«محامو الطوارئ» يطالبون مجلس حقوق الإنسان بإنشاء آلية مستقلة بشأن جرائم حرب السودان
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
مطالبة مجموعة «محامو الطوارئ» الحقوقية، لمجلس حقوق الإنسان، بإنشاء آلية تحقيق مستقلة بشأن جرائم حرب السودان، جاءت بعد تملص الجيش والدعم السريع من مسؤولية تصفية أسرى.
الخرطوم: التغيير
طالبت مجموعة «محامو الطوارئ»، الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، بالموافقة على إنشاء آلية تحقيق مستقلة لكشف الجرائم وحفظ الأدلة وتوثيق انتهاكات حرب 15 ابريل من قبل الجيش والدعم السريع لتحقيق العدالة في السودان.
كما دعت القوتين المتنازعتين إلى التقيد الصارم بالقانون الدولي الإنساني، وحذرتهم بأن هذه الجرائم الموثقة لن تسقط بالتقادم ولن تنجح عمليات التملص منها بأي شكل من الأشكال.
ويتقاتل الجيش والدعم السريع منذ 15 ابريل الماضي، بمدن الخرطوم وولايات أخرى في جنوب وغرب وشمال دارفور، وبعض مناطق كردفان، ما خلف آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين واللاجئين.
وكثف الجيش من عمليات قصف مواقع الدعم السريع بواسطة سلاح الجو والمسيرات، فيما يرد الأخير عبر القصف المدفعي والمضادات الأرضية.
وأشار بيان المجموعة الحقوقية، اليوم، إلى انتشار مقطع فيديو مساء الثالث من اكتوبر الحالي يوثق لعملية تصفية ميدانية لأشخاص يصعب تحديد هوياتهم، بينما تظهر بشكل واضح ملامح منفذي الجريمة والذين يتبعون للقوات المسلحة.
وقال إن “الناطق باسم القوات المسلحة أصدر بياناً مخيباً في الخامس من اكتوبر ينفي فيه أي صلة للقوات المسلحة بالأفراد منفذي الجريمة تملصاً من المسؤولية، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه التحفظ على المجرمين حتى يتم تقديمهم للعدالة لاحقاً وهم معلومون بالنسبة للاستخبارات العسكرية واحدهم ينتمي لكتيبة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة. وآخرون يرتدون زي هيئة العمليات المحلولة”.
وأكد البيان أن تصفية الأسرى جريمة محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني ويخالف الأعراف الدولية ذات الصلة ويهدد سلامة الأسرى والمعتقلين لدى الطرفين ويغذي ويعزز خطابات الانتقام في جو مشحون بخطابات الكراهية وحالة انقسام اجتماعي غير مسبوقة في تاريخ السودان.
وكان الجيش ومليشيا الدعم السريع، تبادلا الاتهامات بشأن المسؤولية عن تصفية ثلاثة جنود أسرى رمياً بالرصاص بعد عصب أعينهم ورميهم في حفرة، بعد انتشار فيديو يوثق للحادثة.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان القانون الدولي الإنساني حرب 15 ابريل مجلس حقوق الإنسان محامو الطوارئالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان القانون الدولي الإنساني حرب 15 ابريل مجلس حقوق الإنسان محامو الطوارئ محامو الطوارئ حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
وسط تصاعد العمليات العسكرية.. الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
البلاد – الخرطوم
تواصل الأزمة المسلحة في جنوب كردفان بالسودان تأجيج التوترات، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الأحداث التي شهدتها قرية الحمادي، حيث نفى الجيش السوداني بشدة الاتهامات الموجهة إليه بقتل مدنيين، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “باطلة” و”سخيفة”، بينما أكدت مجموعات حقوقية وتوثيقات محلية وقوع مذبحة أسفرت عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحفي، أن القوات المسلحة ظلت على مدار فترة الحرب تحمي المدنيين وتتصدى لانتهاكات “مليشيا الدعم السريع” التابعة لعائلة دقلو، مشدداً على أن الحديث عن استهداف الجيش للمدنيين في منطقة الحمادي مجرد محاولات ترويج كاذبة من قبل “مليشيا آل دقلو” وجناحهم السياسي.
وقال العميد نبيل: “القوات المسلحة دائماً موضع ترحيب من المواطنين في كل مكان يتم تحريره من هذه المليشيا، وهي التي تقدم الحماية للأهالي من بطش وانتهاكات هذه الجماعات المسلحة”.
في سياق متصل، تواصل القوات المسلحة السودانية وقواتها المساندة تنفيذ عمليات برية واسعة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ودارفور، بهدف فك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة. وأعلنت مصادر عسكرية تمكن متحرك “الصياد” من فك الحصار جزئياً عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، تمهيداً لفتح الطريق الذي يربطها بالعاصمة الإقليمية كادوقلي.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، بالانتصارات المحققة في محاور كردفان، مؤكداً أن الجيش يقترب من فتح طريق الدبيبات – الدلنج المؤدي إلى كادوقلي، مما سيمكن من إيصال الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
كما كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تقدم قوات العمل الخاص بالفرقة 22 التابعة للجيش في مناطق شمال غرب كردفان، ونجاحها في كسر الحصار عن مدينة بابنوسة والسيطرة على الأحياء المحيطة بها، مع تنفيذ عمليات تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد وقطع مسارات الميليشيات، وربط مناطق جنوب كردفان بشمال وغرب الإقليم.
في المقابل، كشف مستشار قائد “الدعم السريع” الباشا طبيق عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الصراع في جنوب كردفان نحو المناطق التي تسيطر عليها قواته، في ظل حملات انتقامية نفذها الجيش وقواته المساندة. وناشد المنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة النازحين.
وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت 2700 حالة إصابة و172 وفاة، 90% منها في ولاية الخرطوم التي تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه بسبب الضربات المتكررة التي تستهدف محطات الطاقة والمياه والتي نسبت إلى قوات الدعم السريع.
ويأتي تفشي وباء الكوليرا في سياق تدهور البنية التحتية للمياه والصحة والصرف الصحي في البلاد، مع توقف محطات معالجة المياه عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، مما اضطر السكان إلى الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.
وتظل الأوضاع في جنوب كردفان وعموم السودان متوترة، مع تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتبادل الاتهامات بشأن الانتهاكات ضد المدنيين، في ظل نزوح واسع وتدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار الأمراض الوبائية، مما يعكس الحاجة الملحة لتدخل دولي فعال لوقف التصعيد وتأمين حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.