الأمن اللبناني يعلن وفاة ثلاثة سجناء بـ محاولة فرار
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أسفر إحباط عملية تحضير لفرار من سجن زحلة، شرق لبنان، عن وفاة ثلاثة سجناء، وإصابة 16 آخرين، نتيجة استنشاقهم للدخان الناتج عن إضرام النيران داخل بعض غرف السجن، حسب مصادر أمنية رسمية.
وعن تفاصيل ما حصل أوردت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنه "عند حوالي الساعة 12,30 من تاريخ اليوم الجمعة، توافرت معلومات لإدارة سجن زحلة في وحدة الدرك الإقليمي عن التحضير لعمليّة فرار من خلال حفرة في حائط إحدى الغرف.
على الفور، توّجهت قوّة للكشف على الغرفة المذكورة، ولدى اقترابها من مكان وجود الحفرة المخفيّة داخل خزانة خشبيّة ومغطّاة بقطعة من القماش، حصلت عمليّة اعتراض من قبل بعض السجناء المتواجدين فيها، وقاموا باحتجاز ضابطين وعنصر. وبعد مقاومتهم، تمكّنت القوّة من الخروج من المكان".
ونتيجة لإحباط التحضير لعمليّة الفرار، بحسب ما جاء في البلاغ بدأ سجناء "بحرق الأمتعة و"الفرش" داخل جزء من غرف الطابق الثاني، ما أدى إلى تسارع الحريق وانتشار الدخان الكثيف في الطابق المذكور.
عندها، حضرت قوى من القوى السيّارة ومن قطعات سريّة زحلة وسيطرت على أعمال الشغب داخل السجن، وبدأت بإنقاذ السجناء الذين تعرّضوا لاستنشاق الدخان، جرى نقلهم من قبل الدفاع المدني والصليب الأحمر إلى مستشفيات المنطقة، وتمّ إخماد الحريق".
ونتج عن استنشاق الدخان وفاة اللبنانيين: علي محمّد المصري (مواليد عام 1977)، إبراهيم حمد علّام (مواليد عام 1986)، محمّد علي الحاج حسين (مواليد عام 1999)، أما المصابون فتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهم مستقرّة، والتحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختصّ.
وكان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي تابع مجريات الوضع في سجن زحلة، وأجرى لهذه الغاية اتصالات بكل من قائد الجيش العماد جوزيف عون، متمنياً تأمين المؤازرة وحماية محيط السجن، ومدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار لتعزيز وحدات الدفاع المدني التي عملت على إطفاء الحريق وإخلاء السجناء من داخل الغرف.
#Lebanon : At least 3 inmates die & others injured at jail in Zahle, as fire broke out reportedly during riot, after attempted prison break out #زَحْلة pic.twitter.com/ZjQztyihuc
— sebastian usher (@sebusher) October 6, 2023
كما تلقى مولوي اتصالاً من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي وضعه في آخر المستجدات، كذلك كلف مولوي محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة متابعة الإجراءات الميدانية وما يحدث على الأرض لاسيما لجهة إخلاء السجناء وإسعاف المصابين منهم.
يذكر أن سجون لبنان تعتبر قنابل موقوتة، حيث تعاني من 3 مشكلات أساسية سبق أن أشار إليها مولوي "أولها الاكتظاظ، حيث بلغت نسبة المساجين 323% من القدرة الاستيعابية إضافة إلى مشكلة الطبابة والتغذية"، وكشف حينها في مؤتمر صحفي في أغسطس من العام الماضي، عن وجود أكثر من 8000 سجين، من ضمنهم 20.9 بالمئة فقط من المحكومين، أي أن هناك 79.1 بالمئة في السجون اللبنانية غير محكومين.
وطالب مولوي خلال المؤتمر الصحفي، باتخاذ إجراءات ضرورية لحل مشكلة اكتظاظ السجون منعاً لتدهور الأمور، مضيفاً "نسعى إلى تأمين المتطلبات الملحة لسجون لبنان التي تواجه تحديات الاكتظاظ، ويعاني نزلاؤها، بسبب نقص الموارد المادية، من تراجع حاد في الخدمات الطبية والاستشفائية نظراً لمحدودية المبالغ المخصصة لذلك في الموازنة وانهيار قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار".
وللتخفيف من وطأة الاكتظاظ، لفت وزير الداخلية إلى أنه تقدم باقتراح قانون لتخفيض سنة السجن إلى ستة أشهر، آملاً من النواب إقراره في أقرب وقت، ومن القضاة "سرعة البت بطلبات إخلاء السبيل وتسريع المحاكمات".
ونتيجة الوضع المزري، شهدت سجون لبنان العديد من محاولات الهروب في السنوات الماضية، بعضها باءت بالفشل وبعضها نجحت قبل أن تعاود القوى الأمنية توقيف الهاربين.
وتوثق منظمة العفو الدولية "بصورة متكررة ممارسة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في الحجز في لبنان، ومن ضمن ذلك حالة شخص توفي في الحجز في 2019 وسط مزاعم حول تعرُّضه للتعذيب لم يجرِ تحقيق وافٍ فيها. وقد أبلغت وزارة الداخلية منظمة العفو الدولية أن 14 عنصراً في قوى الأمن الداخلي خضعوا لإجراءات تأديبية داخلية بسبب إقدامهم على ضرب وابتزاز أشخاصاً في الحجز".
وبحسب تقرير المنظمة الدولية الصادر في يونيو الماضي، "تضاعف عدد الوفيات في الحجز في خضم أزمة اقتصادية مستمرة منذ 4 سنوات، من 14 وفاة في 2015 إلى 18 في 2018 و34 في 2022" حيث اعتبرت أن "هذه الأرقام يجب أن تكون جرس إنذار للحكومة اللبنانية بأن السجون بحاجة إلى إصلاح عاجل وهائل"، وبأن عليها "إعطاء الأولوية بصورة مُلحّة لصحة السجناء".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الحجز
إقرأ أيضاً:
توافق رئاسي على تحصين الموقف اللبناني وعدم الخضوع للضغوط وللتهويل
تتركز المشاورات المكثفة والمفتوحة بين اركان الحكم على تحضير الجواب او الورقة اللبنانية ردًّا على ما طرحه الموفد الاميركي توم باراك من افكار ونقاط واسئلة خلال زيارته الاولى وتمهيدا لزيارته الثانية المرتقبة الى لبنان التي لم يحدد موعدها رسميا لكنها متوقعه في نهاية الاسبوع الاول من تموز، استنادا الى وعده بالعودة للبنان بعد ثلاثة اسابيع. وقال مصدر بارز لـ"الديار"، أمس، ان هذه المشاورات تجري في جو ايجابي وجيد في اطار تمتين وتوحيد الموقف الرسمي للبنان، رغم الضغوط التي يتعرض لها، لا سيما جراء توسيع العدو اعتداءاته التي تصاعدت مجدداً. وأوضح المصدر أنَّ "هناك توافقاً بين رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة على تحصين الموقف اللبناني وعدم الخضوع لهذه الضغوط او للتهويل الذي يجري باساليب مختلفة". واوضح أنَّ "باراك لم يطرح اي مهلة زمنية في سؤاله عن الاولويات وعرضه لما يشبه خارطة طريق اميركية للتوصل الى الاستقرار في الجنوب"، مشيرا الى ان الجانب اللبناني يدرس كل النقاط التي طرحها". وقالت مصادر مطلعة لـ"الديار" ان اجواء اللقاء بين الرئيسين بري وسلام كانت جيدة، مشيرة الى انه من الطبيعي ان تحصل مثل هذه اللقاءات في ظل التطورات التي نشهدها، عدا انه يأتي عشية جلسة مجلس النواب التشريعية المقررة غدا. ولم تدخل المصادر في تفاصيل ما جرى بحثه بشأن الموقف اللبناني تمهيدا للزيارة الثانية للموفد الأميركي، لكنها قالت ان حسم كل نقاط الجواب اللبناني على ما طرحه باراك لا يتم في لقاء واحد وللبحث صلة، وهناك امور يجري بحثها ودرسها بعناية خلال المشاورات الجارية بين الرؤساء الجارية، واخرى تحتاج الى البحث مع حزب الله الذي يجري بين الرئيس بري وقيادة الحزب. وكان جرى ايضا التشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة في الموقف اللبناني من كل جوانبه.ويقول مصدر مطلع مقرب من مرجع كبير كان اللقاءات والمشاورات الجارية تتركز على اعداد الورقة اللبنانية التي ستتضمن الاجوبة على الافكار والنقاط والاسئلة التي طرحها الموفد الاميركي. ويؤكد بشكل قاطع وواثق انه خلال زيارته الاولى طرح باراك بعد عرض افكاره واسئلته عن الاولويات ما يشبه اطار خارطة طريق تعتمد على "الخطوة مقابل الخطوة" للوصول الى الاستقرار على حد وصفه. وكشف عن أنَّ "هناك نقاطاً لا يوجد حولها اشكال وجرى حسمها في الجواب اللبناني، وهناك اسئلة طرحها الموفد الاميركي تتعلق بسلاح حزب الله تحتاج الى البحث والدرس في اطار تحديد الاولويات في خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة". واشار المصدر الى ان الجانب اللبناني لا يعارض اطار خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة، لكنه يركز على ان تكون الخطوة الاولى من "اسرائيل" كونها هي التي تحتل اراضي لبنانية وتواصل اعتداءاتها وخرقها لاتفاق وقف النار. واستناداً الى اجواء زيارة باراك الاولى، اوضح المصدر المقرب من المرجع الكبير "انه يختلف تماما عن الموفدة الاميركية السابقة اورتاغوس التي كانت تعتمد اسلوبا فجًّا وتتحدث بلهجة الطلب والامر"، بينما حرص السفير باراك على سؤال الرؤساء الثلاثة عن الاولويات بكل مرونة ولباقة، وتلقى جوابا لبنانيا موحدا يتمحور حول ضرورة وقف الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة.
وشدد المصدر على أنَّ "من حق لبنان ان تكون الخطوة الاولى من اسرائيل، لانها هي المعتدية والمحتلة وان لبنان هو المعتدى عليه والمحتلة ارضه". واضاف ان باراك وعد من جانبه ان يقوم بالدور المساعد للدخول في ترجمة خارطة الطريق على اساس الخطوة مقابل الخطوة، لكنه ألمح الى تشجيع لبنان على القيام بخطوة أولى. وقال المصدر ان لبنان مقتنع بوجوب ان تكون الخطوة الاولى من اسرائيل، وان المسؤولين اللبنانيين ابلغوا الجانبين الاميركي والفرنسي باخر المعلومات حول ما قام به الجيش اللبناني من دور كبير في اطار تنفيذ بنود وقف النار والقرار 1701، وانه قدم ما يزيد على 16 شهيدا في اطار مهمته، عدا عددٍ كبير من المصابين. ورداً على سؤال، قال المصدر ان موقف لبنان المطالب بالخطوة الاولى من اسرائيل يستند الى حقائق ملموسة ومهمة، ويتعلق ايضا بالسؤال الكبير عما هي الضمانات لقيام العدو بخطوة مقابلة اذا ما قام لبنان بالخطوة الاولى، لا سيما انه أثبت انه لا يفي او يلتزم بأي تعهد او اتفاق ولا يتجاوب مع اي ضمانات. ونقل عن مصادر مسؤولة، انه حتى مساء امس لم يحدد موعد زيارة الموفد الاميركي المرتقبة، واضافت ان باراك كان وعد بالعودة الى بيروت بعد ثلاثة اسابيع، وانه استنادا الى هذا الوعد يرجح أن يأتي في 7 او 8 تموز المقبل. وحرصت المصادر على الاشارة الى ان هذا الوعد حصل في زيارته الاولى التي سبقت الحرب بين ايران واسرائيل والهجوم الاميركي على المنشآت النووية الايرانية، وليس معلوماً ما اذا كان هذا التطور سيؤثر في موعد زيارته المرتقبة، كما انه من الصعب معرفة انعكاس ما حصل على مسار الوضع ومهمة باراك سلباً او ايجاباً.
وأشارت في الوقت نفسه الى ان تصريح الرئيس الاميركي ترامب الاخير يحمل اكثر من تفسير بقوله ان الولايات المتحدة الاميركية "تحاول تقوية لبنان وتريد اعادة الامور الى نصابها في لبنان". وردًا على سؤال آخر يتعلق بالاجواء التي تسبق الزيارة الثانية للموفد الاميركي، قالت المصادر "ان المسؤولين اللبنانيين يتصرفون بمسؤولية عالية خارج اطار التأثر بالضغوط والتهويل، وان الموقف اللبناني هو موضع ثقة من الجهات الخارجية المعنية ومن الجانب الاميركي، وهذا انعكس ايضا في اجواء الاجتماع الاخير للجنة وقف النار يوم الاربعاء الماضي، حيث بدا الجانب الاميركي مرنًا في التعاطي مع طرح الجانب اللبناني لمسألة الانسحاب ووقف الاعتداءات الاسرائيلية". واضافت أن "هذه الثقة بأداء لبنان وموقفه، يجب ان يقرن بالضغط على العدو للالتزام بوقف النار ووقف اعتداءاته". مواضيع ذات صلة الأولمبية اللبنانية: لعدم التهويل بتوقيف الرياضة اللبنانية Lebanon 24 الأولمبية اللبنانية: لعدم التهويل بتوقيف الرياضة اللبنانية