صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-26@19:46:18 GMT

علامات المرحلة المظلمة

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

علامات المرحلة المظلمة

وائل محجوب

• من أوضح علامات هذه المرحلة المظلمة، من مراحل الثورة المضادة في تاريخ السودان، أن صار قادة المؤتمر الوطني الذين كانوا قيد السجون والملاحقة، بسبب جرائمهم المروعة في حق السودان وأهله، يجتمعون علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ويصدرون البيانات باسم حزبهم المحلول بأمر الثورة، ويدير قادتهم من الملاحقين دوليا بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، حملات الاستنفار والتعبئة للحرب التي لا يريدون للبلاد منفذا غيرها، في سعيهم اللاهث لإسترداد السلطة، والتنكيل بقوى الثورة، التي أطاحت بحكمهم، بينما يتساءل قائد الجيش متهكما؛ أين الكيزان.

. وهم يحيطون به ظاهرا وباطنا، إحاطة السوار بالمعصم، كأنما الناس على رؤوسهم “قنابير”.

• يصور تيار عريض من الإسلاميين ومنصاتهم وشخصياتهم الاعلامية الظاهرة والمستترة، الحرب كخيار وحيد الهدف منه القضاء على الدعم السريع وإنهاء وجوده، وهم الذين لطالما دافعوا عن هذه القوات صنيعتهم، ورفضوا من قبل أي صوت مطالب بحلها، يوم أن كانت حامية لهم وشريكة في جرائم نظامهم المقبور، وبعدما خاضت معهم ولأجلهم في دماء ابناء الوطن، في جرائم دارفور المنكرة، وفي انتفاضة سبتمبر، وفي مجازر فض الاعتصامات.

• وفي سياق خصخصتهم للحرب، ومحاولتهم لتجييرها لخدمة مصالحهم الحزبية السلطوية، ومعاداتهم لكل القوى السياسية الوطنية الرافضة للحرب، انطلاقا من موقفهم المعادي للثورة التي أطاحت بهم، فقد صنعوا مشكلة حقيقية للجيش، على المستويين؛
– السياسي: بالرسالة المباشرة التي يهدفون من خلالها، لترسيخ فكرة انهم القوى السياسية الوحيدة المساندة للجيش في حربه على الدعم السريع، وأن الجيش هو جيش الحركة الإسلامية، كما قال أحد متحدثيهم من الناشطين في مجال التسجيلات الصوتية.
– التفاوضي؛ حيث تمثل مواقف الإسلاميين هذي اضعافا لموقف الجيش، الذي يحاول ان يتنصل من الإرتباط بهم، لإدراكه بأن دورهم واسهامهم بخلاف الرفض الداخلي الكبير له، يشكل أزمة صامتة ستنفجر لاحقا مع المحيطين الاقليمي والدولي، بالنظر لسجلهم السيئ مع كل جوار السودان والعالم.

• كانت القوات المسلحة تمتلك في يدها كروتا تفاوضية تفرض بها شروطها، وتعزز موقفها التفاوضي مهما كانت موازين القوى على الأرض، وهي في طريقها لتبديدها وخسارتها بسبب انقياد قادتها للنظام البائد، وبفتحها للمجال أمام فلول المؤتمر الوطني لتصدر المشهد، وهي بطريقها لخسارة قوى اقليمية مؤثرة ظلت داعمة لها سياسيا ومعنويا، بعدما علا صوت هذه المجموعات طاعنا في قوميتها، وملبسا اياها ثوبا حزبيا، يجردها من أهم دفوعاتها في مواجهة من تصفهم بالمليشيا القبلية.

• وما يشكك أكثر انها في سبيل مواجهة المليشيا القبلية هذي، وفي الوقت الذي لم تستخدم قوات الجيش المنتشرة في انحاء السودان المختلفة، فقد استعانت بمليشيات حزبية، ذات توجه سياسي صارخ ومعادي للشعب وثورته في ساحة المعركة، من فلول النظام البائد الذين احكموا الحصار على الجيش، وسيطروا على الدعاية والإعلام الحربي، وأرسلت رسالة ملغومة، بأنها ماضية في طريق إنشاء مليشيات جديدة، لكأن درس الدعم السريع لم يكن كافيا، فكيف يمكن أن تضر بموقفها أكثر من ذلك؟!

• لقد تراجع الدعم الداخلي والخارجي، الذي حظيت به القوات المسلحة عند اندلاع الحرب، بعد تكشف الصلة بين قيادتها وفلول النظام البائد، وبدأ التعبير عن ذلك خلال جولات البرهان الخارجية، وبالعقوبات الأخيرة على الأمين العام للحركة الاسلامية والقيادي بالمؤتمر الوطني علي كرتي، وهي عقوبات ستتوسع في مقبل الأيام لتشمل أخرين، وستمتد لقيادتي الجيش والدعم السريع، والمؤسسات التابعة لهما.

• إن موقف مختلف القوى السياسية والمدنية والثورية، ظل ثابتا ومعلنا قبل وبعد الحرب ومنذ سقوط نظام البشير، هو حل الدعم السريع، وما قبل الحرب كانت الجهات الوحيدة التي ترفض ذلك وتدافع عن هذه القوات، هم فلول النظام البائد، وقيادة القوات المسلحة نفسها، وهي التي مكنتها من أن تصبح قوة موازية للجيش عدة وعتادا، تمتلك مقار الجيش، وهيئة عمليات جهاز المخابرات بعد حلها، وتقوم بحراسة المنشآت والمواقع الاستراتيجية للدولة، وظلت تؤكد دوما بأنها خرجت من رحم الجيش، وهي حامية حمى البلاد.

• اما بعد الحرب، فما زالت القوى المختلفة عند موقفها المعلن، حل الدعم السريع، وإنهاء وجود كل الحركات المسلحة والمليشيات، والوصول لجيش قومي واحد منزه عن أمراض الحزبية والموالاة السياسية، وترى أن انهاء ذلك الوضع لن يتم بالحرب، وكثير من ضباط الجيش يدركون أكثر من غيرهم، أن هذه العملية تتم وفق إجراءات فنية معلومة، ويدركون كذلك أن هذا الموقف، هو الذي يمكن أن يحقق لهم إجماعا سياسيا وشعبيا داعما في أي تفاوض، ويخلق التوازن المطلوب، في إدارة العملية التفاوضية.

• وما يحول دون ذلك تسلق الإسلاميين لأكتاف الجيش، واصرارهم على المضي في خيار الحرب مهما كانت الخسائر، يعميهم الغضب وشهوة السلطة، عن رؤية مقدار الخراب والدمار والنتائج الكارثية للحرب على الشعب، بينما تستمر خطتهم الإعلامية الممنهجة، لتخوين وشيطنة الجميع، بالحملات الكاذبة والمضللة، في مساعيهم لضرب كل قوى الثورة، والتهديد والتمهيد لحملات انتقامية، حال تسللهم لمواقع السلطة من جديد.

• إن الناس لن يتقبلوا مهما كانت خسائرهم الفادحة، عودة الإسلاميين لقيادة البلاد، ولن يقبلوا بتجول المتهمين بجرائم الحرب طلقاء من ولاية لأخرى، يديرون الاجتماعات ويخاطبون الحشود، يوجهون من خلالها رسائلهم المسمومة التي تستهدف الثورة وقواها، بينما يطارد ويعتقل الشرفاء من ابناء الوطن، الذين يبذلون جهدهم وطاقتهم لمساعدة أهلهم من المتضررين من الحرب.

• ذلك الطريق الوعر لن يجلب غير المزيد من الخراب والدمار، وإنتقال الحرب لولايات أخرى، وسيعزل القوات المسلحة يوما بعد يوم، داخليا عن القوى الرافضة للحرب والمجمعة على حل الدعم السريع، وخارجيا عن الدول المساندة لها، والتي إفترضت طويلا انها تمثل جيشا قوميا منزها عن الحزبية والإنحياز السياسي.

• كلمة أخيرة؛
أوقفوا الحرب، قبل أن تنتقل لأطوار أشد فتكا ودمارا، ويستشرى خرابها في كل انحاء السودان.

الوسوموائل محجوب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الخرطوم: “الدعم السريع” ارتكبت “إبادة جماعية” والدول الراعية للمليشيا متورطة في الجريمة

الخرطوم – متابعات تاق برس- شارك السودان ممثلا في وزارة العدل، في الدورة التاسعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي انطلقت أعمالها، أمس الثلاثاء بالعاصمة السويسرية جنيف.

 

وقدم السودان بيانه حول التقرير الخاص للمقررة المعنية بالإبادة الجماعية.

 

وأكد المستشار العام ياسر سيد أحمد رئيس إدارة حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بوزارة العدل السودانية مقرر الآلية الوطنية لحقوق الإنسان في بيانه- أكد التزام السودان بأحكام اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتي انضم السودان إليها في العام 2003م بدون أي تحفظات.

 

وقال المستشار إن هذه الاتفاقية معنية بقواعد آمرة بالقانون الدولي. موضحا أن السودان يرى أن التحفظ على المادة (9) من الاتفاقية يعوق إنفاذ الاتفاقية وتحقيق مقاصدها وأهدافها.

 

مضيفا أن الهجمات المكثفة الانتقائية الممنهجة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع الإرهابية ضد الجماعات العرقية بدارفور ومناطق أخرى، والتي تزامنت مع خطاب الكراهية والتحريض العلني المباشر أدلة كافية وواضحة على ارتكابها التدمير الكامل لتلك المجتمعات.

 

مشيرا في خطابه إلى الاستهداف الممنهج ضد مجتمعات المساليت في مدينة الجنينة وأردمتا وأحداث مشابهة في مناطق أخري منها قرية ود النورة بولاية الجزيرة وغيرها.

 

وقال المستشار إن تقديم الدعم العسكري واللوجستي لهذه المجموعة الإرهابية المعروفة بسلوكها الإجرامي من تلك الدول الراعية لها يمكنها من ممارسة فظائع تشمل الإبادة الجماعية؛ مما يعني تورط تلك الدولة واشتراكها الجنائي في ارتكاب هذه الجريمة. ولهذا يناشد السودان المجتمع الدولي عبر مجلس حقوق الإنسان باتخاذ موقف حازم

 

وطالب السودان على لسان ممثله الدول المساندة لهذه المجموعة الإرهابية بوقف كافة أشكال الدعم فوراً.

 

داعيا للعمل المشترك من أجل إنهاء معاناة المجموعات التي تعرضت للإبادة الجماعية خاصة جماعة المساليت، ودعم حقوق الضحايا والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة.

الدعم السريعالسودانجنيف

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحقق انتصارات جديدة ويلحق بقوات الدعم السريع هزائم موجعة
  • مقتل فتاتين وجرح سبع أخريات بنيران “الدعم السريع”.. أين؟
  • إسحاق بريك: القوات البرية في الجيش الإسرائيلي تتجه نحو الانهيار في قطاع غزة
  • الخارجية السودانية: ألسنة نيران “الدعم السريع” تتمدد وتطال دول الجوار الإقليمي
  • السودان يطالب المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية
  • الخرطوم: “الدعم السريع” ارتكبت “إبادة جماعية” والدول الراعية للمليشيا متورطة في الجريمة
  • الجيش السوداني يستولي على مسيرات ودانات تابعة للدعم السريع
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • جنوب كردفان.. مصرع قائد ميداني بارز بالدعم السريع
  • السودان: دولتان عربية وإفريقية تعترفان برعاية مليشيا “الدعم السريع”