الصحة العالمية: الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة فصل مأساوي جديد
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس عن قلقه البالغ إزاء الصراع الذي نشب يوم السبت الماضي في الأرض الفلسطينية المحتلة مؤكدا أن ذلك ليس سوى “فصل مأساوي جديد في رواية مفجعة لا يوجد بها منتصرون”.
جاء ذلك في كلمة لغيبريسوس لدى افتتاح أعمال الدورة ال(70) للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والتي انطلقت اعمالها اليوم الاثنين بالقاهرة تحت شعار “معا لمستقبل أفضل صحة” بمشاركة عدد من وزراء الصحة من بينهم وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي الى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من بلدان الإقليم وممثلي عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية.
وذكر غيبريسوس أن “هذا الصراع ليس سوى أزمة واحدة من بين أزمات عدة تعصف بإقليم عانى ولا يزال يعاني الكثير” مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية تبذل ما في وسعها لدعم الاستجابة الصحية “لكن هذا الوضع لن يحله الرصاص والقنابل والمخرج الوحيد منه لا يكون إلا بالحوار والتفاهم والسلام”.
وهنأ مصر على بلوغها “المستوى الذهبي” في التخلص من التهاب (الكبد سي) على طريقها نحو القضاء على هذا المرض وفق معايير المنظمة.
وأضاف أنه “منذ أقل من 10 سنوات كانت مصر تشهد أحد أعلى معدلات انتشار عدوى (وباء الكبد سي) على مستوى العالم وبفضل القيادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال حملة (100 مليون صحة) نجحت مصر في خفض معدل الإصابة بنسبة 97 في المئة وهو إنجاز مدهش يوضح طرق التغلب على التحديات الكبرى في مجال الصحة العامة من خلال الجمع بين القيادة السياسية والأدوات الحديثة”.
من جهتها سلطت وزيرة الصحة الفلسطينية ورئيسة اللجنة الإقليمية ال69 الدكتورة مي الكيلة في كلمتها (عن بعد) الضوء على المداولات “المثمرة” للجنة خلال الدورة التي تولت رئاستها العام الماضي بشأن قضايا رئيسية مثل الأمن الصحي ونهج الصحة الواحدة ومكافحة الأمراض السارية وتعزيز الصحة والعافية واستخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة.
وعرضت الكيلة أيضا المنظور الإقليمي عن عمل مختلف العمليات الحكومية الدولية التي صدر بها تكليفات من الأجهزة الرئاسية للمنظمة.
وذكرت أن “المضي قدما يتطلب منا التركيز على صحة الأجيال القادمة لذا يجب أن تكون لصحتهم مساحة وحضور أكبر في رسم ملامح توجهاتنا الاستراتيجية ويجب أن نتعاون معا في ذلك بجهد جماعي مشترك منطلقين من نجاحاتنا السابقة”.
وبدوره قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري ان “عام 2023 يذكرنا بالسرعة التي يمكن أن تتبخر بها المكاسب الصحية المحققة في مواجهة النزاعات أو الكوارث الطبيعية”.
وأضاف أن “هذا أمر مؤلم لنا جميعا لا سيما للزملاء الذين يعملون في أماكن تشهد حالات طوارئ لكننا ثابتون على المبدأ بكل فخر واعتزاز لا نحيد عن أداء واجبنا ولن نعود أدراجنا”.
وشاركت وفود اللجنة الإقليمية بقيادة وزراء الصحة والمدير العام والمدير الإقليمي في وقت مبكر من صباح اليوم في فعالية “الصحة قول وعمل” والتي أقيمت في (حديقة الطفل) أمام المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالقاهرة وهي مبادرة عالمية لتعزيز الصحة والتشجيع على النشاط البدني بوصفه عنصرا أساسيا لمستقبل صحي ومستدام.
وتناقش الدورة ال(70) للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عددا من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ومنها التحديات التي يواجهها الإقليم وصحة الشباب وعافيتهم ونقص القوى العاملة الصحية وتغير المناخ والصحة والتعامل مع الأمراض غير السارية في الأزمات والرعاية الصحية الأولية فضلا عن استئصال شلل الأطفال والتأهب للتجمعات البشرية الحاشدة.
ويترأس وفد دولة الكويت في الاجتماع الوزير أحمد العوضي ويضم في عضويته مدير مكتب الوزير الدكتور عبد الرحمن القشعان ومدير المكتب الصحي بالقاهرة الدكتور محمد العجمي.
المصدر وكالات الوسومالاحتلال الإسرائيلي فلسطين منظمة الصحةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي فلسطين منظمة الصحة
إقرأ أيضاً:
يوم حقوق الإنسان 2025.. دعوة أممية لضمان الصحة كحق لا امتياز في شرق المتوسط
يحيي العالم اليوم يوم حقوق الانسان، في ذكرى اعتماد الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948، مؤكداً على الحقوق والحريات الأساسية التي يتمتع بها كل إنسان، وعلى رأسها الحق في الصحة والعافية.
وفي إقليم شرق المتوسط، حيث تتقاطع تحديات النزاعات والنزوح والآثار المتفاقمة لتغير المناخ، تبرز الحاجة الملحّة لحماية الحقوق الصحية وتعزيزها، خصوصاً للفئات الأكثر هشاشة.
وفي هذا السياق، شددت الدكتورة نان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، على أهمية تعزيز الحق في الصحة، قائلة: "الصحة ليست امتيازًا، بل حق عالمي.
رسالتنا في حملة "ضرورياتنا اليومية" لعام 2025 تؤكد أن حقوق الإنسان ليست شعارات، بل أساس الكرامة والمساواة في عالم مليء بالتحديات".
وتسلط الحملة الضوء على مجموعة من الأساسيات التي تُعدّ ركائز العافية اليومية، مثل الهواء النقي ، والرعاية الصحية المامولة، والاستقلال البدني، والموافقة المستنيرة، والتحرر من جميع أشكال العنف.
فالنُظم الصحية القائمة على نهج حقوق الإنسان تُسهم في تمكين الأفراد والمجتمعات، وتُعد خطوة جوهرية نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
ومع ذلك، ما تزال تحديات كبرى تقف أمام هذا الهدف؛ إذ تعتمد العديد من الدول على الإنفاق الخاص في أكثر من نصف نفقاتها الصحية، وخاصةً في شراء الأدوية، مما يدفع كثيرًا من الأسر نحو الفقر.
وتؤكد المنظمة أن ضمان الحصول على الأدوية والخدمات الصحية عالية الجودة دون تمييز أو أعباء مالية هو حق أساسي يجب على الدول صونه.
وبمناسبة يوم حقوق الإنسان، تدعو منظمة الصحة العالمية حكومات المنطقة إلى إعادة تأكيد التزامها بأن الصحة حق من حقوق الإنسان، وذلك عبر الاستثمار في أنظمة صحية قوية وشاملة، وتعزيز السياسات التي تحمي الناس من التمييز والضوائق المالية، وضمان إتاحة الأدوية الأساسية والخدمات الصحية الآمنة والعالية الجودة للجميع.
وتؤكد المنظمة جاهزيتها لدعم الدول الأعضاء في تحويل هذه الالتزامات إلى خطوات عملية، من خلال الإرشادات التقنية، وبناء القدرات، وتطوير السياسات الصحية القائمة على الحقوق، والاستجابة للطوارئ، بما يسهم في تعزيز القدرة على الصمود وتحقيق مستقبل أكثر صحة وإنصافًا للجميع في الإقليم.