هل سيتحول "محمد الضيف" لجيفارا فلسطين إذا عثرت عليه إسرائيل؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
رجح خبراء أن القيادي البارز وقائد كتائب القسام العسكرية التابعة لحركة حماس "محمد الضيف" لن يترك قطاع غزة في الوقت الراهن بعد أن صمد فيه لفترة طويلة وسط توقعات بتوغل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ضمن الغزو البري المرتقب.
وقال الأستاذ في جامعة نورث وسترن في قطر خالد الحروب والذي نشر كتباً حول حركة حماس "لا أعتقد أن رجلاً بإرثه واسمه ومنصبه ومنغمس في ثقافة الصمود والاستشهاد يفكر في ترك أرضه وساحة معركته".
وأضاف حروب لمجلة نيوزويك الأمريكية "إذا جرت حملة برية، وتمكن الإسرائيليون من الوصول إليه، فإنه سيقاتل حتى آخر قطرة دم".
وبحسب المجلة قد تعرض الضيف بالفعل لإصابات مختلفة في محاولات اغتيال سابقة، فقد ورد أنه فقد عينه وجزءاً من ذراعه وساقيه. كما فقد زوجته وابنه البالغ من العمر 7 أشهر وابنته البالغة 3 سنوات في غارة جوية خلال الحرب الشاملة الأخيرة في غزة في عام 2014.
وتشير التقارير الجديدة إلى أن حملة الجيش الإسرائيلي المستمرة أدت الآن إلى مقتل المزيد من أقاربه، بما في ذلك شقيقه وابنه. مما قد يشير إلى حملة إسرائيلية مكثفة لإخراجه نهائياً من قطاع غزة.
وقال الحروب "إن سقوط الضيف قد يكون له آثار قصيرة المدى على قدرات حماس العسكرية، وإن تحقيق صفة الاستشهاد لرجل يحظى باحترام واسع النطاق من قبل مؤيديه، يمكن في الوقت نفسه أن تعزز في الواقع مكانة حماس وقدراتها وهيبتها"، وأضاف "يمكن أن يصبح الضيف تشي جيفاراً فلسطيناً".
Mohammed Deif: The Palestinian commander who gave Israel the biggest shock in its history. pic.twitter.com/13z2vT2PRf
— Clash Report (@clashreport) October 9, 2023رمز مختلف
ووفقًا ليوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في فيلق الاستخبارات في جيش الدفاع الإسرائيلي والمدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية،، قال إن محمد الضيف يعد رمز أكثر من أي شخص آخر.
ويقارن كوبرواسر الضيف بقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والقائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، ومهندس هجمات 11 سبتمبر(أيلول) خالد شيخ محمد من تنظيم القاعدة، حيث قال لمجلة نيوزويك: "على الرغم من أننا لا نحاول أن نجعله كذلك، إلا أنه أصبح اسطورة." بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، فهو أسامة بن لادن، الوجه الأكثر سهولة في التعرف عليه لأحداث 11 سبتمبر(أيلول) 2001.
Here's what we know about Mohammed Deif, Hamas's military commander and the mastermind of an unprecedented, multi-front attack on Israel that has killed more than 700 people. https://t.co/AWea6wHlUx
— Financial Times (@FT) October 9, 2023 قدرة الضيف الغامضةومن جانبه يقول آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق وكبير مستشاري الشؤون العربية، لمجلة نيوزويك إنه من مصلحة الجيش الإسرائيلي حالياً عدم التركيز على مطاردة الضيف، مما قد يغذي سمعته كـ "رجل الظل" الذي لا يزال من الممكن أن يلقى القبض عليه في نهاية المطاف.
وأضاف أن "الهدف الاستراتيجي لإسرائيل حالياً هو تدمير القدرات العسكرية والتنظيمية لحماس، وهذه هي الخطوة، وشخص واحد ليس هو القصة. قد نصل إليه، وقد لا نصل إليه أبداً".
ولكن بالنسبة لعدد من أنصار حماس، فإن قدرة الضيف الغامضة على شن حرب من الظل ساعدت منذ فترة طويلة في زيادة الدعم لقضيته. وكما قال مخيمر أبو سعدة، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، لمجلة نيوزويك، فإن "وجوده مهم بالنسبة للجناح العسكري لحركة حماس، فهم معجبون به ويلهمونهم كثيراً بقيادته".
ويقول أيمن الرفاتي، الباحث وهو عضو في مجلس إدارة مركز الدراسات الإقليمية في غزة، لمجلة نيوزويك إن الضيف “أصبح رمزاً للمقاومة الفلسطينية ويحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين”. اليوم، يعتبر الضيف "ملهماً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
كيف تكتب عن فلسطين؟ دليل ساخر للسلوك الإعلامي المريح
تسخر الكاتبة الجنوب أفريقية سيسونكي ميسمانغ في المقال التالي من التضييق الذي يتعرض له العديد من الكتاب والصحفيين الذين يسعون إلى تقديم تغطية متوازنة عن الحرب الإسرائيلية على غزة. والمقال المنشور على موقع "إنترسبت" الأميركي -كما تقول الكاتبة- مستوحى من الأسلوب الساخر للنص الشهير "كيف تكتب عن أفريقيا؟" للكاتب الكيني الراحل بينيافانغا واينانا. وتوجه ميسمانغ بشكل ساخر ما يشبه تفاصيل السياسة التحريرية للمؤسسات الإعلامية حول موضوع معين، حيث كتبت التالي:
ابدأ من 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم يحدث شيء مهم قبل هذا التاريخ، التاريخ بدأ في 7 أكتوبر. لا تذكر كلمة "احتلال"، وتجنب استخدام مصطلحات مثل "فصل عنصري"، "تمييز"، و"مستوطنات غير شرعية". تجنب الكتابة عن الجدار، وإن فعلت، فابدأ بالحديث عن "الإرهاب" و"الأمن". فكلمتا "الإرهاب" و"الأمن" مهمتان جدا، استخدمهما بكثرة عند الحديث عن الفلسطينيين. ذكّر جمهورك دائما بأن فلسطين "وضع معقّد". تجنب استخدام كلمة "إبادة جماعية"؛ لأسباب قانونية وفنية، بالطبع. وإن اضطررت لكتابتها، فضعها بين علامتي اقتباس.لا تذكر كيف قُتلوا أو من قتلهم:
لا تصف التصعيد الإسرائيلي بأنه هجوم على سكان غزة، بدلًا من ذلك استخدم كلمات مثل "حرب" و"صراع"، فذلك أسهل لتجنب كلمة الإبادة.
عند الحديث عن القتلى، استخدم صيغة المبني للمجهول دائمًا، ولا تذكر كيف قُتلوا أو من قتلهم، وكرّر ذكر 7 أكتوبر كلما سنحت الفرصة. عند الكتابة عن الفلسطينيين، لا تنسَ أن تُركّز على مشاعر الإسرائيليين، فرغم أن الجيش الإسرائيلي يقصف ويقتل، إلا أن القصة الحقيقية هي "معاناة الإسرائيليين" بعد 7 أكتوبر. ولا تعقّد الأمور أكثر بالإشارة إلى أن معاداة السامية نشأت أصلًا في أوروبا. الكتابة عن فلسطين تعني أساسًا الكتابة عن حماس، والكتابة عن حماس لا تقل أهمية عن الكتابة عن 7 أكتوبر. فحماس "شخص"، "شيء"، "وحش"، "شبح".حماس في كل بيت، حماس في الأنفاق والمستشفيات، حماس في الخيام، نائمة بجوار المرضى على الكراسي المتحركة، حماس في سيارات الإسعاف المدفونة مع المسعفين، حماس تسللت إلى مطبخ الغذاء العالمي وكل المطابخ والمدارس، حتى أرواح الأطفال تسللت إليها حماس. يمكن وصف هجوم حماس في 7 أكتوبر بأي من الكلمات التالية: مروّع، وحشي، شنيع، قاتل، صادم، فظيع، مأساوي، مرعب. أما عند الكتابة عن الهجمات على الفلسطينيين، فيُفضّل عدم استخدام أي صفات. يكفي مثلًا أن تكتب: "مقتل أكثر من 90 في غارات على غزة." ولا تُشعر القارئ أنك متحيّز لطرف ما. عند الكتابة عن فلسطين، لا تدع الحقائق تُفسد القصة الجيدة، ولهذا، تجاهل المصادر الفلسطينية، فقد تكون منحازة، أما الجيش الإسرائيلي، فهو مصدر موثوق جدا. إذا قال الجيش الإسرائيلي إن شيئًا لم يحدث، إذن لم يحدث شيء. وعندما ينكر الجيش أنه اغتصب نساء فلسطينيات، أو استخدم مدنيين كدروع بشرية، أو أطلق النار على أطفال وصحفيين، استمر في نشر نفيه دون تعليق.
لا تتّبع هذه القاعدة عند الحديث عن إسرائيل: