لعنة العقد الثامن
د. #الحارث_محمد_الحلالمة
لعل ما يحدث في قطاع #غزة يبين لنا ما يعانيه البيت الداخلي الاسرائيلي من أزمة داخليه تبين حجم التخبط وعدم الاتزان في قراراتها بل تعكس أنها #عصابة وليست دولة ومنها الأزمة الداخلية التي حدثت قبل عدة شهور والتي كان سببها التعديلات القضائية التي تشددت حكومة #نيتنياهو تطبيقها والتي تقيد فيها قرارات الحكومه بمواجهة المحكمة العُليا وما تبعه من مسيرات رافضه في الشارع الإسرائيلي وما يحصل الان فطبيعة الأهداف المستهدفه في قطاع غزة جميعها ليست عسكرية وتُنم عن ارتباك وعدم تخطيط وتخبط في أولويات وأهداف الحرب التي تتغير بشكل يومي .
هذا كله يفسر حالة تاريخية يشعر بها المتدينين اليهود والمرتبطين جدا بالرواية التاريخية التي تُراقب جيداً التسلسل التاريخي لبناء دولة اسرائيل ومنهم رئيس الوزراء السابق أيهود باراك فهي بكل تاريخها لم تتجاوز الثمانين عاما مما أشعرهم بلعنة هذا العمر فمملكة اسرائيل الأولى لم تدم سوى ثمانين عاما مقسمه بين ٤٠ عاما في عهد داوود و٤٠ عاما في عهد سليمان وبعدها حاول رحبعام بن سليمان الاستمرار بالدولة لكنها انهارت بعمر الثمانين وانشقت هذا الدولة لأسباط تحت حكم رحبعام وأسباط تحت حكم يربعام بن ناباط والدولة الحشمونية التي انهارات أيضاً بعمر الثمانين عاماً.
الشاهد هنا أن من يقرأ التاريخ جيداً ويُمحص بالروايه التاريخيه الاسرائيليه وهي الان بعمر ٧٥ عاما يرى أن الظروف التي حصلت بتلك الفترة متشابهه الى حدٍ ما منها تحول المجتمع الاسرائيلي إلى يميني ديني مُتطرف وافرازه لحكومة يمينية مُتطرفه ترفض الاخر وتُريد بناء دولة قومية دينية ترفض كل من هو ليس من ملتها وتلفض خارجها أي شخص لايدين باليهوديه ويجب أن يكون أبعد من ذلك لحد التطرف، فأوجدو غطاء تشريعي ينظوي تحت جناح قانون قومية يهودية يبين أن اسرائيل لليهود فقط وكل من هو ليس يهودي يجب أن يغادرها بالوقت الذي تتشدق بديموقراطية الدولة على الرغم من وجود تيارات سياسية ترى هذا القانون بداية انهيار الدولة.
إن أردنا أن نربط ذلك بعلم الاجتماع فهو يمثل تقسيم ابن خلدون بتقسيم الدولة لأطر زمنيه فهي تمثل الدولة العجوز الهرمة الضعيفه وتاريخيا بلعنة العقد الثامن واسقاطها شخصياً فهي تتصرف كما هي الان فيها حربها ضد القطاع بأنها مريضه مرض الموت والذي يُنبأ بدنو الأجل . مقالات ذات صلة وسقط المجدار .. وجاء حرث غزة مع مأتاه 2023/10/22
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
من لعنة الفراعنة إلى أمل طبي.. فطر سام ارتبط بأساطير غامضة
في تحول غير متوقع، كشف علماء من جامعة بنسلفانيا الأميركية عن مركب واعد في علاج سرطان الدم، مستخلص من أحد أكثر الفطريات سمّية في الطبيعة، والمعروف باسم Aspergillus flavus، وهو الفطر ذاته الذي ارتبط طويلاً بأساطير غامضة مثل "لعنة الفراعنة".
هذا الفطر، الذي حامت حوله الشبهات عقب سلسلة من الوفيات الغامضة المرتبطة بفتح مقابر فرعونية، وعلى رأسها مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، عاد إلى الواجهة، ولكن هذه المرة من باب العلم والأمل.
فقد تمكن فريق بحثي بقيادة البروفيسورة شيري غاو من استخلاص مركب نادر منه يُعرف باسم "أسبيريجيميسين" (Aspergillicin)، ينتمي إلى فئة جزيئية معقدة تُدعى RiPPs، وهي ببتيدات تخضع لتعديلات خلوية دقيقة تمنحها خصائص دوائية مميزة.
فعالية واعدة ضد سرطان الدمخضع المركب لتجارب مخبرية على خلايا سرطان الدم، حيث جرى اختبار أربعة متغيرات منه، أظهر اثنان منها فعالية قوية في القضاء على الخلايا السرطانية، خصوصًا بعد إدخال تعديل كيميائي بسيط يتمثل في إضافة جزيء دهني، هذا التعديل عزز فعالية المركب إلى مستويات قريبة من عقاقير السرطان المعروفة مثل "سيتارابين" و"داونوروبيسين".
آلية دقيقة وانتقائية علاجيةالتحليل الجيني كشف أن فعالية المركب تعتمد على بروتين ناقل يدعى SLC46A3، يمكنه من التسلل إلى داخل خلايا سرطان الدم واستهداف الأنابيب الدقيقة المسؤولة عن انقسام الخلية.
هذه الآلية الدقيقة تؤدي إلى تعطيل عملية الانقسام الخلوي، مما يوقف تطور المرض.
ويُعد الأثر الانتقائي للمركب من أبرز مميزاته، إذ لم يظهر التأثير ذاته على خلايا سرطانية من أنواع أخرى، مما يعزز فرص استخدامه بأمان وفعالية.
من الأسطورة إلى المختبرتاريخيا، أثير الكثير من الجدل حول هذا الفطر، إذ ارتبط بحوادث شهيرة مثل وفاة عشرة علماء بولنديين بعد دخولهم مقبرة كازيمير الرابع في سبعينيات القرن الماضي، حيث تم العثور لاحقا على آثار للفطر السام، لكن الدراسة الجديدة تُعيد تعريف هذا الكائن الغامض، ليس كمصدر خطر، بل كمفتاح علاجي قد يُحدث نقلة نوعية في طب الأورام.
البروفيسورة شيري غاو علقت على النتائج قائلة: "إن ما نكتشفه اليوم هو وجه جديد للطبيعة، تحول بسيط في بنية الجزيئات يمكن أن يغير قواعد اللعبة الطبية، وهذا المركب قد يكون مجرد بداية".
خطوات مقبلة نحو التجارب السريريةيتجه الفريق البحثي حاليًا إلى المرحلة التالية من الدراسات، عبر تجارب على نماذج حيوانية، تمهيدا لإجراء التجارب السريرية على البشر.
ويأمل العلماء أن يفتح هذا المركب الباب أمام جيل جديد من العلاجات السرطانية الأكثر دقة وأمانا، مستفيدين من موارد الطبيعة التي لا تزال تخبئ الكثير من الأسرار.