إفادات على سن ورمح حول البرهان ودعمه السريع وحكاية فض الاعتصام !!
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
(تم تقييد عشرات الشباب المعتصمين بحبال متينة وربطت على أرجلهم حجارة ثقيلة..ثم ألقوا في نهر النيل في يونيو 2019 وابتلعتهم المياه الجارفة.. لكن جثثهم أبت أن تخضع للأثقال المربوطة عليها فأخرجتهم الأمواج بالقرب من المنطقة التي كانوا يهتفون فيها مطالبين بالحرية والسلام والعدالة..ولم تفلح تلك الحيلة في إخفاء بشاعة الجُرم الذي ارتكبته "قوات نظامية" بحق المعتصمين السلميين الذين لجأوا إلى مقر "جيشهم" الذي أعلن حمايتهم.
وعلى الرغم من أن جريمة "فض الاعتصام" الشهيرة حدثت أمام القيادة العامة للجيش وعلى مرأى من قادته وكاميراتهم لم يتقدم جندي واحد لحمايتهم.. بل تبرأ القادة العسكريون وقتها، سواء في الجيش أو الدعم السريع من الجريمة على الرغم من أن القرائن والأدلة بل الاعترافات أشارت إلى تورطهم.
وبعد أربع سنوات من ارتكاب الجريمة البشعة وبعد اختلاف الفرقاء واشتعال الحرب بينهم حمّل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في تصريحات علنية المسؤولية لقوات الدعم السريع في عملية فض اعتصام القيادة العامة..لكن سهام الاتهامات هذه ارتدت عليه أيضاً وحملته جزءاً من المسؤولية)..!
4 سنوات من التستر على الجريمة
(في تلك الجريمة- المجزرة- قتل نحو 125 معتصماً سلمياً وفقد المئات ولا يزالون ناهيك بعمليات التعذيب والاغتصاب والترويع التي يقول شهود الجريمة إنها ارتكبت من قبل قوات بثياب نظامية.. ولم تفلح لجنة تحقيق كوّنها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، في كشف المسؤولين عن الجريمة. وبعد مرور أربع سنوات على الجريمة واشتعال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وجّه البرهان الاتهام لهذه القوات التي يرأسها نائبه - وقتها - محمد حمدان دقلو (حميدتي) ما أثار أسئلة في أذهان الناس: لماذا تستّر البرهان كل هذه الفترة على هذه المعلومة؟ وما الذي دعاه للتصريح الآن)..؟
(التسريبات تشير إلى أن البرهان لم يدل بهذا الاتهام أمام اللجنة المستقلة التي كوّنت برئاسة الخبير القانوني نبيل أديب، لأنه لو فعل وقتها لظهرت نتائج التحقيق ولما استغرقت هذه السنين.. رغم وضوح الفيديوهات والصور التي وثقت الجريمة على مواقع التواصل الاجتماعي.. والتي أظهرت وجوه ورتب المتورطين بجلاء..لكن صمت البرهان كل هذه السنوات في نظر العديد من القانونيين يعني في أحسن الأحوال أنه سيواجه تهمة "التستر على الجريمة" إذا لم تثبت التحقيقات ضلوعه وقواته فيها)..!
هذا الكلام أعلاه (ليس من عندي) إنما هو مقدمة التقرير الإخباري الذي نشرته "صحيفة الشرق الأوسط" من مراسلة الصحفية من ود مدني "وجدان طلحة" وتوسط التقرير صورة شباب يحملون لافتة مكتوب عليها صوت الثورة السلمية وشعار "دم الشهيد غالي نقاوم ولا نساوم"..ثم في بطن التقرير صورة للقتلة..وسيماء الغدر على وجوههم الكالحة السنيحة..!
ينقل التقرير عن قانونيين قولهم إن المجلس العسكري برمته مسؤول عن فض الاعتصام (وبتلك الوحشية) وأن البرهان مسؤول مباشرة بحكم أنه الرئيس السياسي والقائد العسكري الأول ومطلوب منه وقف الجرائم الانتهاكات التي ارتكبت في ساحة الاعتصام وما حدث بعدها وهو المسؤول عن تقديم المتهمين بهذه الجرائم للعدالة..!
ويتحدث رفعت ميرغني الرئيس السابق لمفوضية حقوق الإنسان لصحيفة الشرق الأوسط ويقول إنه لا يمكنه الاطمئنان لرواية البرهان حول فض الاعتصام لأسباب عدة؛ منها أن الجريمة استمرت لساعات وليس لدقائق ولم تحدث في مكان قصي بل على بُعد أمتار من مسكنه ومن مكتبه، ولم تنته المجزرة بفض الاعتصام بل تبعتها إجراءات أخرى وعقب الجريمة مارست القوات النظامية قمعاً مفرطاً ضد المدنيين استمر حتى يوليو وخرج البرهان نفسه على الناس بتصريح اتهم فيه المعتصمين بالخروج عن السلمية وقال أن الثورة فقدت سلميّتها..!
يواصل رفعت ميرغني: لم يكتف البرهان بذلك بل أعلن تجميد التفاوض مع قيادة الثورة الممثلة وقتها في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير والشروع في تكوين حكومة انتقالية؛ وصدرت قرارات بقطع خدمة الإنترنت لمدة شهر في البلاد وشنت السلطات العسكرية حملات اعتقالات واسعة ضد قادة الاعتصام والمعتصمين.. فضلاً عن تصريحات عضو المجلس العسكري والمتحدث باسمه الفريق أول شمس الدين كباشي في المؤتمر الصحافي الشهير بأنهم «خططوا واستشاروا النائب العام ورئيس القضاء ونفذوا.. وحدث ما حدث..! (في الحقيقة حدس ما حدس)...!
إطلاق سراح ضباط أدينوا بالجريمة
يقول ميرغني "للشرق الأوسط" إن البرهان أطلق سراح اللواء "الصادق سيد" المتهم الرئيسي بتنفيذ جريمة فض الاعتصام ومعه جنرال آخر كانا رهن الاحتجاز بعد اشتعال الحرب بين قواته والدعم السريع.. ويضيف: "المؤسف أننا رأينا ضباطاً من الجيش يحتفلون بإطلاق سراحه عقب الحرب في 15 أبريل..! ويرى ميرغني في إطلاق سراح الجنرالين المتهمين الرئيسيين بارتكاب جريمة فض الاعتصام بعد اشتعال الحرب تأكيداً على عدم حرص البرهان على دماء شهداء الثورة.. فقد أطلق المتهمين بالجريمة وأطلق سراح أعداد أخرى، بمن فيهم المدانون بقتل المتظاهرين وعلى وجه الخصوص قتلة أحمد الخير من ضباط جهاز الأمن الذين أدانتهم المحكمة بالجريمة وأصدرت أحكاماً بالإعدام عليهم..
لقد فتحت مجزرة فض اعتصام القيادة العامة جرحاً عميقاً في نفوس السودانيين لا يزال ينزف ويُبكي بسبب انعدام الأخلاق والمروءة التي دفعت قادة الجيش لارتكابها..وهو ما أشار إليه القيادي في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المحامي "المعز حضرة" في إفادته "للشرق الأوسط" بقوله أن البرهان ظل منذ جريمة فض الاعتصام ينكر مسؤولية المكوّن العسكري بشقيه "الجيش والدعم السريع" رغم أن الوقائع والقرائن تؤكد أن من قام بفض الاعتصام هو المكوّن العسكري بشقيه..وبمشاركة "كتائب البراء" التابعة للحركة الإسلامية وطمس معالم الجريمة..بل إزالة اللوحات التي رسمها الثوار على جدار قيادة الجيش..وقطع حضرة بأن الجريمة تمت بموافقة القيادة العامة التي يرأسها البرهان.
تحدث أيضاً للشرق الأوسط الأستاذ "نبيل أديب" ولن أنقل ما قاله حيث لا أضمن أن يثير كلامه الغثيان و(قلب المعدة وإلتواء المصران) لدى كثيرين من أنصار الثورة ومحبي العدالة..!
انتهى تقرير صحيفة الشرق الأوسط..!
ماذا نفهم من هذا..ونحن نعيش أهوال هذه الحرب التي نقلت وحشية فض الاعتصام وعممته على كل أنحاء السودان بفضل لجنة الإنقاذ الأمنية والبرهان وانقلابه وجنرالاته ونائبه حميدتي وكتائب الاخونجية من البراء إلى كتائب ظل علي عثمان واحمد هارون..ولا تزال بيانات حركتهم ومؤتمرها الوطني الفاسد تهدد بمزيد من التقتيل للشعب والدمار للوطن وتختتم رسائلها الخرقاء (الرزيلة الغبيانة) بعبارة "فلترق منهم دماء"... و"عائدون يا فلسطين"...!
هذا هو البرهان الذي كان يلهج بحبه وغرامه وشغفه بالدعم السريع ولا يبخل عليه بالذهب والسلاح والمقار والرتب والنياشين وصنع معه الانقلاب ثم جريمة فض الاعتصام كما يعترف الآن..!! وعندما هرب من القيادة (بسفنجة وفانلة داخلية) بموافقة محاصريه ورعاية وسطاء الخارج هرول إلى مصر وكان أول ما فعله أنه أخذ (صورة سيلفي) في بهو فندق في مدينة العلمين ووأظهر بكاميرا موبايله وجهه بابتسامة عريضة بلهاء وشفاه متلمظة..وعرض علينا ضمن السيلفي صُحف الطعام والفاكهة والتورتة والحلويات..وهو يعلم أن الناس يدفنون قتلاهم في الأزقة وداخل البيوت..ويعلم أن قيادة جيشه محاصرة..وأن أربعة مليون مواطن بأطفالهم وعجزتهم خرجوا من الوطن إلى مجاهل الفاقة والتشرّد..ليس في أيديهم غير كرامتهم وعزّتهم وإبائهم..!
المجد للثورة والشهداء..والعار على أبالسة الجحيم والصحفيين المرتزقة وإعلاميي (الكريمات والمسوح) آكلي السُحت ومن لفّ لفهم من حرامية وأرزقية ووعاظ مرتشين ومعهم (قونات الفلول) و(خضراوت الدُمَن) الذين واللواتي يؤججون الحرب وهم في عمائر مصر وتركيا...الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القیادة العامة
إقرأ أيضاً:
إسحاق بريك: القوات البرية في الجيش الإسرائيلي تتجه نحو الانهيار في قطاع غزة
#سواليف
حذر اللواء الإسرائيلي المتقاعد #إسحاق_بريك، من أن القوات البرية في #جيش_الاحتلال تتجه نحو #الانهيار، مستشهدا بحادثة مقتل سبعة جنود في ضربة واحدة.
وأضاف في مقال له في صحيفة /معاريف/ العبرية: قبل أن نناقش وضعنا الأمني في قطاع غزة، من المهم الإشارة إلى أن التصريحات الواردة هنا مبنية على حقائق قاطعة، وليست تفسيرات. ومن المثير للدهشة أن الكثيرين في إسرائيل يعيشون فيما يمكن وصفه بـ”جنة الحمقى”. يبدو أنهم يتجاهلون الحقيقة، ورؤيتهم محدودة للغاية، ويعيشون في واقع افتراضي.
وقال: هؤلاء يتغذون على معلومات كاذبة، وعاجزون عن استشراف المستقبل، ويخشون مواجهة الحقيقة، إنهم زمرة من المنافقين والمخادعين، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، بل تكررت على مر تاريخنا، وكذلك في الأحداث الأخيرة المحيطة بغزة.
مقالات ذات صلةورأى أن السبب الرئيسي لذلك، هو الضعف الداخلي، والانحلال الأخلاقي وانعدام الوحدة بين الشعب، مما أضعف الدولة من الداخل، وجعلها عاجزة عن مواجهة التهديدات الخارجية.
وقال: باختصار، أدى التدهور الأخلاقي والروحي لشعب إسرائيل، إلى جانب الأخطاء الاستراتيجية والسياسية، إلى هذه الأوضاع.
وأشار إلى أن هؤلاء يُقدّمون دعمًا لقيادةٍ فشلت فشلًا ذريعًا في إعداد الجيش البري والجبهة الداخلية للحرب، ويُشرّعون استمرارَ التحركات التي تُدمّر البلاد، مضيفا أن هؤلاء الجهلة والجهلاء لا يتعمقون في الحقائق، ويمرّون بسرعةٍ بين السطور، ويستخلصون استنتاجاتٍ خيالية، ويُدلون بتصريحاتٍ منفصلةٍ عن الواقع، هؤلاء الحمقى كارثةٌ علينا، إذ يُهدرون على الأمة ما يُسبّب لها النعاس، وهي منشغلةٌ بماضيها بدلًا من مُستقبلها.
فجوات استراتيجية في التأهب الأمني
وقال بريك: نحن نشهد فجوة هائلة بين سنوات طويلة من الاستعداد والجاهزية والتفوق لسلاح الجو في عملياته، كما رأينا على الأراضي الإيرانية، وبين الإهمال والتقصير الإجرامي الذي استمر لسنوات طويلة في إعداد الجبهة الداخلية والجيش البري للحرب (لقد رأينا جميعا الثمن الباهظ الذي دفعناه في الجبهة الداخلية والجيش البري أثناء الحرب بسبب عدم الاستعداد، لكن الغطرسة والنشوة لدى مجموعة الحمقى كانت عالية إلى عنان السماء).
وأضاف: لقد أثار الكثيرون هذه القضايا لسنوات أمام المستويات السياسية والعسكرية، ولسنوات، لم يدرك صانعو القرار في إسرائيل أن الحروب قد تغيرت، وأن الجبهة الداخلية ستكون محور الحملة، على عكس الحروب السابقة التي اقتصرت على الجبهات، كما لم يدركوا أنه بدون جيش بري كفؤ، لا يمكن الدفاع عن حدود البلاد، ولا يمكن كسب الحرب، وهذا يشبه معنى صورة “القرود الثلاثة”، التي ترمز إلى اللامبالاة، وتجاهل المشاكل، وعدم الرغبة في التدخل عند الضرورة.
الوضع في قطاع غزة
وأضاف، مثال على ذلك ما يحدث اليوم في قطاع غزة. نخوض حربًا فقدت مضمونها، حربًا يُقتل فيها جنودنا باستمرار، كما ثبت مجددًا في الحادثة الصعبة الأخيرة، والتي قُتل فيها سبعة جنود بعبوة ناسفة أصابت ناقلة جند مدرعة من طراز بوما. والنتيجة مروعة: سبعة قتلى.
هذه حربٌ لا أملَ لها في تحرير جميع الأسرى، إنها حربٌ مُتعثرةٌ بقواتٍ مُنهَكةٍ وقليلةِ العدد، عاجزةٌ عن البقاءِ طويلًا في الأماكنِ التي احتلّتها، وغير قادرةٍ على الانتشارِ في جميعِ أنحاءِ قطاعِ غزة. كما أنها عاجزةٌ عن تفجيرِ مئاتِ الكيلومتراتِ من الأنفاق. النتيجةُ كارثيةٌ: العجزُ عن تحقيقِ أهدافِ الحربِ، وهي هزيمةُ حماسِ وإطلاقُ سراحِ جميعِ الرهائن.
مخاطر خارجية وداخلية
وتابع من يدعمون رئيس الأركان ووزير الحرب ورئيس الوزراء في مسارهم الفاسد في قطاع غزة هم مجموعة من السفهاء والجهلاء.
وأضاف هذا تناقضٌ تام، مائة وثمانون درجة، بين قدرات سلاح الجو وقدرات الجيش البري. بدون جيش بري قوي، نُخاطر بفقدان البلاد أمام جميع القوى التي تتزايد قوتها داخل حدودنا.
لا يمكننا هزيمة “حماس” وحدنا. لم نهزم حزب الله، وهو يستعيد قوته. دخل الأتراك سوريا، جيشًا قويًا يهدد دولة إسرائيل. على طول ثلاثمائة كيلومتر من الحدود الأردنية، تُبنى حاليًا قوة حرب عصابات بدعم من إيران، وهي أخطر بعشرات المرات من حماس في قطاع غزة. مصر، صاحبة أقوى جيش في الشرق الأوسط، تُدير ظهرها لنا وتتدرب للحرب مع إسرائيل. يهودا والسامرة (الضفة الغربية) برميل متفجرات، وهي مسألة وقت فقط قبل أن ينفجر.
آلاف المتطرفين داخل دولة إسرائيل، سيخرجون، بناءً على الأوامر، من منازلهم بالآلاف ويغمرون الشوارع، يُلحقون الأذى ويدمرون كل من يقف في طريقهم. وفي مواجهة كل هؤلاء الأعداء، ليس لدينا قوات برية لمواجهتهم والدفاع عن البلاد والرد عليهم.
وشدد على أن هذه الحرب مستمرة فقط لأسبابٍ تتعلق ببقاء الحكومة، وأنه من الأهمية بمكان أن توافق إسرائيل، في إطار الاتفاقات بين الولايات المتحدة وإيران، على إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، ومنع وقوع المزيد من الضحايا، والحفاظ على كرامة الجيش البري، حينها فقط يُمكننا البدء في إعادة تأهيله، ليتمكن من الدفاع عن حدود البلاد عند الحاجة.