الشرطة الهندية تداهم منازل صحفيين وناشطين
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
داهمت الشرطة الهندية منازل 8 صحافيين وناشطين على الأقل الثلاثاء، ما يثير مخاوف حول حملة قمع في بلاد تشهد فيها حرية الإعلام تراجعا.
وأفادت السلطات الهندية اليوم الثلاثاء بمداهمة منازل واعتقال صحافيين وناشطين مرتبطين بموقع "نيوز كليك" باللغة الإنجليزية متهم بتلقي تمويلات أجنبية مشبوهة.
وقالت صحيفة "إنديان إكسبراس" في وقت سابق اليوم إن الشرطة اعتقلت مؤسس ومدير تحرير الموقع وصحفي، وهو ما أكده الموقع الإلكتروني في تغريدة على منصة "إكس".
وقالت الصحافية في "نيوز كليك" إريتري داس إن الشرطة "اقتحمت منزلي" فجرا، وقامت باستجوابها عن عملها الصحفي وصادرت حاسوبها المحمول وهاتفها وأقراصا صلبة.
وتعرض المؤرخ والناشط سهيل هاشمي أيضا لمداهمة مرتبطة بالموقع الإخباري. وأكد هاشمي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "المداهمة التي استهدفت مقر إقامتي مرتبطة بتحقيق يتعلق بنيوز كليك".
وحذرت منظمة "صحافيون بلا حدود" من أن "حرية الصحافة تواجه أزمة" في الهند.
وتراجعت حرية الصحافة في الهند منذ تولي رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي منصبه في عام 2014، بحسب نشطاء حقوقيين ونواب في المعارضة.
ومنذ 2014، تراجعت الهند من المركز 140 إلى 161 في مؤشر حرية الصحافة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إنهاء الحرب ضمانة لتعزيز حرية الصحافة
عبدالله رزق أبوسمازة
تحتفي المجتمعات الديمقراطية، حول العالم، والتي تُشكّل الصحافة الحرة، السلطة الرابعة، ركنًا أساسيًا في بنيانها، باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف اليوم السبت، ٣ مايو، وهي مناسبة مهمة لتسليط الضوء على واقع الصحافة السودانية، خاصة، ولفت الانتباه إلى الأوضاع التي تعيشها البلاد، بصورة عامة، في ظل الحرب التي تدور فيها منذ عامين.
فالحرب، التي أزهقت أرواح الآلاف من السودانيين، وشردت الملايين، لم تُوفّر لا الصحفيين، الذين توزعتهم المنافي ومراكز الإيواء واللجوء، ولا المؤسسات الصحفية، التي طالها الدمار والنهب والتخريب، شأنها شأن مرافق الخدمات ومراكز الإنتاج، فتوقفت عن الصدور، ولم يعد لها وجود، تقريبًا، إلا في الإنترنت.
وقد أحصت منظمة “مراسلون بلا حدود” عشرة مواقع إخبارية تتمركز في الخارج، فيما أحصت أربعمائة من الصحفيين شردتهم الحرب خارج البلاد، قالت إنهم يعيشون في ظروف سيئة، وأشارت المنظمة في بيان أصدرته منتصف الشهر الماضي، بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب، إلى استشهاد سبعة من الصحفيين، بجانب تعرض سبعة عشر آخرين للاعتقال، لكن نقابة الصحفيين السودانيين رصدت في بياناتها السابقة عددًا أكبر من ضحايا الحرب، بمن فيهم الشهداء.
ويجد الصحفيون، في المنافي أو العالقون في مناطق العمليات، صعوبات جدية في أداء أعمالهم، وفي مقدمتها تغطية وقائع الحرب التي تدور في بلادهم، فهم عرضة للمخاطر، التي لا تقتصر على تقييد الحركة والاستجواب والاعتقال، وإنما تتعداه إلى الموت.
ومع تطاول أمد الحرب وتطورها، شهد قمع الصحافة وانتهاك حرية الصحافة تطورًا موازيًا، ومتقدمًا تمثّل في قطع خدمة الإنترنت، بعد قطع الكهرباء، في العديد من مناطق البلاد، خلال سنتي الحرب، ودخول هذا “التكنيك” ميدان المواجهة كبعض من الأسلحة ومن وسائل الحرب، حيث حُرم المواطنون، بشكل خاص، من التواصل، ومن الحصول على الأخبار وتبادل المعلومات والآراء، كما تنص على ذلك المادة التاسعة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفقد الصحفيون القدرة على مواصلة عملهم بما يقتضيه من اتصالات لجمع المعلومات ومتابعة التطورات مع مصادرهم، وتزويد صحفهم وقرائهم بالجديد من تطورات الوضع الميداني واتجاهاته المستقبلية، وبما يمكن المواطنين من اتخاذ القرارات الصحيحة المتصلة بحياتهم.
لذلك، يُشكّل وقف الحرب، واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي بقيادة مدنية، شرطًا لا غنى عنه لاستعادة الصحافة لدورها الحيوي التنويري، والذي لن يكتمل إلا في مجتمع ديمقراطي.
ومن ثم فإن تعزيز جهود وقف الحرب عبر التفاوض بين طرفيها، وإحلال السلام واستعادة الديمقراطية، هو أنسب طريقة للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.
وفي الوقت الذي يناضل فيه الصحفيون من أجل شروط حياة أفضل لهم ولمواطنيهم، في الوطن وخارجه، من خلال التغلب على الأوضاع غير المواتية، ومن خلال العمل الجاد لتجويد وترقية أدائهم المهني، من أجل تمليك المواطنين الحقائق كاملة، بجانب العمل المثابر والتعاون مع كل القوى المخلصة من أبناء وبنات شعبنا، لاسترداد الديمقراطية، فإنه ليس ثمة شيء يصرف أنظارهم أو يحول انتباههم عن رؤية وقف الحرب، كضرورة قصوى، وأولوية مطلقة، في كل الأوقات والظروف.
الوسومعبدالله رزق