السعودية تجمع 536 مليون دولار من الاستثمار الجريء في 9 أشهر من 2023
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
مباشر - السيد جمال: حققت المملكة العربية السعودية نموا باستثمارات رأس المال الجريء خلال أول 9 أشهر من عام 2023 مقارنة مع الربع السابق.
وأظهر تقرير شركة "ماجنت" MAGNiTT منصة بيانات الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة، أن الاستثمارات الجريئة في المملكة انتعشت خلال الربع الثالث من العام 2023؛ باستثمار بلغ 87 مليون دولار عبر 22 صفقة، وشهدت ما يقرب من ثلاثة أضعاف تدفقات رأس المال مقارنة بالربع الثاني من العام ذاته والذي شهد بطأ متأثرا بشهر رمضان والعيدين.
وشهدت الصفقات ارتفاعا هامشيا عن الربع السابق، على الرغم من أن البيانات السنوية كشفت عن انخفاض بنسبة تزيد عن 30% في كل من التمويل وعدد الصفقات.
وبلغت قيمة التمويل التي جمعتها الشركات السعودية 536 مليون دولار في أول 9 أشهر من عام 2023م، عبر 80 صفقة.
وأشارت "ماجنت"، في تقريرها، إلى أن المملكة هيمنت على نظيراتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدعومة بجولات ضخمة بقيادة "ميجا" و"حالا" و"فلوارد" في الربع الأول.
وأظهر الربع الثالث انتعاشا طفيفا في مستويات التمويل بالمنطقة مع زيادة بنسبة 32% في نمو التمويل على أساس ربع سنوي.
واحتل المستثمرون المقيمون في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة المراكز العشرة الأولى من حيث رأس المال المستثمر الذي يمثل 50% من إجمالي التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
وألقى تقرير الاستثمار الجريء للربع الثالث من عام 2023 نظرة على الاستثمار الجريء بالمملكة في ضوء التحديات الاقتصادية العالمية التي تتجسد على مستوى منظومة الاستثمار الجريء عالميا وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انخفضت قيمة التمويل بنسبة 44.06% خلال أول 9 أشهر من عام 2023 إلى 1.36 مليار دولار، مقابل 2.43 مليار دولار في الفترة المماثلة من عام 2022.
وتراجع عدد الصفقات بنسبة 46% خلال أول 9 أشهر من العام الجاري، ليصل عددها إلى 286 صفقة، مقارنة مع 530 صفقة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
واستحوذت المملكة العربية السعودية على 39% من إجمالي قيمة التمويل في أول 9 أشهر من عام 2023م، وكانت الإمارات العربية المتحدة في المقدمة من حيث الصفقات التي تمت بنسبة 33% من إجمالي 286 صفقة تم إبرامها في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام.
وكشفت تقرير سابق لـ"ماجنت"، عن انخفاض قيمة الاستثمار الجريء في السعودية بنسبة 27% خلال النصف الأول من عام 2023 على أساس سنوي.
وقالت "ماجنت"، إن المملكة جمعت 446 مليون دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2023، حيث شكلت هذه حصة 44% من إجمالي قيمة الاستثمار الجريء المبلغ عنه في عام 2022، وهو العام الأفضل أداءً في المملكة حتى الآن.
وجمعت الشركات الناشئة في المنطقة العربية تمويلاً بقيمة 1.19 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2023، كان 95% منه للشركات في 3 دول عربية، وفقاً لبيانات منصة "الموجز الرقمي" Digital Digest.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وشمال الاستثمار الجریء خلال أول 9 أشهر من ملیون دولار من إجمالی من العام
إقرأ أيضاً:
الثعلب الطيب وارن بافيت
لن يعتلي الرئيس التنفيذي المنتهية رئاسته لشركة بيركشاير هاثاواي، وارن بافيت، المنصة في الاجتماع السنوي العام المقبل، حيث سيتولى هذا الدور خليفته غريغ أبيل، ليجلس بافيت مع بقية أعضاء مجلس إدارة الشركة في الصفوف الأمامية أسفل المنصة، وذلك بعد أن صوت مجلس إدارة بيركشاير على بقاء الملياردير الشهير في منصب رئيس المجلس بعد تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي.
وقبل أقل من شهر، أعلن بافيت عن القرار الذي اتخذه بتسليم مهام الرئيس التنفيذي في نهاية العام، لينقل مهمة قيادة التكتل الاستثماري الأسطوري، الذي يمتلك سيولة تقارب 350 مليار دولار، إلى رجل ذي تاريخ طويل، هو أيضًا في إدارة الأعمال، ومن ضمنها قيادته وحدة المرافق في بيركشاير.
بدأت قصة وارن بافيت مع شركة "بيركشاير هاثاواي" في الستينيات، وكانت الشركة متخصصة وقتها في صناعة النسيج والأقطان، عندما لاحظ أن أسهمها تُباع بأقل من قيمتها الحقيقية.
وفي عام 1962، قرر بافيت شراء أسهم الشركة بالأسعار الزهيدة التي كانت متاحة وقتها، على أمل أن تُدار يومًا ما بشكل أفضل، لتتمكن من تحقيق أرباح للمساهمين. ومع اصطدامه بإدارة ترفض تطوير الشركة، قرر بافيت زيادة حصته حتى سيطر عليها بالكامل عام 1965، ليبدأ فصلًا جديدًا في تاريخها.
إعلانأدرك بافيت سريعًا أن صناعة النسيج في أميركا كانت في تراجع، فحوّل "بيركشاير هاثاواي" إلى شركة قابضة تستثمر في أعمال أخرى أكثر ربحية، وبدأ بشراء أسهم في شركات مثل: جيليكو للتأمين، وصحيفة واشنطن بوست، ثم وسّع استثماراته في قطاعات أخرى، لتمتد من الطاقة إلى السلع الاستهلاكية.
وبحلول الثمانينيات، كانت بيركشاير قد تحولت إلى عملاق استثماري، يعتمد على فلسفة بافيت في الاستثمار طويل الأجل في شركات ذات "ميزة تنافسية دائمة"، على حد تعبيره.
وتحت قيادة بافيت، نمت قيمة بيركشاير بشكل مذهل، حيث ارتفع سعر سهمها من 19 دولارًا في عام 1965، إلى أكثر من 760 ألف دولار للسهم الواحد وقت كتابة هذه السطور.
أما ثروة بافيت الشخصية، فقد قفزت من مليون دولار عندما بدأ شراء أسهم الشركة إلى أكثر من 160 مليارًا، ما جعله عضوًا دائمًا في السنوات الأخيرة في نادي أغنى أغنياء العالم.
وجاءت المفارقة في عام 2006، حين قرر بافيت التبرع بأكثر من 99% من ثروته قبل وفاته، ووجّه معظم تبرعاته إلى مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، متعهدًا بعدم تحوّل ثروته إلى إرث عائلي، واستخدامها لمحاربة الفقر والمرض. وقرر بافيت التبرع بأسهمه في بيركشاير ليؤكد لكل من حوله أن "المال يجب أن يعود إلى المجتمع الذي ساعده في تكوينه".
وفي زمنٍ أصبحت فيه الأرقام والمؤشرات المالية هي اللغة السائدة، وغدا فيها "العائد على الاستثمار" مقياسًا وحيدًا للنجاح، يأتي الملياردير البالغ من العمر 94 عامًا ليذكّرنا بأن المال وسيلة وليس غاية، وليؤكد أنه إذا كانت الشاشات التي نتابعها بالليل والنهار تُظهر لهاثًا محمومًا وراء الأرباح، فإن ذلك لا يعني بالضرورة فقدان القدرة على جعل الاستثمار قوةً إيجابية تُحيي ما اندثر من معانٍ إنسانية.
لم يكن قرار بافيت بالتبرع بثروته لحظة عابرة، بل كان جزءًا من رؤية طويلة الأمد جسدها عبر سنوات، إذ بدأ الثعلب العجوز قبل عقدين تقريبًا في تنفيذ خطة مدروسة للتخلي تدريجيًا عن ثروته لصالح المؤسسات الخيرية.
إعلانوساهم بافيت في كل عام بعدها بمليارات الدولارات في دعم قضايا إنسانية متعددة، حتى تجاوزت تبرعاته الإجمالية ما يقارب 57 مليار دولار، وهو مبلغ هائل يعكس جدية التزامه بقضية العطاء.
وعلى عكس غيره من رجال الأعمال العرب، لم نسمع يومًا عن تهربه من دفع الضرائب، أو سرقة أموال سائلة من بيته، ولم نعرف بنزاعات مع أفراد أسرته، وصلت لحد مطالبتهم بالحجْر على ثروته، رغم اقتراب عمره من المئة عام!
آمن بافيت بأن ثروته يمكن أن تُسخَّر لخدمة الآخرين بدلًا من بقائها حبيسة صناديقه الاستثمارية، وعبّر بنفسه عن فلسفته هذه بوضوح، إذ قال إنه لو أنفق أكثر من 1% من أمواله على نفسه لما ازدادت سعادته أو رفاهيته، في حين أن الـ99% قادرة على إحداث تأثير هائل في حياة وصحة الآخرين. وبهذا المنطق البسيط النبيل، أرسل بافيت رسالة قوية مفادها أن الثروة مسؤولية اجتماعية قبل أن تكون امتيازًا شخصيًا.
أحدثت خطوة بافيت صدى واسعًا في مجتمع المال والأعمال، ففي بيئة تُعرف بالسعي المحموم وراء المكاسب، جاء تصرفه ليكسر النمط السائد ويقدم نموذجًا للرأسمالية الأخلاقية إن صح التعبير. أصبح بافيت رمزًا لما يمكن أن نسميه الاستثمار في الإنسان، حيث توجه عوائد الاستثمار الضخمة لتحسين حياة البشر، وخاصة الفئات الأقل حظًا.
وتأثر العديد من كبار المستثمرين ورواد الأعمال بهذه الفكرة، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة النظر في كيفية استخدام ثرواتهم.
أطلق بافيت بالمشاركة مع بيل غيتس مبادرة عالمية، اسْمُها "تعهد العطاء" (The Giving Pledge) لتشجيع أثرياء العالم على التبرع بنصف ثرواتهم على الأقل للأعمال الخيرية.
وبالفعل استجاب عشرات المليارديرات لهذا النداء، مؤكدين أن النجاح المالي يمكن أن يقترن بالمسؤولية الإنسانية، وأن مثل هذه المبادرات يمكن أن تضخ جرعة من الأمل في روح النظام المالي، وتذكرنا أن التكافل ليس مفهومًا غريبًا حتى بين أصحاب المليارات.
إعلانوإلى جانب وارن بافيت، برزت أسماء أخرى تبنّت نهج الاستثمار في خدمة الإنسانية، وكان من أشهرها بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت وأحد أثرى أثرياء العالم سابقًا.
كرس غيتس جزءًا كبيرًا من حياته بعد تقاعده من إدارة مايكروسوفت للعمل الخيري عبر مؤسسته التي يديرها مع زوجته السابقة ميليندا. ولم يكتفِ بالمساهمة، بل أعلن صراحةً أنه يعتزم التبرع بكامل ثروته الشخصية تقريبًا خلال العقدين المقبلين، بحيث يتم توجيه نحو 200 مليار دولار لمساعدة فقراء العالم عبر مؤسسته بحلول عام 2045.
أكد غيتس أنه لا يريد أن يُذكر بعد وفاته بأنه "مات ثريًا"، مؤكدًا عزمه على تسخير ثروته لحل المشكلات الملحّة في الصحة والتعليم والتنمية.
وأصبحت مؤسسة بيل وميليندا غيتس مثالًا حيًا على قوة رأس المال حين يُستخدم لصالح البشرية، إذ أنفقت أكثر من 100 مليار دولار على مشاريع لمكافحة الأمراض المستعصية والفقر ودعم التعليم حول العالم خلال أول 25 سنة من عملها، لتبعث برسالة واضحة، مفادها أن الثروة حين تقترن بالرؤية الإنسانية تصبح قوة إيجابية كبرى قادرة على تغيير حياة الملايين.
لم يكن غيتس وبافيت إلا جزءًا من تيار أوسع ينمو بهدوء داخل المنظومة المالية، الأمر الذي يقودنا إلى قراءة أخلاقية وإنسانية لعالم الاستثمار.
فالرأسمالية ليست حتمًا مرادفًا للجشع؛ بل يمكن للرأسمالية بقيادة ضمائر حية أن تكون وسيلة فعالة لخدمة الإنسانية. تكشف لنا قصة وارن بافيت وتجارب غيره من كبار المتبرعين أن التعاطف يمكن أن يجد مكانًا له حتى على طاولة صفقات البورصة، إذ يتزايد حاليًا عدد المؤمنين بأن عظمة الإنسان لا تقاس فقط بما راكمه من ثروة، بل بما قدّمه من خير وما أحدثه من فرق في حياة الآخرين، ليكون الربح الإجمالي والأجمل هو ما يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline