البوابة نيوز:
2025-05-11@01:00:04 GMT

مصر في كف الصبي.. إذا وجدناه وجدناها

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

 ونحن نقارن بين الظروف الاقتصادية التي عاشها الشعب المصري في حرب أكتوبر، علينا أن نعي أنه لسنوات كان هذا الشعب قد عرف الأمل وأنار عقله الفن والثقافة وأدرك قيمة الكرامة ورفع الهامة، فصنع سلاحه بيده.. زرع أرضه وأكل من طرحها وأضاءت كهرباء السد الطرق المظلمة أمام أبنائه، لذا حينما ضاقت معايشه كان زاد الروح كافيا وكان يعرف جيدا من أعداؤه لذا كان له أملا وهدفا يسعى إليه.


بعد كل هذه السنوات من النصر نعاني محاولة طمس الهوية وندفع ضريبة الفساد وتجريف الحياة الثقافية والفنية وضياع دور الصحافة والإعلام.. وقبل منهم انهيار المشروع الأهم وهو مشروع التعليم.
تحتاج مصر إلى عبور جديد.. عبور من اليأس إلى الأمل.. من الانكسار إلى الانتصار.. تحتاج الشغف والإيمان ذلك الذي يجعل المستحيل ممكنا، ويفتح نوافذ الأمل لأجيال تاهت خطاها ولا تعرف أين السبيل!
كان عمي عبد الرازق جنديا ينتظر بشارة مولوده الأول، فخرج يحمل سلاحه ليأتى له بصبح مغاير، وحينما وضعت زوجته الولد كان الشغل الشاغل أن يرسلوا إليه خطابا على الجبهة بأن البشارة تحققت ولن تتم الفرحة غير بالنصر، اجتمع الأهل ومعهم ناظر المدرسة ليكتبوا له لكن زوجته كانت أبلغ في التعبير عن ناظر المدرسة، فغمست كف طفلها في مدواة الحبر وطبعتها على ورقة بيضاء، وقالت هذا يكفي، كانت رسالة من نوع خاص تحمل أقوى شفرة لا يفهمها سوى الأب، بألا يعود إلا ومعه نور الصبح، حينما عبر الأب القناة وضع كف الطفل على ثرى سيناء في أطهر لحظة تسليم وتسلم عرفها التاريخ.. عقد مسجل بعبارات النصر أن هذه أرضك قد عادت فاحفظها، عاد الأب شهيدا ودفن وفي جيبه الخطاب ونقش الأصابع هناك في سيناء ساجدا حيثما تجلى الرب.
في كل بيت ما زال عبق العرق يفوح من أفرولات الآباء في خزانات الملابس وتطل الحكايات من براويز الصور على الجدران تتواترها الأجيال كصلاة فرض مع كل آذان وصلاة.. كانوا هنا وكانت مصر.. لكن أين ذهبت!.. يبقى السؤال الذي يدوي صداه مع كل احتفال!.
عقود من التفسخ طالت البيوت.. أناس كالروبوت.. واقع يدهس الحلم.. وحوانيت من اليأس في كل مكان، ببغاوات دون عقل يرددون النشيد دون روح.. سطور الحقائق بهتت وأخرى من زيف كتبت.. ويظل نفس السؤال أين مصر؟.
أنا أقصد مصر.. مصر النسور والعبور والنصر.. مصر ام كلثوم وعبد الوهاب والعقاد والحكيم والمازني وطه حسين وبليغ والأبنودي وعبد الحليم وجاهين وسيد درويش وبيرم ونجيب محفوظ.. مصر التي كانت بداية السطر ونهايته.
لنبحث معا عن مصر.. عن كف الصبي.. عن عزم الأب وبلاغة الأم.. إذا وجدناها.. إذا أعدناها.. عاد الشغف وعاد النصر..

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

لمياء شرف تكتب: الأمر لم ينتهِ.. انهض.. الفشل جزء من النجاح

في مسار الحياة، يعاني الكثيرون من خيبات الأمل والفشل، لكن الأمر لم ينتهِ بعد، نحن أمام فرصة جديدة لنبدأ من جديد، مع كل درس نتعلمه من تجاربنا السابقة، إن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو جزء مهم من رحلة النجاح، لنقم بخلق بيئة تزدهر فيها آمالنا وأحلامنا، مثل وردة تحتاج إلى العناية والصبر لتنمو وتزدهر.

هذه الوردة، التي تمثل الأمل، تحتاج إلى رعاية واهتمام، مثلما يحتاج أحلامنا إلى التطبيق والعمل الجاد، دعنا نستمتع بتفاصيلها، برائحتها وجمال وريقاتها، ولا نتعجل في حصاد ثمارها، بل يمكن أن نتعلم الكثير من صبرنا.

وإذا نظرنا إلى البساطة في مجالات الحياة، نكتشف أن أسرار السعادة تكمن في لمسات بسيطة؛ مثل قبلة على جبين طفل بريء،في ابتسامة عيونه، نجد سعادة لقلبنا، نحن بحاجة إلى التحلي بالطيبة، لأن طيبة القلب يمكن أن تكون نورًا يضيء الكون من حولنا، دعونا نتنفس بعمق، ونستقبل الحياة بإيجابية.

تقول الحكمة: "لقد علمتني تجارب الحياة أن الناس تغيظهم المزايا التي تنفرد بها، ولا تغيظهم النقائص التي تعيبنا" في هذه العبارة، نجد دعوة ترك كل من يؤذينا، الله يأمرنا بالهجر الجميل، الخالي من العتاب واللوم، فهناك قلوب مريضة تتفشى فيها السلبية، ولذا يجب علينا تجنب النزاعات والصراعات.

إن الأخلاق يجب أن تكون العقيدة، فإذا لم تكن الأخلاق هي المحرك الأساسي في حياتنا، فما هي العقيدة التي نتبعها؟ الغدر والخيبة ليست صدفة، بل هي دعوة لنميز بين الخير والشر، لنختار بين نور الله وظلام الأفاعي.

تأمل في الكون من حولك وابتسم، مهما كانت الصعوبات، فإن تدابير الله أقوى من كل مكائد الظلام، لا تدع النفوس المريضة تشتت انتباهك، فكل توجيه لهم سيقابل بالرفض وحتى اللعن، فكلما سطعت نورك، تعمق سواد قلوبهم وعمى أبصارهم عن الحق.

يلزمنا التخلي عن كل ما هو سلبي في حياتنا. إن الشجرة المثمرة تتخلى عن أوراقها في فصل الخريف لتعطي فرصة لنمو أوراق جديدة، فليكن هذا عِبرةً لنا: علينا ترك المعتقدات السلبية التي تحد من طاقتنا، تخلَّ عن تعلقاتك وآرائك السيئة، فهم لم يترددوا في التخلي عنك سابقًا.

تذكر، أن الشيء الوحيد الذي لا يجب أن نتخلى عنه هو أنفسنا، كن بجانب ذاتك، كن حاميًا لها، حيث أنها الأكثر استحقاقًا للدعم والقوة، السفن لا تغرق بسبب الماء المحيط بها، بل بسبب سماحها للماء بالدخول، لذا تحكم بقوة في زمام حياتك، فكن ربان سفينتك وقُدها نحو شواطئ الأمل والنجاح.

قد يكون الطريق صعبًا أحيانًا، لكن كل خطوة صغيرة نحو الهدف تعتبر انتصارًا، ابدأ من جديد، وكن قويًا، فلا زال أمامك الكثير لتقدمه ولا تنسى أن الفشل هو خطوة نحو النجاح. الأمر لم ينتهِ، بل هو بداية جديدة.

مقالات مشابهة

  • غزة تعيش الأمل والفلسطينيون ينتظرون فرجا قريبا
  • فليك: برشلونة يترك «خيبة الأمل» من أجل ريال مدريد!
  • غزة تعيش الأمل والفلسطينيون يحبسون أنفاسهم
  • حين يُهمل القلب مسؤولية الروح
  • إخلاء سبيل أب اختطف ابنه في الشارع بـ "توك توك"
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • عودة... الأب الضال
  • الأمر لم ينتهِ.. أنهض .. الفشل جزء من النجاح
  • لمياء شرف تكتب: الأمر لم ينتهِ.. انهض.. الفشل جزء من النجاح
  • ماذا يريد المواطن من المرشح للانتخابات البرلمانية في العراق؟