صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-11@21:15:08 GMT

علامات المرحلة المظلمة

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

علامات المرحلة المظلمة

وائل محجوب

• من أوضح علامات هذه المرحلة المظلمة، من مراحل الثورة المضادة في تاريخ السودان، أن صار قادة المؤتمر الوطني الذين كانوا قيد السجون والملاحقة، بسبب جرائمهم المروعة في حق السودان وأهله، يجتمعون علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ويصدرون البيانات باسم حزبهم المحلول بأمر الثورة، ويدير قادتهم من الملاحقين دوليا بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، حملات الاستنفار والتعبئة للحرب التي لا يريدون للبلاد منفذا غيرها، في سعيهم اللاهث لإسترداد السلطة، والتنكيل بقوى الثورة، التي أطاحت بحكمهم، بينما يتساءل قائد الجيش متهكما؛ أين الكيزان.

. وهم يحيطون به ظاهرا وباطنا، إحاطة السوار بالمعصم، كأنما الناس على رؤوسهم “قنابير”.

• يصور تيار عريض من الإسلاميين ومنصاتهم وشخصياتهم الاعلامية الظاهرة والمستترة، الحرب كخيار وحيد الهدف منه القضاء على الدعم السريع وإنهاء وجوده، وهم الذين لطالما دافعوا عن هذه القوات صنيعتهم، ورفضوا من قبل أي صوت مطالب بحلها، يوم أن كانت حامية لهم وشريكة في جرائم نظامهم المقبور، وبعدما خاضت معهم ولأجلهم في دماء ابناء الوطن، في جرائم دارفور المنكرة، وفي انتفاضة سبتمبر، وفي مجازر فض الاعتصامات.

• وفي سياق خصخصتهم للحرب، ومحاولتهم لتجييرها لخدمة مصالحهم الحزبية السلطوية، ومعاداتهم لكل القوى السياسية الوطنية الرافضة للحرب، انطلاقا من موقفهم المعادي للثورة التي أطاحت بهم، فقد صنعوا مشكلة حقيقية للجيش، على المستويين؛
– السياسي: بالرسالة المباشرة التي يهدفون من خلالها، لترسيخ فكرة انهم القوى السياسية الوحيدة المساندة للجيش في حربه على الدعم السريع، وأن الجيش هو جيش الحركة الإسلامية، كما قال أحد متحدثيهم من الناشطين في مجال التسجيلات الصوتية.
– التفاوضي؛ حيث تمثل مواقف الإسلاميين هذي اضعافا لموقف الجيش، الذي يحاول ان يتنصل من الإرتباط بهم، لإدراكه بأن دورهم واسهامهم بخلاف الرفض الداخلي الكبير له، يشكل أزمة صامتة ستنفجر لاحقا مع المحيطين الاقليمي والدولي، بالنظر لسجلهم السيئ مع كل جوار السودان والعالم.

• كانت القوات المسلحة تمتلك في يدها كروتا تفاوضية تفرض بها شروطها، وتعزز موقفها التفاوضي مهما كانت موازين القوى على الأرض، وهي في طريقها لتبديدها وخسارتها بسبب انقياد قادتها للنظام البائد، وبفتحها للمجال أمام فلول المؤتمر الوطني لتصدر المشهد، وهي بطريقها لخسارة قوى اقليمية مؤثرة ظلت داعمة لها سياسيا ومعنويا، بعدما علا صوت هذه المجموعات طاعنا في قوميتها، وملبسا اياها ثوبا حزبيا، يجردها من أهم دفوعاتها في مواجهة من تصفهم بالمليشيا القبلية.

• وما يشكك أكثر انها في سبيل مواجهة المليشيا القبلية هذي، وفي الوقت الذي لم تستخدم قوات الجيش المنتشرة في انحاء السودان المختلفة، فقد استعانت بمليشيات حزبية، ذات توجه سياسي صارخ ومعادي للشعب وثورته في ساحة المعركة، من فلول النظام البائد الذين احكموا الحصار على الجيش، وسيطروا على الدعاية والإعلام الحربي، وأرسلت رسالة ملغومة، بأنها ماضية في طريق إنشاء مليشيات جديدة، لكأن درس الدعم السريع لم يكن كافيا، فكيف يمكن أن تضر بموقفها أكثر من ذلك؟!

• لقد تراجع الدعم الداخلي والخارجي، الذي حظيت به القوات المسلحة عند اندلاع الحرب، بعد تكشف الصلة بين قيادتها وفلول النظام البائد، وبدأ التعبير عن ذلك خلال جولات البرهان الخارجية، وبالعقوبات الأخيرة على الأمين العام للحركة الاسلامية والقيادي بالمؤتمر الوطني علي كرتي، وهي عقوبات ستتوسع في مقبل الأيام لتشمل أخرين، وستمتد لقيادتي الجيش والدعم السريع، والمؤسسات التابعة لهما.

• إن موقف مختلف القوى السياسية والمدنية والثورية، ظل ثابتا ومعلنا قبل وبعد الحرب ومنذ سقوط نظام البشير، هو حل الدعم السريع، وما قبل الحرب كانت الجهات الوحيدة التي ترفض ذلك وتدافع عن هذه القوات، هم فلول النظام البائد، وقيادة القوات المسلحة نفسها، وهي التي مكنتها من أن تصبح قوة موازية للجيش عدة وعتادا، تمتلك مقار الجيش، وهيئة عمليات جهاز المخابرات بعد حلها، وتقوم بحراسة المنشآت والمواقع الاستراتيجية للدولة، وظلت تؤكد دوما بأنها خرجت من رحم الجيش، وهي حامية حمى البلاد.

• اما بعد الحرب، فما زالت القوى المختلفة عند موقفها المعلن، حل الدعم السريع، وإنهاء وجود كل الحركات المسلحة والمليشيات، والوصول لجيش قومي واحد منزه عن أمراض الحزبية والموالاة السياسية، وترى أن انهاء ذلك الوضع لن يتم بالحرب، وكثير من ضباط الجيش يدركون أكثر من غيرهم، أن هذه العملية تتم وفق إجراءات فنية معلومة، ويدركون كذلك أن هذا الموقف، هو الذي يمكن أن يحقق لهم إجماعا سياسيا وشعبيا داعما في أي تفاوض، ويخلق التوازن المطلوب، في إدارة العملية التفاوضية.

• وما يحول دون ذلك تسلق الإسلاميين لأكتاف الجيش، واصرارهم على المضي في خيار الحرب مهما كانت الخسائر، يعميهم الغضب وشهوة السلطة، عن رؤية مقدار الخراب والدمار والنتائج الكارثية للحرب على الشعب، بينما تستمر خطتهم الإعلامية الممنهجة، لتخوين وشيطنة الجميع، بالحملات الكاذبة والمضللة، في مساعيهم لضرب كل قوى الثورة، والتهديد والتمهيد لحملات انتقامية، حال تسللهم لمواقع السلطة من جديد.

• إن الناس لن يتقبلوا مهما كانت خسائرهم الفادحة، عودة الإسلاميين لقيادة البلاد، ولن يقبلوا بتجول المتهمين بجرائم الحرب طلقاء من ولاية لأخرى، يديرون الاجتماعات ويخاطبون الحشود، يوجهون من خلالها رسائلهم المسمومة التي تستهدف الثورة وقواها، بينما يطارد ويعتقل الشرفاء من ابناء الوطن، الذين يبذلون جهدهم وطاقتهم لمساعدة أهلهم من المتضررين من الحرب.

• ذلك الطريق الوعر لن يجلب غير المزيد من الخراب والدمار، وإنتقال الحرب لولايات أخرى، وسيعزل القوات المسلحة يوما بعد يوم، داخليا عن القوى الرافضة للحرب والمجمعة على حل الدعم السريع، وخارجيا عن الدول المساندة لها، والتي إفترضت طويلا انها تمثل جيشا قوميا منزها عن الحزبية والإنحياز السياسي.

• كلمة أخيرة؛
أوقفوا الحرب، قبل أن تنتقل لأطوار أشد فتكا ودمارا، ويستشرى خرابها في كل انحاء السودان.

الوسوموائل محجوب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر في شمال دارفور .. سقوط قتلى وجرحى مدنيين

الخرطوم: «الشرق الأوسط» اتهم الجيش السوداني، الجمعة، «قوات الدعم السريع» بقصف أحياء مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، الخميس، مشيراً إلى أن القصف أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين، وذكرت وزارة الدفاع السودانية في بيان أن قوات الجيش اعترضت عناصر من «الدعم السريع» على متن 26 مركبة قتالية، وقالت إن القوات المسلحة دمرت هذه المركبات كافة.

وأضاف البيان أن القوات المسلحة السودانية تمكنت أيضاً من «تحييد وإصابة» العشرات من عناصر «قوات الدعم السريع».

كما وكشف مصدر عسكري، الجمعة، عن أن مسيَّرات قصفت بورتسودان لليوم السادس على التوالي.

وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مسيَّرات مواقع استراتيجية في بورتسودان، حيث يقع المقر المؤقت للحكومة.

اندلعت الحرب في السودان قبل أكثر من عامين في أثناء عملية للانتقال إلى حكم مدني بسبب خلاف حول دمج «قوات الدعم السريع» في الجيش، وتسببت الحرب في نزوح ما يزيد على 12 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها.  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يُصّعد هجماته الجوية على مواقع مهمة لقوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يخوض معارك لساعات ويستعيد مدن من قبضة الدعم السريع 
  • استهدف مخازن الدعم السريع بالفاشر.. الجيش السوداني يُصعّد عملياته في دارفور
  • تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّرات
  • الجيش السوداني: مدفعية الدعم السريع تحصد أرواح الأطفال والنساء بينهم حوامل
  • الجيش السوداني يقصف مواقع استراتيجية لـالدعم السريع في دارفور
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر في شمال دارفور .. سقوط قتلى وجرحى مدنيين
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر في شمال دارفور
  • السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
  • السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع