انتخاب علي عبدالله خليفة أمين عام جائزة عيسى لخدمة الانسانية عضوًا بالمجلس التنفيذي لمنتدى الجوائز العربية
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
اختتم منتدى الجوائز العربية أعماله بالعاصمة الأردنية عمان يوم أمس بانتخاب الأستاذة فالنتينا قسيسية، رئيسة مؤسسة عبدالحميد شومان نائبًا للرئيس التنفيذي، والأستاذ علي عبدالله خليفة أمين عام جائزة عيسى لخدمة الانسانية عضوًا بالمجلس التنفيذي للمنتدى.
وقد استعرضت الجمعية العمومية للمنتدى مجموعة من المشاريع والتقارير التنظيمية الخاصة بأنشطته على الساحة العربية كان أبرزها مقترح الشراكة مع مؤسسة الفكر العربي لإنشاء وإطلاق منصة إلكترونية خاصة بالجوائز العربية بإشراف الدكتور هنري العويط مدير مؤسسة الفكر العربي.
وقدم الدكتور هشام عزمي من المجلس الأعلى للثقافة بمصر استعراضًا موجزًا لدراسة حول مستجدات وضع الجوائز العربية.
كما تم استعراض مجموعة جديدة من طلبات الانضمام للمنتدى من مختلف البلاد العربية وقد تمت الموافقة على انضمام خمس جوائز عربية جديدة هي جائزة شومان الأردنية لأدب الأطفال، وجائزة النيل للمبدعين العرب، وجوائز دار سعاد الصباح الكويتية للنشر، وجائزة محمد زفزاف المغربية للرواية العربية وأبرزها جائزة يوسف بن أحمد كانو البحرينية كونها من أقدم الجوائز العربية إذ تأسست في العام 1998، وقد وصل عدد أعضاء المنتدى بذلك إلى واحد وثلاثين عضوًا.
وبعد ختام أعمال المنتدى لبى المشاركون الدعوة لحضور الاحتفالية الخاصة بتوزيع جوائز مؤسسة عبدالحميد شومان إلى الفائزين بها من مختلف البلاد العربية.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الجوائز العربیة
إقرأ أيضاً:
عيسى مخلوف في يومياته الباريسية
من الفرن هذه المرة أيضًا، ساخنًا ومبتهجًا، رافعًا ناره وملوّحًا بمدنه، وصلني كتاب الشاعر والمثقف اللبناني الكبير عيسى مخلوف: باريس التي عشت -دفتر يوميات، الفائز بجائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة- سندباد الجديد، 2025. ويشرف على هذه السلسلة المهمة الشاعر السوري نوري الجراح.
الكتاب من القطع الكبير، وجاء في نحو 300 صفحة.
التقيت عيسى قبل سنوات في رحلة ثقافية إلى المغرب، طرقتُ بابه في الفندق لأعطيه كتبا وزعترًا من فلسطين، ففتح لي ابتسامته على مصراعيها وصار صديقي. مشيتُ معه في شوارع مدينة وجدة المغربية، شربنا القهوة والشعر وفلسطين البعيدة التي يعشقها. ثم التقيته في بيروت مرة أخرى، على هامش معرض كتب، فجدد لي ثقتي به كواحد من أنبل وأصفى وألطف المثقفين والشعراء العرب؛ حيث لا استعراض شخصي ولا مباهاة (حتى في لغته الأدبية صادق، متقشف، وحقيقي)، ولا علاقات مصلحية أو عامة، ولا اتصالات شهرية بمسؤولي ومديري معارض الكتب والمؤسسات الثقافية في العالم العربي، ولا صخب حياة أو بلاغة مفتعلة.
عيسى طازج مثل شعره، وباحث جاد مثل مقالاته المدهشة، وترجماته الدقيقة، وتحليلاته الذكية، وغوصه المتفرّد في تاريخ الكتابة والفنون. وهو ابن مناخ ثقافي آخر، لا يسكنه إلا القلة ممّن يعيشون زمنا مختلفا. يكتب دون ضجة، وهو صاحب مذهب: الكتابة كفعل حب وصداقة وكنكنة ثقافية جمالية.
في هذا الكتاب، دفتر اليوميات، يدهشنا "أبو العيس" (كما أخاطبه) وهو يروي حكاياته مع باريس: حياةً وثقافةً وصداقاتٍ وكتبا، كما عاشها طيلة سنوات طويلة. ولعل هذه السطور التي نقلها مخلوف على لسان رجل بائس في إحدى الممالك، والموجهة لرجل متنفذ، تختصر فلسفة الكتاب:
قال البائس: "أنا أيضًا أستطيع أن أساعدك،"فسأله المتنفذ: "فأيّ منفعة تأتيني منك؟"فأجاب: "أنا رجل أُطَبِّبُ الكلام إذا جرح أحدا أو أفضى إلى شر، فأنا أُشفيه بأدوية ملائمة، لئلا يزداد الشر نموا".
وهذا ما يفعله مخلوف في هذه اليوميات الممتعة: هو يكتب كما يُطبّب، ويبدع صورا وكلماتٍ جميلة كما يعالج صداعا قاتلا أو مغصا رهيبا.
يكتب مخلوف عن سياق تأليفه للكتاب:
"كتبتُ باريس التي عشت في لحظة يبدو فيها العالم، أكثر من أي وقت مضى، على شفا سديم، وتُطرح علامات استفهام كبيرة حول التقدم التكنولوجي والتقني ومن يستأثر به لأغراض هي النقيض لحاجة الإنسانية إلى الخلاص. لقد عدتُ من خلال هذا الكتاب إلى العقدين الأولين من حياتي في باريس، حيث كانت المدينة تتوهج بألف لون، وكانت تتعدد فيها روافد الإبداع وتصبّ في فضائها الواسع آتية من جميع الجهات، قبل أن يخفت صوت الفكر على المستوى العالمي، ويتراجع الحس النقدي، وتتلعثم الآداب والفنون تحت ضربات المال المنتصر، الذي يُلغي كلّ ما تعذّر تسليعه وتحويله إلى أداة للمنفعة المادية".
هذه السطور تُحدّد موقع مخلوف من هذا العالم، وتضعه في أبهى موضع من الصورة الأخلاقية للمناخ الثقافي العربي والعالمي، وتؤكد هُويته الإنسانية النقية في عالم تهيمن عليه سوق الثقافة المالي النَّفعي.
في الكتاب، فصول ممتعة عن لقاءات مخلوف مع أدباء وفنانين، وتأملاته في إبداعاتهم التي كتب عنها بلغة أنيقة، شعرية وعالية الثقافة. ها هو يكتب في فصل "آدم حنين - نحت في الزمن":
"في رحلتي الأخيرة إلى مكتبة الإسكندرية وجدتُ نفسي أمام أعمال النحات والفنان المصري آدم حنين (1929-2022) في الطابق الأرضي، حيث معرضه الدائم. شعرتُ أني في محترفه الباريسي، نتابع حديثًا لا ينتهي برفقة زوجته عفاف الديب، ملاكه الحارس، وحولنا الرسوم والمنحوتات، المكتمل منها وغير المكتمل، كأننا داخل متحف لا يفصل بيننا وبين محتوياته شيء. وكأن لوحاته ومنحوتاته هي وجهه الآخر، على غرار الأقنعة الذهبية التي رافقت الفراعنة في رحلاتهم الأخيرة، ومثلت وجوههم التي لا تفنى".
وفي فصول أخرى، يكتب مخلوف بلغته الحميمية عن يومياته ولقاءاته مع: جان جينيه، إدوار سعيد، إيف بونفوا، صلاح ستيتية، آسيا جبار، سعد الله ونوس، مارسيل بروست، أمجد ناصر، فاروق مردم بك، بورخيس، رولان بارت، سيمون فتال، أندريه ميكيل، إدمون عمران المليح، وغيرهم.
يكتب عيسى ويذهب إلى النوم في آخر الشعر، سعيدًا منهكًا. هل تراه يعرف أنه تركنا، في يومياته، دون نوم، دون عودة إلى بيت، ودون ليل؟ شكرا، أبا العيس.
عيسى مخلوف: كاتب وشاعر لبناني مقيم في باريس، درس في جامعة "السوربون" وحاز منها على شهادة الدكتوراه في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية. له مؤلفات في الأدب والبحث، ونقل إلى اللغة العربية كتبا ونصوصا أدبية وفكرية من الفرنسية والإسبانية، منها مسرحية مهاجر بريسبان لجورج شحادة (قُدمت في مهرجانات بعلبك الدولية، صيف 2004). عمل مديرًا للأخبار في "إذاعة الشرق" في باريس، كما عمل في "النهار العربي والدولي" ومجلة "اليوم السابع" (أشرف على القسم الثقافي فيها في سنواتها الأولى). حاضر في "المعهد العالي للترجمة" التابع لجامعة السوربون، وكان مستشارًا خاصًا للشؤون الثقافية في منظمة الأمم المتحدة ضمن الدورة الحادية والستين للجمعية العامة (2006-2007).