تقرير: السكتة الدماغية قد تسبب نحو 10 ملايين حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2050
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرجح تقرير جديد أن يرتفع عدد الوفيات جرّاء السكتة الدماغية في جميع أنحاء العالم بنسبة 50% بحلول عام 2050، إذا لم تتخذ إجراءات مهمة للحد من انتشار السكتة الدماغية وعوامل الخطر المرتبطة بها.
وصدر التقرير الجديد عن المنظمة العالمية للسكتة الدماغية، ولجنة لانسيت لطب الأعصاب، وهي مجموعة جديدة تم تشكيلها للتنبؤ بالآثار الوبائية والاقتصادية للحالة.
تعد السكتة الدماغية السبب الرئيسي الثاني للوفاة حول العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، إذ تسببت بوفاة 6.6 مليون شخص في عام 2020. ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 9.7 مليون في عام 2050، وفقًا للتقرير.
من جانبها، قالت الدكتورة شيلا مارتينز، رئيسة المنظمة العالمية للسكتة الدماغية، في بيان: "إن الفجوات في خدمات رعاية حالات السكتة الدماغية في جميع أنحاء العالم كارثية. نحن بحاجة إلى تحسن جذري اليوم، وليس خلال 10 سنوات".
وأجرى الباحثون تحليلًا نوعيا لمقابلات مع 12 خبيرًا في السكتة الدماغية من ستة بلدان مرتفعة الدخل، وستة بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل النمو السكاني والشيخوخة.
ووجدوا بعض العوائق الرئيسية أمام المراقبة عالية الجودة، والوقاية، والرعاية، وإعادة التأهيل. وتشمل هذه العوامل انخفاض الوعي بالسكتة الدماغية وعوامل الخطر المرتبطة بها، مثل مرض السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والسمنة وسوء التغذية، والتدخين.
ويقول التقرير إن معظم الوفيات المتوقعة بسبب السكتة الدماغية - 91% - ستحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومع ذلك، قال رئيس اللجنة المشارك، الدكتور مايوا أولابي، من جامعة إيبادان في نيجيريا، إن الأشخاص الذين يعيشون على مستوى الفقر في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل الولايات المتحدة معرضون أيضًا لخطر أكبر.
وأوضح أنه "حتى داخل البلدان ذات الدخل المرتفع، هناك تفاوتات، مثل التعرض غير المتكافئ لبعض عوامل الخطر هذه التي لم تعالج، أو التي لا يمكن السيطرة عليها بشكل جيد".
لا تؤدي الزيادة في السكتات الدماغية إلى خسائر جسدية على سكان العالم فحسب، بل خسائر مالية أيضا.
وأشار الدكتور فاليري فيجين من جامعة أوكلاند للتكنولوجيا، الرئيس المشارك في اللجنة إلى "أن السكتة الدماغية تتسبب بخسائر فادحة لسكان العالم، وتؤدي إلى الوفاة والإعاقة الدائمة لملايين الأشخاص سنويًا، وتكلّف مليارات الدولارات"..
ويتوقع الباحثون أنّ تكلفة علاج ودعم مرضى السكتة الدماغية قد تتضاعف أيضًا من 891 مليار دولار في عام 2020 إلى 2.3 تريليون دولار في عام 2050.
وأضافوا أن معظم هذه الآثار ستكون محسوسة في أفريقيا وآسيا.
ولفت فيجين في بيان له إلى أن اللجنة توصي بإدخال لوائح تشريعية وضرائب على المنتجات غير الصحية (مثل الملح والكحول والمشروبات السكرية والدهون المتحولة) من قبل كل حكومة في العالم.
ولفتت مارتينز إلى أن إدخال التطبيب عن بعد يمكن أن يحدث تحولا.
وشرحت أن "المشكلة الكبيرة هي أنه في بعض الأحيان تمتلك [الدول] النظام، ولديها الدواء، لكن ليس لديها أطباء لتقديم العلاج. وهذا يمكن أن يزيد بالفعل من إمكانية الوصول إلى العلاجات للمتخصصين".
وطور الباحثون الذين أعدوا التقرير الجديد 12 توصية قائمة على الأدلة للمساعدة في الوقاية من السكتات الدماغية في جميع أنحاء العالم، ضمنًا إنشاء أنظمة مراقبة منخفضة التكلفة، وزيادة الوعي العام وإنشاء رعاية فعالة للسكتات الدماغية الحادة.
في الشهر الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا يحدد ارتفاع ضغط الدم باعتباره أحد عوامل الخطر الرئيسية للوفاة والعجز في العالم. كما يعتبر ارتفاع ضغط الدم أيضًا أحد عوامل الخطر الرئيسية للسكتة الدماغية.
ويرى الخبراء أن أفضل طريقة للوقاية من السكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم هي الحفاظ على نظام غذائي صحي ووزن صحي، وتجنب الكحول والتبغ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
غالبًا ما يتم تحديد السكتات الدماغية من خلال صداع شديد مفاجئ، ومشاكل في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما، وصعوبة في المشي، وشلل أو تنميل في الوجه أو الأطراف، وصعوبة في التحدث أو فهم الآخرين، وفقًا لمنصة "مايو كلينيك" الطبية.
وهناك نوعان رئيسيان من السكتة الدماغية: السكتة الدماغية الإقفارية والنزفية، ومعظمها يكون إقفاريًا، أي عندما يتم منع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ أو تنخفض بسبب جلطات أو جزيئات مثل الرواسب الدهنية التي تسمى البلاك، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
وعندما يحدث تسريب أو تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، يطلق عليه السكتة الدماغية النزفية.
وإذا تم حظر الدم لفترة قصيرة فقط - بضع دقائق - فإن ذلك يسمى نوبة نقص تروية عابرة أو سكتة دماغية صغيرة.و لا تزال هذه النوبات حالة طبية طارئة ويمكن أن تكون علامة تحذيرية لسكتة دماغية في المستقبل.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: دراسات السکتة الدماغیة عوامل الخطر فی عام عام 2050
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: خطر الموت جوعا يهدد سكان خمس بؤر حول العالم
أطلق تقرير أممي جديد نشر اليوم الاثنين تحذيرات بشأن خطر الموت جوعا الذي يتهدد سكان بؤر ساخنة للجوع عبر العالم في الأشهر المقبلة، في مقدمتها فلسطين والسودان.
وأفاد التقرير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي بأن سكان خمس بؤر ساخنة للجوع حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة للغاية من الجوع وخطر الموت جوعا في الأشهر المقبلة "ما لم تُتخذ إجراءات إنسانية عاجلة وجهود دولية منسقة لتهدئة النزاعات ووقف النزوح وتكثيف الاستجابة الإنسانية الشاملة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رايتس ووتش: انسحاب المجر من "الجنائية الدولية" إهانة لضحايا أسوأ الجرائم بالعالمlist 2 of 2تورك: تقليص تمويل حقوق الإنسان يضعف المساءلة ويمنح الطغاة شعورا بالاطمئنانend of listوكشف تقرير "بؤر الجوع الساخنة" أن فلسطين والسودان وجنوب السودان وهايتي ومالي "بؤر تستدعي أعلى درجات القلق"، إذ تواجه مجتمعاتها بالفعل مجاعة أو خطر المجاعة أو مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب تصاعد النزاعات أو استمرارها والصدمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية.
وسجل أن الأزمات التي وصفها بـ"المدمرة" تتفاقم بسبب تزايد القيود على وصول المساعدات والنقص الحاد في التمويل.
وتوقع التقرير تدهورا خطيرا في انعدام الأمن الغذائي الحاد على مستوى 13 دولة وإقليم، تشمل إلى جانب الدول المذكورة، كلا من اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ونيجيريا وبوركينا فاسو وتشاد والصومال وسوريا.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو إن التقرير يوضح أن الجوع اليوم "ليس تهديدا بعيدا بل هو حالة طوارئ يومية بالنسبة لملايين الأشخاص".
وأضاف دونيو "علينا أن نتحرك الآن وبشكل جماعي لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش"، مؤكدا على ضرورة حماية مزارع الناس وحيواناتهم لضمان استمرارهم في إنتاج الغذاء حتى في أصعب الظروف.
من جهتها، وصفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين التقرير بأنه "إنذار أحمر"، وأوضحت أن المجتمع الإنساني لديه الأدوات والخبرة للاستجابة "لكن بدون التمويل والوصول لا يمكننا إنقاذ الأرواح".
إعلانوأشار التقرير إلى أن العديد من المناطق الساخنة يتعرقل فيها إيصال المساعدات بشكل كبير بسبب تقييد الوصول الإنساني بفعل انعدام الأمن أو العوائق البيروقراطية أو العزلة المادية، كما يُجبر النقص الحاد في التمويل على خفض الحصص الغذائية مما يحد من نطاق التدخلات الغذائية والزراعية المنقذة للحياة.
كما سلط تقرير "بؤر الجوع الساخنة" الضوء على أهمية استمرار الاستثمارات في العمل الإنساني المبكر، وشدد على ضرورة التدخلات الوقائية لإنقاذ الأرواح والتقليل من فجوات الغذاء، فضلا عن حماية الأصول وسبل العيش بتكلفة أقل بكثير من التدخلات المتأخرة.