الثورة نت:
2024-06-16@12:17:14 GMT

خارج الصندوق

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

 

 

خمسة وسبعون عاما منذ تبنّي الغرب للكيان الإسرائيلي وزراعته في قلب الوطن العربي . 75 عاما من الرعاية والحماية والدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي، حتى بدت دولة الكيان وكأنها القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، أو هكذا كان يظنها الكثيرون إلى ما قبل السابع من أكتوبر 2023.
لكن طوفان الأقصى أثبت – بما لا يدع مجالا للشك – أن دولة الكيان ضعيفة .

. مثل بناء يبدو شاهقا لكنه بلا أساس وآيل للسقوط .. ولا يمكن بقاءه دون استمرار دعمه من بُناته ورُعاته الدائمين .
في اليوم الأول لمعركة الطوفان، استنجد نتنياهو بأمريكا التي سارعت على الفور بتقديم الدعم العسكري والسياسي ولم يتورع قادة الدولة العظمى عن خلق الذرائع والكذب وتسويق الروايات المضللة عن المقاومة لتبرير جرائم الكيان المسعور .
أرسلت واشنطن البارجات العسكرية وانشأت جسرا جويا لنقل الدعم العسكري، وهرع وزير دفاعها وقبله وزير خارجيتها انتوني بلينكن – الذي خرج عن كل الأعراف السياسية والدبلوماسية والأخلاقية ولم يراع حتى مكانته ومسؤوليته كوزير خارجية الدولة الأعظم في العالم – وظهر كمرتزق وضيع وهو يقول للإسرائيليين : “جئتكم كيهودي … ” .
تهافت قادة أمريكا وأوروبا إلى تل أبيب لدعم الكيان والحؤول دون انهياره .
يحدث هذا بعد 75 عاما من إنشائهم دولة الكيان، وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تتأهب لمغادرة الشرق الأوسط وتسليم مهمة “الهيمنة والقيادة” لدولة الكيان . لكن طوفان الأقصى، كشف المستور، وأعاد الكيان اللقيط ورعاته إلى المربع الأول . اكد طوفان الأقصى أن دولة الكيان وبعد 75 عاما من عمرها، لا تزال في مرحلة الحضانة، لا تستطيع أن تقف أو تخطو على قدمين، ولا يمكن لها إخفاء عوراتها أو تنظيف قذاراتها دون مساعدة أمريكية أوروبية .
معركة طوفان الأقصى شكلت تهديدا وجوديا لكيان الاحتلال، وهي بالنسبة للفلسطينيين – وخلفهم محور المقاومة – تعتبر بوابة النصر والتحرير، أمام هذه الحقائق، يرتكب الإسرائيليون بدعم أمريكي غربي مطلق مجازر إبادة وجرائم تطهير عرقي لا تمت للحروب العسكرية بصلة .
في المقابل، يدرك الفلسطينيون ومحور المقاومة، أهمية المعركة كبوابة نصر يجب أن تظل مفتوحة، لأن إغلاقها سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على مستقبل القضية الفلسطينية وعلى محور المقاومة أيضا .
سطرت حركة حماس في معركة طوفان الأقصى ملحمة بطولية أعادت الاعتبار للعرب والمسلمين.. دفنت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ودفنت معه كل الأعذار والمبررات التي تلوكها الأنظمة العربية الرسمية المتخاذلة وتتغطى بها، فبات كلاهما – اليهود المتغطرسون والعرب المتخاذلون – عُراة لا يقدرون بعد الآن على تغطية سوءاتهم .
في طوفان الأقصى اجترحت حماس المعجزات وطوعت المستحيل لأنها “فكرت خارج الصندوق “. وهذا ما دعا إليه رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في آخر كلمة متلفزة عشية الجمعة الماضية، حين دعا الشعوب العربية إلى النفير و ” التفكير خارج الصندوق ” .
وهذا يعني الخروج من الروتين المعتاد في إظهار التضامن والدعم لنصرة غزة والقضية الفلسطينية .
المعركة كبيرة وخطيرة والهجمة شرسة والمخطط خطير، وهنا لا يكفي أن تخرج المسيرات في المدن العربية، يصرخون ويرفعون اللافتات والأعلام، ثم يعودون إلى منازلهم .
يجب أن يكون الخروج فاعلا ومؤثرا، بما يؤدي إلى الضغط على الأنظمة العربية المتخاذلة وعلى الدول الداعمة للكيان المحتل .. وهذا يقتضي أيضا تبني المبادرات التي من شأنها استدامة التضامن والدعم الشعبي الفاعل لنصرة القضية الفلسطينية .
وعلى سبيل المثال، يعلن قادة العدو أن هدفهم الرئيسي من حربهم على غزة هو القضاء على حماس نهائيا، وهنا باستطاعة الشعوب العربية أن ترد على التهديد بالإعلان عن تأسيس معسكرات لحماس في البلدان العربية، تكون رديفا لحماس الداخل الفلسطيني وامتدادا لها .
ألم يدعم الغرب معسكرات لتنظيم القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات التكفيرية الإرهابية في بلداننا العربية ؟. أليست حماس والجهاد أولى بتلك المعسكرات ؟.

aassayed@gmail .com

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تطورات اليوم الـ254 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة

غزة - صفا

دخلت عملية "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ254، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

واستأنف جيش الاحتلال يوم الجمعة الأول من ديسمبر/ كانون الأول عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية استمرت سبعة أيام.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 37296 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 85197 طوفان الأقصى، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.

ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1400 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 600 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 6000 جريح.

وفيما يلي آخر تطورات الأحداث:

مقالات مشابهة

  • هل نفذت حماس هجومًا سيبرانيًا قبل طوفان الأقصى؟
  • طوفان الأقصى وتعزيز المشروع الإسلامي لفلسطين
  • تطورات اليوم الـ254 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • وفاة آخر شخص من يهود اليمن في أرحب بعدما هجّرهم قسرا الإمام يحيى لتأسيس دولة الكيان في فلسطين
  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات
  • منذ طوفان الأقصى حتى الآن.. كيف تطورت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟
  • ‎80 % من الفلسطينيين يعتقدون أن طوفان الأقصى أعادت قضيتهم للاهتمام العالمي
  • أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى
  • الحديدة .. مسير للدفعة الثانية من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في اللحية
  • إنفوجرافيك| 250 يوم من الحرب.. عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان في معركة طوفان الأقصى من تاريخ 2023/10/8م إلى 2024/06/13م