جريدة الوطن:
2025-05-09@22:06:40 GMT

أضواء كاشفة : «طوفان الأقصى» يغرق إسرائيل

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

أضواء كاشفة : «طوفان الأقصى» يغرق إسرائيل

عمليَّة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينيَّة ضدَّ الاحتلال الإسرائيلي الغاشم جاءت كرَدِّ فعل طبيعي بعد أن فاضَ الكيل بالشَّعب الفلسطيني ممَّا يتعرض له من جرائم وحشيَّة وانتهاكات وقمع واعتقال وسلب للممتلكات والأراضي وقيد للحُريَّات، وكُلِّ ما يتصوَّره الإنسان من استفزاز وظلم وقهر، ناهيك عن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.

. ورغم أنَّ النظريَّة الرياضيَّة تقول «لكُلِّ فعل ردُّ فعل مساوٍ له في المقدار» إلَّا أنَّ قصف طوفان الأقصى أقلّ بكثير من العدوان الظالم والغارات الجوِّيَّة والقصف الشامل الذي تشنُّه قوَّات الاحتلال.
إنَّ «إسرائيل» تواصل اعتداءاتها على الشَّعب الفلسطيني الأعزل وتحصد القتلى والجرحى من الأبرياء والأطفال، وتحطِّم البنى التحتيَّة، وبالرغم من ذلك فإنَّها تشتكي أنَّ الفلسطينيِّين مَن يقومون بمهاجمة دَولة الاحتلال، وهو ما اضطرَّها للردِّ وشَنِّ العمليَّات العسكريَّة لِتضلِّلَ بذلك العالَم وتقلبَ الصورة رأسًا على عقب ويتحوَّل الضحيَّة لجان والعكس صحيح.. فدَولة الاحتلال الإسرائيلي تتَّهم الفلسطينيِّين بأنَّهم إرهابيون ودعاة الموت لا يعرفون ماذا تعني الإنسانيَّة!! ونحن نردُّ عَلَيْها ونسألُها: ألَا تستخدم «إسرائيل» أشد الأسلحة فتكًا لقتل الفلسطينيِّين دُونَ التفرقة بَيْنَ القاعدة العسكريَّة أو المدرسة أو المستشفى أو المبنى السكني للشَّعب الأعزل أو الحقول الخضراء وغيرها من المناطق السلميَّة التي لا ناقة ولا جَمل لأصحابها فيما يَدُور من حرب ضروس؟
إنَّ دَولة الاحتلال منذ أن زُرعت زورًا وبهتانًا في المنطقة وهي تقوم بارتكاب جرائم في حقِّ الشَّعب الفلسطيني فنرى أذرعها كأذرع الأخطبوط تمدُّها في كُلِّ مكان لتخرِّبَ بها حال الفلسطينيِّين، فهي تعيق تنقُّلاتهم وتُحدِّد إقامتهم وتمنع وصول الطلاب لمدارسهم، وتسيطر على منابع المياه الخاصَّة بهم لتمنع تطوير زراعتهم، وتحول دُونَ تبادل الزيَّارات بَيْنَ الأقارب، وتصادر أراضيهم ومنازلهم، وتحرق أشجارهم، ويتعامل معها بعد ذلك المُجتمع الدولي بسياسة الكيل بمكيالين ويغضُّ الطرف عن انتهاكاتها ولَمْ يقُمْ بفرض أيَّة عقوبات عَلَيْها، وهو ما شجَّعها لِتفعلَ ما يحلو لها ومواصلة اعتداءاتها وانتهاكاتها ضاربةً عُرض الحائط بالشرعيَّة الدوليَّة.. فقَدْ كان الصَّمْتُ الدولي والخرس العربي وتشرذم الفلسطينيِّين الأوراق الرابحة التي أعطت الصهاينة الضوء الأخضر كَيْ يعبثوا بمقدَّرات غيرهم وبما يُحقِّق مصالحهم دُونَ مراعاةٍ لأيِّ قوانين. فهي تريد أن تصنعَ لها تاريخًا وتخلقَ لها تراثًا بأيِّ ثمنٍ ودُونَ حياء حتَّى ولو على أنقاض التاريخ الإسلامي والهُوِيَّة العربيَّة.
لا شكَّ أنَّ الخطط الإسرائيليَّة لَمْ تَعُد تخفى على أحد، فهي تسعى حثيثًا لمَحْوِ عروبة القدس وفصلها عن بقيَّة الأراضي الفلسطينيَّة، بل تهويد الأراضي المحتلَّة بأكملها.. فأقامت جدار الفصل العازل ثمَّ أشرعت في بناء مستوطناتها الجائرة على الأراضي الفلسطينيَّة، كما أنَّها غيَّرت أسماء الشوارع وزرعت نقاط التفتيش والمعابر في كُلِّ شبرٍ بالأراضي المحتلَّة، وغير ذلك من الانتهاكات التي ترتكب جهارًا نهارًا ولا تجد رافضًا واحدًا لها.. والغريب أنَّ ديدن «إسرائيل» دائمًا هو عدم الامتثال لقواعد الشرعيَّة الدوليَّة وتحدِّي القوانين بشكلٍ سافر وانتهاك حقوق الإنسان في تعاملها مع الفلسطينيِّين، إلَّا أنَّ المنظَّمات الدوليَّة المختلفة لا يجرؤ أيٌّ مِنْها على إدانة دَولة الاحتلال الصهيوني أو حتَّى توجيه اللوم لها وكأنَّ من حقِّها أن تفعلَ ما تشاء دُونَ رادع.
الغريب أنَّ المُجتمع الدولي عدَّ العدوان الإسرائيلي على قِطاع غزَّة «دفاعًا عن النَّفْس» فلماذا لَمْ يَعُد هذا المُجتمع الذي يكيل بمكيالين أنَّ ما قام به الفلسطينيون كذلك «دفاعًا عن النَّفْس» في ظلِّ ما يعانونه من حصار خانق منذ سنوات والذي يغضُّ المُجتمع الدولي عَنْه الطرف، ولَمْ يفعلْ ما يُنقذ الشَّعب الفلسطيني من براثن العدوِّ الصهيوني الغاشم؟.. وللأسف أبواق الإعلام الصهيوني تبثُّ في كُلِّ مكان بالعالَم بأنَّ «إسرائيل» هي المجني عَلَيْها وتتباكى بدموع التماسيح وتدَّعي أنَّ صواريخ المقاومة الفلسطينيَّة تُسبِّب لها الكثير من الألَمِ والخسائر المادِّيَّة والنَّفْسيَّة، وأنَّه من حقِّها الدفاع عن نَفْسِها وتغضُّ الطرف عمَّا تُسبِّبه آليَّاتها العسكريَّة من تدمير وخسائر في الجانب الفلسطيني.. لذلك فإنَّه ليس من المتوقع أن ينصفَ المُجتمع الدولي الشَّعب الفلسطيني طالما أنَّ صوته لَمْ يُسمع في الأروقة الدوليَّة.
إنَّ إيماننا بالمقاومة الفلسطينيَّة عظيم وأملنا فيها كبير فقَدْ أثبتت عَبْرَ التاريخ قدرتها الفائقة على الصمود، وفي نَفْس الوقت تظهر مدى الضعف الإسرائيلي وتفنِّد قوَّتها الكاذبة التي يجسِّدها التخبط الذي تقوم به من خلال قصف قِطاع غزَّة بعشوائيَّة.. ونسأل الله للمقاومين النصر وللشَّعب الفلسطيني الثبات والصبر، وأن يكتبَ على أيدي أبنائه المقاومين الأبطال النصر المؤزَّر.

ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط

الرباط– يتحلق مجموعة من الأطفال والمراهقين حول رواية "الشوك والقرنفل" لمؤلفها الشهيد يحيى السنوار في جناح سوتيميديا للنشر والتوزيع التونسية بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط، يقلبون صفحاتها ويتبادلون الحديث عن مؤلفها الذي يعد بالنسبة لهم اسما بارزا في مسيرة المقاومة الفلسطينية.

وعلى الطرف الآخر من الجناح، تقف أسرة مكونة من أم وأب وطفلين يتصفحون الرواية، يستفسرون عن سعرها قبل أن يضيفوها إلى سلة مشترياتهم من المعرض.

يقول الأب للجزيرة نت إنهم رغبوا في التعرف أكثر على فكر يحيى السنوار وتجربته، مشيرا إلى أنه رغم توفر الرواية بصيغة رقمية مجانية فإنه حرص على اقتناء نسخة ورقية "لأن الكتاب الورقي له نكهته الخاصة"، وفق تعبيره.

تقف نهيلة خصال عارضة في جناح "سوتيميديا" على رأس الجناح، تجيب الزوار عن أسعار الكتب وتشرح مضامين بعض العناوين.

وتعرض دار النشر إلى جانب رواية "الشوك والقرنفل" عناوين أخرى مرتبطة بفلسطين، مثل "فلسطين أرض الحضارات.. المدن، المواقع والأعلام" للكاتب المنجي بورفو، و"طوفان الأقصى.. الوعود والرهانات" لمجموعة من الباحثين، و"الملاحم.. طوفان الأقصى في عيون كتاب أركاديا" بإشراف وتنسيق وليد أحمد الفرشيشي، وغيرها من الإصدارات.

إعلان

وتوضح نهيلة للجزيرة نت أن الظروف الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية زادت إقبال القراء على الأدب الفلسطيني وكتب المقاومة، مشيرة إلى أن رواية "الشوك والقرنفل" هي الأكثر مبيعا في جناحهم، إذ يُقبل عليها الزوار من مختلف الأعمار (شباب وكبار السن)، وحتى الأطفال ينجذبون إليها بمجرد أن يطالعوا صورة مؤلفها على الغلاف.

ولتأكيد ذلك، أخرجت دفتر المبيعات وعرضت علينا العناوين التي بيعت خلال نصف ساعة، وكان من بينها 7 نسخ من هذه الرواية.

إقبال كبير على رواية الشوك والقرنفل خلال المعرض الدولي للكتاب بالرباط (الجزيرة) واقع وسرديةفلسطين

وفي جناح وزارة الثقافة الفلسطينية تعرض جمعية الناشرين الفلسطينيين مجموعة متنوعة من الكتب والروايات والقصص للكبار والصغار، إضافة إلى موسوعات وألعاب تثقيفية وترفيهية.

ويشرح بكر زيدان ممثل الجمعية والمسؤول عن الجناح لبعض الأطفال طريقة استخدام إحدى الألعاب، وسط متابعة واهتمام منهم.

ويقول زيدان للجزيرة نت إن الأطفال يُقبلون على اقتناء كتب وقصص فلسطينية مثل "ريح روح الروح"، و"أطلس فلسطين"، وتحكي عن رحلة خيالية يتعرف من خلالها الأطفال على مدن فلسطين.

ويؤكد أن مثل هذه القصص تعرّف الأجيال الناشئة على فلسطين وحدودها، وشعبها ورمزية مقدساتها وثقافتها.

وإلى جانب قصص الأطفال يسجل زيدان إقبالا لافتا على عناوين لكتّاب فلسطينيين مثل رواية "خيمة 111" التي حققت انتشارا واسعا في العالم العربي وبيعت منها كمية كبيرة في المعرض الرباط، ثم مجموعة قصصية "دثرت نفسي بالحزن" التي تتناول قصص الأسرى، ورواية "الجليل"، إلى جانب كتب السير الذاتية وتاريخ فلسطين، وغيرها.

يشهد المعرض إقبالا لافتا على عناوين لكتاب فلسطينيين مثل رواية "خيمة 111″، ثم مجموعة قصصية "دثرت نفسي بالحزن"، ورواية "الجليل"، إلى جانب كتب السير الذاتية وتاريخ فلسطين، وغيرها (الجزيرة)

ويقول زيدان إن جمعية الناشرين الفلسطينيين تسعى إلى التعريف بالكتاب الفلسطيني، وبالتالي "الواقع المجتمعي والسردية الفلسطينية وبحقنا الطبيعي والشرعي بأن نكون في فلسطين"، وفق تعبيره.

إعلان

ويحظى الكتاب الفلسطيني بإقبال كبير في معرض الكتاب بالرباط كما بقية المعارض العربية، وفق بكر زيدان، مرجعا ذلك إلى صعوبة تداوله في العالم العربي بسبب القيود المفروضة على السفر، سواء من الضفة الغربية إلى الأردن أو من قطاع غزة إلى مصر.

ويقول "نحاول أن نكمل رسالتنا كناشرين فلسطينيين، وأن نكون سفراء للكتاب الفلسطيني"، معتبرا المعارض العربية فرصة لتعريف القارئ العربي بالأدب الفلسطيني.

ويضيف "كثيرا ما يفاجئنا القراء العرب عندما يسألون عن عناوين أو مؤلفين فلسطينيين، سواء من الإصدارات الحديثة أو القديمة، مما يدل على متابعة واهتمام بالثقافة الفلسطينية وإصدارات الكتّاب المقيمين في فلسطين".

عناوين كتب عن القضية الفلسطينية في جناح دار سوتيميديا للنشر والتوزيع في معرض الكتاب بالرباط (الجزيرة) اختتام المعرض

واختتمت يوم الأحد الماضي فعاليات الدورة الـ30 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط بعد 10 أيام من الأنشطة الثقافية، وكانت إمارة الشارقة ضيف شرف هذه الدورة التي خصصت أيضا للاحتفاء بمغاربة العالم من خلال تكريم عدد من الشخصيات البارزة في تاريخ الهجرة المغربية.

وذكر وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد في تدوينة على صفحته في فيسبوك أن عدد زوار هذه الدورة تجاوز 400 ألف زائر، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 26% مقارنة بالدورة السابقة.

وشهد المعرض مشاركة 756 عارضا من 51 دولة، من بينهم 292 عارضا مباشرا و464 عارضا بالوكالة يمثلون 51 بلدا عرضوا نحو 100 ألف عنوان.

وتميز البرنامج الثقافي لهذه الدورة بتنوع فعالياته بمعدل 26 فعالية في اليوم، شارك فيها نحو 760 متدخلا عبر الندوات العامة واللقاءات الفكرية والليالي الشعرية والحوارات المباشرة وتقديم الإصدارات الجديد وتوقيعها.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الإسلامية للهلال الدولي تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • تلفيق تهم ضد فتى بالقدس تحرر في صفقة طوفان الأحرار
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • ضياء رشوان: طوفان الأقصى أيقظ العالم العربي.. هاجم الاحتلال بشدة (شاهد)
  • الدويري: مصر قدمت حلا لأزمة غزة بعد 14 يوما من طوفان الأقصى
  • ضياء رشوان: عملية طوفان الأقصى أيقظت الوعي العربي
  • فلسطينيون ولبنانيون يشيعون القائد “القسامي” خالد الأحمد في صيدا
  • كتائب القسام  تزف القائد الميداني الشهيد خالد الأحمد
  • إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
  • فلسطين: صمت المجتمع الدولي على مجازر إسرائيل بغزة شراكة بالعدوان