الوطن:
2025-12-08@13:10:47 GMT

«توفيق» عاش احتفالات «رمسيس» بالحرب: «عملنا زفة»

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

«توفيق» عاش احتفالات «رمسيس» بالحرب: «عملنا زفة»

«اللى شاف غير اللى سمع»، بهذه الكلمات وصف توفيق الخشن الفارق فى الشعور والإدراك بانتصار الجيش المصرى فى حرب 6 أكتوبر 1973 بين الأجيال على مر العصور، مؤكداً أن من عاشوا فى هذه الفترة وشهدوا الانتصار بأم أعينهم لديهم تقدير مختلف لهذه الملحمة الكبيرة، عن الذين لم يعيشوا تلك اللحظات وكان نصيبهم فى التعرف عليها فى كتب التاريخ والوثائقيات وغيرها من الأجيال التى لم تكن موجودة فى هذه الفترة.

صاحب الـ72 عاماً: «اللى شاف غير اللى سمع.. والأجيال الشابة ورثت حب بلدنا»   

يقول «الخشن»، صاحب الـ72 عاماً، لـ«الوطن»، ويعيش فى القاهرة الجديدة، إنه كان أحد سكان منطقة رمسيس بالقاهرة أثناء الحرب، إن المصريين الذين عاشوا فى وقت حرب أكتوبر شعروا بـ«نور الفجر بعد ليلة مظلمة طويلة».

وأضاف: «أنا كان عندى 20 سنة وقتها، ولحظة سماع البيان دى كان ليها شعور لا يمكن وصفه بالكلمات، فرحة كبيرة بعد سنوات من الحزن والغم مرت على الشعب كله، الإحساس بالاشتياق للفرح سنوات طويلة لن يشعر به إلا من عاشه».

«الشباب ده كل معلوماته عن الحرب من كتب التاريخ ما شافش بعينه ولا عاش، ومع ذلك كل سنة بيحتفلوا بالانتصار على الفيس بوك وغيره، وفخورين جداً بجيشهم وبلدهم»، هكذا وصف «الخشن» وطنية المصريين التى تتجدد مع الأجيال والحب والانتماء للوطن والأرض الذى لا يموت بداخلهم، مضيفاً: «الشباب ده بيأكد لى إنه مصر هتفضل فى أمان، عشان عندها اللى يحميها ويخاف عليها بجد».

6 أكتوبر يوم مميز فى حياة كل من عاشه، وذكرى من الصعب أن تُنسى، كان يعيش «الخشن» آنذاك فى منطقة رمسيس، وما زال يحفظ تفاصيل هذا اليوم كما لو حدث بالأمس، «الحرب كانت مفاجأة للجميع، فعنصر المفاجأة كان سبباً فى الانتصار، وهو أحلى مفاجأة فى حياتى».

يصف الرجل السبعينى مشهد إعلان الإذاعة المصرية عن نجاح الضربة الجوية للجيش المصرى وعبور القناة، قائلاً: «مرة واحدة لقينا الناس بتجرى وتزعق فى الشارع وتقول افتحوا الراديو بسرعة الجيش بيحارب»، تحرك كل أهالى منطقة رمسيس إلى الراديو لتشغيله، والكل تجمع حوله، فى البيوت وعلى المقاهى وفى الشارع، كان يوجد منصتان للبيانات التى تُذاع: «كله شغَّل الراديو وعلّاه على الآخر، والشارع كله قاعد بيسمع مع بعض، وعملنا زفة بمناسبة النصر طافت الشوارع والحوارى».

مع كل تقدم حققه الجيش المصرى فى حرب أكتوبر كانت يزيد معه الفرح فى القلوب، والتى ظهرت ملامحها فى «رمسيس» من خلال خروج كل السيدات إلى الشرفات، وصوت زغاريدهن يدوّى فى الشوارع، وخرج الرجال والشباب والأطفال إلى الشارع، الجميع يركض ويهلل ويكبر، أجواء فرح استثنائية عاشها «الخشن» مع جيرانه فى منطقة رمسيس، «بيتنا زى كل البيوت وزع شربات على الشارع كله يومها، كل السيدات فى اليوم ده فضلوا يزغردوا ويبلوا الشربات، وكل الناس فرحانة بشكل غير مسبوق».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر منطقة رمسیس

إقرأ أيضاً:

الخديوي توفيق.. قائد مصر في زمن العواصف الكبرى

عندما نتحدث عن الخديوي توفيق، نجد أنفسنا أمام شخصية تاريخية مثيرة للجدل، لكنه بلا شك كان نقطة مفصلية في تاريخ مصر الحديث. 

تولى توفيق الحكم في وقت عصيب، بعد أن أجبر الإنجليز والفرنسيون والده إسماعيل على التنحي، إثر تراكم الديون وفساد الإدارة، وكانت البلاد على أعتاب تغييرات كبيرة لم يكن أحد يتوقعها. 

كان الخديوي توفيق الابن الأكبر لإسماعيل من شفق نور هانم، ولعل هذه الحقيقة وحدها شكلت بداية حياة مليئة بالتحديات، حيث لم ينل الفرصة للدراسة في أوروبا مثل أشقائه، مما جعله يعتمد على حكمته وتجربته الشخصية أكثر من التعليم الغربي، لكنه استطاع أن يثبت وجوده في المشهد السياسي رغم كل الصعوبات.

حكم توفيق مصر في فترة شهدت أحداثا فاصلة، منها الثورة العرابية التي أرادت حماية مصر من التدخل الأجنبي، واحتلال إنجلترا الذي أصبح واقعا لا يمكن تجاهله. 

في بدايات حكمه، حاول توفيق تنظيم الدولة من الداخل، وأصدر القانون النظامي في 1883، الذي شكل مجلس شورى القوانين، في خطوة نحو تأسيس مؤسسات تشريعية، لكنها كانت محكومة بالضغوط الأوروبية والتوازنات المعقدة بين السلطة والمراقبين الأجانب.

كان توفيق شخصية عملية، تدرك حدود سلطتها، وتحاول مواجهة الضغوطات بحذر، لكنه في الوقت نفسه لم يكن غافلا عن أهمية الإصلاحات الداخلية.

الاهتمام بالتعليم كان أحد أبرز ملامح حكمه، منذ أن كان وليا للعهد، بدأ في إنشاء المدارس، وحرص على تأسيس مدرسة القبة على نفقته الخاصة، وعندما أصبح خديويا، أصدر مرسوما لتأسيس لجنة لتنظيم التعليم، وأنشئت المدرسة العليا للمعلمين، والمجلس الأعلى للمعارف، وتم إنشاء مدارس ابتدائية وثانوية وعليا. 

لم يكن التعليم بالنسبة له مجرد واجب رسمي، بل كان رؤية لتطوير مصر وتجهيز جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، كما حرص على تطوير البنية التحتية، بدءا من القناطر الخيرية، مرورا بمشروعات الري، وصولا إلى إنشاء الشركات والبنوك التي ساهمت في دفع عجلة الاقتصاد رغم القيود الأجنبية.

لكن حكم توفيق لم يكن مجرد إنجازات، بل شهد أيضا صراعات كبرى، الثورة العرابية، بقيادة أحمد عرابي، كانت اختبارا حقيقيا لقدرة الدولة على مواجهة المطالب الشعبية والتدخلات الأجنبية. 

حاول توفيق التوسط بين الضغوط الأوروبية ومطالب الشعب، لكنه كان محاصرا من كل الجهات، وقد أدى الصراع إلى الاحتلال البريطاني عام 1882، لتبدأ مرحلة جديدة من التحديات لمصر، لم يكن لتوفيق القدرة على مواجهتها بمفرده، ومع ذلك، لم يكن خديويا متواطئا، بل كان رجل دولة يحاول التوازن بين مصالح بلاده ومتطلبات القوى الكبرى.

خلال فترة حكمه، لم يغفل توفيق عن العناية بالمساجد والأوقاف، وإصلاح المؤسسات الدينية والخيرية، وإصدار لوائح للموظفين المدنيين والعسكريين تضمن حقوقهم. 

كما حاول مواجهة التحديات المالية، على الرغم من سيطرة الدائنين الأوروبيين على الاقتصاد المصري، بما في ذلك بيع جزء من حصة مصر في قناة السويس، كانت سياسته تمثل محاولة لتأمين استقرار الدولة بقدر الإمكان في ظل ضغوط خارجية هائلة.

في النهاية، يظل الخديوي توفيق رمزا لشخصية تاريخية واجهت مصاعب كبيرة، لكن لم تستطع الظروف القاسية والضغوط الأجنبية أن تلغي جهوده في إصلاح التعليم، ودعم البنية التحتية، وتنظيم الدولة. 

قصته تذكرنا بأن القيادة في أوقات الأزمات تتطلب شجاعة وحكمة، وأن الحب الحقيقي للوطن لا يقاس بالانتصارات فقط، بل بالقدرة على الصمود والإصلاح في أحلك الظروف. 

تاريخه يعلمنا درسا: أن مصر، رغم كل الصعاب، كانت دائما أرضا للأبطال الذين يسعون لتقدمها، حتى وإن واجهوا الرياح العاتية والتحديات المستمرة.

مقالات مشابهة

  • مواعيد القطارات من محطة السكة الحديد أسوان إلى محطة رمسيس (القاهرة) اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025
  • وزارة الصناعة تنفذ 1364 زيارة ميدانية على المنشآت الصناعية خلال أكتوبر الماضي
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تنفذ 1364 زيارة ميدانية على المنشآت الصناعية خلال شهر أكتوبر الماضي
  • تعلن المحكمة التجارية بالأمانة عن بيع العقار التابع للمنفذ ضده توفيق عبده سران
  • أحمد موسى: نقد الحكومة مباح ومن يروج لشائعات سيقع تحت طائلة القانون
  • يقظة أمنية.. كيف نجحت مديرية أمن سوهاج في كشف لغز اختفاء الطفل آسر خلال ساعات؟
  • الإعدام لمزارع بتهمة قتل جاره في الشارع بقنا
  • صحة الشيوخ: التوعية بالتغذية السليمة ومكافحة السمنة من أولويات عملنا
  • الخديوي توفيق.. قائد مصر في زمن العواصف الكبرى
  • توفيق باشا دوس.. مناضل وطنه فوق كل اعتبار