعتصمون: لا مساواة في الحقوق ولا تعديل يرعانا 04:58 | 2025-06-30 بري يرد على عقيص: "ما تهددني" فيديو مُرتدية روب الاستحمام فقط.. فنانة شهيرة تُفاجئ جمهورها بإطلالتها على المسرح! (فيديو) Lebanon 24 مُرتدية روب الاستحمام فقط.. فنانة شهيرة تُفاجئ جمهورها بإطلالتها على المسرح! (فيديو) 03:05 | 2025-06-30 30/06/2025 12:25:44 Lebanon 24 Lebanon 24 سامر المصري يروي ما فعله به النظام السوري وينتقد زميله تيم حسن! (فيديو) Lebanon 24 سامر المصري يروي ما فعله به النظام السوري وينتقد زميله تيم حسن! (فيديو) 01:40 | 2025-06-28 30/06/2025 12:25:44 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ 04:10 | 2025-06-26 30/06/2025 12:25:44 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للتقاعد»: لا استرداد للمبالغ المدفوعة لضم مدد الخدمة
  • هؤلاء النواب انسحبوا من الجلسة
  • انهيار سور مدرسة ينهي حياة خمسيني وبرلمانية تُحمل الوزارة المسؤولية
  • التربية والتعليم تنفي اتهامات مدير أمن عدن وتحمله المسؤولية
  • المفسدون في الأرض
  • مجلس الأمة: تمكين المرأة في الجزائر من المسؤولية وصنع القرار يعد إلتزاما ومكسبا دستوريا
  • عاجل- الحكومة أمام البرلمان: لا نعفي أنفسنا من المسؤولية في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية
  • بعد توديعه للكأس الذهبية| رينارد: لم نظهر بالشكل المطلوب وأتحمّل المسؤولية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث للغد 2)
  • العدالة والتنمية يحذر من مديونية كأس العالم ويجدد رفض التطبيع مع الاحتلال