وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2025-11-06@05:07:36 GMT

غزة ليست دولة عظمى

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

غزة ليست دولة عظمى

ما جرى في غزة خلال الأيام الماضية وما زال يجري حتى اليوم رسم صورة يراها الجميع ونفرح بها جميعا، صورة استخرجت عاطفة البحث عن فرح ونصر في واقعنا العربي، فرح وجدناه كثيفا وصادقا بما جرى من إهانة لإسرائيل عسكريا وسياسيا، ونجده بشكل آخر حتى عندما يحقق فريق كرة قدم عربي انتصارا في كأس العالم، مع اختلاف المضامين، لكنه فرح بأي إنجاز بعد عقود الهزائم والتراجع الشامل.




لكن تقديرنا وفخرنا بمن ألحق الهوان بالاحتلال، يجب ألا يغمض عيوننا عن مشهد هو الأصعب، وهو استحقاق للحالة العربية والفلسطينية، مشهد يقف فيه الجميع حتى في فلسطين وفي العالم العربي والإسلامي في صفوف المتفرجين على ما بعد العملية، وأقصد عمليات الانتقام العدوانية التي يقوم بها الاحتلال، والتي يسقط فيها كل ساعة شهداء وجرحى ونزوح عشرات الآلاف من أهل غزة من بيوتهم بحثا عن مأوى وحياة فقدت عناصرها الأولية.
سيقول البعض إن من فعلوا الفعل المقاوم يدركون أن هناك ثمنا، لكن المشكلة أنه حتى من يدفع الثمن يحتاج إلى تضامن وصوت حوله، لكن كل المشهد خارج غزة مشهد متفرجين، تماما مثلما يفرح المشاهدون بفريق يحرز هدفا لكن ما بعد ذلك، كل الموت والدمار والحرب هم تحت نارها وأقصد الناس لأن المقاتلين يدركون الثمن.
وحتى النصف الآخر من السلطة في رام الله هادئ، وكأن الأمر في قارة أخرى، بل إن السلطة هناك تعتقل من ينظم مظاهرة تضامن مع غزة، وما تفعله السلطة هو إعلان التضامن، مع أن الفعل الطبيعي ألا تكون الضفة متفرجة وتكتفي بشتم إسرائيل ودعوة دول العالم لحماية الشعب الفلسطيني.
وحتى عواصم مهمة في عالمنا العربي والإسلامي لم تخرج فيها مظاهرة ربما باستثناء الأردن، كلنا نريد من يجلب للأمّة النصر والفرح، وننسى أن هناك واقعا أقوى من مشاعرنا وهو أنه منذ نصف قرن تقريبا قررت دول الأمّة بما فيها منظمة التحرير وفصائلها أن الحرب ليست الطريق للتعامل مع إسرائيل.
ما بقي من طلقات وصواريخ في غزة هي آخر القناعات بأن بعض العمليات ضرورة، وربما بعدما جرى في غزة ستتسارع جهود أصدقاء حماس من دول الإقليم المهمة إلى البحث عن جلب حماس إلى طاولة التفاوض ولو بعد حين.
وإذا كانت دول العرب إما بعيدة وغير مكترثة أو تتبنى خيار السياسة والتفاوض فإن من يسمي نفسه معسكر المقاومة يصمت أيضا مثل معسكر السلام، فكل الجبهات تمارس نفس الفعل، لأن فكرة المقاومة ليست للتحرير بل لامتلاك نفوذ وورقة سياسية، ولهذا فالجميع يمارسون نفس الفعل باختلاف ما يتم الحديث به، بل إن الدول التي تؤمن بالتفاوض أكثر صدقا لأنها لا تمارس التضليل والثورية لأغراض سياسية.
الناس تريد إنجازا وفرحا، لكن غزة التي صنعت حالة فرح للناس هي التي تقف تدفع الثمن موتا وقصفا وتدميرا، وما بقى من أشقاء وأصدقاء ومحاور وفصائل ثورية وغير ثورية يمارسون تحليل ما يجري، ونطلب من غزة أن تزيل عن الأمة ركام هزائم عقود طويلة.. نريد انتصارات لكننا نريد من يصنعها لنا.
عملية "طوفان الأقصى" عملية مقاومة رفيعة المستوى ومدهشة جدا ودفع الاحتلال ثمنا باهظا فيها، لكنها ليست حرب تحرير، وغزة التي لا كهرباء فيها إذا أوقفت إسرائيل عنها الوقود قد تؤذي الاحتلال بعمليات مقاومة، لكنها ليست دولة عظمى، بل شعب يستقبل الموت مع كل هجمة إسرائيلية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

ائتلاف المالكي:ما نفذته تركيا على العراق بشأن الملف المائي خيانة عظمى

آخر تحديث: 3 نونبر 2025 - 3:52 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- اعتبر القيادي في ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر، اليوم الاثنين، أن زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد وتوقيعه اتفاقية تنظيم المياه مع العراق  ليس بصالح البلاد  بل خيانه وتحكم تركي بالعراق اصبح واضحها جراء خيانة محمد السوداني من أجل ولايته الثانية .وقال جعفر في تصريح  صحفي، إن “الاتفاقية التي وُقعت أمس الأحد بين وزيري الخارجية العراقي والتركي هي رسالة سلبية ضد البلد تهدف إلى دعم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لولاية الثانية ان حصل عليها بعد الرفض الشعبي والسياسي الكبير له ،وأضاف أن “الجانب التركي من المتوقع أن يتنصل عن التزاماته مجدداً، كما حصل في اتفاقات سابقة”، متسائلاً عن “أسباب توقيع الاتفاقية من قبل وزيري الخارجية بدلاً من وزيري الموارد المائية في كلا البلدين، وغياب اللجان الفنية المختصة عن هذا التفاهم المهم”.وأوضح جعفر أن “أنقرة تستخدم ملف المياه كورقة ضغط سياسية واقتصادية ضد بغداد، ولن تلتزم فعلياً ببنود أي اتفاق لا يخدم مصالحها الاستراتيجية”، مشيراً إلى أن “الحكومة العراقية تحاول من خلال هذه الخطوة إظهار إنجاز سريع أمام الرأي العام في ظل تصاعد الانتقادات لأدائها الخدمي”.

مقالات مشابهة

  • عمرو الورداني: الإتقان روح الفعل وعبادة تصنع حضارة | فيديو
  • الإمارات تدين بشدة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في السودان
  • رئيس ألبانيا يشيد بالرؤية التنموية التي تنتهجها دولة قطر
  • العمامة التي خانت المعنى: في محاسبة النخبة الدينية المتحالفة مع نظام الأسد
  • مرصد اقتصادي:الاتفاق المائي مع تركيا الذي جرى برعاية السوداني خيانة عظمى
  • زهران ممداني: نيويورك ستكون المدينة التي يعيش فيها المهاجرون
  • زهران ممداني عمدة نيويورك الجديد: نيويورك ستكون المدينة التي يعيش فيها المهاجرون
  • ليست أزمة نفايات… بل ازمة دولة تُهمل إدارة نفسها
  • ائتلاف المالكي:ما نفذته تركيا على العراق بشأن الملف المائي خيانة عظمى
  • الحبس سنة عقوبة الحصول على منفعة من شخص أو التأثير في إرادته لفرض السطوة عليه