علماء وأساتذة يفتتحون أكاديمية أهل الصُفَّة لدراسات التصوف وعلوم التراث
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
افتتح عدد من الأساتذة والعلماء العام الدراسي الجديد ١٤٤٥ه /٢٠٢٤م بأكاديمية أهل الصُفة لدراسات التصوف وعلوم التراث بحضور الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي، والدكتور محمد عبدالرحيم بيومي عميد كلية أصول الدين الزقازيق، والدكتور رمضان الصاوي عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف، والدكتور جاد الرب أمين العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة، والدكتور أحمد ربيع وكيل كلية اللغة العربية السابق بالقاهرة، والدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة.
وقال الدكتور محمد مهنا إن أول طلاب لأهل الصُفة كانوا من صحابة رسول الله، ثم جاء مَن بعدَهم ليقتفوا آثارهم في تعلم الآداب والسلوك، موضحًا أن دراسة الأكاديمية تقوم على المنهج الأزهري القديم، فتتناول علوم الفقه وأصوله، وعلوم اللغة العربية، وعلوم أصول الدين، إضافة للبُعد الصوفي، وتتلخص رسالتها في العمل على إحياء التراث الروحي للأمة، وأن طلاب الأكاديمية لم يأتوا للحصول على شهادة وإنما جاءوا للعلم فكثير منهم حائزون على درجات علمية عريقة، ولذلك فالتقويم يقوم على إجازات العلماء فلايدخل أحد الامتحان إلا بإجازة الأستاذ وهذا إحياء لسنة الإسناد في أمتنا الإسلامية، مشيرًا إلى أن الدراسة تقوم على غرس الأدب والسلوك بين المعلم والمتعلم، وقد كان لنا في أئمتنا المثل القدوة فكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول أكون عطشان ولا أقوم من مجلس الإمام مالك هيبة منه وله، ثم جاء الإمام أبو يوسف صاحب أبو حنيفة فيقول والله مامددت قدمي تجاه منزل أبي حنيفة أدبًا معه وقد كان بيني وبينه سبع سكك.
على طالب العلم أن يكون موصولًا بحبل اللهوأضاف الدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة أن للعلماء أثر في قلوب المتعلمين، وعلى طالب العلم أن يكون موصولًا بحبل الله في ليله ونهاره، مبينًا أنه عاصر الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم ورأى جهوده في نشر التصوف، وأنه يرى الآن في ظهور الأكاديمية تحقيقًا لبعض من أمنياته وجهوده في التصوف.
واستكمل الدكتور جاد الرب أمين، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بنين القاهرة أن الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم كان جامعًا بين العلوم المتكاملة فيفسر ويُحدث، ويتحدث في الفقه والأصول، وأن وارث ميراثه العلمي الدكتور محمد مهنا استطاع أن ينهض فينشئ الأكاديمية، ويحفظ تراث شيخه، فيجعلها مؤسسة متكاملة تتميز بتلبية متطلبات العقل والروح معًا، وبالتراحم بين الطالب وزميله، وبالمؤاخاة والمودة بين كل فرد في الأكاديمية، وغايتها هي القرب من الله فلا يلتحق بها إلا الراغب في العلم.
وذكر الدكتور جمال سيدبي الأستاذ بجامعة قناة السويس أن من خصائص الدراسة بالأكاديمية أنها امتداد للرائد المثقف الذي كان يجمع بين مختلف العلوم والفنون، ويجيد لغات متعددة، فهي بهذا تنفتح على الغير، وتجمع بين العلم والشرع
وأوضح الدكتور محمد البيومي عميد كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق أن التصوف من دوائر بناء الإنسان، وأن المفكرين في الغرب عندما أرادوا محاربة عولمة الإرهاب اتخذوا التصوف دليلًا لهم
وأشار الدكتور محمد المحمدي عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة أن الدراسة بالأكاديمية تمثل أربع كليات كونها تجمع اللغة، والأصول، والشريعة، والتصوف شاملًا مبادئ التصوف، وقواعد التصوف، وفقه التصوف، إضافة إلى التربية، والمناهج وطرق التدريس، واللغات الأجنبية، وأن طرق التقويم تشمل السلوك، والمناقشة، والتقرير العلمي.
وألمح الدكتور رمضان الصاوي عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف إلى أن كتاب كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين الذي يدرس في الأكاديمية من الكنوز الفقهية المهمة لكل طلاب العلم.
وبيّن الدكتور ربيع الغفير عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة، أن العلم أقدس رسالة يستزيد بها الإنسان في حياته (وقل رب زدني علمًا) ولمكانة أهل العلم فقد جعلهم الله في رفعة (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) مؤكدًا أن الأكاديمية خير دليل على أن العالم إذا رحل جسده وبقي بعلمه وبالمخلصين من تلامذته.
قدم الحفل د. إبراهيم الصوفي، وابتدأه بتلاوة القرآن د. عبدالفتاح المشد وتخلله مداخلات وفقرات شعرية من السادة الأساتذة، ومن طلاب العلم.
يذكر أن أكاديمية أهل الصفة لدراسات التصوف وعلوم التراث تعد أحد الهيئات العلمية التابعة لمؤسسة البيت المحمدي للتصوف، وتقوم على دراسة العلوم الشرعية مع توضيح أبعادها الروحية الصوفية، بنظام الإجازة وباتباع مناهج الأزهر على نحو يجمع بين الشريعة والحقيقة، ويصل الأصول والفقه بالطريقة على يد نخبة من أساتذة وعلماء الأزهر الشريف، وسميت بأهل الصفة نسبة إلى مجموعة من ٧٠ من صحابة رسول الله ﷺ الذين وقفوا أنفسهم للدعوة والخدمة في سبيل الله تعالى بمسجده الشريف حيث كانوا يبيتون بمنطقة به تسمى "الصفة"
وترجع فكرة إنشاءها في العصر الحديث إلى الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم رحمه الله، العالم الأزهري، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وشيخ الطريقة المحمدية الشاذلية الذي كان يحلم بإنشاء جامعة صوفية تبين مكانة التصوف من الدين وتهدف إلى إحياء التراث الصوفي الأصيل للأمة الذي طمسته الحضارة المادية التي قطعت الإنسان عن روحه وجردته من القيم الروحية والأخلاق فجعلته دون أن يدري مشتتًا متطرفًا في فكره متعلقًا بالمادة ناسيًا لرحمه ولمكارم الأخلاق التي بعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليتممها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلية اللغة العربية البیت المحمدی اللغة العربیة الدکتور محمد عمید کلیة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنصورة يشهد احتفالية جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي
شهد الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، في احتفالية تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي في دورتها الثامنة لعام 2025، والتي أُقيمت مساء الأحد،بأحد فنادق القاهرة، بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالي الأسبق، واللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور يحي المشد رئيس جامعة الدلتا، إلى جانب نخبة من الوزراء السابقين، ورؤساء الجامعات وكبار الشخصيات والقيادات التنفيذية والأكاديمية.
شهدت الاحتفالية مراسم رسمية بدأت بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبها تلاوة للشيخ القارئ محمود الشحات أنور، ثم عرض فيلم وثائقي تناول السيرة المهنية والإنسانية للدكتور محمد ربيع ناصر، رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، وجهوده البارزة في دعم منظومة التعليم والبحث العلمي.
وخلال فعاليات الحفل، كرّم الدكتور محمد ربيع الدكتور شريف خاطر تقديرًا لدوره في دعم البحث العلمي وتعزيز الشراكة الأكاديمية بين الجامعات ومؤسسات الدولة.
وفي تصريح صحفي، أكد الدكتور شريف خاطر أن جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي تمثل إضافة نوعية لمنظومة دعم البحث العلمي في مصر والعالم العربي، مشيرًا إلى أن جامعة المنصورة تُثمِّن هذه المبادرات العلمية الرصينة التي تحفز الباحثين على التميز والابتكار، وتعزز دور الجامعات في خدمة قضايا التنمية وبناء الإنسان.
ووجّه رئيس جامعة المنصورة التهنئة إلى الدكتور أشرف شومه، عميد كلية الطب بجامعة المنصورة، بمناسبة فوزه بجائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي في العلوم الطبية في دورتها الثامنة، مثمنًا إسهاماته العلمية المتميزة التي تعكس المكانة الريادية لجامعة المنصورة في مجالات العلوم الطبية والتعليم الطبي على المستويين الإقليمي والدولي.
كما هنّأ جميع الفائزين بالجائزة في مختلف فروعها، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تمثل مصدر فخر للمؤسسات الأكاديمية المصرية والعربية، وتعكس قدرة الباحثين على الإسهام الفاعل في دعم مسيرة البحث العلمي والتنمية المستدامة.
وخلال كلمته الافتتاحية، أوضح الدكتور محمد ربيع ناصر أن الجائزة جاءت انطلاقًا من إيمان راسخ بأهمية البحث العلمي كقاطرة للتقدم، وحرصًا على دعم الباحثين المصريين والعرب، وتشجيعهم على تقديم إنتاج علمي يسهم في مواجهة التحديات المجتمعية وتحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبه، أشاد اللواء طارق مرزوق بجائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي، مؤكدًا أن الجائزة تمثل منصة حقيقية لاكتشاف الباحثين المتميزين ودعمهم عمليًا، وأن دعم البحث العلمي يمثل ركيزة أساسية للنهوض بالمجتمع ويعزز الشراكة الفاعلة بين مؤسسات الدولة والجامعات.
وخلال كلمته، رحّب الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بالحضور، مشيدًا بقيمة الجائزة ورسالتها العلمية، ومؤكدًا أنها تمثل نموذجًا وطنيًا محفزًا للبحث والعلم، وتسهم في بناء الإنسان ودعم مسيرة التنمية المستدامة.
وخلال الاحتفالية، أعلنت اللجنة العلمية للجائزة أسماء الفائزين بجائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي في دورتها الثامنة لعام 2025، والتي تهدف إلى دعم البحث العلمي والابتكار، وتشجيع العلماء والباحثين المصريين والعرب في عدد من المجالات الحيوية، من بينها: العلوم الطبية، والطاقة الجديدة والمتجددة، وعلوم المواد المتقدمة وتطبيقات النانو، والعلوم الهندسية التطبيقية، والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، والزراعة والأمن الغذائي.
واختُتمت الاحتفالية بتكريم الفائزين بالجائزة في فروعها المختلفة، إلى جانب تكريم «شخصية العام – جيل الرواد والعطاء»، تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في دعم مسيرة العلم والمعرفة وخدمة المجتمع.