فضل الله: الوقت ليس لرمي لكرة الاتهامات أو الملفات الداخلية أو الخارجية من هذا الفريق أو ذاك
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، في حضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بأن نعمل لنحظى بالذي حظي به المؤمنون في أيام رسول الله(ص) الذين أشار إليهم الله سبحانه وتعالى، عندما قال: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً}.
قالوا: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، يكفينا أن الله معنا، وهو نعم السند ونعم الظهير، فكانت النتيجة {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.
أيُّها الأحبّة: إننا أمام التحديات التي تواجهنا والظروف الصعبة التي تتحدانا، وحتى لا ننهزم نحن أحوج ما نكون أن نستحضر هذه الكلمات، بأن نقول: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، وأن نقول ما قاله رسول الله(ص) لصاحبه عندما اقتربت قريش من الغار الذي كان فيه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى}، وبذلك نكون أكثر اطمئناناً وسكينة وأقوى وأقدر على مواجهة التحديات.
وقال:"البداية من الصدمة الكبيرة التي أحدثتها العملية البطولية والجريئة التي قامت بها المقاومة في فلسطين داخل كيان العدو الصهيوني وفي عمق مستوطناته، وأشعرته بالهزيمة التي كان دائما يعمل أن تكون في ساحة الآخرين وتهاوت معها مجددا الصورة التي لطالما سوق لها بأنه جيش لا يقهر وأنه الأقوى في المنطقة ويعتمد عليه".
أضاف :"لقد جاءت هذه العملية لتشكل بنتائجها ورغم التضحيات التي حصلت خلالها أو جاءت بعدها منعطفا أساسيا في تاريخ الصراع مع هذا الكيان الاستيطاني، والذي سيترك بصماته على مستقبل هذا الصراع وستحفر في ذاكرته وتجعله يعي مجددا أن التحصينات والأسوار الحديدية والأسمنتية التي يلف بها كيانه ويحيط نفسه بها، لن تحميه إن بقي الشعب الفلسطيني على معاناته".
ورأى فضل الله "أن ما جرى يأتي ضمن سياق المسار الجهادي والنضالي المجيد الذي اختطه الشعب الفلسطيني لنفسه ورأى فيه الخيار الوحيد الذي يحقق أمانيه بامتلاك حريته ويرفع نير الاحتلال عنه، وأنه لن يتحقق بالتسويات ولا بالوعود والأماني، ما أثبتته وقائع التسويات التي عمل عليها، رغم وعيه الكامل لحجم التبعات والخسائر التي سيواجهها في سلوكه لهذا الطريق، مع عدو يمتلك أحدث الأسلحة الفتاكة والتغطية السياسية الدولية والقدرات الإعلامية والدعائية، وكان واعيا أن الضعيف لن يبقى ضعيفا إن عرف مكامن قوته ومكامن ضعف عدوه".
وقال :"إن من المؤسف أن نشهد الصمت العالمي على كل هذه الجرائم التي يرتكبها العدو والإبادة الجماعية التي تحصل لشعب غزة والتي قد تصل إلى التهجير الكامل له من أرضه، بل نجد في هذا العالم من لا يزال بدبر ظهره لمعاناة الشعب الفلسطيني وهو لم يكتف بالسكوت بل اعطى الضوء الأخضر لهذا العدو ليزيد من ممارساته الإجرامية ويدعمه بحاملات الطائرات وبالسلاح والذخيرة والعتاد، ويؤمن له الدعم السياسي والديبلوماسي والإعلامي، وهناك من يمنع حتى كلمات التنديد بجرائم العدو".
وتابع :"لذلك نرى ما يجري في غزة هذه الأيام لا يمثل فقط وصمة عار لهذا العدو وحده، بل هي وصمة عار على جبين كل الساكتين على جرائمه ومن يعمل على إسناده، هم شركاء له وموضع إدانة كل أحرار العالم".
واردف فضل الله :"إننا أمام ما جرى نجدد اعتزازنا بالمقاومين الأبطال الذين بجهادهم أعادوا إحياء روح هذه الأمة وإشعارها بحضورها وقوتها وعزيمتها، وأن في إمكانها أن تصنع من الضعف قوة، وبالشعب الفلسطيني على صموده وثباته وعدم السماح للعدو الصهيوني أن يدق أسفينا بينه وبين مجاهديه باستخدامه سياسة التجويع والحصار والتدمير للبيوت".
ونحن في الوقت نفسه نحيي كل الأصوات التي خرجت للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته وتلك التي ستخرج اليوم، والأقلام التي هبت لتظهر معاناة هذا الشعب والدفاع عن حقوقه في الحرية والعيش الكريم في مواجهة الحملة الإعلامية الظالمة التي تواجهه، فيما كنا نأمل من دول الجامعة العربية التي اجتمعت قبل يومين أن يكون لها موقفها الحاسم في مواجهة ممارسات العدو الصهيوني، وأن توحد صفوفها للعمل بكل جدية لإيقاف هذا النزيف ولرفع الحصار عن غزة وكسره بكل الأساليب وهي تستطيع ذلك إن أرادت، وأن تعي أن السكوت عن جرائم العدو سوف يجعله يتمادى أكثر وسوف لن يوفر أي بلد عربي.. وهنا نستغرب عدم اجتماع منظمة التعاون الإسلامي لأخذ موقف من هذا العدو رغم أن المعركة كان هدفها الأساسي هو الأقصى والانتصار له".
ونحذر هنا من التداعيات التي قد يؤدي إليها استمرار هذا العدوان بالمجازر التي تستهدف الحجر والبشر والتي قد لا تبقى في الحدود التي هي فيها الآن".
أضاف فضل الله :"إننا نريد لهذا اليوم يوم الجمعة، يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني ليشعر الشعب الفلسطيني أنه ليس وحيدا في صموده وثباته أمام معاناته".
واستطرد :"ونصل إلى لبنان الذي لا يمكن إلا أن يقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهته لهذا الكيان لكونه يراه عدوا مشتركا لطالما عانى الشعب اللبناني ولا يزال يعاني منه، ونحن نشهد ذلك في هذه الأيام من خلال اعتداءاته التي استهدفت القرى الآمنة المحاذية للشريط الحدودي، بذريعة استهداف بعض فصائل المقاومة الفلسطينية له.
إننا في الوقت الذي ندعو إلى الجهوزية والاستعداد لمواجهة هذا العدو، ننبه لأن لا نخضع للحرب النفسية التي يقوم بها العدو والتي يريد منها بث الرعب في نفوس اللبنانيين وخلق مناخ للتوتر فيما بينهم والتي يساهم الإعلام فيها، في الوقت الذي لا بد أن نثق بالحكمة التي تتصف بها المقاومة حتى في ردها على الاعتداءات التي تعرضت لها أو تلك التي تتعرض لها المناطق الحدودية وبكل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان والتي تجعل العدو الصهيوني يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على أية مغامرة أو اعتداء على هذا البلد".
وختم :"إننا نشدد على الجميع في لبنان أن يعملوا للوحدة الداخلية، وأن يظهروا للعدو أنهم كتلة واحدة في مواجهته حتى وإن اختلفوا في الملفات الداخلية، فهذا الوقت ليس وقت رمي لكرة الاتهامات أو الملفات الداخلية أو الخارجية من هذا الفريق أو ذاك وبالعكس، بل وقت التحصن تحت سقف الوحدة الوطنية التي لطالما استطاعت أن تحمي لبنان وتسقط أهداف العدو، مما يدعو إلى الإسراع بالعمل على ملء الشغور على مستوى الرئاسة، لتحصين هذا البلد من الداخل أمام التحديات التي تواجهه إن على صعيد الداخل أو مما يجري في فلسطين والذي لن يأتي إلا بالتواصل والحوار الداخلي والتعاون بين جميع القوى".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی هذا العدو فضل الله
إقرأ أيضاً:
حشود مليونية بأمانة العاصمة تؤكد الثبات في إسناد غزة والجهوزية لأي تصعيد
الثورة نت /..
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة مليونية نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيداً على الاستمرار والثبات على الموقف تحت شعار” ثبات مع غزة وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان”.
وأعلنت الحشود التي رفعت العلمين اليمني والفلسطيني وشعارات الجهاد والمقاومة، مواصلة التحشيد والتعبئة والاستنفار والجاهزية للمواجهة المباشرة مع العدو وخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وأكدت أن أي تصعيد للعدو الصهيوني المجرم لن يثني أبناء اليمن عن موقفهم الثابت والمساند للشعب الفلسطيني والأقصى الشريف، بل يزيدهم عزماً وإصراراً على المضي في هذا الموقف الحق حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار.
وأشادت الجماهير المحتشدة، بالصمود والملاحم البطولية التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وغربياً.
ونددت بصمت وتواطؤ المجتمع الدولي إزاء ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع ممنهج لأبناء الشعب الفلسطيني.
وجددت الحشود، الدعوة لشعوب الأمة العربية والإسلامية إلى مساندة الأشقاء في غزة وفلسطين والدفاع عن المقدسات الإسلامية التي تتعرض لانتهاكات مستمرة من قطعان الصهاينة، ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف شعوب الأمة.
ورددت في المسيرة شعار البراءة من أعداء الله ورسوله والمسلمين، وهتفت بعبارات (لإسرائيل هتفنا الموت، وأكدناه بفرط الصوت)، (مع غزة من أجل الله، وجهاداً بسبيل الله)، (المحتل أباد وأجرم، والغرب المتحضر يدعم)، (أمتنا المسؤول الأول، عن غزة مهما تتنصل)، (في الأقصى يتمادى المجرم، بسكوت الملياري مسلم)، (لن يُخزي الله أعادينا، إلا في الحرب بأيدينا)، (لا حل سوى بالقتال، وإسرائيل إلى زوال).
وصرخت الحشود (ثوروا يا شرفاء العالم، غزة مأساة تتفاقم)، (إن حشدوا زدنا إصرار، بجهوزية.. واستنفار)، (في غزة لله رجال، معجزة في الاستبسال)، (يا غزة يا جند الله، معكم حتى نلقى الله)، (الجهاد الجهاد، كل الشعب على استعداد)، (يا غزة يا فلسطين، معكم كل اليمنيين)، (فوضناك يا قائدنا فوضناك).
وأوضح بيان صادر عن المسيرة، ألقاه النائب الأول لرئيس الوزراء – رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، أنه وأمام مرأى ومسمع مئات الملايين من العرب والمسلمين وكل العالم يواصل العدو الصهيوني المجرم – بمشاركة أمريكية وغربية كاملة – أبشع جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المسلم في قطاع غزة وكل فلسطين، وعلى مدى واحد وعشرين شهراً.
وأكد أن العدو الصهيوني يواصل انتهاكاته وجرائمه بحق المسجد الأقصى وكل المقدسات ويعمل بكل حقد وصلف لفرض معادلة الاستباحة المطلقة لكل شعوب المنطقة.
وأشار البيان إلى أنه واستجابة لله تعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاء لمرضاته، يستمر الشعب اليمني في خروجه المليوني الأسبوعي نصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، بكل ثبات وعزيمة، وجهوزية واستنفار، في مواجهة أي عدوان، متوكلا على الله واثقا بوعده ونصره وتأييده.
وأدان بشدة استمرار صمت معظم الأنظمة العربية والإسلامية عن الجرائم البشعة والمجازر الكبرى ومختلف جرائم الإبادة الجماعية بالقتل والتجويع والتدمير التي يمارسها العدو الصهيوني ومعه الأمريكي بحق أهلنا في غزة.
كما أدان الصمت والتواطؤ والتخاذل العالمي والاكتفاء بالمواقف الكلامية المخادعة التي تفتقر إلى أدنى مستويات الفعل المؤثر والتي تشجع العدو على الاستمرار في جرائمه وهو مطمئن أن لا أحد من هؤلاء سيحرك ساكناً حتى لو أباد الشعب الفلسطيني بأكمله، ولو هدم المسجد الأقصى واستباح كل المقدسات.. مشيرا إلى أن هذه الحالة الخطيرة التي وصلت إليها الأمة أصبحت للأسف الشديد تهديداً حقيقياً وفعلياً لحاضرها ومستقبلها في الدنيا والآخرة والله المستعان.
وأكد البيان أن الشعب اليمني بقيادته الحكيمة ومشروعه القرآني العملي التحرري، الواضح الفعالية والتأثير، وبهويته الإيمانية الراسخة والمتجذرة، وتحركه الجهادي الصادق، لن يتراجع عن مواقفه العظيمة الثابتة، المناصرة لغزة وكل فلسطين والأقصى الشريف، ولم ولن ترهبه تهديدات الصهاينة والأمريكان وأدواتهم.
وأضاف “ونحن مستعدون لأي تصعيد مهما كان حجمه أو مصدره، متوكلون على الله في كل ذلك، ومعتمدون عليه وواثقون به، والأعداء يعرفوننا ونعرفهم، وميادين المواجهات تشهد على صدق وثبات مواقفنا، وأن التراجعات والتنازلات ليس لها مكان في ثقافتنا ووعينا؛ بل إن الصبر، والجهاد، والثبات، والإعداد والاستعداد، والاستجابة لله هي خياراتنا وقناعاتنا وتوجهاتنا، ومؤمنين كل الإيمان بأن لله عاقبة الأمور”.
ولفت البيان إلى أن المواقف البطولية الاسطورية لعظماء وعظيمات الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، واستمرار وثبات غزة شعباً ومقاومة في مواجهة أشرس عدوان – رغم جسامة التضحيات وفداحة المواجع والآلام – ستبقى محط اعتزازنا وافتخارنا، ونموذجاً ملهماً ونهجا واضحاً لبقية الشعوب بأن الاستسلام والخنوع للأعداء لا تبرره إطلاقا قلة الإمكانات، أو صعوبة الظروف.
وتابع “فمن هو الذي يمكن أن يدعي بأن واقعه اليوم أصعب حالاً أو أقل قدرة من غزة وأهلها الذين لم يقبلوا الخنوع ولم يجنحوا للاستسلام؛ بل سطروا أروع ملاحم التضحية، والصبر، والثبات، والفداء، والاستبسال، حتى عجز العدو بكل ما يملك من إمكانات هائلة عن كسر إرادتهم، وأمام ذلك فاعتبروا يا أولي الأبصار”.
ودعا البيان العرب والمسلمين شعوباً وأنظمة لمقاطعة بضائع ومنتجات الشركات الإسرائيلية والأمريكية التي تساهم في دعم الكيان الصهيوني المجرم الذي يرتكب أبشع جرائم الإبادة في غزة، فالمقاطعة سلاح فعال ومؤثر ومتاح للجميع، كأقل موقف تجاه ما يرتكبه العدو الصهيوأمريكي من جرائم في غزة وكل فلسطين، ولا عذر للجميع أمام الله.