تتعدد المكاسب التي سيجنيها المغرب من تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، رفقة إسبانيا والبرتغال، بعدما نالت الدول الثلاث شرف الاستضافة، باعتبار أن ملفها بقي هو المرشح الوحيد، بعد انسحاب السعودية التي كانت في ملف مشترك مع مصر واليونان، وتنازل دول أمريكا الجنوبية “الأرجنتين أوروغواي باراغواي” عن الترشح.

وسيكون المغرب قبلة لمختلف الجماهير العالمية والعربية والإفريقية، بغية مشاهدة مختلف المباريات التي ستحتضنها الممكلة المغربية في مختلف مدنها، إلى جانب اكتشاف المناطق السياحية التي تتميز بها هذه المدن، ناهيك عن البنيات التحتية التي ستكون على مستوى عال، دون نسيان النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنموي الذي سيعرف ارتفاعا بوتيرة سريعة.

حلم طال انتظاره بعد خمس محاولات لم تكلل بالنجاح

فوز المغرب باستضافة نهائيات كأس العالم 2030، لم يكن وليد الصدفة، بل كان مخططا له وفق دراسات متعددة، بعدما كانت المملكة المغربية قد تقدمت بالترشح في خمس نسخ سابقة لم تكلل بالنجاح، أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026.

وبدأت قصة المغرب مع تقديم ترشحاته لنيل استضافة العرس المونديالي سنة 1994، الذي نظمته الولايات المتحدة الأمريكية، متفوقة على البرازيل والمغرب، ليتلقى هذا الأخير صدمة أخرى بعد أربعة أعوام فقط، بعدما فشل للمرة الثانية في الظفر بالترشح سنة 1998، النسخة التي ذهبت لفرنسا، عندما نالت 12 صوتا مقابل 7 للمغرب.

وعاد المغرب للترشح مرة ثالثة لتنظيم نهائيات كأس العالم 2006، في تنافس مع ألمانيا وجنوب إفريقيا، قبل أن يذهب التنظيم للألمان، بعدما تفوقوا على المملكة المغربية بفارق صوت واحد فقط، وفي عام 2010 انهزم المغرب للمرة الرابعة، عندما نال 10 أصوات مقابل 14 لجنوب إفريقيا التي نظمت تلك النسخة.

وترشح المغرب للمرة الخامسة لتنظيم النسخة المقبلة 2026، إلا أنه تلقى نفس النتيجة، عندما نال 65 صوتاً من أعضاء الجمعية العمومية مقابل 134 للولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الدول التي ستنظم الحدث قبل 2030، الذي سيكون أخيرا وبعد طول انتظار بالمغرب رفقة إسبانيا والبرتغال.

الملاعب المغربية بحلة جديدة وببنيات تحتية جد متقدمة

ستحظى الملاعب المغربية بالعديد من التأهيلات من جانب بنياتها التحتية، ما سيجعلها قبلة للعديد من النوادي والمنتخبات العالمية مستقبلا لخوض المباريات فيها، حيث بدأ المغرب عملية التهيئة قبل عدة أشهر، بعدما تم الاستقرار على تجهيز 6 ملاعب موزعة على 6 مدن، منها 5 جرى بناؤها مسبقا وستخضع لجملة من التجديدات، ويتعلق الأمر بملعب ابن بطوطة في طنجة، وهو الأكبر حاليا في المغرب، ومركب مولاي عبد الله بالرباط وملعب أدرار بأكادير والمركب الرياضي لفاس وملعب مراكش الكبير، إلى جانب بناء ملعب جديد بمدينة الدار البيضاء.

وبحسب ما جاء في الملف المغربي الخاص بتنظيم كأس العالم 2030، فسيكون ملعب الدار البيضاء الجديد الأكبر حيث تصل سعته إلى 93 ألف متفرج، يليه ملعب طنجة ابن بطوطة الذي ستزيد القدرة الاستيعابية له من 65 ألف مقعد حاليا إلى أكثر من 80 ألف مقعد بعد إزالة حلبة ألعاب القوى.

وستبلغ القدرة الاستيعابية لملعب الرباط 46 ألف متفرج وأكادير ومراكش اللذان تصل سعة كل واحد منها إلى 41 ألف مقعد، ثم ملعب فاس الذي تصل طاقته الاستيعابية حاليا إلى 35 ألف متفرج.

وستكون الملاعب المذكورة أعلاه، مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية الخاصة باحتضان البطولات العاليمة، وذلك عن طريق إغلاقها بالتزامن مع عمليات التجديد التي ستخضع لها، ناهيك عن البنيات التحتية التي ستحيط بها وبالطرقات المؤدية لها.

تأثير إيجابي على السياحة والاقتصاد ومنح فرص شغل كثيرة للشباب

تنظيم تظاهرة بحجم كأس العالم سيعود بالنفع على المغرب من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، حيث ستكون هناك فرص شغل كثيرة للشباب في مختلف المجالات، خصوصا في الفنادق والمحلات التجارية والبنوك، وكل ما له علاقة بالسياحة، ما يعني أن المملكة المغربية ستعيش فترة ازدهار ستنعكس على كل المجالات مستقبلا.

وكشفت شركة “سوجي كابيتال جيستيون” في دراسة لها حول تأثير تنظيم كأس العالم 2030، أن تنظيم هذه التظاهرة سيكون له تأثير إيجابي على قطاع السياحة على المدى القصير والمتوسط، من خلال التدفق الكبير للسياح لحضور مباريات العرس المونديالي، ناهيك عن أن المغرب سيستفيد كثيرا من عائدات السياحة، فضلا عن تحسن عرض الفنادق المغربية وتطوير شبكة النقل بين المدن وداخلها وتطوير السكك الحديدية.

كما ستستفيد قطاعات أخرى من تنظيم المونديال بالأراضي المغربية، مثل البنوك وقطاع الاتصالات، والبناء، ما يعني أن مغرب 2030، سيكون مختلفا عما قبل، نتيجة ما سيجنيه من تنظيم المونديال، وما سيتركه من بنيات تحتية ذات مستوى عال ستعود بالنفع على الأجيال القادمة.

كأس العالم في ثلاث قارات سيعطي إشعاعا للمغرب في احتفالات بمرور 100 سنة على أول نسخة

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، قد أعلن عن تنظيم احتفالات مئوية كأس العالم، في أوروغواي بإقامة ثلاث مباريات في نهائيات كأس العالم 2030، بالأرجنتين، وأوروغواي وباراغواي على أن تقام باقي اللقاءات في بلدان المغرب وإسبانيا والبرتغال.

وستستضيف بلدان ‏الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي أول مباراة لكل منتخب في هذه البلدان بمناسبة مرور 100 سنة على المونديال لتنضم بذلك 6 منتخبات بشكل رسمي إلى كأس العالم دون خوض التصفيات “المنتخب المغربي، المنتخب الإسباني، المنتخب البرتغالي، المنتخب الأوروغوياني، المنتخب الأرجنتيني، المنتخب الباراغوياني”.

وقال جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، إن أول مباراة من هذه المباريات الثلاث، ستقام في ملعب سينتيناريو الأسطوري في مونتيفيديوً للاحتفال بالنسخة المئوية.

وفي السياق ذاته زف الملك محمد السادس، بفرحة كبيرة للشعب المغربي خبر اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، لملف “المغرب إسبانيا البرتغال” كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم.

وأضاف بلاغ الديوان الملكي أن هذا القرار يمثل إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى، وبهذه المناسبة، أعرب جلالة الملك عن تهانئه لمملكة إسبانيا وجمهورية البرتغال، مجددا جلالته التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة.

وجاء فوز المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030، رفقة كلٍ من إسبانيا والبرتغال، بعد الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم قطر 2022، بعدما بلغ نصف النهائي، وأنهى المسابقة في المركز الرابع، باعتباره أول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز على مر التاريخ.

كلمات دلالية الاتحاد الدولي لكرة القدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنتخب الوطني المغربي نهائيات كأس العالم 2030

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الاتحاد الدولي لكرة القدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنتخب الوطني المغربي نهائيات كأس العالم 2030 الاتحاد الدولی لکرة القدم نهائیات کأس العالم 2030 إسبانیا والبرتغال المملکة المغربیة تنظیم کأس العالم

إقرأ أيضاً:

المغرب يطلق 5G في كأس أفريقيا 2025 و يزود ملاعب المونديال بنظام DAS لتقوية صبيب الإنترنت

زنقة 20 | الرباط

كشف هشام الحجمري المدير التقني للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ANRT ، أن الملاعب المغربية التي ستسضيف كأس العالم 2030 ستكون جميعها مزودة بنظام الموزع الهوائي (DAS) ، والذي يستخدم في الفضاءات الكبرى لتقوية و تحسين الإشارات الخلوية ، و تضخيم إشارات الهاتف المحمول و الإنترنت.

الحجمري، وخلال عرض قدمته بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، أكد أنه سيتم تزويد جميع الملاعب بصبيب الانترنت عالي الجهد و شبكة 5G.

و ذكر الحجمري أن المغرب يهدف الى رفع عدد المستفيدين من تقنية 5G من 25 في المائة سنة 2026 إلى 70 في المائة من السكان بحلول سنة 2030 .

و كشف الحجمري أن المغرب سيطلق تقنية 5G مع انطلاقة بطولة كأس أفريقيا وتحديدا بالمناطق المستضيفة، وبعد ذلك ستشرع الشركات الفاعلة في القطاع لتعميم التقنية على جميع التراب الوطني.

مقالات مشابهة

  • رغم تحركات الجزائر في المنطقة.. المغرب يكسب اعتراف المزيد من دول أوربا الشرقية بالسيادة المغربية على الصحراء
  • خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟
  • لقجع: المغرب يشهد أجندة كروية مكثفة بين 2025 و 2030
  • لقجع: استضافة المغرب لـ"مونديال 2030" يأتي في إطار مسار تنموي بدأناه منذ أكثر من 25 عاما
  • رئيس الباطرونا: لقجع نجح في حصول المغرب على تنظيم المونديال وإيجاد التمويل اللازم للمشاريع الإستراتيجية الضخمة
  • محمد عزت: ضوابط جديدة تساهم في تحسين تنظيم الحج وجودة الخدمات
  • المغرب يطلق 5G في كأس أفريقيا 2025 و يزود ملاعب المونديال بنظام DAS لتقوية صبيب الإنترنت
  • لقجع يشيد بالخبرة المغربية في بناء ملاعب المونديال: أظهرنا للعالم قدراتنا وكفاءتنا العالية
  • لقجع يعلن افتتاح ملعب الرباط الجديد خلال الأسابيع المقبلة
  • سوق مستحضرات التجميل في المغرب يتجه نحو تحقيق 2.79 مليار دولار بحلول 2030