سلطت صحف ووسائل إعلام عبرية وغربية الضوء على وجود مؤشرات على أن حكومة تل أبيب تعيد حساباتها بأن الاجتياح البري لقطاع غزة، وبدأت تحدد أهدافا أكثر تواضعا غير تلك التي توعدت بتحقيقها عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته حركة حماس.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن بدء هجوم بري شامل على القطاع لاقتلاع حماس والقضاء عليها تماما لم يصادف الموعد الذي حدده مسؤولون بارزون في الجيش الإسرائيلي بمطلع هذا الأسبوع، ونقلت عن مراقبين أن تأجيل الاجتياح البري للقطاع دليل على خفض إسرائيل سقف أهداف حربها لأسباب عدة ليس من بينها الظروف الجوية التي تذرعت بها.

فوسط إقرار بالفشل الاستخباراتي واتهامات متبادلة بالمسؤولية عن ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ومظاهرات تطالب برحيل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يرى محللون أن ثمة أسبابا عدة تقف وراء تأجيل العملية البرية، من بينها التحسب لتكبد خسائر بشرية فادحة، والأعداد الكبيرة للرهائن والأسرى الإسرائيليين الموجودين في قبضة حماس والجهاد الإسلامي، والمخاوف من استخدامهم دروعا بشرية.

وبدأ الحديث في الصحافة العبرية عن "تحديات على جبهات عدة"، إذ رأت "جيروزاليم بوست" أنه من الضروري أن تكون هناك "خطة تكتيكية واستراتيجية للحرب في غزة"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تواجه الآن تهديدات من الشمال، حيث تآكل الردع ويواصل حزب الله شن هجمات يومية".

وأضافت: "من منظور أشمل، يجب أن تستعيد إسرائيل الصورة الذهنية فيما يتعلق بقدراتها (العسكرية). هذا سيكون مهما بالنسبة لإيران والخليج ومصالح إسرائيلية أخرى".

ووصفت الصحيفة الاجتياح البري بـ "المحتمل"، قائلة إن العديد من المناقشات تدور حول هذا الموضوع.

وأوضحت أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال القطاع بمغادرته والتوجه جنوبا استعدادا لمثل هذه العملية أثارت جدلا ومخاوف من حدوث أزمات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أن عمليتي الاجتياح البري السابقتين اللتين قامت بهما إسرائيل لغزة عامي 2009 و2014 "لم تنجحا في هزيمة حماس، وليس واضحا ما الذي سيكون مختلفا هذه المرة".

وفي السياق، نقلت وكالة "بلومبرج" عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، قوله: "هذا ليس كل شيء. حماس تستخدم شبكة أنفاق ومخابئ معقدة تحت مدينة غزة والمناطق المحيطة بشمال غزة. هناك احتمال لأن تحاول حماس إحباط تقدم القوات الإسرائيلية من خلال نسف الأنفاق ونصب الأفخاخ في أنحاء القطاع".

وأضاف: "إسرائيل حاولت من قبل استهداف هذا النظام المعقد من الأنفاق لكنها لم تحقق نجاحا يذكر. لا أحد سوى حماس يعرف المدى الكامل لشبكة أنفاقها".

واستشهدت "بلومبرج" ببحث أجراه معهد الدراسات الوطنية الذي يتخذ من تل أبيب مقرا له، بشأن عدم نجاح إسرائيل في التعامل مع مسألة الأنفاق، وذكرت أنه في عام 2014، عملت إسرائيل على تطوير نظام عالي التقنية للكشف عن الأنفاق، لكن أجهزة الاستشعار لم تعمل بالكفاءة المنتظرة، إذ "لا يمكنها اكتشاف الأنفاق الملتفة والتشوش عند التقاطعات".

وأضافت أنه في عام 2021، أعلنت إسرائيل أنها دمرت 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة، مشيرة إلى أن حماس تقول إنها تمتلك شبكة تمتد لـ500 كيلومتر، دمر 5% منها فقط. وقالت الوكالة إن تلك الأنفاق "تجعل خطة إسرائيل للقضاء على حماس أكثر تعقيدا".

ومن جانبه، قال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن غزة "تشكل تحديا على نحو خاص، فهي خصم أمضى العقد ونصف العقد الماضيين، منذ سيطرة حماس على قطاع غزة، يستعد لهذه اللحظة"، حسبما نقلت مجلة "تايم" الأمريكية.

كما لا يمكن استبعاد تلويح إيران على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، بـ "حرب إقليمية" ما لم تتوقف إسرائيل عن قصف وحصار قطاع غزة، محذرا من أن "وقت الحلول السياسية ينفد"، وأن امتداد الحرب إلى "جبهات أخرى" قد يصبح قريبا "لا مفر منه" في وقت تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية فيه بالفعل توترا متصاعدا.

اقرأ أيضاً

بدلا من الاجتياح البري.. إسرائيل تدرس نهج لينينغراد لتجويع حماس في غزة

وربطت صحيفة "جيروزاليم بوست" بين تهديد إيران بالدخول على خط المواجهة، وبين علاقاتها بلاعبين رئيسيين على الساحة الدولية، وهما روسيا والصين، وأشارت إلى موقف موسكو وبكين المنتقد لرد إسرائيل على هجوم حماس.

وأضافت الصحيفة: "على الرغم من السنوات التي حاولت فيها السياسة الخارجية الإسرائيلية تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، أو على الأقل التشجيع على رؤية متوازنة للصراع (في الشرق الأوسط) في بكين وموسكو، فإن كليهما الآن معاديان بشكل علني لإسرائيل، وقد أشادت حماس برؤية روسيا للوضع الحالي".

ويرجح مراقبون ألا تقدم إسرائيل على بدء اجتياحها البري قبل زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي أعلن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أنها ستكون يوم الأربعاء. وكان بايدن قد اعتبر أن احتلال إسرائيل لقطاع غزة مجددا "سيكون خطأ كبيرا".

وعلى الرغم من هذه المعطيات، يرى فريق آخر من المحللين، أن إسرائيل ستمضي قدما في خططها لشن عملية برية حتى وإن كانت محدودة في ظل عديد القوات التي حشدتها على حدود القطاع.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن 3 مسؤولين بارزين في الجيش الإسرائيلي، أنه "تم توجيه أوامر للجنود الإسرائيليين بالاستيلاء على مدينة غزة وتدمير قيادة حماس الحالية"، مشيرة إلى أن هذه "ستكون هي المحاولة الأولى للاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها لفترة وجيزة منذ اجتياحها لغزة عام 2008".

وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي خفف بعض قواعد الاشتباك، و"سيسمح للجنود بإجراء تدقيقات أقل قبل إطلاق النار على الأعداء المشتبه بهم"، لكنهم لم يكشفوا عن التفاصيل.

ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي بارز آخر أن "القوات الإسرائيلية تلقت تدريبا إضافيا سيساعدهم على القتال في البيئات الحضرية المدمرة".

ويرى مراقبون أن الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات وسط تحذيرات من اتساع رقعتها لتشمل أطرافا إقليمية ودولية، وتتسبب في مزيد من عدم الاستقرار بتلك المنطقة من العالم.

اقرأ أيضاً

أدرعي: إسرائيل تطبق حصارا محكما على غزة وخيار العملية البرية وارد بقوة

المصدر | الخليج الجديد + صحف ووكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة حماس الجیش الإسرائیلی الاجتیاح البری فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل تجسست إسرائيل على إيران عبر واتساب؟.. اختراقات سابقة تعيد الجدل

- إيران تحث مواطنيها على حذف واتساب - هل تجسست إسرائيل على الإيرانيين عبر واتساب؟- إسرائيل تمتلك أكبر 10 شركات أمن سيبراني في العالم - أشهر اختراقات واتساب سببها إسرائيل


أمرت السلطات الإيرانية مواطنينها، اليوم، بضروروة حذف تطبيق المراسلة الشهير واتساب من هواتفهم الذكية، متهمة إياه دون تقديم أي أدلة بجمع بيانات المستخدمين وإرسالها إلى إسرائيل.

وقد نفت شركة واتساب، المملوكة لشركة ميتا (فيسبوك سابقا)، هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، وقالت في بيان لوكالة “أسوشيتد برس” إنها تشعر بالقلق من أن "هذه التقارير الكاذبة قد تكون ذريعة لحظر خدماتنا في وقت يحتاج فيه الناس للتواصل أكثر من أي وقت مضى". 

واتساب كما لم تعرفه من قبل.. 4 ميزات مبتكرة تغير طريقة تواصلكواتساب يعمل على إضافة ميزة جديدة.. إليك كيفية تطبيقها

وأضافت مالكة واتساب أنها لا تتعقب مواقع المستخدمين ولا تطلع على الرسائل الشخصية المتبادلة بينهم.

من الصعب التحقق من صحة مزاعم السلطات الإيرانية بشكل مستقل، خاصة في ظل عدم تقديمها أدلة داعمة علنية. 

ومع أن واتساب يشتهر بتوفيره لتشفير من طرف إلى طرف end-to-end encryption، مما يجعل الرسائل مرئية فقط للمرسل والمتلقي، إلا أنه ليس محصنا تماما من الهجمات الإلكترونية المتقدمة.

إسرائيل والتفوق السيبراني


يعد واتساب هو تطبيق مراسلة مجاني تملكه شركة “ميتا” مع وجود حوالي 3 مليارات مستخدم في جميع أنحاء العالم ومتنامية بسرعة، يمكنه إرسال الرسائل النصية والمكالمات والوسائط عبر الإنترنت.

يستخدم واتساب تشفيرا قويا من طرف إلى طرف يعني فقط المرسل والمستلم يمكنه قراءة الرسائل، لا يمكن حتى واتساب الوصول إلى محتواها، يأتي هذا يضمن الخصوصية القوية والأمن، لذا من المستحيل تقييم الادعاءات بشكل مستقل، بالنظر إلى عدم توفر إيران أي أدلة داعمة يمكن الوصول إليها للجمهور.

لكننا نعلم أنه على الرغم من أن واتساب لديه ميزات خصوصية وأمان قوية، إلا أنه لا يمكن اختراقه، ولكن هناك دولة واحدة على الأقل تمكنت سابقا من اختراقه وهي إسرائيل.

تعد إسرائيل من بين الدول الرائدة عالميا في مجال القدرات السيبرانية، إلى جانب الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وكندا. 

وتملك سجلا موثقا في تنفيذ عمليات اختراق إلكترونية معقدة، من أشهرها هجوم Stuxnet الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني قبل أكثر من 15 عاما.

وتعرف وحدة الاستخبارات الإسرائيلية "الوحدة 8200" بتفوقها التقني، كما تحتضن إسرائيل مراكز أبحاث وتطوير تابعة لـ7 من أصل أكبر 10 شركات أمن سيبراني في العالم، إلى جانب شركات ناشئة متقدمة في تطوير أدوات هجوم ودفاع إلكترونية.

تاريخ من الاختراقات عبر واتساب

تعود أبرز عمليات اختراق واتساب إلى عام 2019، عندما استغلت شركة NSO Group الإسرائيلية ثغرات أمنية في التطبيق لاختراق أكثر من 1400 حساب، شملت صحفيين ونشطاء ومسؤولين حكوميين، من خلال برنامج التجسس المعروف بيجاسوس.

وفي الشهر الماضي، أمرت محكمة أمريكية الشركة بدفع 170 مليون دولار كـ تعويض لصالح واتساب و"ميتا" على خلفية تلك الهجمات.

كما كشفت تقارير حديثة عن قيام شركة إسرائيلية أخرى تدعى Paragon Solutions باستهداف ما يقرب من 100 حساب واتساب باستخدام برمجيات تجسس متقدمة تمكنت من الوصول إلى الرسائل بعد فك تشفيرها.

هجمات "التصيد الموجه" Spearphishing


غالبا ما تنفذ هذه الاختراقات باستخدام أسلوب "التصيد الاحتيالي الموجه"، والذي يختلف عن التصيد التقليدي من حيث أنه يستهدف أفرادا محددين برسائل أو ملفات خادعة تقنعهم بتحميل برامج تجسس.

قد تبدو الرسالة وكأنها واردة من زميل موثوق أو جهة رسمية، وتطلب مثلا مراجعة عاجلة لمستند أو إعادة تعيين كلمة مرور، لتقود المستخدم إلى صفحة مزيفة أو تنزل برمجية خبيثة على جهازه.

كيف تحمي نفسك من اختراقات واتساب؟

لحماية نفسك من هذا النوع من الهجمات، ينصح الخبراء بما يلي:

- التأني قبل التفاعل مع أي رسالة غير متوقعة تحمل طابع الاستعجال.

- عدم النقر على الروابط المشبوهة أو تنزيل مرفقات مجهولة.

- تفعيل التحقق الثنائي 2FA للحسابات المهمة.

- تحديث البرامج بشكل منتظم، واستخدام قنوات موثوقة للتحقق من أي طلبات حساسة.

- كما أن التدريب المنتظم على الأمن السيبراني يساعد الأفراد على كشف هذه الحيل والتصدي لها.

طباعة شارك واتساب اختراق إسرائيل إيران حذف واتساب أمن سيبراني برمجيات تجسس برامج تجسس

مقالات مشابهة

  • «إعلام عبري»: إسرائيل تستعد لضرب المنشأة النووية الرئيسة لإيران
  • إعلام عبري: ارتفاع عدد الإصابات إلى 27 في الهجمة الإيرانية الأخيرة
  • إعلام عبري: دمار كبير جراء سقوط صواريخ إيرانية في مناطق عدة
  • إعلام عبري: إصابة 18 شخصا جراء سقوط صاروخ إيراني
  • إعلام عبري: إيران أرسلت إلى واشنطن ردًّا بموافقتها على بعض مطالب ترامب
  • إعلام عبري: 271 إسرائيليا أصيبوا بهجوم إيران الصاروخي الأخير
  • إعلام عبري: صاروخ إيراني يستهدف مستشفى سوروكا ويخلّف إصابات وأضرار جسيمة
  • إعلام عبري: ارتفاع عدد المصابين جراء الهجوم الإيراني إلى 50
  • عاجل. إعلام عبري: الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مباشرة في مدن تل أبيب ورمات غان وحولون وبئر السبع
  • هل تجسست إسرائيل على إيران عبر واتساب؟.. اختراقات سابقة تعيد الجدل