بوابة الوفد:
2025-07-12@03:15:28 GMT

اليهودى الأمريكي

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

حسنا فعل الرئيس السيسى فى لقائه مع وزير الخارجية «اليهودى الأمريكى» أنتونى بلينكن، مطلع هذا الأسبوع، عندما لقنه بهدوء درسا فى مبادئ السياسة والتاريخ موضحا لهذا اليهودى « الأخرق « أن بقلب القاهرة حارة لليهود عاشوا داخلها فى سلام مع باقى أطياف المصريين، وأن اليهود لم يذوقوا المر إلا على يد الأوروبيين الذين حشروهم تاريخيا فى زرائب قذرة، فى الوقت الذى كان ينعم فيه يهود الشرق بحياة كريمة مع غيرهم من شركاء الأوطان.

قد تكون أمريكا إمبراطورية كبيرة قياسا بما تكتنز من ثروات وتملك من أسلحة للدمار، ولكنها بلا شك إمبراطورية مفلسة قيميا وأخلاقيا، وأن هذا النوع من الامبراطوريات لا يدوم طويلا فى التاريخ. أما إسرائيل التى تلعب دور «اللعوب» سياسيا خدمة لأغراض ومصالح قوى استعمارية مختلفة، فإن على قادتها أن يتذكروا أن الصليبيين استعمروا فلسطين مائتى عام، ثم طردوا ورحلوا.. أيضا ستفنى إسرائيل يوما ما وليس بالضرورة على يد حماس.. 

المستقبل سيظهر أكثر من «حماس»، وستأخذ المقاومة أشكالا مختلفة، ولن يظل الإقليم كما هو.. المطبعون على سبيل « الشهوة السياسية « سيفيقون يوما ما عندما تلسعهم الشمس وهم بالكاد يفركون أعينهم بعد ليل ظنوه طويلا، وما أقصره.. تدمير المدن لا يدفن القضايا العادلة تحت أنقاضها، وربما يكون العكس هو الصحيح، لأن الدمار فى بُعده المادى له وجه مأساوى ،أما الوجه الآخر فإنه ذلك المارد الذى سيفاجئ مجرمى الحكم فى إسرائيل ولو بعد حين.. ربما يكون طوفان المستقبل يتكون من الآن داخل طفل خرج من تحت الأنقاض فى غزة. 

للدولة شبكة أعصاب مثلها مثل أى كائن حى.. عندما تنكشف شبكة أعصاب الدولة تصبح كأسلاك الكهرباء العارية التى تصعق من يقترب منها.. مصر كدولة بدأ التاريخ الانسانى من عندها قبل سبعة آلاف سنة، وكدولة اليوم تجاوز تعداد سكانها المائة مليون نسمة مفترض أنها ليست قابلة للانكشاف.. من الممكن أن تعصف بها أزمات وتحاصرها النيران، ولكنها بقوانين التاريخ غير قابلة للسقوط..

الامبراطوريات التاريخية تسقط كمشروع امبراطورى ولكن الدولة التى حملت عبء هذا المشروع لا تسقط أو تزول.. الامبراطورية الرومانية سقطت ولكن بقيت دولة روما، والامبراطورية الفارسية سقطت ولكن بقيت دولة ايران، الامبراطورية السوفيتية سقطت وبقيت دولة روسيا، وستسقط وتتفكك يوما ما الامبراطورية الأمريكية ولكن لن تزول دولة أمريكا.. الكيان السياسى الأوحد فى العالم اليوم القابل للزوال يوما ما هى اسرائيل لأنها جنين سياسى لقيط، نشأ خارج رحم ورحمة القانون الدولى، وتبنى هذا اللقيط السياسى دول مارقة واستعمارية أبا عن جد، ويجمع بينها الخسة والجبروت.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس السيسي إسرائيل الدولة یوما ما

إقرأ أيضاً:

تفريط..

نعيش بين طرفي نقيض، في كل أمور حياتنا اليومية، أحيانا «مع سبق الإصرار والترصد» وأحيانا؛ تأتي الأمور مصادفة غير محسوبة الخطى، وفي كل الحالتين، هناك تفريط لكثير مما اكتسبناه في حياتنا من تراكم العمر وخبرة الحياة، ذلك لأن النفس بقدر ما هي مسيّرة في بعض مشاريع الحياة، هي في الوقت نفسه مخيرة، وهذا التخيير هو الذي يدفعها لأن تتجاوز حدودها الآمنة، والأمن هنا؛ هو مستويات من التوازن، والمعالجة الحكيمة للأمور، والقدرة على توظيف مكتسبات الخبرة.

فالفضيلة -كما هو معروف- تقع بين طرفين؛ كلاهما رذيلة؛ وذلك لأن المبالغة في الفعل تنقل الحالة من الإفراط إلى التفريط، فالكرم؛ على سبيل المثال؛ توحي المبالغة في تقديمه إلى مستوى الإسراف، ويوحي التقصير في واجباته إلى البخل، فيتحول الكرم من كونه فضيلة من الفضائل الإنسانية الرائعة، إلى رذيلة معابة عندما يسقطه صاحبه إلى كلا الطرفين (الإسراف أو البخل) وما ينطبق على الكرم، ينطبق كذلك على الشجاعة، عندما تسقط بين طرفي: (التهور أو الجبن) وقس على ذلك أمثلة كثيرة من سلوكياتنا اليومية التي نفرط في توازنها المعتاد بسوء تقديراتنا في التوظيف.

والسؤال هنا: هل المبالغة في كل حالاتها شر؟ وهل تعكس نفسا قلقة غير قادرة على تحييد جانبيها اللذين يوصلانها إلى الإفراط أو التفريط؟ وهل هناك مساحة زمنية يمكن للفرد أن لا يقع في أحد هذين الطرفين؟ وما الذي يحدد هذه الفترة الزمنية التي توصف بـ«الفلترة» لكي يكون أحدنا على بصيرة من أمره فلا يقع في مأزق طرفي الرذيلة؟ هل تراكم الخبرة والعمر؛ هل الاستشارة؛ هل التريث وعدم الانجرار سريعا نحو ممارسة الفعل؟ هل وضع خطة مسبقة؟ أو دراسة جدوى؟ لأن الصورة في مجملها غير مرتبطة بفعل الإنسان الفرد فقط؛ وفق خصوصياته؛ وإنما يمكن أن يقع في ذلك المجموع أيضا، سواء على مستوى الجماعة في شؤون الحياة المختلفة، أو حتى على مستوى المؤسسة عندما تتبنى مشاريع غير مدروسة، فتجازف في إنشائها فتقع في خسارات مضاعفة لما يفترض أن تكون عوائد، أو تفرِّط في مكاسب مهمة؟ والإنسان بحكم ضعفه الإدراكي، يفتقد إلى الكثير من الرؤية الصحيحة أو الاستشراف السريع لها، وهذا أمر مسلم به، ولكن غير المسلم له أن يقتنع الفرد أنه على صواب في كل ما يقوم به، وما يأمر به، وهذا يحدث كثيرا بين أحضان الأسر، عندما ينفرد الأب، أو الأم في اتخاذ قرارات تهم الأسرة كلها، دون الرجوع إلى أعضائها من الأولاد، خاصة عندما يكونوا هؤلاء الأولاد على قدر معقول من خبرة الحياة، فالعودة إلى حاضنة الأسرة للمناقشة لا ينتقص من مكانة ركنيها (الأب/ الأم) أي شيء، بل يقوي من حمولتها الأسرية، ويضع الجميع في ميزان المسؤولية، وما ينطبق على الأسرة، ينطبق على المؤسسة الوظيفية، والتي توصف غالبا بـ«الميكانيكية» وليست بـ«العاطفية» ولذلك فخطأ الأسرة المغلفة بالعاطفة؛ يوجد لها مبررا في التقييم، أو خطأ المؤسسة المحاطة بالميكنة في بعديها البشري والتقني، فلا يوجد لها مبرر على الإطلاق.

غالبا؛ ما تقع القرارات الارتجالية في مأزق «المبالغة» وطرفيها النقيضين، وهي -كما هو معروف- لا تصدر من الأقل أهمية في الدور، سواء على مستوى الأسرة، أو على مستوى المؤسسة الوظيفية، وإلا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ولكنها تصدر من الأكثر أهمية في الدور، ومن هنا يأتي تكرار الأخطاء، ويتحمل الجميع حينها تداعيات هذه الأخطاء، وما يمعن في الإساءة أكثر في هذا الواقع، هو غياب المساءلة في كلا المؤسستين، ذلك -كما قلنا- لأن متخذها هو الأهم في الدور، والمفارقة هنا هي أن المسؤولية يتحملها الجميع، وفي مجمل ذلك تفريط عالي الخسارة.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفي عُماني

مقالات مشابهة

  • أمين الإفتاء: يجوز الصلاة مع الأذان ولكن يفضل الاقتداء بسنة النبي
  • تفريط..
  • حماس تعترف: توصلنا للإفراج عن جميع الأسرى دفعةً واحدة ولكن نتنياهو رفض
  • الفراج: الفجوة مع أندية أوروبا لم تعد شاسعة ولكن هل استوعبنا الدرس؟
  • ضياء رشوان عن البريكس: ترامب يحترم الأقوياء ولكن لا يحب الخسارة المالية
  • نتنياهو: لا نهدف لطرد سكان غزة ولكن نسعى لإنهاء حكم حماس
  • مشروع قانون التعليم.. التربية الدينية شرط للنجاح ولكن خارج المجموع
  • زلازل جواتيمالا تتسبب بانهيارات أرضية وعمليات إجلاء
  • مصرع سيدة سقطت من شرفة الطابق الثالث بأبو النمرس
  • مصرع سيدة سقطت من الطابق الثالث فى أبو النمرس